أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - بؤساء الاجيال القادمة















المزيد.....


بؤساء الاجيال القادمة


سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان

(Salam Almohands)


الحوار المتمدن-العدد: 7094 - 2021 / 12 / 2 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العراق وشعبة مر بسنوات طويلة من البؤس والفقر، سنين عجاف لم يرى بها الخير ولم يعش براحة ورغم هذا لم يفقد الثوابت والاواصر والألفة بين ابناء الوطن الواحد ، لم يكن هناك طائفية ولا كنا نسمع عدم احترام الجار لجاره او حادثة قتل لشيء تافه، رغم الفقر والجوع والعوز كان هناك رحمه وعطف ووقتها لم يكن الشعب العراقي يعرف الارتباط بالمراجع ولا حتى بالمذاهب ولم يكن اصلاً يعرف شيء اسمه مرجع ديني، بعد عام 2003 ووصول القائد الجعفري على حصان ابيض امريكي ظاهرياً وداخلياً عميل إيراني بحت، مع تصفيق الشعب العراقي الجنوبي بهذا القائد الذي سيملئ الدنيا والعراق عدلاُ وانصافاً، كما كانت تصور لهم خرافات واساطير الدين الإسلامي فرع الشيعي، وإذ القائد الجعفري سوى حرامي وعميل وسفاك دماء، يحمل التطرف الديني والتعصب الشيعي ليقدم صورة سوداء وقاتمة على ان التستر بالدين هو الباب الذي يدخلك لعالم الرفاهية  لتغرف ما طاب لك من كنوز الدنيا.


مراحل عديدة مر بها العراقيين من بؤس وفقر والجهاد لأجل المعيشة في وضع العراق الغير مستقر، حروب واعتقالات وسجن لحرية الراي لكن لم تزعزع تقاليدهم واواصر الرحمة بينهم، لم تكن هناك طائفية، ولم تكن عطوات عشائرية او فصل عشائري او تقاتل عشائر فيما بينها لأجل طفل او حمار او زرع مثلما نشاهده اليوم من جهل وتخلف يذهب الابرياء لأجل هذا الجهل الذي زرعة القادة الجعفريين بعد عام 2003، سيقفون ضدك لأي دعوة سلام او مبادرة لنشر تعاليم التسامح ويعتبرونك عميل وخائن، لأن الجهل المستشري في العراق هو مصدر لبقائهم وقوتهم، نحن لا نبيض صورة احد خاصة لجميع الحكام والانظمة الديكتاتورية الذي حكمت العراق من تأسيس الدولة العراقية لحد الآن، اي حاكم لا يضع اولياته رفاهية شعبه هو حاكم فاسد وديكتاتور، نحن الذي يهمنا الشعب فهو سيد الارض وكرامته فوق كل اعتبار، حكومة وميليشيات العراق سرقوا عذرية وطننا وأهانوا شرفها وباعوا كرامتها في أول تسلمهم قيادة العراق، ثمان عشر سنة عجاف من عمر العراق ، تخلف وقلة الخدمات وجيوش الحالمين بلقمة حلال من العاطلين ، والفساد يضرب بأطنابه كل دوائر الدولة، قتل وخطف واختفاء قسري. ماذا اعطى الحاكم الجعفري للعراق؟ منح العراقيين بؤس وانهار من الدماء وارامل ومطلقات مع تزايد عدد المنتحرين بسبب الحالة النفسية للشعب العراقي.


ان ما يحيط بفقراء العراق والمستضعفين من تخلف وفقر ولا يملكون منزل في بلد من اغنى بلدان العالم او يسكنون مساكن هي أقرب إلى الخرائب ، حرمان وخوف وموت في اي لحظة لتفعيل دور مفخخاتهم الذي مزقت اوصال الشعب العراقي، والجهل الذي سرى في مفاصل الشعب العراقي الذي هو أخطر من الإرهاب بما يسمى ارهاب الفكر المتطرف ، لم يخطو أحد منكم لمحاربته ومكافحته وانقاذه بل عززتموه وكرست موه بعد أن رأيتم فيه عونا لكم في ترويض الشعب ، نعم أن الحاكم المستبد بحاجة إلى قدر من الإرهاب وهو في حاجة إلى فوضى وهذا ما عملتم عليه، أن حكومة يتفشى بها  الفساد لا يمكن لرئيسها أن يكون نزيهاً او عادلاً او يهتم لمعاناة شعبه، اثبتم فشلكم لقيادة العراق بل اثبتم إنكم عملاء بامتياز مع مرتبة الخيانة الذي تسري بعروقكم، الإنسانية لا تخلد سوى رموزها المجاهدين الذين يضحون في انفسهم من اجل كرامة اخيهم الإنسان، قد هيأ لكم القدر حظ وصدفة نادرة وحولكم يا حكام العراق من رعاع ومتسولين إلى قادة وحكام، حظ شعب العراق العاثر وضعكم في طريقة  لقيادة هذا الشعب المظلوم ، كان في وسعكم أن تكونوا فيها من الخالدين ويطرز اسمائكم من ذهب بدل الغوص في وحل الخيانة القذرة، ، بين أن تفرشوا قلوبكم جسراً لشعبكم وتسخروا قدراتكم لمصالح الفقراء والمعدمين ، فترتقوا صوب المجد ، لأن الشعوب وحدها من تمجد الأوفياء والإنسانيين ، وينقش أسماءهم في سجل الخالدين.


يؤلمني كمواطن عراقي ان ارى الفقراء بين ازقة الشوارع وعند تقاطع اشارات المرور اطفالاً ونساءاً وكبار السن، يؤلمني ان ارى ابناء وطني يسكنون العشوائيات ببيوت من طين وتنك وثروات بلدي تسرق من المتسترين في الدين، خلال 18 عشر سنة لم يرى العراقيون خيراً في ظل المتأسلمين، بل سرقوا كل ثروات العراق ولم يكتفوا، بل سعو لأستعباد الناس بخطبهم الدينية الهزيلة، قتلوا كل مبادئ في نفسية الإنسان وكان تجهيل الإنسان العراقي احد اهدافهم وهو الركيزة الأساسية لبقائهم وقوتهم، بحيث تجد مدارس بنيتها التحتية معدومة ومراكز ومستشفيات صحية ينخرها الفساد، ومراكز شؤون الاجتماعية مخصصة للأغنياء قبل الفقراء، والدين يتدخل في السياسة وينشر الجهل والتخلف والرياء بين عامة الشعب، اي جيل سينشأ في ظل هذه الفوضى والتخلف وبلادي انتشرت بها جرائم لم نرى مثيلها في العالم، تجدهم يتكلمون في الدين ونصرة المذهب اكثر من تكلمهم عن السلام والتسامح ونصرة الإنسانية ، تجدهم يقتلون الإنسان إذا اختلف مع فلسفتهم الدينية، لكن تجد اكثر بلد في العالم فيه سرقات وانتحار واغتصاب وسوء الظن والتشهير فأين دينهم من هذا ؟ تجد صعوبة وتكفير إذا حاولت السعي لتغيير مفاهيمهم الخاطئة.

يا حكام العراق تسكنون قصور بنيت من دماء وقوت الفقراء في النظام السابق، فأصبحتم أسوء من كل الانظمة الذي تعاقبت على حكم العراق،  عندما كانت مهنتكم التسول قبل استلام قيادة العراق كنتم تتحدثون أيام زمان عن فقراء بلادي لنصرتهم ولبستم لباس الواعظ فدخلتم مدخل الطائفة ونصرتها فمزقتم دينكم وكشفتم عوراتكم فنسجتهم سجاد صلاتكم من دم الفقراء أيوجد اسوء من انحطاط اخلاقكم؟  لكن أسأل هل تجتمع مشاعر الفقر ومشاعر الثراء والأبهة في قلب واحد؟ إن الإنسان الشريف هو من يقدم الفقراء على نفسه ولا يتخذهم جسراً لمآربه الدنيئة ، ولا يتحصن ويتركهم في العراء نهباً للوحوش ، ولا يتخذ من ضعفهم وقلة حيلتهم أو جهلهم طريقاً للثراء ، ولا يسرق أموالهم من خزينة الدولة لكي يفتح شركات أدوية ومستشفيات خارج حدود الوطن، وقنوات فضائية بأسم الحزب او ميليشيا لتمجيده، وبنايات شاهقة في هذه الدولة وتلك الدولة ، الإنسان النزيه والشريف من يفتح أبوابه لفقراء بلده ويجاهد للقضاء على الفقر والتخلف ولا ينعزل عنهم في قصور رئاسية شيدت سابقاً من دماء وقوت الفقراء.

(لا يستطيعون اخفاء الحقيقة، الحقيقة شمسها ساطعة رغم كثرة الغيوم حولها، فشمسها مشرقة تحرق سواد قلوبهم المظلمة) 



#سلام_المهندس (هاشتاغ)       Salam_Almohands#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوية المرأة مع الله في أنظمة معتقداتنا المختلفة
- بين انتمائي للإنسانية وبين الديانة
- المفهوم الخاطئ للناشط في حرية الرأي
- السلام افضل من الدمار والحروب
- الإنسانية ستهدم طغاة العنف والطائفية
- الحرية في عصر العبودية
- السلام والإنسانية دين بلا نبي
- بين طريق الإسلام وبين طريق السلام
- اغتيال شعب العراق
- السلام الطريق الأقرب لإنقاذ بغداد والعراق من العنف
- نزع السلاح حصرياً من بغداد وجعلها مدينة سلام عالمية
- مطلوب رأس الكاظمي حياً أو ميتاً
- جائزة كتب السلام العالمية وشهادة سفير السلام العالمي
- ثقافة العنف في التواصل الاجتماعي
- السلام هو الطريق الصحيح للأمان
- ميليشيات إيران خنجر مسموم في خاصرة العراق
- الحلم المستحيل من تحت أنقاض الوطن
- بابل ستبقى قِبلة للعاشقين وليس قِبلة للمصلين
- لماذا طريق الله مُلَطخ بالدماء؟
- بين الأمس واليوم حكاية وطن


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام المهندس - بؤساء الاجيال القادمة