أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - لبنان الكبيرخطأ شائع ؟














المزيد.....

لبنان الكبيرخطأ شائع ؟


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7103 - 2021 / 12 / 11 - 12:33
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


خطأ شائع
لبنان الكبيرخطأ شائع ؟

استوقفني في برنامج، خطأ شائع، على أحدى الشاشات، منهج في قراءة التاريخ معظم خلاصاته أخطاء شائعة، مع أنه يستند إلى معطيات صحيحة. وهو منهج يموه الحقيقة بل يشوهها ويعرقل بالتالي سبل الوصول إلى حلول لأزمة الوطن المستدامة.
بعد أن كتبت عن خطأ شائع عنوانه حروب الآخرين، اكتشفت أن الكتابات التاريخية اليسارية واليمينية التي تحكي قصة الوطن مبنية على أخطاء شائعة، من بينها المصطلحات المتعلقة بإسم لبنان، والاستعمار والطائفية وسواها، وأن الاستناد إلى مقدمات مغلوطة سيفضي حكماً إلى استنتاج دروس مغلوطة وإلى تكرار الأسباب وتكرار النتائج، ورأيت من المناسب أن أنقل إلى الصحافة ما سبق لي أن فصلته في كتابي أحزاب الله عن المفاهيم المغلوطة التي ينطلق منها أبطال الأزمات والفتن والحروب الأهلية المتتالية. أبدأ بالخطأ الشائع، لبنان الكبير.
التسمية "لبنان الكبير" أنجبت مجموعة مفردات سياسية شوهت البحث النظري حول الوطن والدولة، وساهمت، بالتالي، في تشويش الحوار وفي إعاقة بناء الجمهورية اللبنانية. من أجل إزالة الالتباسات النظرية والتاريخية التي رافقت تأسيس الوطن على امتداد مئة عام، اقترحنا معياراً آخر لا يعتمد الحجم ولا المساحة، "كبير أو صغير"، بل يعتمد الموقف من الدولة. وبناء عليه نرى أن الاحتفال الصحيح بالمئوية هو العام 1926 بدل العام 1920، أي تاريخ أعلان الدستور اللبناني.
سنقوم بتمرين نظري لنثبت صحة هذه الفرضية، فنقارن المقاربات المستندة إلى معيار الحجم والمساحة بتلك المستندة إلى معيار الدولة. التسمية "لبنان الكبير" تعني أن لبناناً آخر "صغيراً" كان موجوداً وجرى تكبير حجمه. المعيار في التسمية هو الحجم والمساحة، ومنه تحدرت قراءات وسجالات مغلوطة حول كتابة تاريخ لبنان وسايكس بيكو والتنوع الطائفي والعروبة وسوء التفاهم بين القومي والوطني.
يرى ميشال شيحا أن لبنان "قديم جداً"، ويرى آخرون أن إسم لبنان ورد في الكتب الدينية، وأن هذا الكيان تأسس منذ ستة آلاف عام أو من أيام الفينيقيين أو من أيام الملك سليمان وخشب الأرز. في المقابل، لا وجود للبنان في خارطة السياسة القومية ولا في خارطة التاريخ الإسلامي. أما مهدي عامل فقد حدد "تاريخ ولادة لبنان بولادة البرجوازية الكولونيالية المرتبطة تبعياً بالإمبريالية". هذه التواريخ كلها غير محددة بدقة، من القديم جداً إلى ولادة البرجوازية الكولونيالية، ما عدا اثنين منها، سايكس بيكو (1916) ولبنان الكبير(1920)، الأول يجعله صناعة استعمارية والثاني يميز بين لبنان الجبل، أي لبنان "الأصلي"، ولبنان الأقضية التابعة، أي المضمومة، بسبب حاجة لبنان الأصلي الممتد على سلسلة الجبال من المكمل شمالاً حتى الريحان جنوباً، حاجة وجودية إلى ممر تجاري على موانئ الساحل وإلى مصدر غذائي من زراعة السهول.
التواريخ كلها صحيحة، يمثل كل منها تاريخ إقليم أو منطقة أو سنجق أو ولاية، لكن عدم دقة بعضها شكل ثغرة تسلل منها "الصراع على تاريخ لبنان" بعد استئذان أحمد بيضون الذي نشر بحثاً بهذا العنوان، وشكل التاريخان الدقيقان، سايكس بيكو ولبنان الكبير، أسباباً إضافية للصراع بين مكونات لبنان الجغرافية والبشرية.
لبنان الحديث الذي تأسس مع إعلان لبنان الكبير عام 1920 يتكون من مقاطعات أو ولايات لم تجتمع في إطار واحد ولا خضعت مجتمعة لسلطة واحدة تحمل إسم لبنان أو الجمهورية اللبنانية إلا بعد الحرب العالمية الأولى، أي في فترة الانتداب الفرنسي، ثم تكرست في الاستقلال السياسي عام 1943. هذا يعني أن تاريخ لبنان قبل "لبنان الكبير" ليس سوى تاريخ المقاطعات أو الولايات وليس تاريخ الجمهورية، باستثناء مرحلة حكم فخر الدين المعني الثاني الذي امتد نفوذه إلى شمال فلسطين وبعض مناطق سوريا. بهذا المعنى يمكن القول إن الصراعات في ظل الجمهورية التي اتخذت شكل الحروب الأهلية في 1958 و1975 وثمانينات القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، هي صراعات بين عقلين ومنطقين، منطق الولايات ومنطق الجمهورية، مع فارق جوهري يتمثل بأن سلطاناً واحداً كان يدير الصراعات والحروب في عهد الولايات من مقره في الآستانة، فيما تعددت التبعيات والولاءات والسلطنات في عهد الجمهورية، إذ صار لكل ولاية والٍ و"أم حنون"، وبدت حروب اللبنانيين الأهلية كأنها حروب الآخرين أو بين الطوائف، فيما هي في حقيقتها إما حروب ضد لبنان الكبير وضد الجمهورية، إما حروب بين مستبدين يتنافسون من مواقعهم المتقابلة ضد الديمقراطية.
معيار الدولة كفيل بحل إشكالات والتباسات متراكمة تتعلق بمعرفة العوامل الحقيقية التي أضرمت نار الحرب الأهلية، وبالتالي بمعرفة السبل الآيلة إلى رسم خارطة طريق نحو بناء المستقبل.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطأ شائع كميل شمعون وعبد الناصر
- -خطأ شائع- حروب الآخرين
- صاحب الغبطة: يمثلني، لا يمثلني؟
- الرميلة بين المناضل والميليشيوي
- الثورة والانتخابات
- علاقات حزبية أم مخابراتية أم إنسانية؟
- من مآثر موسى الصدر
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي (3من4)
- ضرائب نضالية: حين يكون القرار بيد القاعدة الحزبية
- الشيعية السياسية: تعلموا من أخطائكم
- نبيه بري الخاسر الأكبر
- الشيعية السياسية وليس الشيعة
- حبيب صادق: مفرد بصيغة الجمع
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(2من4)
- الخروج المبكر من الجامعة
- دروس انتخابية من تجربتي مع الحزب الشيوعي(1من 4)
- الجامعة اللبنانية دخلتها متأخرا وخرجت منها مبكراً
- الثورة وبرلمان 2022
- قيلولة نضالية
- سنّيّة سياسية بعد فوات الأوان


المزيد.....




- هجمات داغستان.. السلطات الروسية تُعلن ارتفاع حصيلة القتلى
- مصور يوثق حفرة عميقة وخطرة للغاية بجبال المسمى بالسعودية.. م ...
- ??مباشر: صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي إ ...
- لجأ لشركة -غير مرخصة-.. شاب مصري يصف لـCNN وفاة والده المسن ...
- بعد هجوم قوات كييف الإرهابي على سيفاستوبول.. موسكو تستدعي سف ...
- Foreign Policy: الوجود الأمريكي تراجع بشكل خطير في القطب الش ...
- بوتين يوقع قانونا يسهّل آليات حجب المواقع المحظورة في روسيا ...
- اليونان.. وفاة واختفاء عدة سياح بسبب الطقس الحار -غير المعتا ...
- نتنياهو: المعارك -العنيفة- ضد حماس في رفح -على وشك الانتهاء- ...
- إسرائيل تلوح باستخدام أسلحة غير معهودة ضد لبنان وسط مخاوف من ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد علي مقلد - لبنان الكبيرخطأ شائع ؟