أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل القاسم - هل سندعو يوماً لليهود بالنصر على المذاهب الإسلامية الأخرى؟















المزيد.....

هل سندعو يوماً لليهود بالنصر على المذاهب الإسلامية الأخرى؟


فيصل القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 10:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن للمسلمين أن ينتصروا على أعدائهم، ويتخلصوا من نير التخلف، والهزيمة، إلاّ بعد أن يوحدوا كلمتهم، وعقيدتهم، ويوقفوا حروب داحس، والغبراء المذهبية فيما بينهم. لا انتصار كاملاً للمسلمين إلا بعد أن يتعاضد الأتراك والإيرانيون والعرب وغيرهم ويدخلوا المعركة تحت لواء عقدي واحد. هكذا كانت تحدثنا جداتتا الطيبات قبل عقود. ومع أنهن لم يكن يفقهن بالسياسة كثيراً، إلا أنهن كن يضعن أيديهن على أهم العلل التي يعاني منها الجسد الإسلامي، ألا وهي الفرقة، والتنازع، والتناحر المذهبي، والطائفي البغيض، الذي ينزل على الأعداء برداً وسلاما، ويصب في مصلحتهم. لقد تذكرت كلمات جداتنا البسيطة، وأنا أرى كيف يحاول بعض العرب والمسلمين إفراغ الصمود الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله من مضمونه، لا لشيء إلاّ لأن الذين حققوه ينتمون إلى مذهب أو طائفة إسلامية معينة. إنه لأمر مؤلم جداً، أن يقلل البعض من قيمة ذلك النصر، فقط لأسباب مذهبية وطائفية.

كم يشعر المرء بغصة كبرى، وحزن عميق، وهو يرى كيف تتلاقى بعض المواقف الإسلامية، مع الموقف الصهيوني في نظرتها إلى حزب الله. هل يعقل أن تتناغم التصريحات الإسرائيلية مع فتاوى بعض المشايخ المسلمين في الموقف من حسن نصر الله، ورفاقه؟ ألم يكن الصهاينة سعداء حتى الثمالة عندما خرج البعض ليكّفر المقاومة الوطنية اللبنانية على أسس طائفية مقيتة وهي في عزّ المعركة؟ ألا يعكس هذا التوجه، كما يجادل أحمد حسن، "ولادة حقيقية لتيار "إسلامي" متصهين يرى في إسرائيل اليوم "نبياً" جديداً يخلص المسلمين من كيد المذاهب والطوائف الإسلامية "الكافرة"؟

هل يعقل أن نضع أخواننا من المذاهب والطوائف الأخرى في منزلة الأعداء، بينما يصبح أعداؤنا الحقيقيون حلفاء مقبولين؟ ألم يتحالف بعض التيارات الإسلامية التكفيرية عسكرياً، واستراتيجياً، مع الأمريكان، في فترة من الفترات في أفغانستان، دون أن يرمش لهم جفن؟ لماذا التحالف مع من نسميهم "الكفرة" حلال زلال، ومجرد الدعاء لحزب الله، ومقاتليه، من الكبائر في ديدن بعض الفقهاء والشيوخ؟

ألم يقل عليه أفضل الصلاة والسلام: "لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يغتب بعضكم بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا"؟ هل يعقل أن نجند شبابنا، ونبرمج عقولهم، على معاداة البلدان الإسلامية المختلفة معنا في المذاهب، بينما نتناسى عداوتنا مع أعداءنا الحقيقيين، الذين يستبيحون بلداننا، وينهبون ثرواتنا، ويدوسون رقابنا، بالتواطؤ مع أزلامهم، المسلطين علينا، من حكام وأنظمة؟ ألم يكن حرياً بنا أن نخرس، على الأقل، إذا لم نكن نريد تأييد المقاومة اللبنانية؟ هل يعقل أن البعض راح يؤلب الشارع عليها، وعلى أسس عقدية محضة، ويملأ المواقع الالكترونية بمقالات ودعوات تكفيرية ساقطة تقشعر لها الأبدان.

لا بل إنني أستطيع أن أوكد بأن قائد لواء النخبة (جولاني) الإسرائيلي الشهير، كان أكثر انصافاً، لبطولات حزب الله، من بعض رجال الدين والمشايخ العرب، فبينما راح بعضهم يكفر المقاومة على أسس مذهبية وطائفية عمياء، كان الجنرالات الإسرائيليون، يثنون على بسالة المقاومين، في جنوب لبنان، ويتمنون لو أن جنودهم يتمتعون بعشرة بالمائة فقط، من شدة بأسهم وضراوتهم وصمودهم البطولي الرائع الأخاذ.

لماذا عندما يقتل بعض المتطرفين أبناء الإسلام، ويعيثون في أراضينا الدمار، والخراب، والإرهاب، تمتلئ بعض صفحات منتدياتنا بالمباركة، والتطبيل لهم، وعندما تحارب المقاومة الإسلامية إسرائيل، بكل تاريخها الدموي الفاشي، يدعو بعض التكفيريين والغلاة، على المقاومين بالموت والهلاك، يتساءل كاتب آخر؟ أليس هذا هو التطبيع الحقيقي، فلا داعي للدولة أن ترضى ببناء سفارة إسرائيلية على أراضيها، بل يكفيها تطبيعاً أن يرى جهّالها الكيان الصهيوني مخلــّصـاً، وضارباً، بيد الله، على رقاب المسلمين، من المذاهب والطوائف الأخرى. ولا تستغربوا أبداً لو سمعتم علناً وقريباً "اللهم انصر أبناء عمومتنا اليهود على أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى".

لماذا لا نتعلم من الصهاينة أنفسهم؟ ألا يتناحرون في السياسة والثقافة والفكر ليل نهار أيام السلم ثم يصبحون صفاً واحداً أيام الحرب؟ وتراهم وحدانا وجماعات وزرافا يبتهلون أمام حائط المبكي، وفي قلب الهيكل السفارديم مع الإشكناز ( الخزر) واليهودي الأسمر مع اليهودي الأبيض، والشرقي مع الغربي. ألم يكن معظم قادتهم شرقيين، ومن بلادنا العربية بالذات، والذي لايزال بعضهم يحمل جنسيتها(عمير بيريتس يحمل الجنسية المغربية حتى الآن)؟ ألم يدع بعض حاخاماتهم إلى إبادة العرب في لبنان، وتحويل الأراضي اللبنانية إلى صناديق من الرمل؟ ألم ينس الإعلام الإسرائيلي ديموقراطيته المزعومة ليصبح جوقة واحدة في خدمة المعركة ضد حزب الله؟ ألم يتناس الإسرائيليون كل خلافاتهم الفكرية والثقافية والعقدية والطائفية واصطفوا جميعاً وراء رئيس وزرائهم إيهود المرت في حربه ضد لبنان؟ هل سمعتم حاخاماً يهودياً أو مسيحياً صهيونياً واحداً في أمريكا أو الدولة العبرية يدعو لإسرائيل بالهزيمة والاندحار؟ ألم يصبح اليهود السفارديم والإشكناز جبهة واحدة لا تسمح لأحد باختراقها أيام الحروب،هذا في الوقت الذي كان بعض الشيوخ لا يدعون الله أن يذل إسرائيل أو يخذلها، بل كان يطالب أتباعه بعدم الدعاء لحزب الله ويدعو على السيد حسن نصر الله بالويل والثبور والموت. يا سلام! ألا يعني عدم الدعاء للمقاومين اللبنانيين أن صاحب الفتوى يدعو إلى الله بأن ينصر اليهود على المسلمين؟ أي إسلام ينصر اليهود والنصارى على المسلمين مهما كان مذهبهم؟ أليس هؤلاء الدعاة أخطر على الدين الحنيف وأتباعه من ألد الأعداء؟ أليس حرياً بالسلطات أن تحاسبهم وتوقفهم عند حدهم كما تفعل الدول الغربية مع العنصريين والمحرضين والمخربين ومروجي الفتن ومثيري الأحقاد الدينية والنعرات الاجتماعية والطائفية؟ أليست هذه حرباً أخرى، وعلى جبهة فكرية دينية تشن بالتآزر، عن جهل أو عمد، مع قوات الاحتلال؟ أوليس هذا قصفاً تكفيرياً مدمراً لعرى التواصل والبنيان الأهلي والاجتماعي في المجتمعات العربية والإسلامية موازياً للقصف الصاروخي الذي كان ينهال على رؤوس أطفال لبنان؟

من أروع ما سنته الدول الغربية قوانين صارمة تعاقب كل من تسول له نفسه إثارة الفتن العرقية والعنصرية. وقد قام رئيس حزب المحافظين في بريطانيا ذات مرة بطرد وزيرة من الحكومة خلال دقائق لمجرد أنها تفوهت بنكتة عنصرية سمجة بحق الجالية الباكستانية في البلاد. لا تساهل أبداً في الدول التي تحترم نفسها مع الذين يحاولون النيل من النسيج العرقي والديني في البلاد؟ إن هؤلاء مخربون بامتياز ولا بد من منعهم من تخريب الوحدة الوطنية والتنوع العرقي والديني بأقسى العقوبات؟ لماذ إذن يحاسبون العنصريين في الغرب ويضعونهم عند حدودهم بينما يُسمح في بلداننا لرجال دين متعصبين وفاشيين بتكفير ملايين الناس وتجريمهم على أسس عقدية ومباركة الأفعال الفاشية والنازية التي كانت تلحقها إسرائيل بهم في جنوب لبنان بشكل مباشر أو غير مباشر؟ لقد آن الأوان لسن قوانين صارمة تمنع التمييز الديني والعرقي في بلداننا. كيف تنادي بعض الأنظمة العربية بالعولمة وفتح الحدود بينما تسمح لبعض الدعاة والوعاظ بأن ينشروا الحقد والبغضاء والفتن بين الطوائف والمذاهب والأعراق العربية والإسلامية، فما بالك بغير الإسلامية؟

هل يجب على المقاومين والمدافعين عن أوطانهم أن يكونوا من مذهب أو طائفة إسلامية معينة كي تصح مقاومتهم ويجوز الدعاء لهم؟ فلو طبقنا ذلك المنطق لظلت كل الأراضي المحتلة في العالم تحت نير الغزاة؟ هل يعقل أن نصفق لتشي غيفارا وهوشي منه وسيمون بوليفار ونلسون مانديلا ولا نصفق لحسن نصرالله ؟ أليس حرياً بنا أن نناصر حتى البوذيين والهندوس والهنود الحمر لو حاربوا أعداءنا، فما بالك أخوتنا في جنوب لبنان؟ أليس الأقربون أولى بالمعروف حسب كل شرائع الدنيا؟ لقد آن الأوان لأن نتخلص من عمانا العقدي والطائفي والمذهبي وأن نطبق ذلك المثل البسيط على أرض الواقع، وأن نرص الصفوف بدلاً من تفريقها، وأن نتوقف عن تغميس خناجرنا بدماء بعضنا البعض لإرضاء عـُقدنا المذهبية والطائفية السخيفة. وهذا الكلام ليس موجهاً لمذهب بعينه بل لكل المذاهب والطوائف التي تكفــّر بعضها البعض بعد أن حولت الاختلاف إلى نقمة. لماذا نقلب المثل الشهير "أنا وأخي على الغريب" ليصبح "أنا والغريب على أخي؟". فعلاً هزلت، وبان عجافها!!



#فيصل_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الهزيمة إلى مزبلة التاريخ
- عندما يتآمر الثور الأحمر على نفسه!
- هل نحن أولاد شوارع؟
- طوبى للغوغائيين والمغامرين
- وهم إسرائيل المتبدد
- عروبة في المزاد
- لسنا بحاجة إلى الوحدة العربية
- الإعلام العربي بين العوربة والعولمة
- العولمة الغربية أقوى من كل العولمات السابقة
- خذوا ما في عقولهم واتركوا ما في قلوبهم
- انتهى التاريخ... شئنا أم أبينا
- كان الله في عون الأجيال القادمة
- لماذا فسدت البلاد والعباد ؟
- العمالة شقيقة الاستبداد
- كلهم زعماء... من أين آتي لهم بالشعب ؟
- أنا ديموقراطي إذن أنا قاتل!
- الديمقراطية المفترى عليها
- الليبراليون الأصوليون
- كيف غير المخترعون المسلمون وجه العالم ؟
- اشتُم العربَ والمسلمين وأصبح بطلاً في الغرب


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل القاسم - هل سندعو يوماً لليهود بالنصر على المذاهب الإسلامية الأخرى؟