أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريبر هبون - الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا














المزيد.....

الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 16:03
المحور: حقوق الانسان
    


("الفرقة 17 للكاتب الكورستاني زار صالح“لمحات من حياتنا-)
ريبر هبون-

اختار الكاتب لهذه الرواية خطاً درامياً واقعياً يكشف عن طبيعة الحياة وعن واقع الإنسان السوري في الخدمة
. الإلزامية والكردي بصورة خاصة عبر بوصلة الشخصية الرئيسة للرواية "جوان ابراهيم" الطبيب الشاب

الحقبة الزمنية ما بعد عام 2000م بعد موت الرئيس السابق حافظ الأسد ، مختاراً مسلكاً تقريرياً يجسد فيه الملامح
. النفسية لشخصية العسكري في الفرقة 17 وعن حياة يشوبها القلق واللااستقرار

: السرد الدرامي*

من محاسنه أنه يضع المتلقي القارئ في حالة من تتبع واخزاً مكامنه عبر الإشارة إلى المكان والناس وطبيعة الحياة والسلوكيات التي تتأثر بمنظومة الحياة السائدة والمفروضة عبر سلطة استبدادية مخابراتية تتخذ من الإرهاب والتخويف أساسين ثابتين لحكم الجماهير، حيث اتّبع الكاتب زارا صالح السرد الحكائي من بداية الرواية لنهايتها، وهذا السرد يفيد في السينما والأعمال الدرامية كالمسلسلات حيث وظيفته تحقيق المتعة الفنية دون الخوض في الأفكار وكذلك يعتمد السرد الدرامي على التجسيد أكثر من إبراز ما لدى الروائي من مهارات في توظيف تقنيات
. جديدة وحديثة في تقديم الأحداث على نحو غرائبي ماتع

: العادية لا تعني الرتابة *

بما أن المذهب هنا واقعي قديم يعتمد على التقريرية وتسجيل الواقع تسجيلاً دقيقاً دون الدعوة لمناهضته، وكما أسلفت فإن الرواية العادية أي الواقعية لابد وأن تستخدم مقومات الحكائية التقليدية ولا ينقص ذلك من قيمتها لأن هذا النمط وظفته الدراما في حقبة التسعينيات من القرن المنصرم، حيث كانت تلك السردية جادة في تقديمها للحدث وتوصيفها للشخصية وإبرازها للمكان بحيث أنها تمس كيان كل من عاش تلك الحياة وخبرها، نذكر الروائي الروسي "دوستويفسكي" الذي قدّم الرواية بشقيها السردي والوصفي وهنا غاب الوصف قليلاً عن رواية الفرقة 17 لصالح
: بروز الحس الدرامي وصعوده ومن مزاياه

الإغراق في الدراما الوجدانية التي يكون فيها صعود الشخصية بوصفها شاهد عيان على عصر ثقيل يسوده الخوف-

.والمجهول والقلق من المستقبل

. التركيز على الاغتراب الفردي ودواعيه في ظل نظام شمولي قمعي قائم على الملاحقة والتنكيل والترهيب-

. الولوج لعوالم الشخصية وطبيعة العلاقات الإنسانية، لمعالجة الحقبة وفهمها-

.وصف المكان، أجزاؤه لتصعيد الطاقة الوجدانية المتمثلة في صلة الفرد بالبيئة وطبيعة الزمن السائد-

لقد توجه الكاتب زارا صالح نحو الشخصية الأنموذج ، وأسبغ طاقات من الحكمة، الفضيلة، التأني، الرهافة والحب على "جوان" وصلته بعائلته ، رفيقة دربه "جالا" فهذا أعطى للبعد الدرامي هالة مميزة يفهم القارئ عبرها مدى المعاناة الفردية وسطوة نظام الحكم، فالعادية تسهم في تفعيل إحساس القارئ بالمعاناة بشقيها الفردي والجمعي،
. ويمكن للسياسي فهم الحقبة استناداً على الراوية الواقعية الجادة
.برع الكاتب في الانتظار الرهيب في الفرع الأمني وخارجه وكذلك الصيت السيء للفرقة 17

: حول الفرقة 17*

هي احدى فرق الاحتياط في الجيش السوري وقد تأسست بعد مجيء القوات الأمريكية للعراق حيث تتكون من عدد من الألوية والأفواج المنتشرة في محافظات المنطقة الشرقية الثلاث دير الزور والرقة والحسكة، حيث جسد الكاتب جانباً يتعلق بالعسكري الذي يخدم في الفرقة بحيث يعيش جواً كبيراً من العزلة فلا يخرج منها بخاصة عند موت حافظ الأسد، وتقليل الإجازات فيه بشكل كبير، أما عن جوان ابراهيم فقد حالفه الحظ بسبب استدعاء الفرع الأمني له وتأجيل التحقيق معه عند كل مرة ، مما استطاع الذهاب والإياب وزيارة الأهل ،تجسيد ذلك اتسم بلاسته ومتعته وجعلنا نعيش الحالة، وهذه النقطة تحسب للرواية كونها اتسمت بسهولة الانتقال من حدث لحدث من مشهد لآخر
: ص130 ،لنتأمل هنا

كان الفطور استثنائياً في هذا اليوم الذي بدا هكذا بالنسبة لزوجته جالا، أيضاً وهي تنفطر حباً وحناناً “
وتجد نفسها في عالم آخر، عالم قامت هي مع جوان بسرقته من الزمن في لحظة ما وأرادت أن تعيشه بكل تفاصيلها، لقد حنّت إلى دور الزوجة ورفيقة الحب، إلى أنوثة تتقد بقدوم جوان، كانت تمتلك كل شيء في تلك اللحظة، أميرة وهي في منزلها تجوب غنجاً ودلعاً أمامه والذي كان يبادلها الشعور والإحساس، أضفيا نكهة وردية على مملكتها
" الصغيرة في غفلة الزمن

:خاتمة*

عبرت الرواية عن لوحات إنسانية صادقة ومثالية عن حقبة بائسة يسودها الخوف والقلق ، وكذلك بدا تأثر الكاتب بالمنهج الواقعي القديم واضحاً في إبرازه لهذا الواقع المتشظي من تاريخ سوريا، فالذي يتبع الرواية بعين المتفحص والمتذوق في آن سيستنبط بلا شك الكثير من الحقائق المتعلقة بعلاقات الناس وسطوة الجهاز القمعي ، هذا الحس الدرامي المتصاعد بلا ريب يمثل تفعيلاً بالإحساس بوطأة الواقع وكذلك يعمق من مدى صلة الفرد المرهف بالعالم
. الفني الذي بدوره عمّق الجسور ما بين الفن والحياة

24.12.2021



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطأة اليقين لهوشنك أوسي تستحق الجائزة
- دلالات الصور على الحائط للكاتبة اليهودية تسيونيت فتّال
- تأثير البيئة على الوافد الجديد
- نظرة فلسفية حول التنازع
- ثنائية الأنا والآخر
- العقل المعرفي الشرق أوسطي بمواجهة القمع
- موت ديلمان
- جثث الأحلام المحترقة
- في رحاب الحب
- قيود
- صور من المخيم
- عن الحب كرنفال إلهي للشاعر اسماعيل أحمد
- موجة الإسلام السياسي و استبداد البعث
- ملامح الالتزام القومي في رواية انبعاث في أغوار الجبال للكاتب ...
- :الإرادة المعرفية في مواجهة التطرف الإسلامي
- الخط الكوردستاني الثالث في ( لغة الجبل) ليحيى سلو
- (قراءة في وجع -طفل يلعب في حديقة الآخرين- لجان بابير)، ريبر ...
- (موجز عام حول روايات حليم يوسف الخمس)
- ثنائية توحش الإستبداد البعثي و المعارضة الأخوانية
- مسارات رؤيوية لفهم رواية الوحش الذي بداخلي ل حليم يوسف


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ريبر هبون - الفرقة 17 للكاتب الكوردستاني زارا صالح ملامح من حياتنا