أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟













المزيد.....

يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 18:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


غزة في 16/2/1998:
يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟ يمارس الطفل في المرحلة المبكرة من العمر حياته بما فيها التعبير عن سلوك جنسي بحرية. فهو لا يقيم وزنا لمؤثرات المجتمع التي تدفع لصالح كبت مشاعر منها تلك التي يصفها محللون نفسانيون بأنها مشاعر جنسية. وعندما ينمو الطفل اجتماعيا، ويدرك أهمية الخنوع لمؤثرات المجتمع، من ناحية عملية، فإنه يتراجع عن حقه في التعبير الحر عن دوافعه الجنسية.. هذا تفسير.. وثمة تفسير آخر، جائز.. بناء على ما يعتقده مؤرخون، كان الآباء القدامى، يحتفظون بحق ملكية مطلقة للنساء الواقعات في إطار التبعية لم. فإذا شبّ الأبناء، واشتعلت في قلوبهم الرغبة للطرف الثاني، فإنهم سيطفئون هذه الرغبة بممارسة مقموعة بعقيدة وسلطة الآباء. وفي حالة من الانشطار بين الرغبة العارمة في الحرية الجنسية، ومشاعر الولاء للأب، ينمو الإحساس بعقدة خيانة، مع نمو الرغبة الجنسية على درجة الفعل الجنسي. الخيانة فعل لا أخلاقي في سياق عقيدة اجتماعية تؤمن بالتملك. ولا محل للشعور بالخيانة في سياق حياة مفتوحة بالحرية مغلقة على الوقوع في خطيئة التملك. وما يصفه المجتمع بالخيانة الجنسية، يترجمه شعورنا بأنه حياء في سياق علاقة جنسية يباركها المجتمع. كلا التفسيرين، عنصران لتأييد تفسير يرتكز إلى سبب واحد، هو: “قمع الحرية بشهوة تملّك ظالم يلغي حق الآخر في البهجة”. الفعل الجنسي فعل حرية تطلب البهجة: بهجة الحب. الفعل الجنسي فعل حب. وهو لن يكون فعل حب إلا بشرط الحرية لكلا طرفيه. وإذا فقد شرط الحرية في علاقة الجماع، فهو فعل ظلم. ******** ولدى بعض المتفلسفين، نشأت فكرة الإله، من تطور الشعور تجاه الأب، في محياه ومماته. الذي هو مصدر الأمن والقمع معا لعائلته. والإله، في فكر ديانات الشرق الأوسط، هو مصدر الرحمة (الأمن) والعذاب (القمع). وفعل الجنس الحر، فعل مقموع في الديانات (السماوية). والدين يفرض على أتباعه غسل التطهر مما يسميه (الفقه الإسلامي) الحدث الأكبر، الذي هو اتصال جنسي مشروع اجتماعيا (دينيا) بين الأزواج. فالجنس في مفهوم ديني، فعل يخلق لدى المتدين، إحساسا بارتكاب خطأ ما، يستوجب منا أن نتطهر منه روحيا (الاغتسال بعد الجماع منعش للجسم، لكن هذا ليس سبب الاغتسال في الدين). والنفور من المرأة، التي تدخل مرحلة الحيض، له علاقة بهذا الإحساس (التوقف عن جماع المرأة في مدة الحيض لا يعود إلى ما يزعمه البعض إلى حساسية المرأة في هذه الفترة.. أحسب أن حساسية المرأة التي تصاحبها في مدة الحيض تستدعي اقترابا حميما منها يعمل على إزالة ما يلحق بها من نزف نفسي – مع النزف الدموي ـ اللذين يعودان إلى فشلها الوظيفي كامرأة جوهرها يرتبط مع فعل الإنجاب الذي يدل الحيض على فشلت فيه). والدين يفرض على المرأة، في الحيض، أن لا تصلي ولا تصوم؛ وهي عبادات تقرِّب المسافة بينها وبين “الله”. ويفرض الدين عليها الغُسل بنية الطهارة (الروحية) قبل أن تعود للمثول بين يدي الله (= الأب = المالك المطلق؟!) وقبل أن تعود للرجل لقضاء شهوته منها، طاعة لله. الله (= الأب = المالك المطلق للنساء) لا يمنح حرية للفرد في حقل تعبيراته العميقة عن فرديته، التي يمثل فعل الجنس أبرز صورها، أو أشدها. هذا، لأن الدين شريعة مجتمع ذكري، ترتكز نظريته على إلاه ذكر (نشأ من الأب الذكر؟!). وفرض الأب الذكر هيمنته على أتباعه بالقوة التي منحته قدرة توفير الأمن (الرحمة في لغة الدين) والنظام (القمعي = الشريعة والعذاب الأخروي في الدين). هذه الهيمنة امتياز ذكري يتمادى في عنفه مع تمادي الانغلاق في الظلامية والجهل وشهوة التملك المغتصِب لحرية الفردية. والصراع المديد بين إرادة الحرية الفردية والامتياز السلطوي هو صورة لصراع وجودي بين طبيعة المادة الوجودية (الحرية) وصفة الحدِّية التي تحدّ كل فعل فردي. حرية الفردية تصطدم بالحد الذي يحد هذه الفردية. هذا التناقض في الفردية هو قوة أو طاقة الحرية. والحرية هي تجاوز الفردية لحديتها. وهذا التجاوز للحدية، هو إما فعل نوراني أو فعل ظلماني. الفعل النوراني هو الفعل الذي يحيا صاحبه في النور.. نور داخلي يضيء له ما حوله فيكون ما حوله امتدادا نورانيا لنورانيته الذاتية. النوراني يرى الآخر.. يراه صاحب حق تام في وجود كريم، ولا يكون كريما إلا بالحرية – الحرية النورانية. الظلماني يغتصب الآخر، فلا يرى في الآخر غير موضوع لشهوته في تملك مغلق. النوراني يحب الآخر. النوراني يجتاز ظلامية حدّيـّته الفردية بالحب الذي يفتحه على الآخر. الآخر، في مفهوم النورانية، هو أفق الفردية البهيج. الله (= الوجود الحر النوراني) بهجة. الله (بمفهوم النورانية) هو الأفق البهيج. والطفولة – بشهادة المعاينة – بهجة مستمدة من براءة حريتها. البهجة (بهجة الحب) حالة من براءة الحرية. هي براءة الحرية. هي الله (الذي أؤمن به وأدعو إليه). إن الله هو براءة الحرية. الله لا يتحرك بمشاعر التملك. الله أكبر من التملك. هو الغني بذاته. والله لا غاية له. ونماء الله طبيعة بلا غاية. نماء الله هو حريته. والذي الحرية مادته (الله) لا يتسع لقبول صفة التملك الظلماني. الذي الحرية مادته، هو نور مطلق. الذي هو نور مطلق بالحرية التي هي مادته هو بهجة الحب. إن الله لا يفعل لغاية بعده، حيث لا بعد بعده (ولا قبل قبله). يفعل بذات طبيعته لذات طبيعته. وبذات الحرية لذات الحرية (التي هي مادته). والفعل الذي هو لذات طبيعته (لا غاية بعده) هو فعل بهجة الحب. بهجة الحب هي جوهرة الحكمة وهي سيدة الدواء. الحكمة علة إرادة معرفة معنى الوجود وشريعته الأخلاقية. الحياة هي المدرسة التي نعرف فيها الحكمة. وبراءة الطفولة، وعشقها الروحاني للعب،هي المصدر الذي هداني إلى الإيمان بأن الله بهجة. هذه حكمة أدين بها لطفولة يزن، أصغر أبنائي. البهجة هي المعنى العملي للحياة الذي لا غاية بعده. كما الله لا غاية له. البهجة هي أفق النور الذي هو الحرية منطلقة بالحب للحب لا لتملّك ولا لحفر ظلم جديدة.. كما الله نور السماوات والأرض (الكون مطلقا). البهجة هي الفعل الذي محله القلب (المحض الإنساني لا العضلة النابضة في الصدر). البهجة هي الفعل الكافي الذي يعافي. هي الفعل الذي يشتعل ضياء كلما تمادى في أفق الآخر، تمادي الحب. كما الله محله القلب (المحض الإنساني).. كما الله يتمادى (بالحرية والحب) في الأفق مطلقا.. بهجة الحب حقل الفرح الذي أغرسه داخلي وأغرسه خارجي.. الذي يرتوي من مائي ويرتوي من كل ماء.. كل فعل الله بهجة له. والله فعَلَه… فعل الله بهجة له.. نحن فعله.. نحن بهجة له. نحن لسنا بهجة له بمعنى أننا غاية طلبها. نحن بهجة له لأننا فعل طبيعته. البهجة طبيعة الله لا باختيار.. الله لا يختار.. هو الكل المطلق من محدوديات الاختيارات. ومن الله – النور – نحن. من البهجة نحن.. البهجة نور.. أنظر إلى كل وجه بهيج.. ألا تراه ضياء؟! ( يضيء وجه المرأة المبتهجة بالفعل الجنسي بنور نابع من طبيعة الفعل الجنسي النورانية المنفتحة على طبيعة الحرية الإلهية المبتهجة بنورانيتها – الحضور الإلهي النوراني شديد بعنفوان في الفعل الجنسي المرتوي بماء الحب وأريج الحرية). تأمّل بهجة الأزهار؟! أليست بهجة الأزهار نور حريتها التي أشرقت فيها من مضيق أكمامها إلى مطلقية المدى المفتوح. بهجة الحب حريتنا في النور . الظلمانية قوة غاشمة تغتصب بكارتنا وبراءتنا. الفعل الغاشم ليس حرية النور ولا حرية الحب ولا حرية البهجة. وما الكآبة؟! انحباس في الظلمة. (الأمراض النفسية انحباس في الظلمة). وما البهجة؟! حرية في النور. (الصحة النفسية والعقلية والأخلاقية حالة يحياها الأحرار في النور – هذه ركيزتي في أدائي العلاجي النفسي الروحي للمرضى النفسانيين). الكآبة انقباض الجهل الكاره. البهجة اتساع العقل المحب. والله ليس جهلا منقبضا بالكره. الله حب البهجة الذي ينطلق به عقل من نور الحرية. إن الله نور الحرية. والله – بحريته النورانية – لا يقايض. وعندما يقرر الله، أنه سيجازينا بالجنة، أو بالنار، فإنه لن يفعل ذلك مقايضة.. لا يطلب الله منا شيئا مقابل ما سيعطينا. المقايضة سلوك تجار تملكي والله أكبر وأكرم منه بطبيعته. الله كريم كرما يصدر عنه بطبيعته لا باختيار (سمح له بأن يختار بين أن يكون كريما أو لا كريم). كما النور، هو نور بطبيعته لا باختيار (يسمح له أن يكون ظلمانيا أو نورانيا). بهجة الحب تضيء القلب فيستنير بالله. بهجة الحب تفتح القلب (= جوهر الإنسان) (= محضه الوجودي) (=صفريته الفاعلة) على الله (المطلق بحريته). بهجة الحب تمد القلب بنور الله (بقوة طبيعته التي هي قوة طبيعتنا أيضا). بهجة الحب تمنح الوجود (في وعينا وسلوكنا) واحديته (النورانية) من جديد. بهجة الحب كشّاف الواحدية (النورانية – حقيقة النسيج الوجودي). هي صورة متطابقة مع الحرية الإلهية التي هي فعل البهجة بل هي البهجة طبيعة لله وطبيعة – أصلية – لكل فعل له.



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية ابنِ المصلوبةِ أُمِّه
- رواية هدى والتينة (22)
- رواية: هدى والتينة (21)
- رواية: هدى والتينة (20)
- رواية: هدى والتينة (19)
- رواية: هدى والتينة (18)
- رواية: هدى والتينة (17)
- هدى والتينة (16)
- رواية: هدى والتينة (15)
- رواية: هدى والتينة (14)
- رواية: هدى والتينة (13)
- رواية: هدى والتينة (12)
- رواية: هدى والتينة (11)
- رواية: هدى والتينة (10)
- رواية: هدى والتينة (9)
- رواية: هدى والتينة (8)
- غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
- من رواية: هدى والتينة
- رواية: هدى والتينة (7)
- رواية: هدى والتينة (6)


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن ميّ النوراني - يعترينا حياء من الفعل الجنسي.. لماذا؟