أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحفيو الهواتف!














المزيد.....


صحفيو الهواتف!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7107 - 2021 / 12 / 15 - 08:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ أيامٍ قليلة وردتني المكالمة الهاتفية التالية من أحد الإعلاميين:
نحتاج تعليقك على خطة رئيس وزراء إسرائيل، نفتالي بينت الجديدة؟
رددتُ: لم أتابع الخطة بعد، قال: ما رأيك أن أسرد عليك ملخصها، ثم تُعلِّق أنتَ؟!
رددتُ: كيفَ تقبل وأنت صحفيٌ في وسيلة إعلام بارزة أن أفعل ذلك؟! لأنني حين أُلبي طلبك سأعلق على فهمك أنت للخطة، وليس على الخطة، أعتذر عن تلبية طلبك، فأنا لا أقبل أن أكون مجموعةً من السطور المكتوبة في تقريرك (المنسوب) للصحافة!
ازدهرت هذه الأيام مهنة صحافة الاتصالات الهاتفية، في معظم الصحف الورقية والإلكترونية، هذه الحالة الشائعة هي مهنة الصحفيين العاملين من غرف نومهم، أو من مكاتبهم، ممن يتحولون من صحفيين يطاردون الأخبار إلى جامعي أخبارٍ وآراء مُقعدِين، يستمعون للتعليقات بأذانهم، ولا يُشاهدون انفعالات القائلين، ثم يقومون بإعادة صياغتها بأسلوبهم الخاص.
لا أحد يُنكر أنَّ الاتصالات الهاتفية ضرورةٌ إعلامية في كثيرٍ من الأحيان، ولا سيما حين يتعذر اللقاء الشخصي، كما أن اللقاءاتِ الصحفيةَ عبر الهواتف موضوعٌ مُقرَّرٌ في كتب الصحافة الأكاديمية لإثراء الحقائق، لكنه اليوم هو الأكثر انتشارا، بسبب كثرة وسائل الاتصال وسهولتها، لذا فإن التنافس على السرعة في نقل الخبر أصبح مُقدَّما على الدقِّة والمصداقية!
أصبحت صحافة الهواتف هي الطبق الشعبي الشائع بخاصة، بين الصحفيين غير الأكْفاء، فظهرت سلبياتُها واضحةً!
من أبرز المظاهر السلبية عند صحفيي سماعات الهواتف أنهم يقومون بإعادة صياغة الأقوال بأسلوبهم الخاص، وفق الموضوع المطروح، هنا تقع أخطاءٌ عديدة، وقد تكون في كثير من الأحيان جسيمة.
هناك طائفةٌ من هؤلاء يرتكبون أفدح الأخطاء، حين يُضيفون إلى أقوال ضيوفهم جملاً لم يقولوها، لغرض الإثارة، وجذب أعداد كبيرة إلى مواقعهم الصحفية، ووسائل إعلامهم، هؤلاء يرتكبون جريمة صحفية، مع سبق الإصرار والترصد!
هناك أيضا فئةٌ أخرى تَكثُر في مجال صحافة الأحزاب السياسية، حين يقومون بعملية تقريب الأقوال إلى وجهات نظر الأحزاب التي يعملون فيها، بغض النظر عن السياق الذي قيلت فيه، وقد تكون تلك الأقوال لا تمتُّ بصلة إلى مضمون الحديث، وهذه جريمة صحفية أخرى!
تكثرُ الأخطاءُ عندما يكون الصحفيُ غيرَ مثقفٍ، لم يُطور نفسه ثقافيا، حين يعجزُ عن فهم مدلول جوهر المقابلة عبر الهاتف، يهرب من هذا النقص، فيلجأ إلى التحوير والتزييف!
تنتشر حالات التزييف أيضا عند الصحفيين(الموظفين) في القطاعات الحكومية والحزبية السلطوية، هؤلاء يخشَون على وظائفهم وعلاواتهم التشجيعية، فيلجؤون إلى التحريف لإرضاء مسؤوليهم، وإظهار الدعم لأحزابهم، بغض النظر عن جوهر التعليق والمصداقية!
تعمد طائفةٌ أخرى من الصحفيين إلى ارتكاب جريمة صحفية أخرى، حينما يقتطعون الجمل والمفردات من سياقها، وينشرون الأقوال مجتزأةً من سياقها العام، هذا النمط يكثر في صحافة المراسلات التلفزيونية والفضائية، حتى بصوت وصورة الضيف، لأن المُراسِل الصحفي ُيسجِّلُ المقابلة كاملة، بالصوت والصورة ثم يُرسلها إلى محطته الفضائية، وعندما تصل إلى المسؤول الأول، الرقيب في المحطة الفضائية، فإنَّ هذا الرقيبُ يعمد إلى اقتطاع ما يشاء منها، بما يخدم سياسته بحجة ضيق الوقت، فيتحوَّل الضيف المحللُ، أو المعلق، إلى ضحية هذه الممارسة، ويشعر أنه قد خُدع وأُسيء إليه، مما يدفعُه إلى أن يصب جام غضبَه على المراسل الذي أجرى المقابلة الأولى في مادتها (الخام) فيتَّهمه بعملية الاقتطاع والاجتزاء!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاخام غزة
- قصة من تراثنا الأدبي!
- قصتان من إسرائيل
- من الكنيست في إسرائيل
- جمعيات إسرائيلية عنصرية!
- ماكرون، والجزائر
- الملك ميداس، ونفتالي بينت!
- مساحة السعادة في فلسطين!
- الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
- اعترفوا بزواجه!
- برنامج البيغاسيوس، قاتل بلا دلائل!
- خطاب، جو بايدن في مؤتمر المعلمين!
- لا تغتالوا طفولة أطفالكم!
- القبر الملوث!
- لاصق (الكيبا) على صلعة، نفتالي بينت!
- تعويم الحكومات في إسرائيل
- جواسيس إسرائيليون!
- لماذا يغتالون الإعلاميين؟
- التضليل الإعلامي في إسرائيل!
- عزدة إلى الحياة من جديد!


المزيد.....




- ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
- تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل ...
- حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي ...
- الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
- ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في ...
- الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
- لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
- -لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
- أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحفيو الهواتف!