أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - يريدون انفجارا ذريا للعناصر الاجتماعية المشعة في العراق















المزيد.....

يريدون انفجارا ذريا للعناصر الاجتماعية المشعة في العراق


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يميز العراق الان صار شموليا ، شمول مصيره ذاته ، وازدواجيا ازدواجية الادوار المركبة سينمائيا و مسرحيا ، وكانها تشخيص ملحمي تتجاذبه المأساة والملهاة ، وهذا حال اي مركز من مراكز الحدث في العالم ، ولكن رغم ذلك فهناك مايميز الحدث الدخيل المتمركز في العراق لانه لا يتوائم مع حركة اجزاء ذراته الاصلية ونواتاتها بما فيها من نيترونات وبروتونات وكذا حال الكتروناتها الموجبة السابحة بفضاء نواتها والتي تعادلها تجاذبا بشحنتها السالبة مما جعلها في امان داخلي رغم كل الظروف الخارجية ، هل سمع احدكم ان هناك احتلال ما قد فتح ذرات العناصر المكونة للبلاد التي وقع عليها الاحتلال ليصعق نواتاتها بالنترونات الدخيلة كي تنشطر النواة مكونة قوة هائلة من الفوضى النوعية التي تؤدي الى فرار كل كواكبها الالكترونية ، محيلة ايها الى ذرات جديدة قابلة للانقسام ، هذه عينة من عينات التميز الاحتلالي في العراق ، فهو يجيء في زمن الحداثة القادرة على سبر اغوار المستقبل النوعي للعالم بالابتكار احادي القطب !
العراق اليوم متميز بشذوذه السياسي والاقتصادي والاعلامي ، اليست هذه فعلا ميزة حيث نادرا ان تجد بلدا شاذا بهذا الاتساع كالعراق ، حتى افغانستان تجدها تقريبا هي هي قبل وبعد الاحتلال اما العراق فلا تجده كذلك بل انك تبحث عن لونه وشكله وطعمه ورائحته فلا تجد منها الا صور في ذاكرة الناس ، وكانه خرج من جلده ولم يعد بعد .
قد يقول قائل ان الذي يجري في العراق وحتى محاولة قلبه على بطانته ، هي صور للتركيز الاعلامي عليه والتي تظهره بهذه الصورة الشاذة الكئيبة ، والتي تجعله وكأنه مقلوب الموازين رأسا على عقب ، وتظهره بشكل مركز وواسع الانتشار ، واي حدث يكون عادة معرضا لكل انواع عدسات التكبير والتشهير والتضخيم والتجسيم، وتجري على احداثه مبالغات ترسمه بشكل كاريكتيري تبريز ملامحه وتضاريس جسده !
لكن كل هذه التبريرات لا تدحض الحقيقة الماثلة امام الجميع داخل العراق وخارجه ، والتي تؤكد انه سائر بطريق "الصد مارد" طريق الانهيار ، شواهد يومياته ، شواهد دستوره الذي يمتاز بالعور الشامل والمرونة الكافية لاكثر من انشطار وانفجار ، والملفت انه لم يجري بعد الانتهاء من تعديلاته النهائية ، حتى فقس بيض دستور اخر لاقطاعية البارزاني والطالباني ، يجيز لها الانفصال متى شاءت وهو جاهز من كل الوجوه ،من علمه وشعاره ونشيده الوطني الى كونه جمهورية ديمقراطية اتحادية ، والذي سيكتمل نسيجه المغزول باكتمال التطهير لطائفي في بغداد ، لتعلن جمهورية الجنوب ، وجمهورية الفرات الاوسط الاسلامية والبقية تأتي ، علما ان اهالي مناطق بغداد المختلفة اخذوا يكدسون ما يستطيعون من مواد غذائية وحاجات اساسية لمعرفتهم بان حرب اقطاعية ستقوم بين ميليشيات الاحزاب لتقسيم وتقطيع مناطق ستكون مقفلة لهيمنتها وحكمها وليس مستبعدا ان تقام اكثر من جمهورية اتحادية في بغداد ذاتها !
وادارة الاحتلال وجيشه يدفعون ويخططون لتصل انقطاعات النسيج الوطني والاجتماعي لاقصى مدى ممكن ، ليعجز حتى الرافضون للمشروع من العقلاء بين صفوف المنخرطين في العملية السياسية عن ممانعتهم او فعل اي شيء قد يعرقل التقطيع الفعلي والمتعمد بدراية وبرمجة غير مسبوقة ، وبالقتل الوحشي والمروع واليومي والعشوائي للعشرات بل المئات من المواطنين ودون اي بصيص امل في التهدئة ، والذي يلازمه الحث باتجاه واحد ، وهو ان لا خلاص من هذا الجحيم الا باتمام عملية التقسيم وبهذا سيكون بمقدورهم تمرير ما عملوا من اجله وقبل الاحتلال وبعده الا وهو الخلاص من العراق الشاخص دون رجعة ، طبعا بعد ان يجردوا مقاومته من كل مراكز قوتها ، ويصبح عندها اقرار تقسيم العراق وكانه امرا عراقيا لا دخل لا مريكا به بل ان وجودها لاغنى عنه في منع تقاتل شعوب الدويلات المنشطرة قبل وبعد اعلانها !

حكومات تمهد للتقسيم :

المحاصصة الاثنية والطائفية + دستور يشرعن الاقاليم كدول غير معلنة وعلى ذات الاسس + حث وغسل ادمغة وشراء ذمم ومطاردة وتصفية العقول العراقية الوطنية لاجل تقبل فكرة التقسيم الاستقطاعي كونه الحل الانسب + الترهيب والترغيب والتشويه للتاريخ الوطني العراقي بما فيها مقاومة الاحتلال البريطاني وبعده الامريكي + محاولة تركيع الشعب وتجويعه وقمعه بل وارتكاب الجرائم اليومية بحقه من قتل وسجن واغتصاب وتنكيل لترويضه وتهجينه وجعله يرضى بما يقدم له ، ان كان من اهالي السليمانية او البصرة او بغداد + محاولة فرض فكرة الحماية والوصاية الاحتلالية كونها ضمانة لمسيرة العراق المجهولة = الوضع الحالي للعراق على شفى الحرب الاهلية الشاملة والانقسام الكلي .
ادارة بريمر وضعت حجر الاساس لتنفيذ هذا المشروع على الارض ، والحكومات المتعاقبة استكملت المهمة باشراف مباشر من قادة الاحتلال وسفارته ، وما تبقى من المهمة بشموليتها تستكملها حكومة المالكي بكل احزابها ومليشياتها ووزرائها بجيشها ومخابراتها وسفاراتها ووكلاؤها في الخارج ، ببرلمانها الذي لا يهش ولا ينش ، بصحفها الصفراء وفضائيتها التي تنشر السموم ، او المتغابية عن الحقيقة لتستهلك ما في جعبتها اوما في جعبت رعاتها المحتلين فتكرر كالببغاء اقوالهم وما يوصمون به مخالفيهم ، وهناك دور للمرتزقة من الكتاب المفلسين يسارا ويمين يتكسبون بما يتفضل عليهم اولياء النعمة بعد ان ينشروا ما يجمل صورة الوضع القبيح .
هذه اللوحة الكالحة للعراق تحوي ما يجعلنا نفخر ايضا ويجعلنا نتمسك اكثر واكثر بوحدة شعبنا وجهاديته العالية ، فالطاقة الهائلة المبذولة لتفكيك العراق واهله لو سلطت على جبل لانهار وركع ، لكن شعبنا يعلمنا انه في اتون الوغى قد يتأخر بركانه وقد تسد طريق حممه بعض الاسافين لكنه قادم لا محال ، ويخطيء الاعداء عندما يعتقدون باستخدامهم الاساليب الحديثة واخر صرعات خبراتهم المتمدنة ستسهل عملية تشطير ذرات عناصرشعبنا الاجتماعية ومهما تفننوا بخبراتهم في الحث النووي او الصعق النيوتروني لتفجيره من الداخل ، لانهم بذلك يستفزون بركانه الهادر الذي سيكون مثله مثل مرجل سيصلي بالماء الفوار كل من يقف بطريقه بعد الانفجار .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب السادسة ليست اخر حروب المنطقة
- انهيار البورصة السياسية في العراق الجديد
- اقطاعية شمال العراق نموذج للديمقراطية الدموية في العراق الجد ...
- عزل لبنان عن الصراع العربي الاسرائيلي مهمة مستحيلة
- الحلقة الاخيرة من عراق الازل بين الجد والهزل
- عراق الازل بين الجد والهزل
- اجتثاث مكارثي في العراق
- فدرالية العراق مهيج حيوي للانعزال القومي والطائفي
- قول الحقيقة لا يغضب احدا سوى اعدائها يا طالباني
- انظمة عربية لا تحترم نفسها
- لقطات ليست بريئة
- كارت احمر للفصائل المقاومة في مونديال المصالحة الوهمية
- مطابقات شعبية ترتقي لفعل مقاومة الاحتلال الاجتثاثي
- هبوا ضحايا الاغتصاب
- خازوق الاحتلال لا يستثني احد
- الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
- الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
- دولة الناس ودولة الله
- أرهابيون لكن ظرفاء
- كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - يريدون انفجارا ذريا للعناصر الاجتماعية المشعة في العراق