أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟














المزيد.....

هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 01:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يتابع العالم باهتمام شديد، ما يجري في تونس بعد 25 جويلة، من قرارات وأحداث وردود أفعال وتحرّكات.ومن المواضيع التي أثارت فضول المحلّلين والصحفيين وغيرهم دور المؤسسة العسكرية في «الانقلاب» وفي حماية «النظام القائم» وتعزيز سلطته. فبعد أن ظلّت هذه المؤسسة طيلة عقود، محافظة على حيادها السياسي صارت «فاعلة» في المسار السياسيّ من خلال أشكال متفاوتة كتحويل عدد من القضايا المدنية(10 حالات) إلى المحاكم التابعة لها(3)، في محاولة للتصدي لكلّ انتقاد يوّجه إليها أو إلى الرئيس. وهذا التحوّل من موقف «الحياد» إلى «الفعل» أثار حفيظة عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي ودفعهم إلى تكوين لجنة متابعة تدرس دور المؤسسة العسكرية في مسار التراجع الديمقراطي «democratic backsliding والنظر في مدى توظيف السلطة القائمة للمؤسسة العسكرية لفرض إرادتها.

تشير التقارير الأمريكية المنجزة حول الموضوع وتصريحات عدد من القيادات العسكرية من المتقاعدين لصحف أجنبيّة كـ Le Monde و the Telegraph إلى استياء أغلب أبناء المؤسسة العسكرية من الطبقة السياسية «الفاسدة» التي لا همّ لها سوى تحصيل «السلطة والمال»، وهو ما جعل الجيش يقبل بتنفيذ أوامر الرئيس بغلق البرلمان ومنع رئيسه ونوّاب الشعب من الدخول.

ولكنّ وعي المنتمين إلى المؤسسة بخطورة الانجراف وراء خدمة الأهداف السياسية جعلهم يتّخذون إجراء يُستشفّ منه محافظة المؤسسة على موقف الحياد وذلك حينما قرّر الجيش في أكتوبر الماضي، حماية البرلمان من داخل أسواره وتجنّب الاحتكاك بالمحتجّين على إجراءات 25 جويلية ، وهو ما يعني أنّ التأييد لقرارات سعيّد لم يكن مطلقا. وبالفعل ظهرت على مرّ الشهور، بوادر قلق من تجميع الرئيس لكلّ السلط عبّرت عنها بعض القيادات العسكرية.

لاشكّ أنّ المؤسسة العسكرية اعتبرت في نظر دارسي التاريخ المعاصر، والعلوم السياسية وغيرهم مؤسسة «غير مسيّسة ومحايدة» منذ الخمسينات، وهو ما جلب لها التقدير والاحترام خلال العشرية الماضية. إذ لم تتدخل في أحداث الثورة، واكتفت بحماية مؤسسات الدولة. ولذلك نالت ثقة التونسيين/ت. فحسب دراسة احصائية اعتبر أكثر من 85 ٪ أنّ لهم ثقة في الجيش ولا يثقون بالسياسيين أو النخب أو... وعبّر عدد من التونسيين في أكثر من مناسبة تعقّدت فيها الأوضاع السياسية، عن رغبتهم في أن يتولّى الجيش حكم البلاد.

إنّ ما يسترعي الانتباه في موقع هذه المؤسسة هو أنّها عرفت مسار تحوّل انطلق منذ 2017 تمثّل في تمكين المنتمين لها بالمشاركة في الانتخابات، واتّضح هذا التحوّل أكثر مع إلقاء الرئيس لخطابات عديدة أمام جمع كبير من الجنود في مناسبات مختلفة وتكليف الجيش بأدوار متعدّدة كتشريكه في حملات التلقيح وإحالة عدد من القضايا المتصلة بحرية التعبير على المحاكم العسكرية ثمّ تعيين الجنرال عليّ مرابط في شهر أوت الماضي وزيرا للصحة. وهو ما جعل بعض الصحفيين الأجانب والدارسين السياسيين يتحدثون عن منح المؤسسة العسكرية مجموعة من الامتيازات مقابل ضمان تعزيزها لسلطة الرئيس.
وفي المقابل تعدّدت الدراسات والمقالات الصحفية الغربية التي حوّلت المؤسسة العسكرية التونسية إلى موضوع للمتابعة والتمحيص، رغم قلّة عدد المنضوين تحتها وضعف ميزانيتها وعدم اضطلاعها بدور سياسيّ هامّ، قلّت عناية المحلّلين التونسيين والدارسين بالنظر في تموقع المؤسسة العسكرية ومختلف أدوارها ووظائفها. فهل يعود الأمر إلى ممارسة الرقابة الذاتية في مستوى اختيار مواضيع البحث في ظلّ تضاعف تحويل القضايا إلى المحاكم العسكرية؟ أم أنّ للأمر صلة بتأثير تدهور الأوضاع الاقتصادية في ردود فعل المنتمين للطبقة الوسطى الذين لم يعودوا حاملي مشروع الديمقراطية والتحديث ؟ أم أنّ ميل أغلبهم إلى اتخاذ موقع «المشاهدة» والتريّث wait and see بحجّة أنّ المسائل والمواقف غير واضحة هو الذي حال دون فتح النقاش حول مصير المؤسسة العسكرية بعد إجراءات 25 جويلية؟

ومهما تعدّدت الأسباب فالاستنتاج الذي نخرج به هو أنّ الآخر يستبق فيفكّر في الذي نعتبره غير مفكّر فيه وغير مطروح في حلقات نقاش المتخصصين والإعلاميين ومختلف مكونات المجتمع المدني، وهو أيضا الذي يعطي قراءته التي قد تتحوّل إلى عامل موجّه لرؤيتنا لمؤسساتنا ولذواتنا.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟