أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - النظرة العنصرية














المزيد.....

النظرة العنصرية


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كنت قد تحدثت في يوم ما مع انسان من ذوي البشرة السوداء، وكان عضوا في احدى المؤسسات المدافعة عن حقوق ذوي البشرة السوداء، قلت له: ترى ما هو موقف رجال الدين من قضيتكم؟ أجاب: انهم ينطلقون من النص القرأني ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)) ال عمران-109 فالأبيض هو السيد والمفضل والمبارك، والأسود هو الرقيق والعبد والمعاقب، بل ان اسطورة نوح وتقسيم العمل لأولاده ايضا حث على هذه النظرة العنصرية، حتى ان "علماءهم" أي رجال الدين، السابقين والحاليين، اتحدوا جميعا مؤيدين الخليفة بقمع "ثورة الزنج 869-883"، وهي من أوائل الحركات الاحتجاجية الطبقية للسود.

النظرة العنصرية متجذرة جدا في المجتمع، ما يخفيها هو اشكال الصراع الأخرى "الطائفية والقومية"، ففي مناطق جنوب العراق، يطلق على الشخص الأسود "عبد"، والى اليوم يطلقون على مجموعة العوائل السود المنضوية داخل العشائر تسمية "عبيد بيت فلان"، مثلا "عبيد بيت مشتت او عبيد بيت منشد او عبيد بيت فيصل"... الخ؛ لهذا فأن رجل الدين "جعفر الابراهيمي" لم يخرج عن "التون" او اللحن كما يقال عند الموسيقيين، ولم تكن "زلة لسان فرويدية"، عندما شن حملته على المطرب المصري "محمد رمضان" ووصفه بال "مخنث، داعر، اسود، قبيح"، فهو يأتي من خلفية دينية وعشائرية عنصرية ورجعية تماما.

عندما يحرض "الابراهيمي" المجتمع على ان هذه الفعلة "حفلة محمد رمضان" يجب ان لا تمر مرور الكرام، فهو متسق تماما مع السلطة، سلطته، سلطة قوى الإسلام السياسي"، انه يرى محمد رمضان كشخص اسود، تافه، لا يستحق ان يحصل على هذه الأموال، انه يقوم بواجبه كرجل دين وسلطة، بترسيخ مفاهيم عنصرية داخل المجتمع؛ القضية لا تتعلق بالمفاهيم الأخلاقية للمجتمع، ولا تتعلق بالأموال التي صرفت، فالبلد خسر كل شيء في عهدهم وعصرهم الذهبي، أصبح اطلالا، فهل نتباكى على ثلاث ملايين دولار.

ان الحط من قدر انسان ما بسبب لون بشرته هو أقسى ما يواجهه هذا الانسان، فعندما تلتصق كلمة "اسود" مع "عبد، داعر، خليع، قبيح"، فأنها تكون أقسى إهانة توجه لأنسان ما، هذه العنصرية المترسخة في المجتمع، والتي يزيدها رجل الدين هذا او ذاك في خطبهم، انما تزيد من الاحتقان الاجتماعي ضد هذه الشريحة، وبالتالي "فما دام الناس يؤمنون بالسخافات فأنهم سيستمرون بارتكاب الفظاعات" فولتير.

يجب الوقوف بشدة ضد هذه الثرثرة المنبرية، التي تزيد من انقسام المجتمع، وتريد جر المجتمع الى صراعات أخرى غير جوهرية، لا تتعلق بمعيشة الناس وحياتهم الاقتصادية.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات والموت السريري لقوى الإسلام السياسي
- العملية السياسية بأقبح اطلالة
- نفس المقتل
- (لا جديد تحت الشمس)
- العملية السياسية ما بين (خلطة العطار واللعب بالنار)
- الجيش والميليشيات يد واحدة (في ذكرى مجزرة الزيتون)
- طلبة السليمانية ينتفضون
- الوجه الاخر لأزمة قوى الاسلام السياسي (عاصفة منتصف الليل)
- الخطف والتغييب عند سلطة الإسلام السياسي باسم الزعاك أنموذجا
- صراعات المنطقة الخضراء
- الكاظمي في مدينة الثورة
- عادل عبد المهدي بين الحرس القومي والحرس الثوري
- هل سكنت زوبعة قوى الإسلام السياسي؟
- سؤال سخيف جدا من وراء جريمة...؟
- الاحكام الأخيرة ضد قتلة المتظاهرين هل هي تقديم قرابين لإنقاذ ...
- النظام الطائفي والقوى الأمنية
- محافظ بابل...بين قداسة المدينة و دناسة العقل
- جريمة المقدادية تصريف ازمة ام تلويح بالطائفية؟
- ذكرى الانتفاضة ونتائج الانتخابات
- كالعادة.. المرجعية تتدخل


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نفيسة خويص مرابطة مقدسية يلاحقها الإبعاد عن المسجد الأقصى
- وادي الجوز.. حي تحيط به المعالم التاريخية والدينية بالقدس
- أجدد أغاني البيبي.. تردد قناة طيور الجنة بيبي عبر أقمار النا ...
- رفض اسلامي وتنديد أممي وانتقاد أميركي لاقتحام الأقصى
- الخارجية الفرنسية تدين تصريحات بن غفير واستفزازته بشأن المسج ...
- فرح طفلك NOW.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل سات ...
- زعيما المعارضة الإسرائيلية وحزب -شاس- يتحدون ضد بن غفير ويسع ...
- بوريل يدين اقتحام بن غفير المسجد الأقصى ويدعو للحفاظ على وضع ...
- الخارجية الأمريكية: اقتحام المسجد الأقصى ينتقص من فرص التوصل ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - النظرة العنصرية