فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7091 - 2021 / 11 / 29 - 12:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكون تكون قبل الأرض والأرض تكونت قبل الإنسان وبعد أن تكون الإنسان تكونت الدولة وأصبحت الدولة ترتبط بعلاقة مع الإنسان الذي يمتلك الأرض والدولة أصبحت مؤسسة خدمية للإنسان من خلال استثمارها واستغلالها للأرض وأصبحت الدولة مسؤولة في تقديم جميع مستلزمات الحياة للإنسان .. ومع تقدم وتطور الحياة وظهور المجتمعات الطبقية ظهر مفهوم الدولة السياسية والمجتمع المدني الذي أعدهما وأنشأهما التقليد الفلسفي للمفكرين وتطور هذين المفهومين من المفكر لوك إلى روسو وآدم سمث وهيغل وفيورباخ وكارل ماركس وكان مفهوم الديمقراطية ليس سوا في الظاهر إلا شكلاً معين للدولة بين أشكال أخرى ولكنها في الحقيقة والواقع ما هي إلا حقيقة مجتمع أشكال الدولة التي هي ديمقراطية بذاتها في تعاملها مع الإنسان والتي يجب أن يكون شكلها الخارجي لا يتعارض ويتناقض مع جوهرها وأصبحت الديمقراطية هي السر القاطع لجميع الدساتير في العالم باعتبار أن الديمقراطية تتطلع من الإنسان ولأجل الإنسان وتجعل من الدولة الإنسان الموضوعي لأن الديمقراطية تقيم الاقتراع العام غير المحدود وتجعل من الإنسان ممثلاً للإنسان الآخر.
وتوجد الدائرة السياسية المجردة مع الحياة الملموسة للشعب بكامله وتجعل هذه الحياة الملموسة راجحة الكفة بين الإنسان والدولة باعتبارها تستطيع أن تحسم التناقضات في المصالح التي تقسم المجتمع المدني ضد نفسه والأفراد فيما بينهم ومن خلال ذلك تضمن حقوق جميع المواطنين بحيث لا تختلف عن حقوق الإنسان التي ضمنته القوانين السماوية والوضعية بحيث تصبح هذه الحقوق تعبر بشكل حقيقي وواقعي عن حقوق الجماعة الإنسانية.
يجب أن لا تستخدم الديمقراطية كأقنعة لمصلحة الدولة الأنانية التي تعمل لتزييف إرادة الشعب وبالتالي يؤدي إلى الخلل في العلاقة بين الشعب والدولة حسب القاعدة (إن التأخر في إنجاز الإيجابيات تؤدي إلى إفراز السلبيات) حينما تنحرف الدولة عن هدفها كدولة للقانون وللحق الذي لا يمكن لعملها ودورها المفروض أن تعمل به لتحقيق الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية لجميع أبناء الشعب بدون تميز واختلاف بين مواطن وآخر باعتبار الدولة تضم جميع أبناء الشعب وهي أكبر من القومية وأوسع من الطائفة لأنها تمثل الوطن والشعب.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟