|
من هو -مُحمَّد- القرآن ؟ كيف تحوَّل الى نبي المسلمين ؟ من كتب القرآن واين كُتبَ ؟
نافع شابو
الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 22:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من هو "مُحمَّد" القرآن ؟ كيف تحوَّل الى نبي المسلمين ؟ من كتب القرآن واين كُتبَ ؟
1 - تعريف موجز ب"المجموعة الألمانية للأنارة" مدرسة ساربروكن أو المدرسة الساربروكية في المانيا (Saarbrücker Schule) هي مجموعة من الباحثين يرأسهم العالم الديني كارل هاينز أوليغ الذي حقق في ظهور الإسلام باستخدام منهج النقد التاريخي، المنهج العلمي القياسي لتحليل النصوص التاريخية ، وباستخدام طرق المجالات العلمية الأخرى. تطبق مدرسة ساربروكن المنهج التاريخي النقدي عل جميع القضايا في تاريخ ألأسلام المبكر والقرآن لا يُعتبر التاريخ المبكر للإسلام ، الذي دُون فيما يسمى بالمورث والأخبار (الأدب التقليدي) ، مصدرًا للتاريخ ، ولكنه نتاج أدبي للوقت الذي كُتب فيه لأسباب دينية أو أدبية أو لأسباب أخرى. في ضوء هذا البحث ، يبدو ظهور الدين الإسلامي كعملية استمرت لأكثر من قرنين.(1) المجموعة تُسمّى (إنارة ) ، مقرّها في مدينة (زربروكن) بالمانيا ، اعمالهم مبنية أساسا على تقاليد ألمانية طويلة في النقد التاريخي ، ومن الباحثين والمرتبطين بمدرسة الأنارة كُلّ من :"روبرت كير "، "مركوز كروس" و"إبن الوراق"، وفولر بوب" و"كارل اوليغ" و"كريستوفر لوكسنبرغ". هذه المدرسة تنطلق في البحث عن أصل الأسلام والدراسات النقدية للقرآن . يقول البروفيسور كارل هينتس اوليغ" - وهو احد المؤسسين و المنتمين لهذه المدرسة -عن كتاب "الأسلام المبكر" : "يمكن القول بوثوق تام أنّ جذور الأسلام كانت مسيحية في البداية .أجزاء كبيرة من القرآن تكشف عن لاهوت مسيحي عتيق . لاحقا تمت إضافة نصوص أخرى بطبيعة الحال ، ثُمَّ تطور في القرن 9 الميلادي (اي في القرن الثالث الهجري ) ،كتاريخ اقصى ، الى ديانة مستقلة . من المثير بالنسبة لي أنّ الكثير مما كنا نظنَّه إسلاميا خالصا – مثل كلمات "محمد" و"عبدالله " – ليس خاصا بالأسلام بل مسيحي ايضا -. "عبدالله تعني "عبد الرب" وهو اسم قديم جدا كان يطلق على "يسوع" يعود الى أغاني (اشعيا " عن "عبد الرب الذي يعاني :"هو ذا عبدي الذي أعضدهُ ، مُختاري الذي سُرّت به نفسي . وضعتُ روحي عليه فيخرج الحق للأمم"اشعيا 42 :1" . في اللاهوت القديم الذي يعود الى القرنين المسيحيين ألأولين . كان "يسوع " يسمّى "عبالله " أكثر من تسميته ب "إبن الله" .ألآباء الرسوليون في المصادر الأدبية من القرن الثاني كانوا يفضلون تسمية "يسوع " ب"عبدالله " في روما وفي بلاد الشام [راجع ايضا مقال الكاتب كما في الموقع التالي] https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=668547 "يسوع " كان يسمى ايضا "مُحَمَّد" !!! ، نعم ، "مُحَمَّد" تعني حرفيا في العربية "المَمدوح" او "المُبارك". وهذا موجود في المسيحية أيضا فنحن مازلنا الى اليوم نصلي في القداس : "مبارك الذي أتى وسوف يأتي باسم الرب" .فإذن ، المبارك هو الذي سيأتي باسم الرب : إنّه يسوع . وهو في الحقيقة لقب قديم لم يكن منتشرا الا ضمن اللاهوت السرياني – العربي منذُ عصر ألأنوار كانت لدينا ضرورة طرح ألأسئلة وفق منهج النقد التاريخي .لأننا كأناس حداثيين لانستطيع التفكير بطريقة أخرى ولأننا لم نكن لنعتنق المسيحية دون نقد تاريخي او دون فحص ما نفكر فيه . لكن داخل ألأسلام ، لا وجود بعد لتفكير نقدي تاريخي. في الأسلام كان الأعتقاد دائما بين المسلمين وفي الدراسات ألأسلامية ايضا انّ رجلا بسيرة واضحة : ولد سنة 570 وتوفيي سنة 632 م وعاش بين مكة والمدينة . لكن علينا القول إنَّ ما نملكه من مصادر عن تلك القصة محل تسائل بشدة ، ذلك أنَّ سيرة محمد نشأت في القرنين 9 و10 . هذا يعني من 200 الى 300 سنة بعد وفاته المُفترضة , عندما نقرأ تلك السيرة سنجد فيها بعض المواضع الأسطورية ضمن سيرة مفصلة ، لكنها غير صالحة للأستعمال كمادة للتاريخ . كذلك في القرآن نفسه ، لانجد سيرة محمد . اسم "محمد" لايرد سوى 4 مرات في القرآن .بينما اسم "يسوع " نحو 30 مرة . "محمد" هل هو أسم ام صفة ؟ عندما نقرأ المواضع ألأربعة[الآيات الأربعة فقط في القران التي تذكر اسم "محمد"] لن نجد إلاّ موضوعا واحدا يمكن القول بوثوق أنَّ الكلام فيه عن نبي عربي [ يقصد الآية : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" . ولكن عند الرجوع الى تفسير عالم المخطوطات ألأستاذ "محمد المسيح" ، سنكتشف حتى هذه الآية تشير الى يسوع [راجع مقال الكاتب كما في الموقع التالي ]. https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=649915 بقية المواضع يمكن ان تُفهم على أنها صفة تعني "المبارك" . والسؤال :من المقصود ب"المُبارك" . هناك مشكل في تاريخ ألأسلام المبكر ،اننا لانملك مصارد أدبية إسلامية تعود الى ماقبل القرن 9 لدينا من المصادر المعاصرة للأحداث شواهد مسيحية ثم نقود ونقوش تركها الحكام العرب . وعندما ننظر في تلك المواد ، يغدو السؤال أكثر الحاحا . ذلك أنّه علينا النظر في الظواهر التاريخية بحسب المصادر المعاصرة للأحداث ، لا إعتمادا على نصوص تم إنتاجها بعد بضع مئات من السنين(2). 2 - النتائج التي توصل اليها كريستوفر لوكسنبرغ ، بعد بحثه عن أصل القرآن وألأسلام كتاب جديد صدر من تاليف "كريستوفر لوكسنبرغ " في المانيا بعنوان : "دراسة نقدية للقرآن"Critical koran studies هذا الكتاب فتح آفاقا جديدة ،لأنه أظهر أنَّ القرآن يحتوي كلمات وجملا سريانية . وهو ما ذهب اليه (الفونسو منغانا ) ، من قبل ، وقد قدّم أدلّة جيدة على ذلك . لكن لم تكن لدى "الفونسو منغانا" المنهجية المناسبة . لقد طوّر لوكسنبرغ منهجيته الخاصة يقول لوكسنبرغ :"صيغة "مُحمّد " ليس اسم وإنمّا صفة فقط ، بمعنى "مُمجَّد" . والممجّد كانت تسمية للمسيح (مُحمَّد) الذي نجده في القرآن على النقوش (مثلا قبة الصخرة ) وعلى النقود هو المسيح "عيسى بن مريم" كان يسمى عند المسيحيين العرب "مُحمَّد " بمعنى (المُمجَّد). بالسريانية " مشُبحا" اي "الممجّد"، فترجم بالعربي ب"مُحمّد". وأصل كلمة "مُحمَّد" سريانية . رُبَّما قبل بناء قُبَّة الصخرة لم يكن القرآن موجود ، بعكس الأعتقاد العام ، والدليل ، مثلا، شهادة يوحنا الدمشقي ، لم يتكلم عن القرآن وإنما يتكلم عن نصوص ،أي عن سوَّر ، التي تعني باليوناني كتابة او سوّر. [جاء في كتاب الهرطقة المائة ل"يوحنا الدمشقي" (676 م )قوله: القرآن كان معتبرا على أنّهُ تجميع لقصص كتابية نُقلت وفُهمت بشكل سيء. ولهذا كان الهزء به يكفي. لايوجد اسلام في عهد يوحنا الدمشقي بل يسميها هرطقة أو ديانة ألأسماعيليين ولا يُسمّيها ديانة ألأسلام أبدا " . لم يكن ، النص القرآني ، مُثبّتا في حُلّته الحالية عند جميع "المسلمين" آنذاك . وكان وجود نُسخ مختلفة للنص القرآني فيما يختص بموضوع واحد أحيانا. راجع مقال للكاتب كما في الموقع التالي ] https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=643952 لايذكر يوحنا الدمشقي القرآن. فإذا اهمية هذا النص تاريخي ، أي ممكن ان يساعد المؤرخين ، على ما حصل . فبعد انقلاب العباسيين على ألأمويّين ، رفض العباسيّون ، إيمان او دين الأمويين (ألأموييّون كانوا نصارى اي مسيحيين ولكن لايؤمنون بالثالوث ، ولايعتبرون المسيح ابن الله وإنّما عبدالله). في عهد العباسيين تم نقل النعت ، صفة المسيح ابن مريم وهو مُحمَّد اي ممجَّدٌ ، نقلوه ونسبوه الى اسم نبي المسلمين محمد . انطلاقا من هذه النصوص يجب ان نُميّز بين مُحمَّد الأول و مُحمد الثاني . مُحمد الأول هو المسيح ، ومحمد الثاني هو نبي المسلمين . فماذا حصل ؟ يظهر حصل الأبتعاد من المسيحية العربية ، أيّأم العباسيين ، وبالتحديد أيّام المأمون. يضيف كريستوفر لوكسنبرغ فيقول: "الخليفة العباسي "مأمون "هو الذي أسَّس ألأسلام ، رفض حتى مسيحية الأمويين وأخذ حتى الأسم نفسه أخذه من نقوش قبة الصخرة "إنّ الدين عند الله الأسلام" ،وأعتبر انّ هذا الدين هو دين ألأسلام، لم يفهم المعنى الصحيح والحقيقي لكلمة "ألأسلام" ،. هذا الجدل طبعا للمؤرخين متى ظهر الأسلام ، موجود في القرآن ما يدلُّ على هذا الأنتقال (من المسيحية الى الأسلام) مكة لم تكن قبلة "المسلمين " قبل ألمأمون ، والحج كان الى القدس ، فقد كانت صلاتهم بإتجاه القدس وإليها يحجّون بدليل ألآية144 من سورة البقرة : "قد نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ " هنا اشارة الى متى تأسس الأسلام ومن أسّسه هو " المأمون "[الذي حكم بين 198 الى 218 هجري] خلاصة النتائج التي توصل اليها "كريستوفر لوكسنبرغ ": محمد شخصية وهمية ، المذكور في ألقرآن وألآثار هو المسيح الدولة الأموية كانت مسيحية منكرة لعقيدة التثليث المصحف لم يكن موجودا زمن عبدالملك ، إنما سور فقط [عدد من السور كُتبت في ألأصل بلغة هجينة عربية سريانية ] ألأسلام تأسس مع المأمون الصلاة الى مكة (القِبلة ) والحج إليها بدأت مع المأمون .(2) 3 – من هم الذين كتبو القرآن ؟ أين عاشوا؟ ما الذي نعرفه عنهم ؟ The writers of koran هناك بعض الحقائق التي نعرفها عن خلفية كتبة القرآن . نحن نعرف أنهم كانوا يستخدمون العربية والآرامية . لقد كانوا يجيدونهما معا ،لأنها [الآرامية ] اللغة المستعملة في الطقوس الكنسية في ذلك الوقت . كما كان حال اللاتينية في الكنيسة الكاثوليكية الغربية [ اي حتى المخطوطات الأولى للكتاب المقدس كان باللغة الآرامية والعبرية] . في سوريا وبقية المناطق الشاسعة حولها كانت ألآرامية لغة الطقوس التعبدية في الكنيسة . نعرف أيضا إعتمادا على القرآن أنَّ الكتبة كانوا يجادلون بقوة ضدَّ المذاهب التثليثية . يبدو أيضا انّ القرآن كان يهاجم كنيسة الشرق على وجه الخصوص ، أي الكنيسة النسطورية التي تبنَّت سنة 410 م العقيدة المنبثقة عن مجمع نيقيا [عُقِدَ سنة 325م ] ولأنَّ الجدل مركزي للغاية في القرآن ألأوَّلي ، يمكن القول بثقة إنّها مجموعة مسيحية منشقة شرقية .لقد كانت أقلية تجادل بقوة ضد كنيسة كبيرة في الشرق مثل الكنيسة النسطورية التثليثية. نرى أحيانا أيضا هجومات ضد الكنيسة اليونانية او ضد الغساسنة المونوفوزيين وهي قبيلة عربية تحوَّلت الى المسيحية قبل قرون . لذلك يمكن ان نستنتج من ذلك أنّه السياق الذي عاش فيه هؤلاء الكُتّاب : قريبا من كنيسة نسطورية قويّة ، لكن ايضا مع وجود عناصر اخرى . وبالطبع ، فإنَّ الذين كتبوا القرآن إعتقدو أنهم على المنهج المسيحي الصحيح طبقا لما في الكتاب المقدس على خلاف خصومهم الذين يجادلونهم . أين كُتب القرآن إذن ؟ نحن نعرف أنّه لابد أن يكون كُتب في مكان عاش فيه مسيحيون عرب ، حيث توجد كنيسة نسطورية مسيطرة ، وحيث سيكون لدينا أيضا مسيحيون مونوفوزيون ، غنوصيون ، بوذيّون ، وزردشتيون . من الواضح أنّ التأثيرات من تلك ألأديان وصلت القرآن ، الكُتَّاب تعاملوا مع تقاليدها . يجب ايضا أن يكون مكانا به نبات وحدائق وفاكهة(التين والزيتون والعنب ) وغيره مما ذُكرت في القُرآن ، وأن يكون المكان منسجما مع لغة القرآن وهي لغة نجدها شرق سوريا وفلسطين مثل ألأردن ، وربما العراق المكان هو مكة والمدينة حسب السردية الأسلامية ، ولكنهما لايتطابقان مع أيّ من المعايير المذكورة آنفا . قد يكون بضعة أفراد من المسيحيين العرب عاشوا هناك لكن ذلك لن يكون مبررا كافيا لتأليف كتاب تلاوات [قريانا ] لاوجود لكنيسة نسطورية ، ولا وجود لمنوفوزيين او غنوصيين او بوذيين او زرادشتيين في مكة والمدينة (الحاليتين). لم يكن لهم شيء من الفواكه والحدائق الموصوفة في ألقرآن ، كما أنَّ لغتهم مختلفة بطبيعة الحال . في المقابل ، كل شيء يشير الى شرق ايران . هنا لابد أنَّ بعض القراء سيعترضون : الم تقل آنفا إنّ اللغة لابد ان تكون من شرق سوريا او ربما غرب العراق؟ كيف يكون المكان إذن في شرق إيران ؟ جواب ذلك هو أنّه وقعت الكثير من عمليات الترحيل تحت حكم الساسانيين على مدى قرون لقد كان ملوك الساسانيين يبنون مدنا جديدة ، وكانت خالية من السكان وبعد مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة الرومان ، يقومون بترحيل مئات ألآلاف الى تلك المدن الجديدة التي كانت غالبا شرق ايران . نحن نعرف انها الطريقة التي دخلت بها المسيحية الى ايران اول مرة . لذلك بحلول الوقت الذي كتب فيه القرآن كانت المسيحية تنتشر بسرعة في بلاد فارس التي كانت على وشك ان تصبح مسيحية . لكن بذرة المسيحية كانت قد غُرست قبل ذلك مع الأشخاص الذين تم ترحيلهم . نحن نعرف من السجلات في عهد (شابور ألأول) أنّه تم ترحيل مئات ألآلاف من السوريين من قليقيليا وغيرها منذ القرن الثالث الميلادي ، وهو وقت طويل حتى من منظور كتبة القرآن . ثم استمرت على مرّ القرون ، كلما كانت هناك حرب بين الفرس والروم (البيزنطيين ) كانت تقع دائما عمليات تهجير . خسرو ألأول الذي حكم في القرن السادس يقوم بدوره بترحيل مئات الآلاف . فقد رحَّلَ على سبيل المثال جلّ سكان انطاكيا !!!. وبحلول هذا الوقت كان جميع ألأشخاص الذين تمّ ترحيلهم أساسا من المسيحيين . بالعودة الى القرون الثلاثة السابقة لم يكن المسيحيّون هناك غالبية بالضرورة ، لكن بحلول القرن السادس كان جميع المرحلين من المسيحيين . المسيحيون العرب في المنفى الأيراني اقصى الشرق كانوا يقارنون أنفسهم بيهود العهد القديم وهو ما يمكن رؤيته في القرآن . مثال ذلك وصفُ كتبة القرآن لخسرو ألأول ب(فرعون). لدينا أيضا أدلة أخرى تشير الى بلاد فارس الشرقية : على سبيل المثال ، العملات التي تسمّي (يسوع) ب (عبدالله ) بمعنى خادم الله والتي تعدُّ ركنا اساسيا من اللاهوت المناهض للثالوث . ف (خادم الله ) لايمكن أن يكون إلها ، لأنّه يخدم الأله وبالتالي فهو إذن ليس كائنا إلهيا . لذلك فالعملات التي تحمل شعار (عبدالله ) تظهر أولا شرق إيران ثم تزحف ببطء من الشرق الى الغرب كلَّما انتشر الدين . نفس الشيء مع العملات التي يظهر عليها (محمد): تظهر في الشرق أولا ، ثم شيئا فشيئا في المناطق الغربية . امّأ (عبدالملك) فهو يُسمَّى عادة (عبدالملك بن مروان ). لكننا نجد ( عبدالملك مروان ) فقط على أقدم العملات . فإذن هو ليس "إبنا" لمروان ، إنّما يعني ذلك قائد شعب(مرو) . وهي المنطقة التي تقع شمال شرق ايران الحالية . تلك هي الخلفية التي ينحدر منها (عبدالملك ) وكذلك المنطقة التي كُتب فيها القرآن في الأصل . لقد صار القرآن في متناول الناس مع عبدالملك وفي كلِّ مكان . قبل ذلك كان القرآن ظاهرة محليّة. أعتقد أنَّ ما قلته للتو سيفاجيء الكثيرين .أنا بنفسي لم أسمع به إلاّ مع مجموعة إنارة . فإذن نحنُ نعرف، من خلال كلِّ هذه التأثيرات من البوذية والزردشتية والمونوفوزية وغيرها ، لابدّ أن تكون المدينة التي كُتِب فيها القرآن ذات مركز سكاني كبير . مكّة والمدينة لم يكونا مركزين سكانيين ،إنّما منطقتان قاحلتان وسط الصحراء بعدد سكان متواضع للغاية . في حين كانت (مرو) مدينة رئيسية في الأمبراطورية الساسانية تقع على طريق الحرير . لذلك كانت توجد بها الكثير من ألأعمال الأقتصادية ، وهي ايضا فيها الثمار والزروع ...الخ. ولذلك ايضا ، نجد تأثيرات بوذية بسبب وجود جماعات بوذية كبيرة في (مرو) لأنها تقع على طريق الحرير وتزدهر فيها ألأعمال التجارية ( ايلاف قريش التي هي رحلة الشتاء والصيف كما جاء في القرآن). (2) إيلافهم رحلة الشتاء والصيف (1)( لإيلاف قريش من الواضح أيضا وجود التأثيرات الزرادشتية بما ان بلاد فارس كانت موطنا لتلك الديانة . التأثيرات المسيحية كانت بسبب عمليات التهجير . وقد كانت الكنيسة النسطورية جعلت في (مرو) منصب ( مطران المدينة ألأُم) ، تُقابله رتبة (رئيس الأساقفة) في الكنيسة الكاثوليكية قد يكون ذلك تسبب في نشوء بعض الخلافات . بما أنّ الكنيسة كانت بذلك تغرس جذورها في مرو وهو ما لم يعجب كتبة القرآن . كانت مرو كبيرة جدا الى درجة أنّه كانت عاصمة للخلافة ألأسلامية لفترة وجيزة في القرن التاسع الميلادي ( الثالث الهجري).كانت مرو واحدة من أكبر المدن في العالم قبل ان يتم تدميرها من قبل المغول في القرن الثالث عشر ميلادي. فإذن لدينا الكثير من الحجج(ألأدلة ) التي تدعم فكرة أن تكون مرو هي ألأصل . وهو ما يتفق عليه أعضاء مجموعة إنارة ، إنهم يرونها المرشح ألأكثر ترجيحا . لكنها طبعا ليست المرشح الوحيد لذلك هناك درجة من عدم اليقين ، إذ من المحتمل ايضا ان يكون القرآن كتب أولا في المنطقة المحيطة بمدينة شيراز(جنوب غرب ايران). لتلخيص ما قلناه ، يمكن القول : بدأت الدراسات القرآنية النقدية في القرن التاسع عشر ، راينا انّ القران كتب بلغة هجينية بين السريانية والعربية ، وهو ما أدى الى الكثير من الأخطاء في القراءة عندما يُعرف بالفقرات المُبهمة ، لأنها قُرأت بالعربية في حين كان يجب قراءتها باللغة الهجينية (راجع الجزء الثاني والثالث لمقال الكاتب عن مراحل تطور القران ). القرآن كتب على يد عرب عاشوا في المنفى ألأيراني . في القرآن تعاليم ضد عقيدة التثليث ، وقد تم تأليفه على مدى فترات طويلة .(3)
المصادر (1) مدرسة ساربروكن
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%B3%D8%A9_%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D9%86 (2) بقلم الاستاذ الباحث (خالد بلكين) https://www.facebook.com/watch/?v=758782608396551 (3) باحثون من ألمانيا يكشفون عن أصل القرآن ِ https://www.youtube.com/watch?v=B0RrhWpJOmU&t=11s
#نافع_شابو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التراث ألأسلامي وازدراء وتحقير الأنسان و الأديان الجزء الثان
...
-
هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الج
...
-
معنى ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ في سورة الأخلاص الآية (2)
...
-
التراث ألأسلامي وازدراء وتحقير الأنسان و الأديان الجزء الأول
...
-
هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الج
...
-
هل يعرف المسلم انَّ -القرآن ألأول - كان كتاب -نصراني - ؟ الج
...
-
عقيدة صلب المسيح في التراث الأسلامي - الجزء الخامس-
-
الأبحاث العلمية المعاصرة تؤكد على انّ (المسلمين ألأوائل) كان
...
-
-وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم-- بين ألعقيدة الأسلامية وال
...
-
ماقتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لَهُمْ !!! الجزء الث
...
-
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُ
...
-
كيف استطاعت ايران احتلال اربعة دول عربية ؟؟؟؟!!ّ!!
-
سرقة كاتب القران ل-سورة المؤمنون - الأيات 12، 13، 14 من الكت
...
-
برهان –الوعي - : لغز العقل دليل على انّ العلم يشير الى مصمم
...
-
مخطوطات البحر الميت وكهوف قمران شاهد على صحة الكتاب المقدس ب
...
-
محاضرة – للعالم والباحث الأردني الدكتور --عمر الغول- عن مخطو
...
-
مخطوطات البحر الميت وكهوف قمران شاهد على صحة الكتاب المقدس ب
...
-
المسيح الثائر هو المحرِّر الحقيقي للأنسان من قيود العبوديَّة
-
برهان -الوعي -دليل على انّ العلم يشير الى مُصمّم ذكي ( خالق)
...
-
برهان -الوعي - دليل على انّ العِلم يشير الى مُصمّم ذكي ( خال
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|