أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 1 من 2 )















المزيد.....


الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 1 من 2 )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 20:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 1 من 2 )

1 ـ تتلمذ علي يدي الخليل بن أحمد ( سيبويه ) الذي تأسست علي علمه مدرسة البصرة في علم النحو، وأيضا تتلمذ على يد الخليل بن أحمد :( الكسائي )ـ الذي أرسي مدرسة الكوفة النحوية .
2 ـ كان بين المدرستين النحويتين تنافس وخصومة فكرية ، اتخذت ميادين لها في بغداد والعراق في القرنين الثاني والثالث من الهجرة ، وحفلت كتب الأدب واللغة بوقائع تلك المنافسة ، وتعدد المتنافسون بين المدرستين ، كان سيبويه والكسائي ، ثم كان المبرد وثعلب . وبهذا التنافس تم ( خلق ) ( لغة عربية ) لم تكن ـ في معظمها ـ معروفة في القرن الأول الهجرى وما قبله في العصر الجاهلى ، ولكنها التي سادت حتى الآن .!.
3 ـ كان أبرز خلاف بين مدرستى الكوفة والبصرة النحويتين هو ( القياس والشذوذ ) فيما ( اسموه ) ب ( اللغة العربية ).
4 ـ اللسان البشرى لا بد أن يقع فيه إختلاف لأن من آيات الله جل وعلا إختلاف ألسنتنا وألواننا . قال جل وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) الروم ). جاءت آية خلقنا مختلفى الألسنة والألوان تالية لآية خلق السماوات والأرض ، وهذا دليل على أهمية خلقنا بالسنة مختلفة وألوان مختلفة . ليس الاختلاف فقط على مستوى العالم بألسنته المتعددة المختلفة المتنوعة ، بل يصل الاختلاف جزئيا داخل ( اللسان الواحد ) . إذ توجد فيه اللهجات ، والتي قد تتطور لتصبح ألسنة مستقلة . بالتالى ، فلا يمكن أن توجد قاعدة عامة تسرى على نطق الناس في لسان معين . وتطبيقا على اللسان العربى ، فلا بد أن يلحق التغيير النطق العربى ـ فكانت هناك ( لهجات ) عربية مختلفة ، واشهرها لهجة قريش . وبها نزل القرآن بلسان عربى مبين . قال جل وعلا : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) الشعراء ) ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) الدخان ) ( فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً (97) مريم ) ، وقال جل وعلا عن كل الكتب الإلهية ، ومنها القرآن الكريم : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) (4) ابراهيم ) . اللسان العربى ــ الذى نزل به القرآن الكريم مبينا ــ لم يكن يسير على قاعدة موحدة ، بل كان فيه أغلبية تسير على القاعدة ، وكان فيه من لا يسير على القاعدة .
5 ـ للقرآن الكريم مصطلحاته ، منها ما كان جديدا ، جاء شرحه داخل القرآن الكريم نفسه بكلمة ( أدراك )، مثل قوله جل وعلا : ( الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) الحاقة ) ، او بغيرها مثل : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) الغاشية ). ثم هناك مصطلحات كانت معروفة لا تحتاج الى شرح . علماء ( النحو ) في العصر العباسى إخترعوا مصطلحات جديدة بدلا من المصطلحات القرآنية ، أشهرها ( اللغة ) بديلا عن اللسان ، بل حتى كلمة ( النحو والاعراب والرفع والنصب ..الخ ــ كلها لم يعرفها العرب وقت نزول القرأن الكريم .
6 ـ نرجع الى مدرستى البصرة والكوفة النحويتين : برز خلاف أساس بينهما فيما أسموه ب ( الشذوذ اللغوي ) . فاللسان العربي إمتاز بما اصبح يعرف ب ( الاعراب ) . الأغلب فيه أن يكون الفاعل مرفوعا والمفعول منصوبا ، والشاذ القليل أن يكون الفاعل منصوبا والمفعول مرفوعا . واختلف موقف المدرستين النحويتين في التعامل مع ذلك الشذوذ اللغوي :
6 / 1 : فمدرسة البصرة اعترفت بالشذوذ اللغوي وعاملته علي أساس أنه ظاهرة لغوية مستقلة أو" يحفظ ولا يقاس عليه " وذلك هو التعبير المأثور عندهم . وهذا يتفق وطبيعة البصرة ، فهى تعرف التنوع ، إذ هي ميناء على الخليج العربى يوصّل للهند ، وتسمع ألسنة متنوعة غير عربية . لذا لا ترى مدرسة البصرة بأسا في وجود حالات تخرج عن السياق المألوف ، أي لا باس أن يكون الفاعل منصوبا والمفعول مرفوعا .
6 / 2 : أما الكوفة فهى قريبة من البادية العربية ، وبالتالي تمثل مدرسة محافظة . ، فقد تجاهلت ذلك الشذوذ ولم تعترف به ، وأخضعته لأسلوب القياس ، وكان الكسائي إمام المدرسة الكوفية النحوية هو أول من طبق هذا المنهج .
7 ـ أدى منهج الكسائى هذا إلي تغيير في نمط اللهجات العربية المعروفة وقتها، فقد تجاهل بعضها ، بأن استحدث مشتقات لم تكن معروفة ومستعملة في اللسان العربى ، ولكن أنتجها بالقياس اللغوي . وذلك موضوع طويل وهو اقرب إلي فلسفة اللغة . ولكن نعطى عنه أمثلة بسيطة :
7 / 1 : الفعل ( جعل ) يأتي منه بالقياس ( يجعل ، إجعل ، مجعول ، جاعل ، جعّال ، جعول ، متجاعل ..الخ ). لم يستعمل العرب مثلا كلمات ( جعّال أو جعول ) . لكن الكسائى ومدرسته جعلوها بالقياس من اللسان العربى ، أو بتعبيرهم من ( اللغة العربية ) .
7 / 2 : الفعل ( مات ) يأتي بالقياس منه ألفاظا لم يعرفها العرب من قبل مثل ( موّات )( مائت ) . مع هذا القياس أنكروا ألفاظا عربية أصيلة مستعملة لأنها لم تتفق مع القياس . أي إن القياس كان ماكينة أنتجت ألفاظا ومشتقات لم تكن معرفة في اللسان العربى من قبل ، وتزايد هذا حتى يمكن القول بأن علماء ( النحو ) قاموا بصناعة ( لغة عربية ) لم تعرف العرب بعض كلماتها من قبل ، وبالتأكيد لم يعرف العرب من قبل كل تلك المصطلحات في شتى علوم ( اللغة ) ، وهى مصطلحات سادت ، ولا تزال حتى اليوم ، دون أن يدرك الناس أنها صناعة عباسية .
8 ـ وهنا بدأت واتسعت الفجوة بين اللسان العربى المبين الذى نزل به القرآن الكريم ، وتلك ( اللغة ) التي صنعها أئمة النحو في العصر العباسى . ولأن القرآن الكريم نزل بلسان عربى مبين فليس فيه ذلك الالتزام بالقياس . ويظهر بعض أرباب الجهل يقولون بأن في القرآن الكريم أخطاء نحوية . ومن الجهل ما قتل . وللموضوع تفصيلات ، نرجو أن يأتي وقت شرحها .
9 ـ لا يقتصر الأمر على هذا ، بل وصل الى الطعن في ( قراءة القرآن الكريم ) . هناك ( قراءة واحدة ) للقرآن الكريم . ومنها كان إسمه الأشهر ( القرآن ) ، من القراءة الوحيدة . وهذا ما تعلمه النبى محمد عليه السلام ، قال له ربه جل وعلا : ( لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة ). وكما إخترع العصر العباسى أديانا أرضية ( سنة / تشيع / تصوف ) فقد إلتفت أئمته الى القرآن الكريم يطعنون فيه بمقولات ( النسخ ) بمعنى الإبطال للأحكام ، والأحاديث والتأويل والتفسير وما يسمى بعلوم القرآن ، ثم ما اطلقوا ما يسمى ب : ( القراءات ) .
10 ـ لم يتساءل أحد وقتها : هل عرف النبى محمد عليه السلام والناس من حوله هذه ( القراءات ) ؟ وهل كانت قراءاتهم للقرآن الكريم مغلوطة ، وجاء الكسائى وغيره يصححونها ويخترعون ( قراءات ) جديدة يختلفون فيها .؟ . لم يحدث هذا التساؤل ، بل في الأجيال التالية ــ وحتى الآن ــ اصبحت ( القراءات ) والأحاديث والسُنّة والنسخ والتفسير والتأويل من المعلوم عندهم من الدين بالضرورة .
10 ـ تخصّص الكسائي ( في القراءات ). كأن أول من إشتهر بها في الكوفة ( حمزة بن حبيب الزيات ) ، فتعلم الكسائي قراءته أو طريقته في القراءة للقرآن ، ثم اختار الكسائى لنفسه قراءة خاصة به ( فأقرأ ) بها الناس ، و( قرأ )عليه بها خلق كثير في بغداد والرقة. وفي شهر شعبان كان يوضع له منبر فيقرأ علي الناس ويختم القرآن مرتين في ذلك الشهر ، لذا أصبح الكسائي أحد أئمة القراءات وجعلوه من القراء السبعة المشهورين . إذ كان من حق من يشاء أن يخترع لنفسه ما يشاء من قراءات ، وينسبها لنفسه ، ففي النهاية هي أديان ( ملاكى ) يملكها أصحابها . وكان الكسائى من (مُلاك ) الدين السنى .
9 ـ ولكن من هو الكسائي إمام المدرسة النحوية والقراءات في الكوفة ؟
انتظرونا .!!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبرد ( محمد بن يزيد ) : ( الموسوعة الأدبية النحوية التاريخ ...
- سيبويه: الشاب الفارسي الذي أصبح إماما للنحويين العرب
- الخليل بن أحمد .. عبقرية عربية رائدة.. لم تنل حقها
- مقدمة كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
- خاتمة كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
- الضعف والاستضعاف والقوة في عهد النبى محمد عليه السلام
- بنو اسرائيل بين الضعف والاستضعاف والقوة ( 2 من 2 )
- بنو اسرائيل بين الضعف والاستضعاف والقوة ( 1 من 2 )
- بين قوم عاد وقوم فرعون في الاستكبار والاستضعاف
- الملأ ذو القوة وأتباعهم المستضعفون في القصص القرآنى : ( قوم ...
- فقه الاستضعاف
- المصريون والاستضعاف والحتميات
- بين القوى والضعيف والمستضعف
- الضعف النفسي : قصص من الحياة ومن التاريخ
- ف 9 : حقوق النساء
- ف 8 : حقوق الضعفاء
- ( سوار الذهب ) هو السبب
- ف 7 : التيسير في التشريع مراعاة للضعف والضعفاء
- ف 6 : تشريعات خاصة بالطفل اليتيم
- تعليم الطفل إسلاميا في رؤية قرآنية


المزيد.....




- سعادة ومرح لاطفالك طول اليوم .. خطوات تثبيت تردد قناه طيور ا ...
- الرئيس الإيراني يريد الحوار مع ترامب لكنه ملتزم برفض المرشد ...
- يهود متشددون يغلقون طريقا سريعا وسط إسرائيل احتجاجا على التج ...
- -نحتاج إلى الوحدة-.. شيخ الأزهر يتحدث عن الخلاف بين السنة وا ...
- الفاتيكان يكشف حالة البابا فرنسيس الصحية
- ثاني أيام رمضان.. المسجد الأقصى يستقبل 75 ألفا لتأدية صلاتي ...
- 75 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- الفاتيكان: البابا بدون تنفس صناعي ويبعث برسالة شكر للمؤمنين ...
- السعودية.. إطلاق خدمة هي الأولى من نوعها داخل المسجد الحرام ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في المح ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الكسائي : إمام المدرسة النحوية في الكوفـــــــــــة: ( 1 من 2 )