أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - عندما تكون (الدولة) فاعلاً ، ومفعولاً به ..















المزيد.....


عندما تكون (الدولة) فاعلاً ، ومفعولاً به ..


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 7109 - 2021 / 12 / 17 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محمد عثمان اسماعيل الذراع اليمني للرئيس المصري الأسبق أنور السادات وأمين التنظيم السياسي الوحيد للدولة حينذاك (الإتحاد الاشتراكي العربي) ثم محافظ محافظة أسيوط التي شهدت جبالها وزراعاتها في آواخر سبعينيات القرن الماضي ظهور الجماعات الجهادية المسلحة التي وضع بذرتها محمد عثمان اسماعيل بالاتفاق مع الرئيس المصري الأسبق كتب مذكراته بعد أن وصل من العمر مبلغ التقاعد والتذكر وجرد ماصنعت يداه خلال عمر مضي ، وأعدها للنشر الصحفي عاطف عبد الغني ..
، يقف المتأمل لما جاء في هذه المذكرات عند مايفضح دور أجهزة الدولة المصرية في بناء وتشكيل الجماعات الإسلامية في السبعينيات ، ومن ثم ظهور ظاهرة ماسمي وقتها بالصحوة الإسلامية كشعار إيديولوجي تصاعد فوصل إلي ذروة محنة خطيرة خيمت علي سماء المجتمع المصري وامسكت بمفاصله التحتية ولازلنا حتي الآن نواجه تداعياتها التي أزهقت فرص التحديث والتقدم علي حياة المصريين ..
كانت الدولة المصرية فاعلاً ومفعولاً به في هذه الوقائع التي يستدل منها عبر كلام عثمان اسماعيل ممثلة في الاتحاد الاشتراكي ، ووزارة الطيران ، ووزارة الأوقاف ، ووزارة الحكم المحلي ..
فمن حصيلة الضرائب التي يدفعها الشعب المصري ، ومن مساهمات أبنائه الممزوجة بالمعاناة والجهد والعرق والدماء في الناتج القومي العام ، كانت الدولة ممثلة في هذه الهيئات تقوم بالنزح من تلك الحصيلة للإنفاق علي خلق وتجميع وتدريب الجيل الثالث من الحركات الإسلامية وهو الأمر الذي كانت تسهر علي إدارته وتنفيذه هيئة أركان مكونة من (السادات - الملك فيصل - كمال أدهم - حسن التهامي - عثمان احمد عثمان - محمد عثمان اسماعيل ، وحلمي عبد الآخر وآخرون ) ، وذلك في سياق الإعداد للتحولات الإجتماعية والسياسية الكبري في مصر ، وتشكيل رأس الحربة السياسي لتحالف طبقي بدأت عملية التمكين لهيمنته علي كامل الأوضاع السياسية والإجتماعية في مصر ، ليتوازي ذلك مع إعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط مع بدأ مرحلة البترودولار ، والتسويات والترتيبات الإستراتيجية الكبري في المنطقة لصالح هيمنة المراكز الرأسمالية الدولية ، وخدمة الأهداف الأمريكية في المنطقة والعالم ..
ويبدو أن السادات منذ، بداية توليه الحكم قد اطلق يد لرفيق دربه وساعده الأيمن وحامل ملفات مشروع إعادة هيكلة الأوضاع الإجتماعية والسياسية علي نحو يستجيب وظيفياً لمشروع البترودولار الأمريكي وما صاحبه من تحولات كبري بدأت تجري علي واقع كل دول الشرق الأوسط ..
محمد عثمان اسماعيل رجل السادات القوي ، ومحافظ بني سويف فأسوان فأسيوط وفي نفس الوقت أمين تنظيم الإتحاد الإشتراكي العربي (التنظيم السياسي الذي كان يجمع داخله خيوط إدارة كل من الدولة والسلطة والعمل العام في الوقت نفسه) ، وفي ظل تداخل وصل لدرجة أنه قد أصبح تعبيراً بنيوياً عن إزاحة كل الحدود والخطوط المتعارف عليها بين الدولة والسلطة والنظام السياسي والدمج الشديد لكل هذه المكونات كتجسيد لتلك المركزية المصرية الخالدة ..
تأبط محمد عثمان اسماعيل ملف إنشاء الجماعات الإسلامية عبر تجنيد طلاب الجامعات ، واطلقت يده بصلاحيات مستمدة من رئيس الجمهورية وبتفويض جعله الممثل الشخصي له أمام جميع أجهزة الدولة والوزارات وكل الجهات التنفيذية
يقول محمد عثمان اسماعيل في مذكراته ..
[طلبت من الرئيس السادات أن نأخذ بعض العمارات السكنية في القاهرة لنجعل منها مدينة طلابية يسكنها من نختارهم من الطلاب ليتلقوا برنامجا إسلاميا فوافق الرئيس السادات وطلب مني أن أذهب إلى حمدي عاشور محافظ القاهرة وأطلب منه العمارات التي أريدها وهبت بالفعل إلى المحافظ وطلبت منه العمارات بناء على أمر الرئيس ودون أن أذكر له سبب ذلك لكنه أعتذر بأنه لا توجد مبان سكنية جاهزة وأبدي استعداده لأن يوفر ذلك بعد سنة.
كان لا يمكن الانتظار ففكرت في البدء مع تأجيل مسألة السكن وفكرت فيمن يعاونني في تلك المهمة . المرحوم المستشار منير السعيد مدير مكتبي بأمانة التنظيم كان رجلا فاضلا تربطني به صلة صداقة وأخوة لذلك صارحته بالأمر فسعد به وأبدي استعداده للقيام باختيار بعض الطلاب كنواة لتلك الجماعات على أن ألتقي أنا بهم بعد ذلك في مجموعات .]
هكذا تحدث محمد عثمان اسماعيل وهكذا نكتشف كيف كانت الدولة المصرية تدار في جزئها الغاطس تحت السطح في هذه اللحظة التاريخية المفصلية التي يمكن تحديدها زمنياً بلحظة النصف الأول من حقبة سبعينيات القرن الماضي ، وهكذا كانت تدار غرفة عمليات إعادة إنتاج وتصفيف الحلقة الثانية من حركات وتنظيمات التأسلم السياسي ، وكان محمد عثمان اسماعيل عنواناً لهذا الجهد الذي جري التخطيط له عبر (واشنطن الرياض القاهرة) سراً ، قبل أن ينتقل هذا التحالف إلي ظهوره العلني مع تصاعد حقبة البترودولار ..
وعندما يحاول محمد عثمان اسماعيل الشيخ المتقاعد التحدث في مذكراته الشخصية لإضفاء (نزاهة) مزعومة يراها هو وحده لطبيعة دوره .. نراه يقع دون أن يدري ، ويفضح الكثير من الحقائق حيث أراد أن يستر الحقيقة العارية لهذا الدور الذي كان يتم تمويله من ميزانية وزارة الطيران المدني ، ووزارة الأوقاف ومن خلال إجبار شركات القطاع العام المنتجة للمعلبات الغذائية بالأمر أن تخصص جزء من إنتاجها ليوزع مجانا علي أعضاء الجماعات الإسلامية في الجامعات لتغطية نفقات الحج المجاني علي حساب الدولة ، ولمن لم يعاصر تلك المرحلة فأن مواسم الحج والعمرة كانت تستغل كأكبر عملية تأمين عقد المؤتمرات والدورات التدريبية والتثقيفية التي تديرها قيادات الإخوان المسلمين وفاعليات منظمات وحركات التأسلم السياسي ، وهو عملياً كان بالنسبة لهذه الجماعات بمثابة السيمنار الموسمي لوضع ومراجعة استراتيجيات هذه الجماعات في مصر وفي منطقة الشرق الأوسط بأسرها .. فكان هؤلاء الطلاب يبعثون في حقيقة الأمر لتلقي عمليات التثقيف والتدريب اللازمة لمرحلة سيكونون أحد مكوناتها وستسيطر أشباحها علي العقود التي ستبدأ من النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي وحتي التاريخ القريب
يقول محمد عثمان اسماعيل ..
[ .. للحقيقة والتاريخ أقول : لم يحدث أن أعطي طالب مليما واحدا لكننا رتبنا لهم أداء فريضة الحج والعمرة نظير اشتراك من مالهم الخاص واقتصرت مساعداتنا لهم في الحصول على تخفيض في ثمن تذاكر الطيران بمقدار 50% وتفضل بمنحنا ذلك وزير الطيران في ذلك الوقت الأستاذ أحمد نوح حصلنا أيضا لهم على الإقامة المجانية بمعرفة وزارة الأوقاف في التكية المصرية بالمملكة السعودية
كما حصلنا من بعض شركت الأغذية المحفوظة على شنطة بها بعض المعلبات الغذائية تكفي الطالب مدة إقامته وأذكر أن اشتراك الطالب في ذلك الوقت كان خمسين جنيها وأعداد قليلة منهم هي التي فازت برحلتي الحج والعمرة ]..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تناقض قابل للحل ، وأخر جذري لايقبل الحل
- استقالة قرداحي
- لحظة عابرة ، بقيت مرارتها فى القلب …
- أنا لست رقماً تأمينياً ولاعلامة علي الشاشة ..
- معارك السوفت وير ..
- مؤتمر (وعد الآخرة) كإهانة لنبل وشرف القضية الفلسطينية
- تعليق علي ماحدث في أربيل العراق
- إنهم يسحقون الأجراء
- عبد الغني لبدة الذي أعرفه ..
- مالاينبغي أن يكون غائباً
- افغانستان السؤال (2)
- افغانستان السؤال (1)
- سامح الصريطى وبرنامجه الجميل
- وما الفارق إذن؟
- فرع اخوان تونس تكتيك مختلف فى الصراع السياسي
- الإتحاد العالمي للمتاجرين بالدين
- مفارقات التاريخ ..
- أربع ملاحظات على هامش إدارة أزمة سد النهضة
- 30 يونيو للمرة الثامنة ..
- -يوتوبيا- الواقع الكولمبي ..


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - عندما تكون (الدولة) فاعلاً ، ومفعولاً به ..