وداعا أيتها المعرفة ! وداعا!

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7099 - 2021 / 12 / 7 - 16:34
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

لقد تغيرت المفاهيم المعرفية كثيرا خلال العقد الأخير من القرن الحادي والعشرين ، كما تغيرت مفاهيم إدارة وطرق تصدير وتلقي المعلومات والتفاعل معها . الصورة الحالية الأكثر شيوعا هي وداعا للمعرفة التقليدية وأهلا بالمعرفة الضمنية .

المعرفة لم تعد كما كانت عليه من قبل !

لنفترض أنك مستشار تكنولوجيا في الثمانينات من القرن الماضي وطلبت منك الشركة التي تعمل لصالحها معلومات محددة فإنك سوف تفكر في المسألة وترسم لها مخطط بحث ثم تتجه نحو ما تعلمته واختزنته من معلومات ، وفي حال عدم كفايتها تتجه نحو مستودعات المعرفة الأولية المتمثلة في المكتبات العامة والخاصة وتصوغ رأيا يستغرق إنجازه كحد أدنى 48 ساعة من العمل المتواصل . لقد كان للمعلومات الموجودة في الرأس قيمة كبيرة ، وكان الناس ينظرون إليك باحترام كبير لأنك تمتلك معارف يصعب الوصول إليها بسهولة . اليوم ، ومع انتشار الانترنت اختلف الموضوع كثيرا .

مستشار اليوم يعيش في عالم مختلف . لقد حل الانترنت في كل مكان . وتتحسن جودة المعلومات المتوفرة لدى 2.4 مليار شخص متصل بالإنترنت بشكل كبير كل شهر. وبعضهم يبحث ويزود مخدمات الشبكة بالمعلومات المجانية على مدار الساعة ، ويحسنون أفضل الممارسات للحصول على المعلومات ، وعند البحث يتم العثور على أفضل النتائج المتوخاة . صحيح أن المعلومات حتى اليوم غير موثوثة وغير دقيقة في أغلب الأحيان ولكنها توفر المعلومات بيسر عبر الحدود بنوعية معقولة إلى حد ما . إذ يتم توثيق المعرفة بسرعة ، وتقاسمها و مقاطعتها مع ردود الفعل الاجتماعية. المعرفة متاحة بحرية لمن يريد . فلماذا يتم توظيف الاستشاريين؟

لحسن حظ المستشارين ، هناك بعد آخر للمعرفة يعرفه القليلون يسمى المعرفة الضمنية tacit knowledge يكاد يكون من المستحيل تمثيلها وتقديمها على الإنترنت حتى ساعة كتابة هذه السطور.

إليك مثال جيد على المعرفة الضمنية ، وهو ركوب الدراجة فأنت تستطيع مشاركة مقال يصف كيفية ركوب الدراجة ، لكن لن يتمكن أي شخص يقرأها من ركوب الدراجة ما لم يجربها بنفسه ، وحتى لو جربها يحتاج الكثير من التدريب والتمرين والسقوط والصعود حتى يتقن الإنسان ركوب الدراجة.

إن الاقتصاد العالمي والنظام التعليمي يدعمان المعرفة الضمنية بتقنيات الذكاء الصناعي ولكنها لازالت قاصرة وهي على وشك تحول كبير. المعرفة الواضحة سلعة . المعرفة الضمنية هي كل شيء. وسوف ينتقل التعليم من تعليم المعرفة إلى تنمية القدرات.

لقد أصبح اقتصاد المعرفة اقتصاد الابتكار.

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات