أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - لماذا يعبدون أردوغان.














المزيد.....

لماذا يعبدون أردوغان.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 7101 - 2021 / 12 / 9 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعلم جميع الإخوة المتنورين عموماً و واللادينيين خصوصاً ما حصل ويحصل اليوم وفي السنوات الماضية الأخيرة من تطبيل إعلامي كبير ورضوخ تامّ من عموم الحمير في دول الشرق الأوسط وبول البعير , للمعتوه أردوغان وحملاته الواسعة التطبيلية الدعدوشية , والبروباغاندا المتمثلة بالقوّة الناعمة كالإعلام والتلفزيون والمنتوجات المرئية من أفلام ومسلسلات وغيرها من الأساليب المعروفة والمكشوفة التي يتبعها أي حاكم طاغية.

وطبعاً كل هذه الأساليب السابقة هي طُرُقٌ مختلفة يتبعها الطاغية للترويج لصورته وتخدير الناس ووضع ذاته وحاشيته موضع البطل المغوار المناضل , الذي يقف في وجه الأعداء الذين صنعهم هو في المقام الأوّل ليظهر بمظهر المناضل في النهاية أمام شعبه والبهائم الذين يسهل السيطرة عليهم بهكذا هراء.

وطبعاً نعلم جميعاً أن أردوغان لم يقدّم أي شيء سوى الخراب السياسي والتدهور الاقتصادي لبلاده والعبث في البلاد المجاورة , ومن يعتقد أنه قام بأي انجاز اقتصادي أو حضاري عليه بمراجعة التاريخ المعاصر والحديث للسنوات الماضية فقط ليعلم مدى كذب وتدليس الإعلام المروّج لأردوغان .

ولكن ومع معرفة الأساليب التي يتّبعها أردوغان للترويج لنفسه ونظام حكمه الفاسد مما سبق ذكره , إلّا أننا نظل أمام ظاهرة غريبة نوعاً ما , ألا وهي ظاهرة المواطن العربي المندمج كلّياً بهذا السيرك التركي السخيف !

ولكن لماذا ؟ ولتوضيح هذا الأمر أود سرد قصّة قصيرة حدثت معي شخصياً في الأيام الماضية مع سائق تكسي , حيث بدأ بالحديث السياسي والذي أتجنّبه بشكل دائم ومستمر شخصياً مع بهائم الصحراء وحتى أنني أداري العالم الموازي الذي يعيشون فيه , ولا أود أن أوقظهم من غيبوبتهم في مواقف عابرة كهذه...

ولكن ما استوقفني من حديث السائق المسكين (الذي هو من فوق الأساطيح طبعاً , كعادة الشعوب العربية الغارقة بنظريات المؤامرة والشيزوفرينيا والجهل) هو جملة عابرة ولكنها تحمل معان خطيرة جداً , حيث قال الرجل...

" أنظر ماذا بنى لهم أردوغان من جسور ومطارات وشوارع !"

وقد تبدوا هذه الجملة المتواضعة بسيطة وعادية ولكنها مليئة بالمشاكل ! فأولاً أردوخرا بنى هذه الأمور من الأموال التي اقترضتها تركيا من صندوق النقد الدولي , والتي كان من المفترض أن تعطى على شكل قروض للشعب التركي ليتم استثمارها , وهو وإدارته قام باستغلال هذه الأموال في مشاريع بنية تحتية عوضاً عن مشاريع ربحية , والآن تركيا تغوص في الديون والمشاكل الاقتصادية بسبب هذا العبث وغيره من السخافات الاقتصادية الحمقاء لبطل أمّة لا عدوى.

ولكن المشكلة ليست هنا أيضاً ! فالرجل قال"أنظر ماذا بنى لهم أردوغان" بنى لهم ! وكأن المعتوه يبني من مال أبوه مثلاً ؟ أم يبني من إرث ورثه عن أجداده ؟ أم من ماله الشخصي الذي كسبه بشكل مشروع ؟ أم ماذا ؟ فكلمة سائق التكسي هذه تبين لنا تصوّر العوام من أمّة بول البعير لذاتها على أنهم قطيع من البهائم وأن الحاكم هو الراعي لهذا القطيع !

ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تمجيد هذه الأمور أصلاً , فلو افترضنا أن كلامه صحيح , وأن كل هذه الأمور بنيت بفضل أردوغان , وأنها لم تسبب أي مشاكل اقتصادية , وأن الرجل حاكم من طراز أنجيلا ميركل ورينالد ريجان , وأن تركيا اليوم والمنطقة بأفضل حال بفضله (على عكس الواقع طبعاً) , فكل هذا لا يستحق أي ثناء أو حتى ذكر , فالحاكم في عرف الشعوب الحرّة والمجتمعات المتحضرة هو موظف دولة مثله مثل المدرّس والنائب وغيرهم من الموظفين الحكوميين.

فالموظف الحكومي الذي يؤدي عمله كما يجب هو ما يعتبر طبيعياً , فهو من يمتلك المسؤولية وعليه أن يؤديها حقها دون أي مشاكل تذكر , ومن يتسبب بالمصائب والمشاكل أو من يستغل منصبه بشكل فاسد كأردوغان مثلاً , فهذا ما يجب فضحه وتسليط الضوء عليه نظراً لحساسية هكذا منصب وتأثير فساد من يحتلّه على الدولة ككل والمنطقة عموماً أيضاً.

ففكرة تمجيد القائد والحاكم وتعظيمه , مقترنة تماماً بالهلاوس الدينية الداعشية التي نعرفها , ودغدغة أردوغان لعواطف المؤمنين الدينية واستعماله للدين للأغراض السياسية هو طبعاً ما صُنِعَ الدينُ من أجله أولاً , وثانياً , هو ما يمكّنه من تحويل خرابه وتخريبه وفساده وإفساده إلى بطولات وأمجاد وإنجازات , لا بل وصل بالناس الى أن باتوا يشكرونه كالإله على نعمة الطرقات والبنية التحتية , أو محاربة العدو الذي اختلقه هو أصلاً , في سيرك تحوّل فيه الجمهور الذي من المفترض أن يتلقى خدمة التسلية , الى مهرّجين يعملون لإرضاء صاحب السيرك ولتسليته وملئ جيوبه بالمال ومدّه بالنفوذ والطغيان والظلم , وفي النهاية , يشكرونه كالإله على بنائه لهذا السيرك.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة وفساد الروابط الأُسرية في الإسلام والأديان عموماً.
- على المؤمنين التحلّي بالموضوعية قبل فوات الأوان.
- أمثلة شعبية عنصرية توضح قذارة الفكر الإسلامي.
- عظمة الفلسفة الرواقيّة وانحطاط الإسلام.
- لو كان الاسلام رجلاً لقتلته.
- نسب الإجرام للإله.
- كيف يمكن للأديان أن تقضي على البشرية.
- سخافة المعجزات.
- فانتازيا الكتاب المقدّس.
- الأديان هي آخر ما تبقّى من التراث الحيواني السلبي لدى الجنس ...
- الأعور الدجّال , مثال الخرافة المُتناقَلة.
- العوائل المختلة في مجتمعاتنا.
- الله هو رسوله محمد
- التشبّث بالخرافة رغم معرفة حقيقتها.
- أخلاق الأديان نسبيّة وقاصرة حتى مع وجود الإله.
- مسطرة العلم وفوضوية الأديان.
- فضائل الثورة الفرنسية على العالم.
- نابليون بونابارت القذر.
- الصلاة ونرجسية الله اللامتناهية.
- تاريخ العثمانيين الأسود.


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اسكندر أمبروز - لماذا يعبدون أردوغان.