أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم عاقل - بِلا قِيود - بِلا تَعَصُب - وَبِصَراحَة















المزيد.....

بِلا قِيود - بِلا تَعَصُب - وَبِصَراحَة


سالم عاقل

الحوار المتمدن-العدد: 7115 - 2021 / 12 / 23 - 03:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"بصراحة نحن أكثر أمة كلامنا ضراط على البلاط، أي لا يؤثر بشيء، ولا نملك أي استراتيجية واضحة أو غير واضحة للبدء بتحرير الإنسان قبل الأرض، كلامنا اجوف لا يحتوي سوى على قال فلان وغرد علان، قال لينين وقال ماركس عن الثورة البلشفية، وقال هتلر عن النازية، وقال تشرشل عن الديمقراطية وقال عبد الناصر عن القومية وقال ابن علق عن البعثية، وهؤلاء كلهم اموات، انه كلام لا لون له ولا طعم، لأنه لا يفيد واقع الحال في مجتمعاتنا العربية، وهذا الكلام لا يستعمل الا في نفخ الطبول الفارغة فقط"، او كما يقال بالمثل الشعبي (القرعة تتباها بشعر اختها)، وهذا ما لمسته من كل دعاة اليسارية من شيوعيين وقوميين، وانطلاقاً من واقعنا المضحك المبكي كبشر يعيشون في بلاد تسمى بلاد العرب، وبعد الكثير من البحث في مختلف العقليات التي صادفتها، سواء في الجامعة او في المنتدى أو في أي مكان آخر، استطعت أن أكتشف بعض العلل التي هي سبب تخلفنا وتمزقنا، ولكن قبل أن أطرح تلك العلل، والتي سنتطرق بعدها لمناقشة الحلول، أرجو منكم التالي لو سمحتم:
انسى أنك ملحد أو مؤمن او كافر او علماني، وانسى أنك ليبرالي - قومي – شيوعي- بعثي- ديمقراطي او حتى برتكيشي ...الخ، انسى إلى أين تنتمي فكرياً، كن إنساناً فقط يعيش على أرض منكوبة، ويشاطرك تلك النكبات والقرف والتخلف عشرات بل مئات الملايين من الناس، حتى لو كانوا مختلفين معك في الرأي او الدين او الفكر، لكن جميعهم يوحدهم البؤس والحلم بالتحرر من التبعية الفكرية للغرب أو الشرق، فهل اتفقنا على هذه الشروط، وان اتفقنا لنبدأ على بركة الله او أي كان، والأفضل على اكتاف وهمم المخلصين، لكي لا يزعل المؤيدين او المعارضين، وليكن معلوما وبحسب رأي الذي ربما ستوافقون عليه ام لا، وهذا لا يهمني وهو رأيٌ شخصي، والذي هو إن من أهم أسباب تخلف مجتمعاتنا العربية، هو أننا نحاول عبثا ان نستورد الأفكار والنظريات من أمم نراها سبقتنا برقيها وتقدمها على كافة الصعد، ولكن إن أمعنا النظر جيداً سنكتشف أن واقع وتاريخ وحتى الطبيعة الجغرافية لتلك الأمم والشعوب، يختلف تماماً عمّا نحن عليه، وما صلح لهم قد لا يصلح لنا نهائيا، ويمكننا تشبيههم على ما هم عليه الان (بالمرحلة الثانوية او الجامعية)، ونحن لا نزال في نراوح في (المرحلة الابتدائية)، هم وصلوا للمرحلة الثانوية او الجامعية بعد خطوات كبيرة اجتازوها بنجاح وتجارب مريرة عصفت بهم، حتى استطاعوا حل أصعب المعادلات، التي كانت تواجه ما يمرون به على أرض الواقع، ولكننا للأسف نريد ان نأخذ حلول تلك المعادلات الصعبة على الجاهز، ونحاول أن نطبقها بالزور او بالغصب على واقعنا، لأنها تبدو لنا جذابة وبراقة وبها جهود عظيمة، فهل برأيكم أن من لازال في المرحلة الابتدائية، قادر على فهم حل معادلة من الدرجة الثالثة، من دون أن تواجهه الكارثة، فهو سيحاول ان يفهم حلها ألف مرة، ولكن بطريقة خاطئة كل مرة، ويحاول ان يقنع من حوله أنه فهم حلها بشكل صحيح، وتراه يتعصب لرأيه بشكل يجعل منه وحش عنصري متعصب، لإصراره على أخطائه بشكل مرعب، فلا شيوعية أوروبا الشرقية او السوفيتية تنفع معنا، ولا ليبرالية او ديمقراطية الغرب تنفع معنا، ولا حتى الفكر القومي الناصري البعثي على طريقة هتلر ينفع معنا، فما الذي ينفع معنا إذاً، ولمعرفة ما ينفع لنا فهناك خطوات لا بد من تنفيذها:
1. علينا القيام بتحليل علمي موضوعي لواقع كل مجتمع من المجتمعات العربية، وأن لا نخجل من أخطائنا ومن كوننا متخلفين.
2. علينا التفكير بالعوامل (العوامل فقط) ، والتي أدت إلى نهضة الشعوب المتقدمة، ومن ثم محاولة محاكاة العوامل التي تتطابق مع حال مجتمعاتنا، والتي قد تنفع في تحريك المجتمعات البدائية التي نعيش فيها، لنتقدم خطوة إلى الأمام، أي التفكير بالخطوة الأولى عملياً وآلية تطبيقها، فبداية الميل تبدأ بخطوة.
3. علينا بعدم الانحياز لأي نظرية، بشكل كامل أو أعمى، بل أخذ ما يناسب واقعنا من تلك النظريات ونبذ ما يخالفنا.
4. علينا ان ندرك ان من أهم أسس الحضارة الحالية هو (النهضة التكنولوجية)، أي تدعيم الصناعات المحلية، والصناعات المحلية لا اقصد بها العلكة والبسكوت، وانما الأجهزة الالكترونية والآليات الضخمة وباقي القطاعات الصناعية على اختلاف أشكالها، وإن لم نعتمد على أنفسنا فانه سيأتي يوم ونموت فيه من الجوع، بعد انتهاء دور النفط، وطبعاً هذه الأمور لا تتحقق بيوم وليلة، لذا علينا ان نبدأ بالصناعة من الورش الصغيرة حتى نصل إلى المؤسسات الكبرى والمصانع العملاقة، والتي سيشار لها بالبنان!!
فهل هذه الأمور مستحيلة التحقق، واذا كانت مستحيلة التحقق، فأرجو ان تجيبوني على: ما هو الفرق بين الياباني والأمريكي والألماني والبريطاني والمصري والعراقي والتركي والباكستاني .....الخ، فجميعنا بشر ولا يوجد أحد متفوق على أحد بالجينات ولا بامتلاكه دماغ اكبر، لكن يوجد بشر متفوق على بشر بأسلوب تنظيم الحياة والمجتمع، ونحن لسنا أقل من غيرنا بالأدمغة، لكن ينقصنا النظام فقط، والتعصب الأعمى للأفكار المستوردة ، ويجب علينا ألا ننكر أن الغالبية من مجتمعاتنا هم من المسلمين، لذا بدل ان نضع العلة دوماً في الدين وهذا صحيح، علينا أن نعمل على هدمه ان كان بمثابة حجر عثرة يحيل دون تقدمنا وارتقائنا، وان تعثر الامر بهدمه، فلنعمل على اقتلاع أظفاره وأنيابه كأضعف الايمان، من خلال نبذ التعصب والتشدد والإرهاب فيه فقط، لان المسلم بالنهاية إنسان يحب أن يعمل ويتطور مثله مثل باقي البشر، لذا يجب علينا او بالأحرى بالمسلمين أن ينسوا أن فلان أصله كذا، وفلان دينه كذا وفلان يعتقد بكذا، ما لنا وما لهذا الكلام الفارغ، ليعتقد الإنسان بما شاء طالما انه يعمل من أجل المصلحة العليا، مصلحة مجتمعه، وليضع المسلم يده بيد العلماني بيد المسيحي بيد اليهودي بيد الشيطان حتى، لا فرق المهم النتيجة، ولتبقى الجوامع والمساجد مفتوحة على مدار الساعة، وهو حر متى ما أراد ان ان يعبد او لا يعبد الهه، وليكن شعاره " الدين لله والوطن للجميع"!!
وللأسف منذ وعينا على الدنيا وجدنا ان العالم المتقدم يمارس العهر بأوضح صورة، عهر مختلف الأشكال والألوان، عالم لا أخلاقي، تحكمه شريعة البقاء للأقوى، لذا تجدون أن المجتمعات الأخرى المتفوقة علينا، تضهدنا، لأنها تعرف أن كلٌ منا يكره الآخر، ويقوم بتكفير الآخر، فيمارسون أبشع ما لديهم بحقنا، لا لشيء، فقط لأننا غير منظمين ولا نعرف كيف ندبر أمورنا، انهم يمارسون الأخلاق الحميدة والاحترام والحب المتبادل فيما بينهم كمجتمع موحد، بينما نحن نمارس العهر بعضنا على البعض، فيمارسونه علينا بدورهم، انهم ينظرون إلى أنفسهم على أنهم أسرة واحدة ذات مصالح مشتركة، حتى لو دمروا كل ما حولهم ونشروا الوباء في كل مكان، لكن المهم أن يبقى بيتهم نظيفاً، بينما نحن نستورد زبالتهم ونرميها في بيوتنا، بحجة الحداثة ومواكبة العصر، بدل أن نحفر طريقنا بأدواتنا وبمجهودنا وبتعبنا، اننا ننتظر كل شيء على الجاهز، وهذا هو ما نعيش فيه، انها غابة بكل معنى الكلمة، وما نحن الآن إلا مجموعة من الكسالى، يحكمنا 23 تيس كل واحد من هذه التيوس يدعي انه الزعيم العربي الأوحد للأسف، والسلام عليكم.



#سالم_عاقل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المَدرَسَةُ النَبَوِيَة لِتَألِيف الشِعر - وَمَا هُوَ بِقَوْ ...
- أحْلى هَدِيَة وبِأسعار مُغرِيَة - َقصُورٌ لِلبَيعِ فِي الجَن ...
- نَخلَةُ السَيِدة أمُ عِيسى
- قُربانُ الخِلافَةِ الراشدِيَة - والضَحِيَةُ طِفلَةٌ عَرَبِيَ ...
- القُرآنِيون (المُرَقِعُون الجُدد) وَالسَفَر داخِلَ العَقل ال ...
- الدِينُ أفيون الشعُوب - وإلا ما السَبَب فِي عَبَثِهم
- قالَها مُحَمَّد صَلعَم: يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ لِل ...
- الدَجاج لا يَجِيد إلا النَقر والنَبش فِي التُراب- لا لِلمُقا ...
- قالَها مُحَمَّد صَلعَم: أَلا تَخَاف أَنْ يُسَلِّطَ اللَّه عَ ...
- أنتَ تَسأل و Google الكافِر يُجِيب
- سُورَة الكَهَف والأساطِير 1
- مُحَمَّد صَلعَم وغارَهُ السرِي
- القدِيسُ الجَديد.... ألف مَبروك لِلعِراقِيين خَلي يشبعُون لَ ...
- قالَها مُحَمَّد صَلعَم: حُبّيبَ إليَّ مِنْ دُنياكُم النِساءَ ...
- قالَها مُحَمَّد صَلعَم: أَمَا ابْنُ عَمّي فَقَد هَتَكَ عَرْض ...
- ما الفَرقُ بَينَ مُحَمَّد صَلعَم وَرَئيسُ العِصابة؟
- الوَجه الآخَر لِلعُملَة ما بَينَ الشَيطان والرَحمن
- الرَوضُ الأنِيق فِي إثباتِ خِلافَة عُمر وأبي بَكر الصدّيق
- الإله عاطِل عَنْ العَمَل وخارِج نِطاق الخِدمَة
- الأركانُ الخَمسَة الرَبانِيَة - وتَقوِيمها لِأخلاقِ الرَعِيَ ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم عاقل - بِلا قِيود - بِلا تَعَصُب - وَبِصَراحَة