أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم














المزيد.....


رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 18:20
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قبل أيام انتهيت من قراءة رواية كل شيء ضدي للكاتب الروائي سلام إبراهيم (النصير أبو الطيب).. لأول مرة أشعر اثناء قراءة رواية جديدة أن احداثها تتواصل مع الروايات السابقة التي قرأتها للكاتب والمحطات التي مرّ بها في العراق.. فزعاً ومختفياً محصور في حيز صغير بين احشاء المدن التي تعيش ويلات الحرب تارة.. وجبهات الحرب التي يساق اليها عنوة.. ومن ثم تجربة التواجد بين الأنصار مع زوجته لاحقاً..
وكذلك الحال مع المهجر والانتقالات بين مخيمات اللجوء في إيران أولا.. ومن ثم محطات دمشق وموسكو قبل المكوث الطويل في كوبنهاكن.. التي عكست من خلال فصولها طبيعة العلاقة المتأزمة بين شخوصها وتفاعلاتها مع الآخرين.. من خلال صور ومشاهد درامية.. تكشف عن المزيد من الزيف الذي يخلف العلاقات الإنسانية.. التي تتفكك عبر تداعيات تجددُ الشكوك وتعمق وتيرة الخلاف.. الذي تراكمت لبناته مع الزمن.. لتصبح جداراً ومصداً نفسياً.. يعكس تبدل الخيارات والميول الفكرية والاجتماعية والنظرة للآخر.. في أجواء مراجعة للذات.. تكشف المزيد من الغباء الإنساني المنمق بعد فوات الأوان..
لتبدأ رحلة عذاب مع الوساوس والظنون.. التي تنمو وتكبر لتطوق النفوس الحائرة.. التي تتخاصم لأتفه الأسباب والدوافع.. وتدفع بأطراف العلاقة لممارسة القسوة والايغال في خلق الأجواء المؤذية والمدمرة التي تصل حد الاستهتار للتخلص من شريك الحياة.. وفرض الطلاق عليه.. وتحويله لذليل محصور في زاوية من زوايا الشقة السكنية.. التي لا يجد فيها الاّ سريراً سفري ليتمدد عليه.. كأي بائس او حشرة مهدداً بالإزاحة من المسكن..
رغم كل محاولاته لمعالجة الموقف واستعادة الثقة وترطيب العلاقة مع الزوجة.. التي سعت لإقامة علاقة مع شاب بعمر ابنها في حفل حضره معها في أجواء كوبنهاكن.. لتبدأ منغصات حياته بالتفاقم ويلجأ عبر استذكار لتداعياته.. علاقته مع زوجته وحبيبته لإعادة اكتشاف نفسه وذاته الجريحة القلقة والمتوترة المحملة بالكثير من مشاهدات العنف والآلام. والفواجع. التي تنز الماً وخوفاً.. وهي تحمل شروخها المعذبة بين جبهات الحرب.. وندوب دهاليز أجهزة القمع.. التي تركت بصماتها على جسده ونفسه المتهالكة المدمنة على الكحول..
التي تسوقه وتدفعه ليعيد حساباته السابقة.. ويتوقف ليدقق في بدايات علاقته بزوجته من الليلة الأولى التي اكتشف فيها فقدانها المسبق للبكارة.. وتجاوزه لتلك الصدمة في حينها.. لكنه بعد عشرين سنة يعود لمراجعة موقفه ويكتشف انه مغفل ونادم.. وان زوجته وحبيبته ليست الاّ لعوباً استغفلته.. ينبغي التخلص منها ويستعد لقتلها..
ويستعيد عبر ذاكرته المشروخة مشهد قتيلة كردية.. بسبب الشك.. بين مخيمات اللاجئين في إيران بالإضافة الى مشاهداته الدامية في جبهات الحرب.. وجولات تعذيبه في اقبية الأمن.. لكنه يواجه سؤالاً مصيرياً وموقف انعطافي يجعله يتساءل..
ـ كيف يجرؤ الانسان على القتل؟
هذا السؤال الكبير المزلزل.. والموقف الحاد.. هو الخط البياني للرواية التي سعا من خلالها الروائي سلام إبراهيم تتبع الخطوات التي تترافق مع المزيد من الفجوات بين الأنصار وتفكك علاقاتهم في أجواء الغربة.. التي تتعفن فيها النفوس الحائرة.. والتي تمكن من خلالها رصد التحولات بين البشر والثوار عبر مظاهر التحلل والتفكك الاسري.. الذي افتقد للحب والثقة بين البشر.. وحول البعض منهم الى مشردين ومدمنين على الكحول ومسحوقين.. يتذوقون الذل والمهانة ويعانون من الانكسار والقهر والتشتت في أجواء لا يعونها تشبه القيامة..
هي رواية تتطلب تجاوز القراءة السطحية والغوص فيما وراء السطور لمعرفة ابعاد ما ورد في تداعيات حروفها التي تحدثت عن القلق والظلم والخسارة والبلادة في صيغ إنسانية تسعى لتجاوز الانكسار والتحول لاقتناص الفرص التي تدفع بالإنسان للتشبث بالحياة والبحث عن البديل الآخر الأفضل في صيغة تجدد تكون نهايتها الغوص في مياه البحر قد تكون توديعاً وانتحاراً مسجلا موقفاً رافضاً للزيف والعنف بعد جولة عناء نفسية تدفع المرء للتفكير بالقتل.. وقد تكون تطهيراً للذات للتخلص من ارث وتركة نفسية ثقيلة معتمدة على الشكوك والظنون القاتلة مع لحظة الدخول في مياه البحر للعوم والاغتسال للخروج بحالة تؤهله لاستيعاب ما جرى وتعينه في التعامل مع الآخرين بيقظة وانتباه.. بهذه النهاية المفتوحة والمتأملة تنتهي رواية كل شيء ضدي..
هي في الخلاصة وبقراءة معمقة.. كل شيء أصبح ضد الانسان.. في عالم متكالب ابتداء من لحظة الولادة ومصائب الحروب ومتاعب الهجرة وما رافقها من خيبات واوهام وتفكك اجتماعي واسري.. عصفت بالأحلام المحملة بالقيم.. التي تداعت ولم تصمد امام اغراءات الحياة الزائفة والشكلية الخالية من الروح والمحبة الإنسانية..
رواية تصرخ بنا.. انْ انتبهوا.. لم يفت الاوان.. ثمة هناك أمل للتمسك بالقيم.. وان لا نفرط بإنسانيتنا..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
3/2/2021
ـ ملاحظة اعتمدت على النسخة الالكترونية التي أرسلها لي الكاتب مشكوراً قبل الطبع ..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع رزكار عقراوي عن آفاق -اليسار الالكتروني-..
- المرأة التي انقذتني من موت محقق..
- رسالة الى.. الرئيس الأمريكي جو بايدن
- رسالة الى الرائد صباح الحمداني..
- كتاب كنت أتمنى ان لا اقرأه..
- اسطورة ( مير مح ) وفلسفة الموت عند الإيزيدية ..
- أبو تحسين وتلك الصور التي اعلنت نهاية الدكتاتور ونظامه الدمو ...
- برنامج القيثارة يُهين الفن والفنانين..
- رسالة خاصة الى الشيوعيين في العراق..
- وقفة مع الشاعر هوشنك بروكا بحضور إبراهيم محمود
- لإيزيدية.. محاولة للبحث عن الجذور رحلة في أعماق التاريخ
- لا لحكومة تشغل نفسها ببطل العرق!
- عن غير المؤهلين في هذا العصر
- حكاية ليست للأطفال بمناسبة العام الجديد..
- مع الاحتجاجات الثورية في كردستان
- ليكن يوماً فاصلا ًفي تاريخ العراق..
- المقدمة.. هذه اليوميات وما فيها..
- رواية الهجرة غرباً
- تعالوا نتوقف لحظة امام هذا الكم الهائل من العنف في العراق!
- حكاية الآغا مصطفى ..


المزيد.....




- 5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
- من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا ...
- مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما ...
- المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و ...
- هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار ...
- ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما ...
- القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج ...
- الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد ...
- إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - صباح كنجي - رواية كل شيء ضدي لسلام إبراهيم