مُحَمَّد بَينَ خِيانَة بَني هاشِم وقُرَيش وَقَرار الهِجرَة

سالم عاقل

الحوار المتمدن-العدد: 7117 - 2021 / 12 / 25 - 02:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المقالة عبارة عن هدية على البيعة...... بداية ارجو من القارئ العزيز الانتباه الى ما ورد من كلمات بين القوسين ((....)) ومدلولاتها، وشكرا مقدما!!
قال ابن إسحاق: فلما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلعم من الأذى ما لم تكن نالته منه في حياة عمه أبي طالب، {لذلك لن يظلّ محمّد جالسا مكتوف الأيدي في مكة، يقرأ قرآنه وسجعه على الذاهب والقادم، ويتعرّض للسخريّة والاستهزاء}، فخرج رسول الله صلعم إلى الطائف، ((يلتمس النصرة من ثقيف، والمنعة بهم من قومه))، ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل ، فخرج إليهم وحده، {أي ان الكاهن صلعم قام بخطوة جريئة، وهي طلب المعونة والحماية من ثقيف (أعداء قريش في حرب الفجور) في الطائف، وهذه كانت بمثابة خطوة جريئة من الكاهن صلعم، وأقول خطوة جريئة، لأنّ حرب الفجّار بين قريش وحلفائها، وبين قيس عيلان وحلفائها من ثقيف، لم يكن قدّ مرّ عليها زمن طويل (حوالي 20 سنة)}، فجلس إليهم رسول الله صلعم فدعاهم إلى الله، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام، ((والقيام معه على من خالفه من قومه)) (يعني يتآمر على قومه)، فقال له أحد الأخوة الثلاثة (ابن عبد ياليل بن عمرو بن عمير): هو يمرط ثياب الكعبة، إن كان الله أرسلك ؛ وقال الآخر (مسعود بن عمرو بن عمير) ‏‏:‏‏ أما وجد الله أحدا يرسله غيرك (أي رسول خائن)، وقال الثالث (حبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن غيرة بن عوف بن ثقيف): والله لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا من الله كما تقول ، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام (أي بمعنى انك غير موثوق بك طالما انك مستعد لخيانة قبيلتك)، ولئن كنت تكذب على الله (ولا اعلم هل الثالث ام الثلاثة كانوا يعبدون الله- ولئن كنت تكذب على الله- ام الأصنام)، ما ينبغي لي أن أكلمك، فقام رسول الله صلعم من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم - فيما ذكر لي: إذا فعلتم ما فعلتم ((فاكتموا عني)) ، وكره رسول الله أن يبلغَ قومَه عنه ، فيُذْئِرهم ذلك عليه (يذئرهم عليه- أي يثيرهم عليه لو علموا انه يخطط لخيانتهم) ممّا دفع محمّدا أن يطلب منهم كتمان أمر مجيئه إليهم، وكيف لا يطلب منهم ذلك أي الكتمان، وهو ذهب يطلب الحماية من الخصوم ومساعدته في الحرب ضد قومه الذين لم يؤمنوا بنبوته، فبأيّ وجه سيقابل قومه، خاصّة بعد تعرّضه للصدّ من هؤلاء الخصوم، الذين بسبب مواقفه الخيانية التخاذلية تجاه قومه والتي تأبى النفس العربية قبولها، فهيجوا صبيانهم لرميه بالأحجار والنعال والطماطم الخائسة، وهنا في هذين المصدرين- سيرة ابن هشام- البداية والنهاية لابن كثير- لا وجود لِمَلَك الجبال بحسب حديث والهرطقة المنسوبة لعائشة!!
{5848- عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: يا رسول الله هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال: لقد لقيت من قومك، فكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم - على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال، فسلم علي (لماذا لم يسلم عليك جبريل في الغار اول مرة!!!) ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، قال رسول الله: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئا (متفق عليه)} (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - كتاب الفضائل- باب المبعث وبدء الوحي)
ولان موقفه اصبح محرجا جدّا أمام قومه، الذين قد يتّهمونه بالخيانة والتحالف مع العدوّ، لذلك طلب من سادة الطائف ألاّ يخبروا أحدا، ولكنّهم طبعا نشروها بين الجميع، وانتقل الخبر إلى مكّة بطبيعة الحال، وربّما هذه من الأخطاء التي سيتعلّم محمّد منها كثيرا، ولكلّ جواد كبوة!! {السيرة النبوية لابن هشام ج2} - {البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل في ذهابه صلى الله عليه وسلم }
واكيد لهذا السبب قامت قريش بمحاولة اغتيال الخائن محمد صلعم، ولكنه تمكن من الهرب، ودعونا نعود إلى حكاية رفض بني ثقيف لمحمّد ولمؤامرته ضد قريش في الطائف، فكيف يستطيع محمد العودة إلى مكّة، وهو الذي ذهب يطلب التحالف مع خصوم قومه، طبعا لن يستطيع العودة، فذهب إلى غار حراء وأرسل إلى الأخنس بن شريق، يطلب أن يجيره ويحميه عند الدخول إلى مكّة{هذا الأخنس هو الذي هجاه محمّد في القرآن بالعتل والزنيم وليس الوليد بن المغيرة كما يدعون}، ولنستمع لابن هشام(المصدر السابق)، لما انصرف عن أهل الطائف، ولم يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، من تصديقه ((ونصرته))، صار إلى حراء، ثم بعث إلى الأخنس بن شريق ليجيره ، فقال ‏‏:‏‏ أنا حليف، والحليف لا يجير، فبعث إلى سهيل بن عمرو، فقال ‏‏:‏‏ إن بني عامر لا تجير على بني كعب، فبعث إلى المطعم بن عدي فأجابه إلى ذلك، ثم تسلح المطعم وأهل بيته، وخرجوا حتى أتوا المسجد (الكعبة) ثم بعث إلى محمد أن ادخل، فدخل رسول الله صلعم، فطاف بالبيت وصلى عنده (ماذا صلى يا ترى عند 360 صنم ولمن) ثم انصرف إلى منـزله، وبسبب عدم قدرته على العودة إلى مكّة، فإنّنا نلاحظ أنّ المكان الذي ذهب إليه محمّد هو غار حراء {هل هو البحث عن حماية غيبيّة في المكان الذي حدثت له فيه تلك التجربة العنيفة في أحد الليالي منذ سنوات، ام انه على الأغلب غار سري لم يكن يعرفه سواه}، وبعد رفض الأخنس حمايته وكذلك سهيل بن عمرو، فإنّ المطعم بن عديّ قبل بذلك، وحماه أثناء دخوله إلى مكّة، وسهيل بن عمرو هذا، هو نفسه الذي سيكتب الهدنة فيما بعد، بين المسلمين وقريش أثناء صلح الحديبيّة، وكان شريفا وخطيبا، وهو من قريش الظواهر حيث كانت تسكن بني عامر بن لؤيّ (ياقوت الحموي/معجم البلدان/باب الباء و الطاء)!!
ومن حينها لم يبقى امام الكاهن صلعم للنجاة بحياته، سوى الهرب والفرار (والتي اطلقوا عليها الهجرة) الى يثرب والتي تبعد عن مكة حوالي 400 كم، والسؤال هنا: لماذا لم يطلب محمّد حماية أحد أقاربه، أين حمزة او عمر مثلا وغيرهم من أبناء عمومته او عشيرته ، أم أنّه لا يجرؤ على طلب هذا منهم بعد الذي فعله، ومطعم بن عديّ هذا الذي أجار محمّد {جدّه نوفل هو أخو هاشم الجدّ الأكبر لمحمّد}، كان أيضا من الرجال الخمسة الذين نقضوا صحيفة الحصار المشهورة على قريش في السنة السادسة او السابعة قبل الهجرة او الهروب، وقد مات هذا الرجل دون أن يسلم، بينما ابنه جبير أسلم بعد الفتح، وذهب يطلب إطلاق سراح بعض الأسرى بعد معركة بدر، ولكنّ محمّد الذي حاول ان يخون قومه، والذي يكون على استعداد ان يخون قومة لا ثقة فيه، رفض طلب جبير بن مطعم، اليد التي انقذته في ساعة الشدة!! والسلام عليكم.

#سالم_عاقل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين