أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصعب قاسم عزاوي - مزالق الوعظ الفكري














المزيد.....

مزالق الوعظ الفكري


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 7100 - 2021 / 12 / 8 - 15:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: في معظم إجاباتك تركز على تقديم الأفكار وتحليلها بشكل يمكن المتلقي من تفسير واقعه بشكل أكثر وضوحاً، ولكنك تتجنب طرح مشروع أو رؤية لما ينبغي أن يكون في المستقبل، أو بمعنى آخر لا تقدم مشروع عمل أو خارطة طريق للمستقبل؟

مصعب قاسم عزاوي: بشكل عقلاني صريح فإني لا أعتقد بأنه من الصالح أو المفيد الدخول في حالة من «الوعظ الأبوي فكرياً» لتلقين الآخرين ما يجب أن يفعلوه أو يقوموا به؛ وذلك لسببين، الأول هو شبه استحالة تقديم أي مشروع فكري جامع مانع يمكن أن يلم بكل المتغيرات وعناصر الحركة في المجتمعات في سياق تفاعلها الذي لا ينقطع مع المؤثرات التي تتداخل في حركيتها وآلية سلوك أفراد تلك المجتمعات فيها. وذلك ليس لقصور علمي أو عقلي في ذهن ووجدان أي من المفكرين، وإنما لتعقد العوامل التي تتداخل وسوف تتداخل في تشكيل أي ظاهرة اجتماعية. فكما هو الحال في صعوبة وضع معادلة رياضية فيزيائية جامعة مانعة تشرح كل القوى المحركة والمقاومة لفعل سقوط حجر في نهر يجري، لعدم قدرتها على التنبؤ بكثافة الماء ومستوى الرواسب المحمولة فيه، وسرعة الرياح حين سقوط الحجر، ودرجة الحرارة والرطوبة الجوية عند وقوع ذلك الفعل، وحتى احتمال مرور شرغوف أو سمكة تحت الحجر حال سقوطه في النهر، وغير ذلك كثير من العناصر التي قد تغير من المسار الفيزيائي لفعل حركي ضئيل كسقوط ذلك الحجر في النهر الجاري، فما بالك بحركية وصيرورة المجتمعات التي يتداخل فيها المحسوس الواقعي بذلك المجرد، وذلك المتخيل المشتهى في وجدان بني البشر، ويسعون لتحقيقه بإراداتهم. وبشكل أكثر تشخيصاً أعتقد أن محاولة التفكر ورسم صورة لما يجب أن تكون عليه المجتمعات في المستقبل محاولة مكتوب لها الإخفاق لأسباب موضوعية تتعلق بأن منظار الحالة الراهنة مهما كان ثاقباً وحاذقاً لا يمكن له أن يلم بما سوف تكون عليه الأحوال الواقعية وشروطها، وما ينتج عنها من ميول وإرادات وأهواء واهتمامات لدى بني البشر جراء تفاعلها مع تلك الشروط في قابل الأيام.
ولذلك أعتقد أنه من الأجدى في ميدان التنوير الاجتهاد من كل القادرين لتأسيس وتوطيد وتأصيل مجموعة من المفاتيح المعرفية التي تمكن بني البشر من تفهم واقعهم ومشاكلهم التي يعانون منها بشكل يحترم قدرات عقول بني البشر الفائقة القادرة على استيعاب وفقه كل ما يجعل من حيواتها معاناة سرمدية إن تم تبسيطه وتكثيفه، بشكل يبتعد عن ذلك النموذج من «الوعي الثقافي الطبقي البغيض» الذي ينظر إلى المعرفة بأنها حكر «للمتعلمين والخبراء»، وبحيث تصبح تلك المفاتيح المعرفية أدوات يتسلح بها البشر لتفكيك مشاكلهم التي يواجهونها واتخاذ القرارات التي يعتقدون بأنها الأكثر صواباً وأخلاقية وجدوى لتحقيق أهدافهم الموضوعية في حيواتهم. وبشكل أكثر تبسيطاً لا يمكن أن تُعَلَّمَ إنساناً كيف لا بد أن يمشي في رمال الصحراء أو ثلوج الجبال أو مستنقعات الأهوار، وإنما تساعده لاستنهاض قدرات دماغه الفطرية المتبناة عضوياً في دارات قشرته الدماغية الفائقة ومخيخه الحاذق على فن التوازن واستخدام كل حواسه الأساسية وكل مستقبلات الوضعة في جسده بكفاءة، وذلك كفيل بتمكينه من خوض غمار الحياة بكل تغيراتها وتلاوينها بكفاءة من الغالب أن تمكنه من الوصول إلى بر الأمان، أو تُمَكَّنَ صنواً له من عَضْدِه إن زَلَّت قدمه؛ في استحضار جنيني لميل الإنسان الفطري للحفاظ على نفسه ونفوس الآخرين من البشر الذين قد يعضدونه في وقت ملمة في المستقبل أيضاً، وهو التوصيف الأكثر تبسيطاً عن أي حراك اجتماعي لبشر عاقلين يحتمل أن يفضي إلى ترقي ذلك المجتمع وتحسين مستوى حيوات أفراده الذين يتشاركون فيه.
ولزيادة التبئير فإني أعتقد بأنه لا يحق لأي مجتهدين في حقل المعرفة والتفكير مطالبة الآخرين بالقيام بأي فعل، كما المطالبة بالثورة أو مقارعة المستبدين أو غيرها من الخيارات الأخلاقية الواجبة والملحة في حيواتنا المعاصرة، إذ أن ذلك خيار مكلف من النواحي الجسدية المحضة والمعنوية، وقد يعني فناء الشخص وأسرته ومن يعيلهم من وجه البسيطة، وهو ما يعني أن مثل تلك الخيارات لا بد لصاحبها من اتخاذها بنفسه والتخطيط لتحمل عواقبها بإراداته المحضة حسب ظروفه الموضوعية بالاستناد إلى المفاتيح المعرفية السالفة الذكر والتي استبطنها في عقله ووجدانه، وذلك هو السبيل الوحيد لديمومة أي حراك اجتماعي وعدم انطفائه وخبوه كما كان الحال للأسف في الكثير من منعطفات الحراك الاجتماعي التاريخي عربياً وعالمياً.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكلاف الاجتماعية والاقتصادية للسموم البيئية
- بنيان وطاقة الدماغ وخرافة ال 10٪
- مراجعات في فكر أفلاطون
- جدل العنفين العسكري والاقتصادي
- ما هو الغذاء الصحي؟
- وعي الإنسان المظلوم
- المسببات البيئية لاعتلالات الغدد الصماء والاضطرابات التناسلي ...
- عن الاتساق الفكري وحق تقرير المصير
- كيف يَدْرِسُ العلماء وظائف الدماغ البشري
- مسألة الشعب الكردي المظلوم
- هل من ترياقات صالحة لعكس مفاعيل الشيخوخة؟
- الدور السلبي للبرجوازية الدمشقية في سياق الثورة السورية
- كيف تتفاعل مورثات وخلايا البدن مع المؤثرات البيئية؟
- إرهاصات ومفاعيل حرب الخليج الأولى
- مفاعيل الضغط والتوتر النفسي على الصحة العقلية والبدنية
- عوار الأمم المتحدة والقانون الدولي
- مفاتيح جوهرية لترقية الصحة
- جرائم الإبادة الجماعية
- الميل الطبيعي للسَّلْمِ والسلام
- هل الأدمغة الأكبر حجماً أكثر ذكاءً؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مصعب قاسم عزاوي - مزالق الوعظ الفكري