أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - اهتراء الأديان














المزيد.....


اهتراء الأديان


جواد كاظم الدايني

الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 16:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إهتراء الاديان....
بحسب التاريخ، كان الفرعون المصري اخناتون اول من نادى بفكرة " التوحيد"، غير أن هذا التوحيد ما كان لينفي بقية الإلهة وإنما اختار له إِله معين يكون هو الاله الواحد الحق، اما باقي الالهة فهي باطلة او على باطل، بدون دعوة لانكار وجودها، ومنه اخذ اليهود فكرة التوحيد اللي تنسب لهم تاريخيا، وطوروها لتصل لانكار وجود أي اله غير الذي يعبدونه. بعد ما كانت الآلهة جزء من حياة الناس الاجتماعية في عصور الوثنية أصبحت تتعامل بفوقية مع الناس وبالكثير من الاستعلاء والعنجهية والتفرقة وظهرت تدريجيا، مع فكرة التوحيد، السلطة الإلهية والدينية لأول مرة على المسرح الارضي. بعض الدراسات فسرت عداء شعوب المنطقة والعالم لليهود، كان بسبب تقويضهم لفكرة التسامح وإعطاء السياسة والأخلاق والصراعات والقتل والكراهية بعداً مقدساً باحتكارهم سلطة الحق وبأعتبار أنفسهم شعب الله المختار. على خطاهم سارت المسيحية والاسلام، وهذا الاخير كان مسؤولا عن النضج النهائي لفكرة التوحيد وذهب، سياسيا، لاخضاع الناس لعقيدته أو دفع الجزية، واسباغ صفات الضلال والكفر والجهل والعصيان عليهم، والتي أصبحت تهماً تستوجب العقاب والقتل، في تطور خطير لفكرة اليهود عن الآخرين الذين لا يدينون بدينهم.
ستكون البشرية على موعد مع سلطتين تحاولان تفسير العالم، وهما السلطة الدينية والسلطة الدنيوية، وفيما يتمتع الدنيوي بعقل منفتح وقدرة على تطوير ادواته الفكرية والعلمية والعملية، ظل الديني قابعا بظلمات التاريخ البعيد، يحفه التقديس والمباركة المزيفة على يد كهنته وقساوسته ورجاله، وبدا انه يفقد زخمه للاستمرار، لولا أن البشرية ما زالت عالقة بالجهل والعاطفة الدينية والحاجة الروحية. المنجزات العقلانية والنقدية أظهرت القدرة على تقويض التفسيرات الدينية بسهولة، فيما لم يجد الديني غير اللوذ باتهام ناقديه بالهرطقة والزندقة والتعدي على ايمانات الناس.
انتصر العقل في أوروبا وبقاع كثيرة من هذا العالم، بعد العملية التفكيكية والتحليلية الكبيرة التي تعرض لها المقدس، باستخدام المناهج العلمية والفكرية الحديثة، وهو ما ادى إلى انزوائه التدريجي بشكل واضح، وفرض العلم والعقل بحججه المنطقية وادلته التجريبية رؤيته عن العالم.
شهد العالم، وشهدنا نحن متأخرا، طرحا لفكرة التجديد واعادة قراءة الديني كمشروع وجود وهوية ومحاولة لدفعه من جديد لواجهة العالم، وشكل لدينا أزمة حقيقية لان هذه العملية لم تكن الا محاولة تلفيقية واعادة تدوير للتراث الديني ولم تستطيع الصمود أمام زخم العلم والعقل النقدي مما اضطره للانكفاء واتباع أساليب الترهيب والتهديد لتعويض ضعف حججه ومنطقية افكاره، وكان ازدراء الاديان إحدى التهم الجاهزة بوجه منجزات العملية النقدية، وبخاصة انها نجحت بكسر احتكار الديني لتفسير التراث والنصوص المقدسة، ومحاولة لتقديم تفسيرات واقعية للتاريخ، غير مبالية بفكرة المقدس التي اعمت البشرية عن فهم التاريخ بشكل عقلاني ومنطقي، اعتبر ذلك تهديدا خطيرا لشرعية الرواية الرسمية التي يقدمها الديني عن التاريخ َالنصوص المقدسة، الرواية التي ضمنت لهم الهيمنة والشرعية للتحكم بمقدرات الناس، وضمان ولاء الاتباع والمريدين. الموضوع هنا لا يتعلق بفكرة الإيمان ابدا، وإنما يتعلق بحقيقة ان السلطة الدينية لا تختلف عن أي سلطة في العالم تحاول اخضاع الناس لها، فما دامت تمتلك مشروعا كاملا لتفسير العالم وتطرح رؤية ومنهجا لما يجب أن يكون عليه، فهي ليست محرمة على النقد ولسنا معنين بأدعاها القدسية التي تلوذ بها لتعويض رجعية وتخلف ما تطرحه، مهما ساقته من تبريرات وادعاءات للتمسك بحقها في الاعتقاد، وبخاصة عندما يخرج الاعتقاد من الشخصنة الى الفضاء العام والممارسة السياسية.
كل ارهاصات الديني، تتعلق بمصلحة طبقة رجاله وكهنته وقساوسته، وهم يستشعرون خطر زحف العقلانية والعلمية على المساحات التي يشغلونها الان في هذا العالم، وأعتقد إن المسألة مسألة وقت حتى يأخذ كل ذي وجود حجمه الحقيقي.

جواد



#جواد_كاظم_الدايني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين... نهاية عصر التعفن
- ماركس المحترم
- دولة المتدينون
- فقيه على سطح التايتنك
- بين مقولتين
- الفقاعة البرزانية والنصر الشيعي
- ملحدون بلا الحاد
- شكرا .... هربرت رايموند !
- عن العربان والحضارة
- مشكلة وحل
- الشيعة ..... عراقيون دائما
- ابن ` المعلمة `… قراءة في معايير المفاضلة والاستحقاق
- ثورة سنية ضد المالكي-1
- ثورة سنية ضد المالكي
- النظافة وعباءة الوردي
- هذيان وفقر في اروقة السياسة
- اسطورة التسامح الديني
- نبوءة سياسية
- الدولة الموعودة
- الإسلام والسياسة والحمق


المزيد.....




- الحية لقائد الثورة: هذا النصر العظيم هو نصر مشترك لنا وللجمه ...
- قائد الثورة الاسلامية خلال لقائه وفد حماس:تغلبتم على اميركا ...
- قائد الثورة الاسلامية : انتصار فلسطين مؤكد بفضل الله
- قائد الثورة الاسلامية: الباري تعالى من عليكم وعلى سكان غزة ب ...
- قائد الثورة الاسلامية: انتصار أهالي غزة هو انتصار على أميركا ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل وفدا قياديا لحركة حماس
- تردد قناة طيور الجنة Toyor Aljanah الجديد على القمر الصناعي ...
- وزير الخارجية يبعث برسالة شكر إلى قائد الثورة الإسلامية
- منظمات يهودية تنتقد استخدام ترامب للمهاجرين والمتحولين جنسيا ...
- سلي أطفالك.. طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم الدايني - اهتراء الأديان