أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - علاء الدين حميدي - خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي الأرض.














المزيد.....

خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي الأرض.


علاء الدين حميدي
كاتب .

(Hmidi Alaeddine)


الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 01:17
المحور: الصناعة والزراعة
    


لكل قرية تاريخ، فتعالوا بنا نبدأ حكاية "أراضي جفنة القيروان من تونس" كانت تسمى الجفنة في كتب التاريخ - وهي كلمة عربية ومعناها الكريم المضياف وهي موضع قريبٍ من قلب مدينة القيروان ويشقها أحد الأودية الكبيرة بالبلاد. والجفنة قرية أشاد زوارها من فلاحين وخبراء فلاحيين بكرم أهلها وحسن استقبالهم لضيوفهم.
وتاريخيا، شهدت الحرب بين المعز بن باديس صاحب إفْريقيَّة وزناتة بإفْريقيَّة في بداية الألفية الثانية بعد الميلاد، ومما جاء في المجلد الثامن من كتاب "الكامل في التاريخ" لِابن الأثير بما نصه:
"اجتَمَعت زناتة بإفريقيَّة، وزحَفَت في خيلِها ورَجِلِها يريدونَ مدينة المنصورة، فلَقِيَتهم جيوشُ المعز بن باديس، صاحِبِ إفْريقيَّة، بموضعٍ يقال له الجفنة قريبٍ من القيروان، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وانهزمت عساكرُ المعِزِّ، ففارقت المعركةَ، وهم على حامية، ثم عاودوا القتالَ، وحَرَّض بعضُهم بعضًا فصَبَرت صنهاجة، وانهزمت زناتة هزيمةً قبيحة، وقُتِلَ منهم عددٌ كثير، وأُسِرَ خَلقٌ عظيمٌ، وتُعرَف هذه الوقعةُ بوقعة الجفنة، وهي مشهورةٌ لعِظَمِها عندهم."
وكانت أراضي الجفنة الواسعة المملوكة للعديد من القبائل شبيهة بالأرض الواحدة، حدود أراضيهم متداخلة وتجمعهم وحدة اللغة واللكنة، وترجع أصول القبائل في هذه القرية إلى قبيلة الجلاص أو "الزّلاص" وهم تجمع قبلي عريق من أصول امازيغية وهم السكان الاصليين لشمال إفريقيا، ولنا في كاتب هذه الكلمات خير مثال، اِذ تنحدر عائلته من قبيلة الجلاص فرع أولاد خليفة.
وكأنها من عُمر استقلال الدولة عن الانتداب الفرنسي، سُميت بالأراضي المسقية بالدماء، وكانت تُزرع قمحا وشعيرا، الي حين فيضانات سنة 1969، فصارت تُغرس تينا وزيتونا، ليزورها الناس أفواجا، وبدأ يظهر على هذه الأرض اللون الأخضر الخصب، وتعلو الأشجار في فضائها.
ولم يكن سابقا في معظم هذه الأراضي من الأشجار إلا الاثل وتُسمي هناك بشجرة "الطرفة"، وسكانها ممن غامروا بالغراسة هناك في أوائل السبعينات، فمنهم من منَّ الله عليه بنجاح غراسته، ومنهم من لم تنجح غراسته للأشجار فضلّت أرضا بيضاء لا تُغرس فعمل على إيجاد البدائل. وهكذا دخل في هذه الأراضي أنواع شتى مثل التين والزيتون، والمشمش، والبرتقال، وأنواع أُخري لا دراية لي بها ولا أحفظ اسمها لتتسع رقعة الأراضي المغروسة يوما بعد يوم.
قد رأيت أن انتمائي لتلك القرية نعمة، وأراني محملا بعبء إيصال الأصوات النائية، التي أعايشها وأُحدثها ليلا نهارا عند زيارتي لهم، والتي رغم قسوة الطبيعة وقلة الموارد المالية وصعوبة الحياة، فإنها تنعم بالهدوء والرفاه، الذي أراه وأشاهده في كل زياراتي الي قريتي النائية. سأروي لكم تباعا حكاية جفنة القيروان في تونس التي غدت جنة على الأرض من بعد أن كانت أرضا مسقية بالدماء.



#علاء_الدين_حميدي (هاشتاغ)       Hmidi_Alaeddine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام الجامعة .. ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها.
- بين فشل الادارة التربوية و أزمة البيداغوجيا، المنظومة التربو ...
- البحث عن الحقيقة .. بين المصادر الشفوية و المكتوبة !..
- في ذكري المسار الثوري في تونس.. هل يتحقق يوما ما علّقه التون ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا.
- الذكري 170 لإلغاء العبودية في تونس.
- إشكالية التزكيات المزورة في ظل ثغرات القانون الانتخابي.
- تسقط المناسبتية وتحيا المرأة أبديا.
- البحث العلمي في تونس بين الواقع و المنشود ( الجزء الأول )
- كانت يومها المرّة الأولي.
- ثماني و ستون سنة علي الاعلان العالمي لحقوق الانسان ،مالذي تغ ...
- الكيان الصهيوني ، اعتداءات متكررة علي السيادة الوطنية التونس ...
- الذكري 170 لالغاء العبودية في تونس .
- الفكر الاصلاحي في تونس ..هل من سبيل لاحيائه ؟
- هل هناك تعارض بين متطلبات حماية الأمن الوطني للبلاد ضد الإره ...
- الارهاب يعزف ألحان رشاشاته في تونس _هل هو كتاب فتح عليها ؟ أ ...
- المناضل الثائر ارنستو تشى جيفارا....كيف كان سبتصرف مع ( أدعي ...
- المجتمع المدني و الديمقراطية ، تونس نموذجا ( الجزء الاول)


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - علاء الدين حميدي - خمسون عاما علي غراسة أراضي القيروان.. الجفنة جنة الله علي الأرض.