أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - هل أتوقف عن الكتابة؟؟ كيف ولماذا؟؟














المزيد.....

هل أتوقف عن الكتابة؟؟ كيف ولماذا؟؟


وفي نوري جعفر
كاتب

(Wafi Nori Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أيام شبابي كنتُ مولعاً بإقتناء لافتات الشاعر العراقي الكبير "أحمد مطر"، رغم إنًها كانت ممنوعة من قبل النظام وكانَ يُعاقبُ كل من يقتنيها أو يحملها ويتحدثُ بها، ولأنً قصائد الشاعر كانت ثورية وسياسية ساخرة وموجعة، وتحملُ في طياتها صوراً شعرية مبكية ومضحكة، وأسلوبها سهل ممتنع، فكانت تشدًني وكنتُ أحفظُ الكثير منها، وقد تبقًى في حافظة ذاكرتي المتعبة بعض القصائد منها قصيدة "بطولة" التي يقول الشاعر فيها:
هذه خمسةُ أبيات كخمسين مقال، هي أقصى ما يُقال.
والذي يسألُ عن معنى سُطوري، يجد المعنى مُذاباً في السؤال.
قال أمسكتُ بلصٍ يا رجال.
قيل أحضرهُ، فقال حملُهُ يُهلكني.
قيل دعه وتعال.
قال حاولتُ ولكن هو لا يتركني.!!
وفي بداية عام 2014، أي لمًا وصلتُ إلى قناعة تامة بأنً الدين صناعة بشرية، بقيت بعدها سنتين تقريباً محتفظاً بقناعاتي، لا يعلم بها سوى بعض المقربين من الأهل والأصدقاء، وفي تلك السنتين كان هناك صوتاً في داخلي يدفعني للمواجهة وخوض التجربة لمشاركة خبرتي في إكتشاف الخدعة التي عشتها مع الدين، وكيف أقنعُ الآخر بأنه صناعة بشرية، وفي وقتها كان أمامي خياران:
- إمًا أن أحتفظ بقناعاتي وأفكاري لنفسي، وأكفي خيري شري، وأبعد عن الشر وأغنيله.!!
- وإمًا أن أواجه الناس بأفكاري، وكنتُ مدركاً بأنً المواجهة ستكون شرسة ومرفوضة من قبل الأغلبية، وكنتُ مدركاً أيضاً بأنً العواقب ستكون سيئة والمواجهة ستكون شديدة ولا بدً من تحملها والصبرُ على مضضٍ عليها.!!
آنذاك إخترتُ الخيار الثاني، ولا أعلم إن كانَ إختياري صحيحاً، لكن في وقتها كنتُ أعلمُ بأنً الصوت الذي كان يدفعني، كانَ يقول لي: أنت في الأول والأخير إنسان، ولا بدً أن تُثبت إنسانيتك وذاتك وأن تشعر بالفخر والإعتزاز بنفسك لأنكَ ستقدم فكراً ورؤية أخرى للعقول الباحثة والمشككة، فتجربتك الطويلة مع الدين تستحق المشاركة، وقناعاتك ممكنُ أن تُفيد الآخرين، حتى وإن كان العدد المستفيد قليل جداً، المهم أنك تحاول وتفعل ما تراهُ صحيحاً ومفيداً، فيكفي شرف المحاولة وتحمل مشقًة هذا الإختيار.!!
بدأت رحلتي مع الفيس في عام 2016، ومنذ المنشورات الأولى أحسستُ بمواجهة المصاعب وشعرتُ بمشقة الطريق، أدركت أنً معولي ضعيف جداً لا يستطيع أن يثلم من الدين مثقال ذرة، ولمعرفتي الكاملة بنفسي كإنسان بسيط جداً، فأنا لستُ كاتباً ولا مفكراً، لا أحملُ سوى معلومات متواضعة عن الدين والحياة، وفي بداية المشوار صراحة لم أتخيل أبداً بأني سأكتب كل هذا العدد من المقالات الطويلة، بل لم أكن أتصور بأني سأصمد لأربع سنين كاملة، وحينها لم أتوقًع أن أفكاري ستكون مقبولة ومرغوبة، وعلى ما يبدو فإن توقعاتي أخذت منحىً آخر، وحصل ما لم أكن أتوقع حصوله، فقد حازت أفكاري على بعض القبول والترحيب، وبقيتُ لحد هذه اللحظة أكتب، ولأنً أفكاري بسيطة فأعتقدتُ أنً ما كتبتهُ كثيراً أو ربًما مفيداً، والواقع عدد المقالات المنشورة ليست بالكثيرة وربًما أغلبها أو بعضها غير مفيد.!!
وبعض الأوقات حينما أهمُ في كتابة موضوع، كنت أسأل نفسي وأقول: لماذا أكرس كل جهدي ووقتي في نقد الدين؟؟ ما الذي إستفدتهُ؟؟ وما الذي استفادهُ الآخرون؟؟ وهل حقاً لأفكاري تأثيرٌ على الدين أو على عقول أتباعه؟؟ ثمً أكرر السؤال على نفسي مجدداً: هل تعلم أن أفكارك قد جلبت لكَ العديد من العداوات والكراهية والحقد والسخرية والإساءة والمسبًة؟؟ نعم لا أنكر وجود أصدقاء متابعين ومهتمين ومحبين لقراءة ما أنشر، لكن بالتأكيد عدد أصدقائي مقارنةً بالحشود الهائلة التابعة للأديان هم عدد قليل جداً يكادُ لا يُذكر، إذن إلى متى تستمر بالكتابة ولماذا؟؟ وكيف تُنهي هذه التجربة؟؟ هل ستخذل المحبين والمتابعين؟؟ أم هل ستُدخل السعادة والفرح على قلوب المبغضين والكارهين بسبب نقدك المستمر والمستفز للدين؟؟
للأسف ذاكرتي تخونني فتنسى أحياناً ذلك الصوت الذي كان يصرخُ في داخلي والحماس الذي كان يدفعني كي أخوض وأشارك تجربتي الشخصية، وفي أوقات كثيرة أجلسُ وأتأمًل واقع مجتمعاتنا وأنظر إلى السلبيات التي يصنعها الدين في عقول أتباعه والسلوك السيئ عند البعض، فالدين هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤسس للجهل وتصديق الخرافات، وحينها أتذكر اللص الذي أمسكه الشاعر في قصيدته، نعم أيها السيدات والسادة، الدين هو اللص الذي إن تركتهُ فهو لا يتركك في حالك، وإن حملتهُ أو تمسًكت به فإنًهُ يشوه فكرك وينتقص من عقلك.!!
قال أمسكتُ بلصٍ يا رجال.
قيل أحضرهُ، فقال حملُهُ يُهلكني.
قيل دعه وتعال.
قال حاولتُ ولكن هو لا يتركني.!!

** كتبتُ هذا المقال في الشهر العاشر من عام 2020 **

#ملاحظة: كل الأديان على الأرض من صنع البشر.!!
محبتي واحترامي للجميع.
https://www.facebook.com/Wafi.Nori.Jaafar/



#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)       Wafi_Nori_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونك عن الروح، قل ماكو شي إسمهُ الروح.!!
- الإستسلام الكامل للتأثير النفسي والعاطفي والإنحياز التأكيدي ...
- يونس بن متى ذا النون صاحب الفندق ذو الخمس نجوم (الحوت).!!
- يفوتك من الكذاب صدق كثير.!!
- لا تقل إزدراء الأديان، بل قل إزدراء دين الإسلام فقط.!!
- أيصبغ ربك؟؟ قال: نعم: صبغاً لا ينفض، أحمر وأصفر وأبيض.!!
- النص البشري مقابل النصوص الدينية المقدسة، أيُهم أرقى وأفضل؟؟
- اللباس والشرف المفقود.!!
- الله يرفع ومحمد يَكبِس.!!
- لديهم علاج لكل داء إلا داء الخضخضة ليس لها علاج .. لأنها حرا ...
- هل هناك حكمة وغاية من الإختباء خلف المجرًات؟؟
- الزهايمر لا يُصيبُ البشر فقط، فحتى الآلهة معرًضة للإصابة به. ...
- ما هي الأسباب وراء النهي عن التفكر في ذات الله؟؟
- كيف يتخاطب ويتواصل الله مع مخلوقاته؟؟
- المقولتان الشهيرتان والخفيفتان على اللسان.!!
- من المسؤول عن التشوهات الخلقية عند حديثي الولادة؟؟
- من ينصف اللاديني ويحميه من الظلم الذي يقعُ عليه؟؟
- هل الله يصلي على المؤمنين ويخرجهم من الظلمات إلى النور؟؟
- طلب وتحدي بسيط نوجههُ إلى فخامة -المصمم الذكي-.!!
- المصمم الذكي حينما يفقدُ ذكاءه فيختار طريقة ساذجة للتواصل مع ...


المزيد.....




- -حركة طالبان الباكستانية- تعلن وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام ب ...
- “أسعدي صغارك بأغاني البيبي” ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي عر ...
- أحلى أغاني البيبي في العيد..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- روسيا: -تصفية- مساجين من تنظيم -الدولة الإسلامية- إثر احتجاز ...
- رغم جراحهم.. غزيون يحتفلون بعيد الأضحى ويعايدون الأمة العربي ...
- 40 ألف فلسطيني يقيمون صلاة العيد في المسجد الاقصي
- بابا الفاتيكان يعلق على مؤتمر سويسرا حول أوكرانيا
- غابت مظاهر الاحتفال.. سكان غزة يؤدون صلاة العيد فوق أنقاض ال ...
- “نزلها بسرعة”.. استقل تردد قناة طيور الجنة أطفال 2024 الجديد ...
- بالصور.. صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى


المزيد.....

- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وفي نوري جعفر - هل أتوقف عن الكتابة؟؟ كيف ولماذا؟؟