تعقيب قصير على ما كتبه الصديق نوري المرادي :
لم أقبل بنظام القتل البعثي على مضض أو بدون مضض !
في استطراد ينم عن حسن نية وتضامن صادق كتب الصديق نوري المرادي في مقالته المهمة اليوم 15/5/2003عبارة بخصوصي جاء فيها ( إنني قبلت بالنظام الذي قتل أخويَّ على مضض ) كما وردت بعض المعلومات التي تخص اثنين من أشقائي اللذين اختطفتهما عصابات البعث السادية ، واللذين لم يعثر لهما على أثر حتى الآن ، ويبدو إنهما أعدما كسائر الآلاف المؤلفة من شبيبة وكهول ونساء وأطفال العراق المثخن بالجراح . ورفعا لأي لبس واحتراما للشهداء أود أن أوضح :
- إنني لم أقبل بالنظام المتوحش والذي ذقته عذاباته شخصيا ، وبعض التفاصيل حكيتها لمن تخاطبه أيها الأخ نوري وأقصد الأستاذ النعمان ، لم أقبل بذلك النظام على مضض أو بدون مضض ( المضض لغة هو ألم الجراح ) ولكنني كنت أعتقد سياسيا بخيار إنهاء الدكتاتورية واقتلاعها من أرض الرافدين من دون حرب واحتلال أجنبي (والسؤال الذي يفضح المصفقين للغزاة الذين رفضوا هذا الخيار وانحازوا إلى خيار الحرب والاحتلال هو : هل كانت أمريكا عاجزة حقا عن إسقاط نظام منخور كنظام كصدام بدون شن حرب احتلالية ؟ أم إنها كانت تتقصد شن الحرب كمشروع احتلالي ؟ ) ، ويشاركني في هذه الرؤية جمهور غفير من الاستقلاليين والوطنيين العراقيين المعادين للهمج الأمريكان بنفس المقدار الذي يعادون فيه عصابات القتلة الفاشية من "رعيان تكريت " تلك العصابات التي حولت العراق إلى مقبرة جماعية هائلة ، وهذا اعتقاد سياسي قد يثبت المستقبل إنه كان صحيحا أو خطأ ولكنه يظل حلما نبيلا لم يتحقق فننقذ العراق من ماكنة القتل البعثية دون احتلال ومجازر .
- كما أصحح معلومات الأخ نوري - إظهارا للحقيقية - بأنني لم أكن أعلم بأن النظام الفاشي قد ( أعدم اثنين من أشقائي منذ أربع سنوات ) بل كنت أعلم ومنذ أكثر من عشرة سنوات بأنهما اختطفا بعد انتفاضة ربيع 1991 وسجنا وقد علمت مؤخرا بأن الأهل لم يعثروا لهما " حتى الآن " على أي أثر وهذا يرجح احتمال استشهادهما .
- أشكر الأخ نوري لأنه أخرجني من حالة الشلل وعدم القدرة على مواصلة الكتابة ، تلك الحالة التي سببها الحزن الساحق على العراق ككل ، وعلى شهدائه كافة ومنهم شقيقاي المظلومَين وأدعو الجميع لقراءة الفاتحة على أرواح جميع الشهداء العراقيين أو الوقوف دقيقة حداد تحية لذكراهم ..
- و سلام على العراق
وشهداء العراق ..!