عبدالقادربشيربيرداود
الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 11:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( اكسبو ) هو معرض دبي 2020 الذي جرى فيه توقيع اتفاق ( الماء مقابل الطاقة ) ما بين الاردن واسرائيل برعاية امريكية متغافلين على المدى البعيد تداعياته الكارثية اذا ما اقر لاننا بالنتيجة سنكون قد ارتهنا لصالح كيان محتل لايراعي المواثيق والعهود مايشكل خطورة كبيرة على الامن المائي الاردني ؛ وخطرا وجوديا على المنطقة بأسرها ...
الشعب الاردني الشقيق لما له من تجارب سابقة مع هذا المحتل الماكر معتدا بمبادئه الاصيلة المتوجه بالشهامة أعلن منذ الوهلة الاولى رفضه لهذا التطبيع الخياني ؛ وانسحابه من الجلسة المخصصة لمناقشة هذا الاتفاق الخبيث ما عطل الجلسة ؛ واثار حالة من الفوضى والجدل تحت التهديد بتنظيم مسيرة احتجاجية لاسقاط الاتفاقات الخيانية مع العدو المحتل اسرائيل ...
ان مايجري على ارض الواقع ليس تطبيعا بقدر ماهو عملية تورط وتوريط الاردن ؛ ورهن مستقبلها وسيادتها بيد عدو لايرحم حلفاءه على مر التأريخ متناسين ان من تداعيات هذا الخطأ السياسي الكبير هي ان اي نظام عربي يريد ان يرسخ اركانه غدا عليه ان يطلب الشرعية لا من صناديق الاقتراع او الدين بل من الكيان الصهيوني المحتل ؛ وان الغرض الاسمى لما يسمى ( التطبيع ) هو المحافظة على النظام بمفهومه الشمولي حيث يتضمن التنسيق الامني ؛ وتبادل المعلومات فيما يخص الشعوب ؛ وبهذا المعنى يصير ( التطبيع ) عملية احتلال طوعية لاسبيل الى تدارك ضغوطها ؛ ولا مفر من التسليم بنتائجها دون قيد وشرط ؛ وتتحول ورقة التطبيع الى جواز سفر لارضاء قادة البيت الابيض الامريكي ؛ والطريق الى قلوب هؤلاء يمر عبر ربيبتهم اسرائيل ...
ان التبدل الكبير لصالح اسرائيل في الشرق الاوسط ؛ والذي جرى بعد ( اتفاق ابراهام ) سيء الصيت هو مصيرنا المحتوم الذي لامفر منه وعلينا ان نرضى بتداعياته القادمة او الاجلة ؛ ام لنا من سبل التحدي والمواجهة ما تبدد تلك المخاوف ؛ وتدفع بالامام الى الوقوف بحزم امام تلك الاتفاقات ؛ وقبرها ... الجواب يتوقف على نجاح الدبلوماسية العربية من خلال اقامة حسن الجوار ؛ والتقارب الاخوي مع الجارة ايران لان الجمهورية الاسلامية وبعد سقوط الشاه تحولت الى قوة اقضت مضاجع الاحتلال ؛ وبددت احلامهم الاستيطانية ؛ ولانستثني باقي دول الجوار من الذين يحترمون سيادتنا الوطنية ... وللحديث بقية
#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟