http://home.chello.no/~hnidalm
الولايات المتحدة الأمريكية تحتل بعض دولنا بأشكال مختلفة،إسرائيل تحتل فلسطين بشكل علني ومباشر وبدون خوف من أحد.حصد الأرواح في العراق كان يتم بشكل علني وكانت القوات الأمريكية البريطانية الغازية قبل أن تحتل العراق وتفرض سيطرتها على البلد، تقوم بضرب الأهداف بدون تفريق أو تمييز بين المدني والعسكري وحتى الطبي والصحافي،وإذا كان هناك أي شك فيما كتبت فيكفيكم أن تتذكروا الشهيد الصحافي طارق أيوب مراسل الجزيرة في بغداد وبقية شهداء وجرحى الصحافة الذين قصفتهم القاذفات الأمريكية في فندق ماريديان فلسطين وفي العاصمة بغداد. أما بالنسبة للإسعافات والطواقم الطبية التي قصفت في العراق فيكفي ما قاله أحد قادة القوات الغازية وهو أن هؤلاء أيضا أهدافا عسكرية لأن الإسعافات قد تقوم بنقل رجال مسلحين،وهذا الكلام لهذا القائد الأمريكي بالإضافة لما قاله الجنود الأمريكان من أن لديهم أوامر بإطلاق الرصاص على كل ما يتحرك،وهذه الأقوال هي دلائل ستقدم ضدهم في محكمة مجرمي الحرب في بلجيكا حيث أصبحت الدعوة القضائية موجودة في المحكمة البلجيكية التي تتيح محاكمة هكذا مجرمين. أما الكيان
الإسرائيلي الذي يقتل ويدمر ويحتل الوطن الفلسطيني بطوله وعرضه ولا يتوقف عن سياسته الدموية المستمرة والثابتة، سياسة الموت بفعل الرصاص والقنابل الإسرائيلية كما حصل فجر اليوم(14-05-2003) في خان يونس حيث قتل وجرح العشرات من الفلسطينيين،عندما اجتاحت القوات الصهيونية المدينة بالدبابات والوحدات الخاصة. وقد جاءت هذه الأعمال الهمجية في ظل وضع إقليمي ودولي معقد بسبب حملة التفجيرات التي اجتاحت المصالح الأمريكية والغربية في السعودية وطالت كذلك القوات الروسية الغازية والمحتلة في الشيشان. فلغاية الآن لازالت دول العالم وبالذات الأنظمة العربية منشغلة بإدانة العمليات التفجيرية التي استهدفت الأمريكان في السعودية وهم في تسابق على إدانة تلك التفجيرات والتضامن والتعاطف مع الحكومتين الأمريكية والسعودية وعائلات الضحايا الأبرياء. وكأن الشعب الشيشاني المعذب والمحكوم عليه بالنكبة والاحتلال وديمومة الهمجية الروسية ليس من بني البشر الذين لهم بواكي يبكون عليهم. كذلك فمن الواضح أن الذي يحدث في فلسطين أصبح شيئا عاديا لا يستدعي من الحكومات العربية حتى إدانته والتنديد به،وأكثر من ذلك فأن الجرائم الإسرائيلية اليومية في فلسطين المحتلة تتصاعد يوما بعد يوم،وأعداد الضحايا بالعشرات شهريا، وأحيانا يوميا، حيث يسقط عشرات الشهداء والجرحى من أبناء فلسطين المستباحة. وبينما الدولة العبرية تواصل هجمتها الهمجية الدموية على الشعب الفلسطيني وترفض الموافقة على خارطة الطرق كخطة سلام مقترحة من الأمريكان،وتضع العراقيل في وجه أي حل سياسي يوقف حمام الدم الذي تفتعله يوميا تلك الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة. في هكذا أوضاع لا أمل فيها لأي حل سياسي بالنجاح ورؤية النور بفعل التعنت الإسرائيلي وعنجهية وغطرسة شارون، قام وزير خارجية إمارة قطر" العظمى" بلقاء نظيره الصهيوني سيلفان شالوم في باريس التي سيمر بها وزير خارجية شارون وهو بطريقه للقاء توني بلير. ويعتبر هذا اللقاء بين القطري والشاروني بمثابة اللقاء الأول الذي يضم وزير الخارجية الصهيوني وأحد الوزراء العرب منذ انتخاب حكومة شارون الجديدة. ويعتبر هذا اللقاء أيضا بمثابة ضربة أو لطمة للموقف الفلسطيني الذي يحاول تجميع أو لملمة الصف العربي المبعثر والمشتت وتجميعه على موقف قومي واحد يمثل الحد الأدنى من الاتفاق بين تلك الدول، خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية واللقاء بحكومة شارون والعلاقات مع إسرائيل. لكن لقطر دورا هاما يجب أن تلعبه حتى النهاية وهذه اللقاءات السلبية والتي تضرب المصالح القومية العربية والأخرى الوطنية الفلسطينية عرض الحائط لا تدل سوى على أن دور قطر مرسوم من الخارج ومدروس بالتنسيق مع إسرائيل وأمريكا لأنه دور تافه ولكنه خطير. ويخدم فقط المشروع الاستعماري الصهيوني الذي يفعل بالبلاد العربية وشعوب هذه الأمة ما يراه مناسبا لأمة فقدت الاحترام.
أن الذي يراقب مواقف وتصرفات الدول العربية يخرج بانطباع مفاده أن هذه الدول ليست سوى محميات لعائلات وعشائر تحكم بالأمن والمخابرات والجيوش التي خسرت كل معارك الأمة من معركة فلسطين الأولى سنة 1948 حيث حدثت فيما بعد نكبة الفلسطينيين الكبرى،ثم معركة أو حرب نكسة 5 حزيران 1967 التي أحتلت اسرائيل بفضلها الجزء الثاني من الأراضي الفلسطينية التي كانت بأيدي الدول العربية بالإضافة لأراضي عربية أخرى،منها الذي لازال محتلا حتى يومنا هذا. مرة واحدة استطاع العرب أن يعيدوا بعض الهيبة والمعنويات لجيوشهم وذلك في نصر تشرين أكتوبر المحدود. لكن هذا النصر سرعان ما باعه وأفشله الجهل السياسي والتسلط التخلفي لقيادة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فبدلا من تعزيز الانتصار والتقدم لتحرير أجزاء جديدة من الأراضي العربية المحتلة مستغلا الدعم السوفياتي المفتوح والتضامن العربي الكامل والعجز والتراجع الإسرائيلي المذهل،أقحم السادات نفسه وجيشه في الفخ الأمريكي،وهنا قامت إسرائيل بهجوم معاكس قاده شارون كاد يودي بالانتصار المصري كاملا،والفضل في الإنجاز الشاروني يعود للسادات وعدمية تفكيره وعنجهيته وتفرده ودكتاتوريته وعدم سماعه لمستشاريه ولمعاونيه وللقيادة العسكرية الميدانية. باستثناء هذا النصف نصر الرسمي العربي فأن وجود هذه الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج أقترن بالهزائم والنكسات والنكبات والقمع والتبعية والسير في الطريق المعاكس ،طريق أعداء هذه الأمة ومصالحها وطموحاتها المشروعة. وفي بلادنا العربية التي حرمت الفلسطيني حتى من نعمة المواطنة مع أنه إنسان عربي مثل كل عربي آخر، وحيث كان ولازال البعض يحرمه من ابسط مقومات الحياة والعيش بكرامة بحجة أنه يكافح التوطين ويحافظ على حق العودة. فباسم حق العودة لا مياه ولا كهرباء ولا مواد بناء ولا حرية ولا حياة كريمة للفلسطيني في مخيماته المحاصرة بالدبابات والأسلاك الشائكة والسدود الرملية والسوا تر الترابية. وباسم حق العودة يحتاج الفلسطيني لتأشيرة دخول وخروج من والى معظم الدول العربية،ومنها تلك الدول التي ولد وعاش فيها عشرات أو مئات آلاف هؤلاء اللاجئين. وباسم حق العودة ورفض التوطين عليك أيها الفلسطيني أن تخسر أموالك وأملاكك وأن تتركها رغما عنك لسلطات البلد التي تعتبر وريثك الشرعي،فأولادك وأقرباءك لا حق لهم في العيش بالبيت الذي تتركه لهم بعد موتك،لأنه سوف يصبح بيتا للذين حرموك الحياة ككل الناس طيلة لجوءك أليهم ومنذ خسرانك لبيتك الأول وفقدانك لوطنك الأصغر فلسطين، نقول الأصغر لأن وطنك الأكبر هو بلاد العرب كافة.
تموت أيها الفلسطيني لكن وطنك يحيا في استمرارية أبناؤك وأحفادك،بتمسكهم بحق العودة والتعويض كثابتة وطنية لا يمكن تجاوزها ولا يحق لأي كان تجاوزها أو التنازل عنها أو حتى التفاوض عليها. فحق العودة حق مقدس وطبيعي وقانوني لكل لاجئ مع ذريته ومن يريد أن يتخلى عنه لا يستطيع ذلك لأنه ليس ملكه وحده بل هو ملك الشعب الفلسطيني اللاجئ منذ 55 عاما ونيف. تموت أيها الفلسطيني منفيا لكن فلسطين بيتك الوطني الكبير تبقى البيت الأول والملاذ الأول والأخير. أما
دول العرب التي تقوم بعمل كل ما يعيق تطورك وتقدم حياتك، وتلتزم بما تمليه عليها الجهات التي تعادي طموح هذه الأمة،فتقف مع أمريكا ضد نفسها ومع إسرائيل ضد جزء من جسدها،هذه الدول لا تغار على سيادتها ولا تخاف على مستقبلها،وبدأت منذ فترة تتحول من أنظمة برلمانية إلى أنظمة رئاسة وراثية على الطريقة الملكية أو القبلية.لا أحد يدري إلى أين تتجه هذه الأنظمة في تحريفها لمفاهيم الحكم السليمة والعادلة والحضارية ولقيم الحياة وطرق المحافظة عليها.
المحكمة البلجيكية تدرس طلبات قدمت لمحاكمة مجرمي الحرب من أمثال شارون وفرانكس،الأول بسبب المذابح التي قادها في صبرا وشاتيلا وغيرها من الأمكنة الفلسطينية واللبنانية،والثاني بسبب الجرائم التي ارتكبتها قواته في حرب العراق.
وزيرة الخارجية اليابانية تصر على لقاء الجهات الفلسطينية ومنها الرئيس عرفات لأن بلادها تعتبره زعيم الشعب الفلسطيني،كذلك بعض وزراء وقادة الدول الأوروبية يصرون على شرعية عرفات ويؤكدون ضرورة لقاءه وفك الحصار عنه. أما العرب فلا أحد منهم يتدخل لفك الحصار عن الرئيس الفلسطيني، ولا أحد يقوم بالاتصال به للسلام عليه في حصاره، ويوم تريدهم أمريكا أو إسرائيل أن يفعلوا ذلك نراهم يتسابقون على الاتصال بالرجل من أجل الضغط عليه للقبول بمقترح أو شرط أو مطلب أمريكي أو إسرائيلي. الفرق بين هذه الدول العربية والأخرى الأوروبية والعالمية، أن دولهم هي دول بالفعل لا بالقول فقط، ودول العرب، أي دولنا ليست أكثر من محميات ومعسكرات لتجميع البشر وزرائب كبيرة لتربية الآدميين وتحويلهم من حيوانات ناطقة إلى حيوانات غير ناطقة وصامتة.ِِ..