أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - هكذا تكلم ول ديورانت .















المزيد.....

هكذا تكلم ول ديورانت .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 10:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


((الأديان الثلاثة الكبرى متفقة في أن المباديء الأخلاقية الفطرية - غير الدينية - تصلح لان تكون قواعد عملية للإنسانية و ترى أن الكثرة الغالبة من الناس لا يمكن أن تحمل علي المسلك الحسن و الخلق القويم إلا عن طريق خوف اللة و لذلك أقامت قانونها الأخلاقي علي مباديء رئيسية واحدة أن لله عينا تبصر كل شيء و يدا تسجل كل شيء وأن القانون الأخلاقي منزل من عند الله و أن الفضيلة تتفق في أخر الامرمع السعادة بما يناله المحسن بعد الموت من الثواب و المسيء من العقاب))
هل بهذا سعد البشر و تطوروا و تقدموا
(( حياة العقل مزيج من قوتين أحدهما ضرورة الإيمان ليستطيع الإنسان الحياة و الأخرى هي الإستدلال المنطقي ليستطيع التقدم .. تكون إرادة الإيمان هي المسيطرة علي العقل في عهود الفقر و الفوضي لان الشجاعة في تلك العصور هي كل ما يحتاجه الناس أما في عهود الثراء فإن القوى الذهنية تبرز الي الأمام لتفرض علي الناس الرقي و التقدم
و علي هذا فإن الحضارة في إنتقالها من الفقر للثراء تنزع إلي خلق النزاع بين العقل و الإيمان و الصراع بين العلم و الدين و في هذا الصراع تعمل الفلسفة عادة علي التوفيق بين الأضداد و إيجاد سلام وسط لان وظيفتها أن ترى الحياة في كلتيهما و نتيجة لذلك يحتقرها العلم و يرتاب فيها الدين )).
هذا هو ملخص ما حدث لنا ( كمصريين ) عبر الأف السنين.. التمسك بالفضيلة المبنية علي الخوف من العقاب .. و إنتظار الثواب في الدار الأخرة ..و سيطرة الإيمان علي سلوكنا و حياتنا لنستطيع أن نعيش رغم ما يصاحبه من الفقر و الفوضي وغياب النزعة العقلية والإرتياب من الفلسفة التي تؤدى للتقدم .
هل معني هذا أن علي الإنسان لكي يسعد و يثرى أن يتخلي عن الدين ؟ و الرد جاء واضحا و محددا بأنه .. يمكن للبشر أن يتقدموا دون أن يفقدوا إيمانهم (( هؤلاء يجب الا يخيروا بين الدين بلا عقل أو العقل بلا دين)).
بكلمات أخرى .. إذا كنا نعيش اليوم في ضيق .. فسبب هذا.. أن من كان بيدة القرار منذ قرن أو يزيد لم يفهم العالم من خلال حركته ذات السرعات غير المحدوده في جميع المجالات .. ولم يضع في إعتباره مصلحة و إحتياجات الأجيال التالية كما جرى لشعوب أخرى..تعيش في سعة و علم و حرية .
و هكذا بمرور الزمن أتسعت الهوة بصورة لم تشهدها البشرية من قبل - بعد تحسن و سائل الإتصال و النقل -..بين من يعلم و من لا يعلم ..بين الذين يرتبطون بالماضي يستفتونه في كل أعمالهم و يرفضون تعديل معطياته ..و الذين يغلبون المنطق و العلم و الفلسفة .... بحيث دام حالنا منذ القرن الثامن عشر نتجاهل العلم ونرتاب في الفلسفة و نعيش حالة سيطرة الإيمان علي العقل مع المعاناة من الفقر و الفوضي و الإخفاق

المستقبل إبن للحاضر ..كيفما كنا اليوم سيؤثر بالتأكيد غدا علي الأحفاد.. رغم بساطة هذه المعلومة و منطقيتها .. إلا أنها بعيدة كل البعد عن أذهان الذين يحكمون هذا المكان .. فيبددون ثرواته الطبيعية .. و ينفقون الأموال في التفاهات.. و يستدينون بكثافة بما يشكل عبئا علي من سيسدد .. يصيبهم الشح عندما يكون الحديث عن التعليم و الصحة و الإختراع و التنمية و رفع مستوى معيشة البشر .. في حين أنهم يصبحون من المبذرين عندما يبنون قصورهم و مقار عملهم و وسائل نقلهم ..و مدنهم و أبراجهم أو عندما يقيمون إحتفالات يغنون فيها بلغة غير مطروقة ..أويمنحون المزايا و المكافئات للرسميين من منفذي أوامر البنك الدولي و الديانة و لمن يفرضون الضرائب و يحصلون أموال الجباية ويستقطعونها بالجبر من الناس.و لرجال الدين و معاهدهم .
الأمر الذى يحيرني منذ نصف قرن ( عندما تعرفت بالقرب عن الحياة في إسرائيل ).. هو كيف إستطاعت دولة صغيرة محدودة الإمكانيات و العدد مثلها أن تتقدم خلال عدد قليل من السنين و تلحق بركب التقدم .. في حين أننا لازلنا نتعثر و نعاني من نفس الدهشة الحضارية التي واجهنا بها ما جلبه معه نابليون .
لماذا إخترت المقارنة مع إسرائيل ؟.. رغم أن هناك نماذج أخرى لشعوب أحدثت تغييرات مذهلة بعد الحرب العالمية في بنيتها .. خلال فترة وجيزة نسبيا!!
الإختيار كان لسببين أحدهما لانها كما يبدو بلد شرق أوسطي (ديني عنصرى) يعاني من نفوذ كهنة اليهود فيما يشبة ما نحن علية ( في السعودية أو العراق أومصرأو إيران ).. وباقي شعوب المكان .
و الأمر الأخر أن تطور الثقافة اليهودية ( كدين) عبر الزمن لا تبعد كثيرا عن ثقافة و تطور (أديان ) شعوبنا في المنطقة ( الإسلام و المسيحية الشرقية ) بل قد تكون اليهودية هي الأصل الذى أخذنا منه إسلوب معيشتنا الأكثر جمودا ..و مع ذلك ..فهي قادرة اليوم علي الحياة بصورة توفق فيها ..بين الشريعة التلمودية ..و الحياة العصرية .. محققة المعادلة الصعبة عن (( العلم و الإيمان )) ....التي تكلم عنها ديورانت ..وفشل في تحقيقها السادات

نبدأ القصة من القرون الوسطي .. حيث كان المسلمون في ذروة تقدمهم العلمي و الفلسفي و العسكرى و الصناعي مع تولي الرشيد و البرامكة عام ( 816م) و حتي( 1258 م) بعد سقوط بغداد في يد المغول .. في حين أن اليهود كما كتب ديورانت
(( تكاد العلوم الطبيعية و الفلسفة عند اليهود أن تنحصر كلها في بلاد الإسلام ذلك أن المقيمين في البلاد المسيحية في العصور الوسطي كانوا بمعزل عن جيرانهم معرضين للإحتقار و إن كانوا متأثرين بأولئك الجيران لهذا لجـأوا إلي التصوف و الخرافات.. و تلك هي أسوأ ظروف يمكن أن ينشأ فيها العلم ))
نحن كمسلمين .. نتصور أن تاريخ اليهود هو ما حدث منهم ولهم في شبه الجزيرة العربية في زمن الرسالة أو في فلسطين العصر الحديث ..و لا نعرف تفاصيل حياتهم منذ أن كانوا قبائل رعاة تسعي بين بابل و مصر و شتاتهم بين الأسر و التيه..و إضطهادهم بواسطة أغلب شعوب الزمن القديم ..و مهارتهم أودينهم أو حضارتهم التي إستمرت رغم الظروف الصعبة التي واجهوها و أخرها الإضطهاد النازى .
ولا نجد فائدة في المقارنة بين مسارالأجداد (مسلمين كانوا أو يهود) عبر التاريخ .. رغم أنها المقارنة الوحيدة المؤثرة و المفيدة والتي إمتدت حتي اليوم عبر الفين سنة دون توقف.
نعم أغلبنا لا يهتم بالتاريخ المقارن .. بين الشعوب و الحضارات .. خصوصا ما يتصل باليهود و المسلمين مكتفيا بما يتعلمه من رجال الدين ..و السياسة .
نحن نجهل مثلا بأن الدينين يتفقان في كثير من الأمور التي نزاولها يوميا ..لقد إستعجبنا - و نحن في الأسر - أن اليهود لا يأكلون لحم الخنزير .. و أن لهم طقوس ذبح شرعية مثلنا ..فالدين اليهودى دين مغلق لا يعلم عنه غير أهله.
الشريعة التلمودية مثل الشريعة الإسلامية تتطرق إلي كل أمور الحياة كما كتب ول ديورانت في الجزء الرابع عشر من ((قصة الحضارة ))....
((ليس التلمود موسوعة من التاريخ و الدين و الشعائرو الطب و الأقاصيص الشعبية و حسب بل هو فوق هذا كله رسالة في الزراعة وفلاحة البساتين و الصناعة و المهن التجارية و شئون المال و الضرائب و الملك و الرق و الميراث و السرقة و المحاكمات القضائية و القوانين الجنائية و إذا شئنا أن نوفي هذا الكتاب حقة من البحث كان علينا أولا أن نلم بطائفة كبيرة العدد من العلوم المختلفة و أن نكسب منها ما تهيؤه لعقولنا من الحكمة و سداد الراى و نستخدم تلك الحكمة الجامعة في الإلمام بأحكام هذا الكتاب )) .
ثم يضيف
(( أول ما نذكره أن التلمود قبل كل شيء قانون أخلاقي و أن هذا القانون شديد الإختلاف من القانون الأخلاقي المسيحي و عظيم الشبه بالقانون الإسلامي )) .
بمعني أننا أمام .. شعب له شرائع و أحكام .. تقترب في عددها و فحواها ونفوذها علي المؤمنين..من شرائع الإسلام في شقيها القرأن الكريم و الأحاديث المروية والمتداولة عن الرسول .
لهذا كان إضطهاد المسيحيون لهم يتناقض مع ترحيب الدول المسلمة بهم .. و في حالة قيام بعض الحكومات المسلمة بأضطهادهم .. لم يكن يصل الأمر للتصفية و القتل و نهب الأموال و الثروات التي حكي عنها ديورانت .. ولاقاها يهود العصور الوسطي من الحملات الصليبية .. قبل زحفها إلي الشرق .
(( لم يكن في الديانتين الساميتين ( اليهودية و الإسلام ) فصل القوانين الثقافية و الأخلاقية من الدين فلم تكن هذه القوانين تجيز التفرقة بين الجريمة و الخطيئة أو بين الشر و الشريعة بل إن من مبادئها المقررة أن كل فعل ذميم يعد إساءة إلي الله و إنتهاكا لحرماته و لإسمه جل جلاله )) .
اليهودية و الإسلام يكادا أن يكونا .. دين واحد متصل .. تشعر بهذا بمجرد أن تتعامل مع أبناء الطرفين .. فكهان بني إسرائيل لا يختلفون عن رجال الدين المسلمين .. و الدينان يفرضان سيطرة الرجل علي المرأة ويحضان النساء علي إرتداء الحجاب ..
واليهود يهتمون بأداء طقوس الدين فيما يتصل بالسبوت و الصوم و الحج بنفس إصرار المسلمين بأداء صلاة الجمع و بصوم رمضان و الحج . بل نستطيع أن نقول دون أن يجانبنا الصواب أن قيود و تعاليم و طقوس دين المسلمين جاءت أقل تشددا من مثيلتها اليهودية .
(( ولقد ظل التلمود أربعة عشر قرنا من الزمان أساس التربية اليهودية و جوهرها و كان الشاب العبراني ينكب علية سبع ساعات في كل يوم مدى سبع سنوات يتلوه و يثبته في ذاكرته بلسانه و عينه و كان هو الذى يكون عقولهم و يشكل أخلاقهم بما تفرضه دراسته من نظام دقيق و يما يستقر في عقولهم من معرفة.. و لم تكن طريقة تعلمه مقصورة علي تلاوته و تكراره بل كانت تشمل فوق ذلك مناقشه بين المدرس و التلميذ و بين التلميذ و التلميذ و تطبيق القوانين القديمة علي ما يستجد من الظروف )) .... ((و إن كانت في الوقت نفسه قد عملت علي تضييق أفق العقل اليهودى و الحد من حريته ))
(( و كان أكثر ما يتعلمه عن طريق التكرار و كانت التلاوة الجماعية قوية عالية إلي حد جعل بعض البيئات تمنع وجود المدارس بها )) ..كأننا نتكلم عن الكتاب المصرى بالأرياف أو طلاب الأزهر في المدن
(( إن اللغة العبرية لغة الله و أن الله لم يتحدث بنفسه إلا لليهود و أن أنبياء اليهود وحدهم هم الملهمون من عند الله )).
نفس ما يقوله المسلمون .. أن اللغة العربية لغة أهل الجنة . ..الدين اليهودى في أصوله و تطبيقة لا يختلف عن الدين الإسلامي خصوصا بين سلفي الطرفين
(( و أبيح الطلاق برضا الطرفين .... و كان بوسع الرجل أن يطلق زوجته إذا وجد إمرأة أخرى أجمل منها أو إذا عصت أوامر الشريعة اليهودية بأن سارت أمام الناس عارية الرأس أو غزلت خيط في الطريق العام أو إذا تحدثت إلي مختلف الناس أو إذا كانت عالية الصوت أى إذا كانت تتحدث في بيتها و يستطيع جيرانها سماع ما تقول ))
((و أدق من هذه الشعائر و أكثر منها تفصيلا القواعد الخاصة بالنظافة أو طقوس الطهارة .. و يجب أن يدهن الجسم بالزيت بعد الإستحمام كذلك يجب غسل اليدين عقب الإستيقاظ مباشرة و قبل تناول كل وجبة من الوجبات و بعد تناولها وقبل الصلاة العامة أو القيام بكل شريعة دينية و كانت جثث الموتي و الإنصال الجنسي و الحيض و الولادة و الحشرات و الخنازيركلها حسب القواعد الدينية نجسة و من مس منها شيئا أو أصيب به وجب عليه التوجه إلي الكنيس و يؤدى شعائر التطهير )).
(( و كانت المرأة تعد نجسة أربعين يوما بعد أن تلد ولدا ذكرا .. و ثمانين يوما إذا كانت المولودة أنثي )) ... (( علي أن تجرى عملية الختان للمولود الذكر في اليوم الثامن من مولده)) .
(( و كان القانون يجعل الزوج هو الوارث الوحيد لزوجته أما الأرملة فلم يكن من حقها أن ترث زوجها إذا مات حصلت علي قيمة بائنتها و مهر الزواج أما فيما عدا هذا كانت تعتمد علي أبنائها الذكور ورثة أبيهم الطبيعيين ... و لم تكن البنات يرثن الأباء إلا إذا لم يكن له أبناء ذكور فإذا كان له إعتمدن علي حبهم الأخوى )).
ولقد حدث لفلاسفتهم عبر الزمن ما حدث للمسلمين إذ هاجمهم رجال الدين ((و شنوا الغارة علي المحاولة التي تهدف إلي إحلال الفلسفة محل التلمود ))و كان جزاء إبن ميمون لا يختلف عن ما حدث لإبن رشد .
وهكذا ((بسط يهود القرون الوسطي علي الحقيقة كما بسط عليها المسلمون و المسيحيون ستارا من الاف الخرافات و صوروا التاريخ تصويرا مسرحيا بما أدخلوه من معجزات و بشائر و نذر و ملأوا الهواء بالملائكة و الشياطين و مارسوا فنون السحر و تلاوة الرقي و التمائم و أخافوا أنفسهم و أبناءهم بالحديث عن الساحرات و الغيلان.. و أضاءوا ظلمة النوم و غموضه بما وضعوه من تفسير للأحلام و تبينوا في الكتابات القديمة أسرارا خفية باطنية )) .
بقي ما يقال عن أن الإنجاب غير المحكوم سببا لعدم تقدم المسلمين .
(( تتفق الأديان الثلاثة في بعض قواعد الأخلاق .. في حرمة الأسرة و المسكن .. و فيما يجب للأباء و كبار السن من تكريم و إجلال و في حب الأبناء و رعايتهم .. و في عمل الخير لجميع الناس و ليس ثمة شعب أكثر من اليهود حرصا علي تجميل الحياة العائلية و لقد كان عدم الزواج عن قصد من الأثام الكبرى في اليهودية كما في الإسلام .... و يتفق اليهودى و المسيحي و المسلم في أن البشرية تصبح مهددة بالزوال إذا فقدت أوامر الدين قوتها بوجوب إنجاب الأبناء )).
بمعني .. أن كثرة الإنجاب ليست أوامر إسلامية فقط بل أن اليهود أيضا مطالبون بذلك ... فإذا كانت أمور تطبيق الشريعة في اليهودية و الإسلام واحدة .. و عدم تحديد النسل واحد .. فلماذا يكون الإنجاب نعمة لدى اليهود و سببا لعدم التقدم لدى المسلمين !!.
فإذا ما قال البعض أن أسلوب حياة المسلمين هو الذى يمنعهم أن يكونوا معاصرين .. تظهر أن المقارنه بينهم و بين يهود إسرائيل مفيدة .. و أن التطابق الذى شهدناه بين الدينين ..يقوم بتجنيب الدين .. كسبب ترجيحي لتفوق اليهود البادى في إسرائيل.
إذا ما سبب تقدم اليهود عموما و في إسرائيل بالخصوص ..عندما سألت محدثي خلال فترة الأسر .. إذا كنت أنت كما تقول ملحدا ..فلماذا أنت هنا ؟ .. رد علي بأن ما يجمعهم هو (( الروح اليهودية )) .
(( لقد ظلت الروح اليهودية يتنازعها عاملان ..هما إعتزامه أن يشق طريقه في عالم معاد له ... و شغفه بثمار العقل .وبفضل هذه الروح ظل يهود العصور الوسطي و هم في غمار المشاغل التجارية و الفقر المذل و الإزدراء القاتل ظلوا ينتجون النحويين و فقهاء الدين و المتصوفة و الشعراء و العلماء و الفلاسفة و لم يضارعهم فيما بين 1150 و 1200 ..في أدابهم الواسعة و ثرائهم العقلي إلا المسلمين.))
و (( كانت الجماعات اليهودية طوائف منعزلة شبه ديموقراطية وسط عالم ملكي مطلق )).
و كانت ((تكتنف بحار الصوفية جزائر العلم و الفلسفة أينما كانت .. ذلك أن العلم يضيق الأمال و لا يستطيع تحمل عبئه راضيا إلا من أسعدهم الحظ))
و (( لقد بلغ رخاء يهود العصر الذهبي في أسبانيا مبلغا يمنعهم أن يكونوا شديدى التمسك بالدين كما كان شعراؤهم يقرضون شعرا مطربا حسيا رقيقا و ينطقون بفلسفة توفق في ثقة بين الكتاب المقدس و التفكير اليوناني )) .
وهكذا ((أتي علي الناس حين من الدهر أصبح فيه تطبيق أرسطو علي الكتاب المقدس و إستخدام المجاز و الإستعارة و رفض ما جاء به من قصص و القول أنها غير صحيحة من الناحية التاريخية أصبح هذا كله الطراز الحديث ... ))
هذا ما توارثوه اليهود جيل بعد جيل .. حتي إنهم عندما إحتلوا أرض فلسطين .. كانت الديموقراطية أساس التعامل بينهم .. و تطبيق العلم و الفلسفة سياسة مستديمة .. و نقد الفكر الديني يقابل بالترحاب .. و تعدد المذاهب لا يمثل سببا للشقاق .. فعاش البعض في رفاهية.. و تمسك أخرون بالشريعة و تعاليم التلمود ..و سكن البعض في كيبوتزات شيوعية ..
و لكن الخط الذى يتخذ القرار و يحكم .. أصبح فصل الدين عن الدولة و عصرنة القوانين و تعديل طرق التعليم .... فخرجوا من المستنقعات .. السلوكية .. و أصبحوا كما نراهم علي البلاجات بالبكيني .. و لا يتم طلاقهم ... كما لو كانوا قد حققوا ما تحدث عنه ديورانت عن إمكانية التعايش الفلسفي .. بين ضرورة الإيمان ليستطيع الإنسان الحياة و الإستدلال المنطقي ليستطيع التقدم.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السباحة عكس التيار أم حصاد الفاشيست
- تاريخ مذهل و حاضر تعس (2 )
- تاريخ مذهل و حاضر تعس
- إفساد أهل الدولة للدرهم (2 ).
- إفساد أهل الدولة للدرهم (1 ).
- تأملات في دفاتر مهجورة
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (5)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (4).
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (3)
- أفكارغيرمترابطة ..و لكنها مرتبطه (2) .
- أفكارغير مترابطة ..و لكنها مرتبطه .
- أخبارلا نتداولها عمدا
- ثاروا.. ثم أقاموا قصورا وسجونا
- ما فائدة إضاءة الانوار في منزل يقطنه عميان.
- أحاديث ما بعد التقاعد (4)
- أحاديث ما بعد التقاعد (3)
- أحاديث ما بعد التقاعد (2).
- أحاديث ما بعد التقاعد (1) .
- و تعفنت عراجين البلح علي أكمامها .
- المتوافق مع مجتمع مريض .. هو نفسة مريض


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - هكذا تكلم ول ديورانت .