أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب-1- أيوب ألسومري














المزيد.....


مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب-1- أيوب ألسومري


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 7097 - 2021 / 12 / 5 - 12:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
في سلسلة مقالاتي "ألأديان وتطورها" ذكرت مايلي:
كما أثبت تشارلس داروين بأنّ إلإنسان جاء إلى الوجود نتيجة التطور بدءا من أول خلية حية وحيدة وكما أثبته العلماء من بعده وخاصة بعد إكتشاف الأحافير وتوصل العلماء في العصر الحديث إلى فك رموز الشفرة الجينية للإنسان وبعض الكائنات الدنيا التي تأتي في أسفل الهرم والتشابه الجيني بين كائنات كرتنا الأرضية، وبعد دراسة تأريخ ألأديان نستنج بأن ألأديان خضعت لمبدأ التطور.
فكل دين جديد يولد من رحم الدين أو ألأديان التي سبقته مع إجراء بعض التعديلات ليتلائم الدين الجديد مع معتقداته وبيئته وثقافة تلك البيئة الحاضنة.
الدين اليهودي أقتبس أساطير وادي الرافدين وبالأخص السومرية والبابلية أثناء فترة السبي البابلي وضمها في التوراة ونتيجة لذلك أقتبس مؤلف القرآن من التوراة والكتب اليهودية ألأخرى كالتلمود والمدراش والكتب والحكايات المنحولة بعض هذه الأساطير بعد تعديلها ليتناسب مع عقائده وبيئته الثقافية في الجزيرة العربية إضافة إلى إقتباساته من الدين ألزرداشتي وخاصة فيما يتعلق بطقس الصلاة ويوم البعث والحساب وعذاب القبر.
في سلسلة المقالات هذه سنتناول قصة شائعة هي قصة أيوب ألتي وردت في الحضارتين ألسومرية والبابلية وتم إقتباسها من قبل أليهود المسبيين في أرض الرافدين وإدخالها في نصوص ألتوراة بعد إجراء بعض التعديلات عليها. مؤلف ألقرآن أقتبس هذه القصة ولكنها وردت بإختصار شديد وهي ميزة أختص بها ألقرآن.
إنّ فكرت المعذب الصابر الذي تأتيه البلايا من كل حدب وصوب على الرغم من تقواه وصلاحه، هي فكرة قديمة في الفكر الديني للمنطقة المشرقية. فقد رأى إنسان الشرق القديم في المصائب والبلايا التي تحل على الافراد عقابا على الذنوب والخطايا. ولكن الحكماء المشرقيين على إيمانهم هذا، قد أنشغلوا في تأمل مسألة طرحت نفسها على الفكر الديني والفلسفي في معظم الثقافات، وهي إبتلاء أشخاص صالحين عاشوا حياة أخلاقية سوية، وأقاموا الصلوات وقربوا القرابين لآلهتهم، وأدوا واجباتهم الإجتماعية على أكمل وجه. ولدينا عن مثل هذه ألتأملات نصان من ثقافة الشرق القديم:
ألأول سومري يعود إلى أواخر ألألف الثالث قبل الميلاد . والثاني بابلي يعود إلى أواسط ألألف ألثاني قبل الميلاد.

أيوب ألسومري:
في هذا النص يتحدث الكاتب بلسان حال رجل لا نعرفه، كان غنيا وحكيما وصالحا، يعيش عيشة رغدة وصفاء بين أهله وأصدقائه، وكان موظفا رفيع المقام في البلاط الملكي. وفيما كان يظن أنّ هذه الحال دائمة له، أخذت المصائب بالتكاثر عليه وأنتابته الأمراض وألأسقام دون مقدمات وهو في عز الشباب. كان أمامه إما التمرد على السماء وإزدراء العدالة الإلهية، أو التسليم بالقضاء الإلهي ومتابعة التضرع والصلاة، لأنّ مقاصد الآلهة، على ما يردده الحكماء المشرقيون، خافية عن أفهام ألبشر. وأخيرا استجاب الإله لهذا الصالح المتألم وكشف الضر، وأحال عذاباته إلى فرح وسرور. وإليكم منتخبات من ألنص:

ليرفع الإنسان على الدوام كلمات التمجيد لإلهه،
ويفضي إليه بصدق عن كل ما يعاينه.
إنني رجل عارف ومتبصر، ولكن الذي يحترمني صار لا يفلح.
كلماتي الصادقة تحولت إلى أكاذيب،
ورجل الغش والخداع غلبني، وأنا مكره على خدمته.

وها انت تغمرني بالعذاب الدائم والمتجدد.
أدخل بيتي مثقل الروح وأسير في الشوارع مهموم الفؤاد.
مليكي راعيّ الصالح، أنقلب ضدي ونظر إليّ بعين العداوة ،
أطلق ضدي قوى الشر مع إني لست عدوا له.

يا إلهي أنّ ضوء النهار يغمر الأرض، ولكن نهاري أسود.
عفريت القدر يسدد قبضته إليّ ويحرمني من نفس الحياة.
وعفريت المرض الخبيث يرتع في جسدي
يا إلهي أنت أبي الذي انجبني،
فإلى متى تتجاهلني تائها بلا هداية؟

بعد مقطع كثير التشوه والفجوات، نجد النص قد أنتقل إلى الحديث عن إستجابة الإله لصلوات المعذب الصالح:
ذلك الرجل، قد سمع إلهه بكاءه ونحيبه،
وأسترضت شكاوى ذلك الشاب ومناحاته قلب إلهه،
والكلمات الصافية والصادقة التي نطق بها قبله منه،
سرّت فؤاده فكف عنه يد الشر،
أبعد عنه عفريت المرض ألذي أحاط به ونشر جناحه عليه،
حوّل عذابات الشاب إلى فرح،
وأقام عليه أرواح طيبة تحرسه وتحميه،
فراح الرجل على الدوام يمجد ألهه.

في المقالة القادمة سنتناول قصة أيوب ألبابلي.

مصادر ألبحث:
- أساطير ألأولين ..... فراس ألسواح.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان وألجن
- آريوس والخلاف حول طبيعة ألمسيح
- جذور ألشر
- تأثيرات ألزرادشتية على أليهودية
- أيهما أفضل مجتمع بدين أم بلا دين؟
- قرآن عبدالله بن مسعود – 2
- قرآن عبدالله بن مسعود - 1
- ألغموض في ألقرآن -2
- ألغموض في ألقرآن -1
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -3
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -2
- أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -1
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-4- الإسلام
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-2- اليهودية
- ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-1
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -8– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -7– ألبهائية
- ألشيخية - ألبابية والبهائية -6– ألبهائية


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - مقارنة بين ألأديان- قصة أيوب-1- أيوب ألسومري