أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من صعوبات جدية في طريق المصالحة لوطنية العراقية؟















المزيد.....

هل من صعوبات جدية في طريق المصالحة لوطنية العراقية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما أن بدأ الحديث عن المصالحة الوطنية حتى هب المتشائمون وأعلنوا فشلها التام وعجز الحكومة الجديدة التي يرأسها السيد الدكتور المالكي عن توفير مستلزمات نجاحها من جهة, وإصرار القوى المسلحة على مواقفها من الأوضاع السائدة في العراق من جهة أخرى.
وما أن سارت المفاوضات مع بعض أطراف المعارضة خطوة ثم تعثرت, حتى نشر البعض ممن كان يتمنى فشلها, بأن المفاوضات قد فشلت, وكأن البعض كان ينتظر نجاحها من الجولة الأولى.
لم أكن أشك بخمس عوامل أساسية تؤثر مباشرة على مجرى السعي للمصالحة الوطنية, وهي:
1. أن المفاوضات تجري مع قوى حملت السلاح ضد الوضع الراهن لن تكون سهلة ولا ذات نتائج إيجابية سريعة. بل كان وما يزال التصور بأنها ستكون معقدة وصعبة لأسباب ترتبط بطبيعة القوى المتحالفة في المعسكر المناهض للوضع الجديد في العراق, ولأن بعضها فقد السلطة والنفوذ والتأثير والمال دفعة واحدة, وبعضها الآخر تصور أنه قد فقد السلطة ولم يكن يملكها بأي حال,
2. وأن المصالحة الوطنية ليست حاجة كمالية, بل أصبحت حاجة ماسة وملحة لا لغالبية الأطراف المشاركة في الحكومة ومجلس النواب والسائرة في طريق العملية السياسية فحسب, بل وكذلك لتلك القوى التي تحمل السلاح وتتحمل يومياً الكثير من الخسائر أيضاً.
3. وأن هناك قوى في المعسكرين لا تريد نجاح المفاوضات والمصالحة, بل همها استمرار هذه المشكلة والصيد بالماء العكر لصالحها والاستفادة من أجواء العبثية السياسية وموت الآخرين والتخريب.
4. وأن هناك قوى إقليمية, عربية وإيرانية, ودولية, إسلامية سياسية, تدعم نشاط القوى المسلحة, سواء تلك التي تدخل في باب المقاومة, أم قوى الإرهاب الإسلامي السياسي المتطرف وقوى الجريمة المنظمة.
5. وخلال الفترة المنصرمة نشأ شكلاً من أشكال التشابك في المصالح والأفعال بين القوى التي تدعي المقاومة وتلك التي تنخرط في باب الإرهاب الدموي, مما يجعل الا نفصال عنها غير سهل ويعقد من قدرتها على اتخاذ القرار المستقل.
وفي ضوء هذه الحقائق وغيرها لم ولن يكون التفاوض وصولاً إلى المصالحة الوطنية طريقاً سهلاً, إذ أنها ليست معركة تدور حول احتلال قمة جبل وينتهى الأمر باحتلاله, بل هي سعي لإرساء دعائم أمن واستقرار وسلام في العراق يستوجب تذليل مشكلات فكرية وسياسية ودينية وقومية ومذهبية كثيرة, كما يستوجب الانتهاء من جملة من المواقف الخاصة بقوى النظام السابق التي تنخرط اليوم في إطار القوى التي تمارس استخدام السلاح في عمليات لا تخرج حالياً عن إطار العمليات الإرهابية, إذ أن بعضها يطرح نفسه للحوار مع القوى الحكومية.
إن المتتبع للعملية السياسية في العراق يدرك جملة المصاعب التي تواجه بلادنا وخاصة من جانب قوى الإسلام السياسي المذهبية التي تحمل شعار المزيد من الاستقطاب والاصطفاف الطائفي لضمان حصولها على تأييد جماهير الشيعة أو السنة, بما في ذلك تلك العمليات الانتحارية أو تلك العمليات التي تدعو إلى تجمعات شيعية كثيفة تساهم في تشجيع القوى الإرهابية والمعادية إلى إرسال الانتحاريين الجبناء والجهلة لقتل المزيد من الناس, كما حصل أخيراً في تجمع الذكرى السنوية الأولى لمقتل عدد كبير من الناس أثناء مسيرتهم نحو الصحن الكاظمي للإمامين, حيث قتل من جديد وجرح عشرات بل مئات الناس الأبرياء. وفي الوقت الذي تتحمل قوى الإرهاب مسؤولية هذا القتل الأعمى, فأن القوى التي دعت إلى هذا التجمع والمسيرة مسؤولة أيضاً عن أرواح هؤلاء الناس.
إن العراق يواجه تحالفاً سياساً مكوناً من أربع قوى هي:
1. القوى البعثية, التي بعضها قد تخلى عن صدام حسين, وبعضها ما يزال ينادي بـ "القائد الأسير", ويمثلها أيضاً مجموعة البعث في لبنان.
2. القوى القومية اليمينية التي تعمل في إطار المؤتمر القومي العربي الذي يقاد من بيروت.
3. القوى الإسلامية السياسية المتحالفة معها والتي تمثلت في العديد من الا جتماعات بالسياسي الإسلامي الأردني ليث شبيلات.
4. مجموعة من الماركسيين القدامى التي لا تمتلك أرضية في العراق, ولكنها تتكون من بعض المطرودين من الحزب الشيوعي العراقي أو الخارجين عليه والذين بدأوا الدفاع عن نظام صدام حسين قبل سقوط النظام. وهذه القوى الموجودة في الخارج تلعب دوراً ذيلياً لجماعة المؤتمر القومي العربي لا غير ويحضر بعض ممثليها في مؤتمرات هذه الجماعة.
وهذا التحالف يرفض أي حوار حتى الآن مع الحكومة ويطرح شروطاً تعجيزية لا يقبل بها أي مشارك في السلطة. ومن بين هؤلاء من بدأ التفاوض في الأسبوع الأخير. ولكنه لم يتراجع عن السقف العالي لشروطه في رمي السلاح والولوج بالعملية السياسية, ولكنه سيجد نفسه في المحصلة النهائية معزولاً إن واصل الإصرار على الرفض أو إبقاء الشروط عالية السقف وغير مقبولة.
إن الطرف الحكومي يستطيع أن يدفع بهذه القوى إلى القبول بالتفاوض أولاً, والقبول بتخفيض سقف الشروط ثانياً, من خلال عدة إجراءات لا مناص منها, وهي:
• تعزيز التحالفات الحكومية وتنقية الصف الحكومي ممن يسعى إلى التشويش وعدم الالتزام بخطوط المصالحة الوطنية, وخاصة تلك الجماعات المسلحة التي تهيمن حالياً على الشارع العراقي.
• تطوير إمكانيات القوات المسلحة والشرطة وقوات الأمن مع تنظيفها من الاختراقات الكبيرة في صفوفها من قبل جميع القوى السياسية المؤيدة والمعادية للحكومة تقريباً, وتنشيط العمليات المناهضة لقوى الإرهاب.
• إنجاز المزيد من مشاريع الخدمات كالكهرباء والماء والهاتف, وإيجاد المزيد من فرص العمل لتقليص البطالة الواسعة حالياً. إذ أن كسب المزيد من نساء ورجال المجتمع العراقي من خلال تلبية حاجاتهم يساعد على كسب ثقتها واستعدادها للتعاون مع الحكومة ضد قوى الإرهاب في البلاد.
• تعزيز التعاون مع الدول العربية وحل المشكلات القائمة وتطوير التبادل التجاري وتعزيز السيطرة على الحدود وتنشيط دورها في المصالحة الوطنية.
• مزيد من التعاون الدولي واستخدام مبادرات سياسية ودبلوماسية جديدة نحو الخارج لتعزيز مواقع العراق ودعمه دولياً والحصول على المزيد من الاستعداد للتعاون في المجالين السياسي والأمني.
إننا أمام المرحلة الأولى من الحوار من أجل المصالحة الوطنية, وبالتالي يفترض أن لا يصاب المسؤولون بالإحباط من الخطوات الأولى الصعبة. ولكن المصالحة الوطنية يمكن أن تتعزز عندما تكف قوى الإسلام السياسي الشيعية المتعصبة مذهبياً عن الدعوة إلى فيدرالية الجنوب الشيعية التي سوف لن تكون سوى أداة طيعة بيد إيران وسياسات إيران الطائفية المتطرفة.
ليس هناك من طريق غير طريق المصالحة الوطنية مع ممارسة المبدئية والحزم والمرونة المدروسة مع القوى الأخرى, وممارسة الشدة مع قوى الإرهاب الإجرامية التي تقتل بنات وأبناء المجدتمع يومياً وبدم بارد.
أواخر آب/أغسطس 2006 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تنشيط العلاقة النضالية بين قوى الشعب الكردي وبقية الق ...
- كلمة هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في العر ...
- أخبار بغداد الموحشة!
- هل من معالجة جادة لمطالب شعب إقليم كردستان؟
- حوار مع الدكتور ميثم الجنابي حول رؤية مس بيل للعرب! 1 & 2
- حذاري حذاري من نموذج حزب الله في العراق!
- حوار ما يزال مفتوحاً حول مضامين رسالتي إلى الشيوعيين العراقي ...
- المرأة العراقية وحقيقة أوضاعها في المجتمع الذكوري الإسلامي ا ...
- العرب والأحداث الجارية في المنطقة!
- هل في الوضع الأمني الراهن مجال للبحث في استراتيجية للتنمية ف ...
- ما هي أبعاد الجانب السياسي في خطة التنمية في إقليم كردستان ا ...
- المصارحة والشفافية والوعي بمصالحنا هي السبيل الوحيد لانتصارن ...
- هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان الع ...
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من صعوبات جدية في طريق المصالحة لوطنية العراقية؟