أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الناشف - حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً














المزيد.....

حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:11
المحور: حقوق الانسان
    


تعد قضية حقوق الإنسان من القضايا الشائكة في البحث و المربكة في التطبيق , ففي الآونة الأخيرة كثرت الجمعيات الحقوقية والمنظمات الإنسانية الداعية إلى صيانة حقوق الأفراد سياسياً واجتماعياً , كنتيجة مباشرة لتطور الفكر الإنساني وما شهده ويشهده من صراعات دامية بين أبنائه أنفسهم .
الحقوقيون في هذا الجانب يشدد جزء منهم على وضعية القوانين التي تحفظ وتصون حق الإنسان في الحياة , لذلك فهم يستبعدون كل ما له صلة بالتعاليم الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى دعوتهم ذاتها , بأحكام وقواعد تستند لأسس دينية .
لقد عودتنا استطلاعات الرأي العام الصادرة من الدول الكبرى , بتصنيف الدول العربية والإسلامية في مؤخرة الدول الراعية لحقوق الإنسان وفي مقدمة الدول المنتهكة لها, لا مجال للقول أنّ حقوق الإنسان هي على ما يرام في دولنا , فالتقصير واضح ولا يجوز التغاضي عنه , غير أن الاتهامات الجوفاء التي تنال من حقيقة الإسلام وتتهمه صراحةً وعلانيةً بالجهل والعبث في هذه الحقوق , إنما تكشف عن مدى التداخل الحاصل بين ما هو سياسي مصلحي بما هو ديني إنساني محملةً إياه وزر غيره من السلوكيات الرعناء , كما تخلط الأمور خلطاً قائماً على تصورات واستنتاجات خاطئة تنم عن قصور الرؤية وقلة البحث في حقيقة الدين الإسلامي .
إنّ حقوق الإنسان في الإسلام تتمثل بتحقيق مصالح الأفراد في الدين والدنيا معاً , وبناء على ذلك تم تحديد الحقوق وفقاً للدين والنفس والعقل والنسل والمال , والحفاظ عليها وحمايتها جميعاً من أي مسٍ أو ضر .
كثيراً ما تتقارب حقوق الإنسان في الإسلام مع الحقوق الأخرى القائمة على أساس طبيعي أو وضعي , في حقين اثنين : الحق في المساواة والحق في الحرية , ومن هذين الحقين الأساسيين تتفرع الحقوق الأخرى .
بالوقوف عند هذين الحقين , يتبين أنّ الإسلام رسخ حق الإنسان في المساواة انطلاقاً من وحدة الأصل البشري , باعتبار أن الناس خلقوا جميعاً من نفسٍ واحدة , وبالتالي لا تفضيل لفئة على غيرها من الفئات , (ليس لعربيٍّ على عجميٍّ فضلٌ إلا بالتقوى) حديث شريف .
وهذا لا ينفي أن الإسلام لا يفاضل بين الأفراد , فمفاضلته تندرج تحت معيار ثراء النفس الإنسانية , وما تبذله من جهد في سبيل إحقاق الحق وإقامة العدل والسلام , والعمل الصالح الذي ينفع الناس ويدفع الأذى عنهم في الدين و الدنيا.
ومن أوجه المساواة أيضاً , شمول الكرامة الإنسانية , التي تعني أن جميع البشر سواء, أمام الله والقانون والحق العام , ولا تمييز بين فقير وغني أو ضعيف وقوي .
مهما اختلفت طبيعة القوانين وتبدلت الظروف التي وضعتها , فإنها تلتقي جميعاً حول ضرورة احترام الإنسان لأخيه الإنسان لا بل وتشدد على ذلك , والإسلام عبر مقاصد شريعته وضع تلك الحقوق في إطار شرعي خاص , وحرص على تطبيقها باستمرار , رغم ما يسمعه من أصوات آتية من الداخل والخارج تشكك في احتوائه على تلك الحقوق, فليس مستبعداً أن لا تراعى حقوق الإنسان في بعض الدول الإسلامية لأسباب سياسية كما ذكرنا سالفاً , وهذه الأسباب يجب ألا تعطي الذريعة للخصوم كي يتهموه بالخلو من تلك الحقوق .
بكلمة واحدة الإسلام بعيد كل البعد عما يلحق باسمه من تصرفات وممارسات خارجة عن سياقه الصحيح والمعتدل .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء
- نصر الله وحديث الأمهات
- المحاور المتصادمة مصلحياً
- حروب في زمن اللاحروب
- حول رمزية المقاومة المطلقة
- الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها


المزيد.....




- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
- بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
- بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الناشف - حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً