أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - نتائج الانتخابات وخيارات المرحلة القادمة














المزيد.....

نتائج الانتخابات وخيارات المرحلة القادمة


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هبت رياح الخريف على العراق، أملا بموسم أمطار غزير يزيل معاناة أهله بعد صيف جاف شحت فيه المياه، حتى إضطروا لحفر الابار، لكن الخريف مر ولم يعطهم قطرة مطر، وبقيت الأشجار عارية من أوراقها تشكو عطش الصيف وبرد الشتاء.
رياح أخرى مرت؛ كان المؤمل منها أن تنزل غيثا وفيرا، يغير حال العراق ويحيل خريفه الأصفر لربيع مزهر، وأن الإنتخابات التي جرت في العاشر من تشرين ستكون مفصلية في تاريخ العراق، من حيث النتائج وإدارة العملية الإنتخابية، وستظهر وجها مشرقا للعراق، يؤكد نضوج العملية الديمقراطية فيه.
لكن يبدو أن رياح الخريف ونتائج الإنتخابات، كانتا متفقتان مسبقا على أن مواسم العراق القادمة ستكون جافة! ولن تنفع معهما صلاة الإستسقاء، أو الطعون بالنتائج والمظاهرات أمام بوابات الخضراء.. بل حتى الجلوس على الموائد والتحاور من أجل التراضي أتى بنتائج عكسية، فكل منهم إمتطى جواده شاهرا سيفه في وجه خصمه، بين متشبث بأحقيته بالرئاسة، وبين رافض للنتائج بدون المشاركة في الحكومة.
للمرة الأولى كان الإنسداد السياسي واضحا والحلول غائبة، بين مكونات الكتلة المفترض إنها الأكبر ويقع على عاتقها تشكيل الحكومة ، بينما كتل المكونات الأخرى، رغم حدة تسقيطها لبعضها، لكنها سرعان ما صارت أكثر إنسجاما وتفاهما ، فهي تتعامل مع الآخرين على اساس المكونات وليس الكيانات، وهي بإنتظار من يعطي القطعة الأكبر من الكعكة لتذهب معه، فلم يهنئ الفائزون بفوزهم، ولسان حال الخاسرين: مالنا والدخول في نفق مظلم، وطريق لا تعرف نهايته.
لذلك فإن أفق النجاح في المرحلة القادمة يكاد يكون معدوما، نتيجة الإختلال في توازن القوى، والتناقض بين حجم الأصوات وعدد المقاعد، وغياب بعض القوى الجامعة التي طالما شكلت الوصل بين الأطراف المختلفة.. ناهيك عن الاختلاف الكبير في المشاريع والأهداف بين القوى السياسية التي تمثل طرفي المعادلة، مما جعل المرحلة القادمة ذاهبة بإتجاه خيارات محددة، أفضلها لن يؤدي الى حل جذري للمشاكل العالقة لكنه سيعطلها الى فترة معينة، ويبدو أن الافخاخ التي زرعت في قانون الإنتخابات ونتائجها، ستنفجر في وجه الجميع رابحا كان أم خاسرا.
أولى تلك المشاكل في المرحلة القادمة هو الطعن الذي قدمته نقابة المحامين العراقية، في عدم قانونية حل مجلس النواب العراقي، وبالتالي فإن إنتخابات تشرين تعتبر لاغية، ويعود البرلمان الى عمله وتجرى الانتخابات في ربيع 2022، بينما هناك حراك لا لغاء نتائج الانتخابات الحالية بسبب المشاكل والخروقات القانونية التي رافقتها، والابقاء على الحكومة الحالية والبرلمان لحين إجراء الانتخابات، وفق اليات جديدة وقانون جديد ومفوضية جديدة، وكل ذلك سيزيد تأزم الاوضاع، ويدخل البلاد في صراعات وأزمات قانونية ودستورية.
المشكلة الاخرى هو القبول بالنتائج الحالية، وما شابها من عمليات تلاعب وتزوير وإختلال في النتائج، فمن حصل على مليونين صوت، مقاعده نصف مقاعد الحاصل على مليون صوت.. ثم كيف سيكون شكل عملية سياسية حدث فيها كثير من اللغط والفوضى والطعون وعدم القبول نتائجها؟ وكيف ستصمد حكومة يعتقد كثيرون أنها جاءت بنتائج مغلوطة ومتلاعب بها، ولا تمثل اصوات الناخبين الحقيقية؟.
أكبر تلك المشاكل؛ هو شكل الحكومة القادمة، هل هي حكومة أغلبية أم حكومة توافقية؟ فطرف يريدها أغلبية مقاعد وليس أغلبية مكونات، وآخر يريدها حكومة توافقية على غرار الحكومات السابقة، بسبب عدم الثقة في الاطراف الاخرى، وخوفا من فقدان ثقله السياسي وعدم قدرته على تنفيذ اهدافه التي يطمح لها، ولإن الاطراف الراغبة بحكومة الاغلبية لا تعطي تطمينات مؤكدة، بأنها تريد بناء دولة مؤسسات وانما تسعى لبناء نفسها.
كل ما يحدث الآن في الساحة العراقية، يعطى دلائل واضحة أننا ذاهبون باتجاه صيف لاهب آخر، نعاني فيه من الجفاف ايضا، وأن أي خيار سيتم المضي فيه لن يعالج أمراضنا، لكنه قد ينجح في إبقائنا في حالة لا موت ولا حياة، كالتي نعيشها حاليا.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركنا الدراسة وإنشغلنا بالسياسة
- الإنتخابات الفتنة
- قمة بغداد وإستعادة الثقة
- الدولة التي أرادها الحسين
- الأولمبياد العراقي والمرشحون للفوز
- رصاص طائش
- أنا مع الدولة.. وأنت ؟
- كورونا تتطور ووعينا يتراجع !
- بيض اربعة بألف
- صراع الأضداد في الإنتخابات القادمة
- عندما نهضت العنقاء
- خفايا على أطراف الألسنة
- سوالف عراقية الجزء الثاني التحدي القادم
- سوالف عراقية الجزء الاول دولة ذات سيادة
- هواجس الخوف وصراع الثيران
- كيف أصبح حراك تشرين ؟
- فزاعة طحنون بن زايد
- زيارة البابا بعيون عراقية
- الحلم العراقي المستعصي
- البحث عن الهوية العراقية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - نتائج الانتخابات وخيارات المرحلة القادمة