كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7113 - 2021 / 12 / 21 - 21:07
المحور:
المجتمع المدني
يتكاثر التافهون بشكل مضطرد حول العالم، ويعزا تكاثرهم إلى قوة تكاتفهم وتماسكهم، ودعم بعضهم بعضا، وليس العراق بمنأى عن معاولهم التهديمية، خذ على سبيل المثال لا الحصر أصحاب الشهادات المزورة، الذين تسلقوا سلم التدرج الوظيفي بسرعات صاروخية، وبدعم من الاحزاب المتنفذة، مستفيدين من شيوع نظام المحاصصة، فلم تمض بضعة سنوات على تسيد أي نكرة من هؤلاء حتى يغدو رمزاً وقدوة في السيرك السياسي، وربما يصبح هو الآمر الناهي، تدعمه زمرة من الإعلاميين المأجورين المتخصصين في التضليل والتطبيل، فتنقلب المفاهيم، وتصبح الفضيلة خطيئة تستوجب العقاب، وتصبح الخطيئة أم الفضائل. وتغدو الطيبة حمقا، والخبث عبقرية وذكاء، وأصبح التوصيف الوظيفي ضربا من ضروب العبث الأكاديمي، ولم تعد للموظف الطموح رغبة في الإبداع والتفوق المهني، فلقد حاصره التافهون، وضيقوا عليه الخناق حتى تحوّل بسبب تعاقب التافهين في تولي المهام القيادية في المؤسسة التي يعمل فيها إلى أسير مشلول الحركة، شارد الذهن، مشتت الافكار. .
وفي مجتمعنا اليوم ثمة عشرات الحمقى مقابل كل عاقل، حتى باتت الغلبة محسومة لهم مقابل تراجع العقلاء. .
فليس هنالك مأساة أشد وطأة من ان تصبح التفاهة عنواناً لمؤسساتنا التنفيذية، وعقبة في طريق النهوض والنمو والتطور. .
وقديما قال الكاتب النمساوي (هوت شمس الثقافة أرضاً حتى أصبح الأقزام يظهرون بمظهر العمالقة). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟