أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين














المزيد.....


مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7093 - 2021 / 12 / 1 - 13:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وهذه المفااقات الإيمانية، هي، طبعاً، غير تلك الرياضة الإيمانية التي أبتدعها، واجترحها الشيخ الشعراوي، في معرض تبريره، وترويجه، لقصة زواج زينب بنت جحش، من والد زوجها بالتبني زيد بن حارثة، وهذا في معرض التنويه، وكي لا يلتبس الأمر على أحد.
ومن هنا، أو ليس من المستغرب والمحيـّر، والحال، أن تلك الدول التي يصفونها بالعلمانية والكافرة والمشركة لا تمانع أبداً في أن يكون مواطنوها على أي دين ومن أية قومية وإثنية وانتماء وهوية، ولا تضمن دساتيرها "الكافرة أية إشارة عنصرية أو تلميح مذهبي وعرقي وإثني، ومن هنا، وبموجب هذا القوانين العادلة استطاع ابن مهاجر مسلم شيعي "أسمر" من إفريقيا أن يصل لرئاسة ويحكم أعظم دولة بالتاريخ، أو الشيطان الأكبر كما يصفها المؤمنون، ولا تقول، الدول المشركة، والكافرة، بتفوق وأحقية وأسبقية وأقدمية مواطن على آخر بفعل هوية ما. فلا ضير في أن يكون المواطن في هذه الدولة الكافرة أو تلك مسيحياً، أو مسلماً، ويهودياً، وبوذياً، وحتى مشركاً وكافراً وملحداً أو لا أدرياً، ولا دينياً، وحتى لو كان مهاجراً من عرقية وإثنية بعيدة، و"أقلية" كأن يكون سيريانياً، أو فينيقياً، أو عربياً، وكردياً، وآشورياً، ونوبياً، وأمازيغياً، وأية جنسية أو إثنية أخرى في الأرض ، فهذا ليس عقبة أو مشكلة أبداً في تلك الدول التي توسم عادة بـ"المشركة" والعلمانية، و"الكافرة"، ويتمتع جميع هؤلاء المواطنون بكل الحقوق ويقومون بذات الواجبات، ويحصلون على نصيبهم من الثروة الوطنية والناتج المحلي، بغض النظر عن إيمانهم وكفرهم ومعتقدهم وتوجههم وحتى مواقفهم السياسية من النظام "الكافر" و"المشرك"، والعياذ بالله، الذي يقوم برعايتهم صحياً وغذائياً وتعليمياً ويحفظ لهم كرامتهم وحرياتهم.
ولكن حين تنتقل لتلك الدول التي تدعي الزهد والعدالة و"المؤمنة" والدينية، والتي تدعي وتزعم حمل قيم نبيل ومبادىء عظيمة، وتتدروش في إعلامها التضليلي الكاذب المخادع، وترفع، كذباً، الشعارات الطنانة الرنانة، وتتبنى، على أساس، ما تزعم أنه "دين الله" و"دين الحق" والتلويح بالعقيدة والرسالة السماوية الخالدة، فلا ترى أي جانب للتسامح والطيبة والمثالية، فهي ترفض ولا تقبل أن يكون مواطنها إلا من دين بعينه، ويحمل هذه العقيدة بالذات، ويؤمن بها وبرموزها، ويسجد لأصنامها، ويقاتل ويقتل من أجلها، وتحرضه على غير "المؤمن" وتدعوه لقتل "المواطن" المرتد كعمل وواجب مقدس، وترفض وجود مواطناً مسيحياً، أو يهودياً في الدولة(حقيقة جرى طرد اليهود من معظم الدول المتدينة والمؤمنة و"تشليحهم" أموالهم، ومصادرة جميع أملاكهم والسطو عليها من قبل دول الورع والتقوى والإيمان ليجدوا ضالتهم في الدول المشركة والكافرة ويستحوذوا من هناك ويتحكموا، بعد ذلك، باقتصاد العالم، وينظر للــ"يهو...د"، بصفة خاصة، بحساسية عالية، وشك وارتياب، في دول الورع والتقوى الإيمان، وأحياناً كثيرة ب"دونية"، وبكل أسف، وهناك الكثير من أبناء هذه الديانة تركوا الجمل بما حمل، وفروا بجلودهم هرباً من الاضطهاد الديني والتمييز العرقي والعقائدي في الدول المؤمنة التي تدعي حمل الرسالة السماوية الخالدة، لكنها ترفض وتأنف، وترتعب، وتهتز أركانها، أن يكون أحد مواطنيها كافراً أو مشركاً أو علمانياً ولا دينياً أو لا أدرياً، ولا يدين بمذهب الجماعة، لا بل تمعن بعنصريتها وأذيتها و"إيمانها"، بالزعم بوجود "فرقة ناجية" مميزة، والأنكى القول بوجود مواطنين "أشراف" مميزين عن سواهم ومنزهين ومعصومين، ومن سلالات "نادرة" ويتمتعون بحقوق "إكسترا" عن سواهم، ويجب أن تكون "الولاية" فيهم ودون غيرهم، (قمة الممارسة الفاشية والعنصرية)، وذلك بسبب انتمائهم لقبيلة صحراوية موغلة بالقدم، غزت هذه الدول المؤمنة عسكرياً، ذات يوم، من التاريخ، واحتلتها، وأخضعتها، بالقوة المسلحة والإرهاب واستنطاق الولاء، وأصبح فكرها وسلوكها وثقافتها ولغتها هي "دين الدولة" الرسمي الذي يجب أن يدين به الجميع وكل من لا يدين بهذا الدين فهو ملعون و"كافر" و"مشرك" و"مرتد"، إضافة لسيل آخر لا ينقطع من التوصيفات الدونية والعنصرية التي يـُرمى بها في الدول المؤمنة التي تخاف الله، بينما لا نرى أياً من هذه الممارسات عند من لا يخافون الله (رجاء ممنوع الضحك)...
الدول المؤمنة، التي تؤمن بالله الذي يرسل الأديان للناس لتهتدي وتومن به، كما يقال، ترفض بقية الأديان وترفض أن يكون مواطنوها من حملة أي من هذه الأديان، وتحاسب مواطنيها وتعاقبهم إن لم يؤمنوا بذاك الإله ودينه الأوحد، أما الدول الكافرة والمشركة والمرتدة، لا تمانع بأن يكون يدين مواطنوها بأي دين من الأديان، وينتممون لأي عرق من الأعراق، فيما يجاهد ويكابد "رعايا" و"أهل ذمة" و"مشركون" وعلمانيون ومرتدون وحملة أديان وأعراق أخرى للتمتع بأبسط الحقوق في دول الورع والتقوى والإيمان..



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين
- خرافة العروبة وحقيقة الاستعراب


المزيد.....




- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين