أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حمايتها














المزيد.....

محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حمايتها


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يسبق أن تعرضت الطائفة المندائية منذ قيام الدولة العراقية إلى محنة خطيرة وقاسية كما هي تتعرض هذه الأيام على أيدي قوى الإسلام السياسي المتخلفة والمنفلتة من عقالها، حيث تشن هذه القوى حملة شعواء من التطهير العرقي على أبناء الطائفة الطيّبة والنبيلة والمسالمة ، والمشهود لها بوطنيتها الخالصة وتعلقها بأرض الأجداد .
ومن اجل تنفيذ قوى الظلام هذه أجندتها بحق الطائفة لجأت إلى استخدام كل الأساليب الوحشية البشعة من قتل وخطف وتهديد بالرحيل عن ارض الوطن ، حيث نشهد عملية تهجير جماعي واسع النطاق لأبناء الطائفة من مناطق سكناهم ، وخاصة في جنوب العراق هربا من الموت الذي يتهددهم في كل ساعة على أيدي تلك العصابات المجرمة دون أن نسمع من أي من المراجع الدينية الشيعية منها والسنية أي استنكار لهذه الجرائم الخطيرة بحق الإنسانية .
كما أن السلطة القائمة وقوات الاحتلال والتي تتحمل المسؤولية الأولى في حماية أمن المواطنين ، وبوجه خاص حماية الأقليات الدينية والطائفية من طغيان الطوائف الأكبر والأقوى ، لم تتخذ من الأجراءات الجدية والفعالة لكبح جماح هذه العصابات التي تتخذ من الدين وسيلة لتنفيذ جرائمها الوحشية ، وإنزال العقاب الصارم بحق مرتكبيها .
إن محنة الطائفة المندائية قد بلغت اليوم حد الكارثة حيث نجد عشرات الألوف من أبنائها في حالة يرثى لها بعد أن تركت مساكنها ومصادر رزقها ، ومدارس أطفالها ، وهي تهيم اليوم في شوارع المدن السورية والأردنية دون مأوى ، وليس لها من الإمكانيات المادية ما تستطيع به تدبير مأوى لها وتدبير أموها المعيشية .
إن هذه العصابات المجرمة التي تتخذ من الدين ستاراً لتنفيذ جرائمها بحق الطائفة المندائية أنما تعتدي على الدين الإسلامي وتسئ إليه إساءة كبرى ، فهناك نص صريح فيما يخص حماية أبناء الطائفة وسائر الطوائف الأخرى كما ورد في القرآن الكريم حيث تقول نص الآية :
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر ، وعمل صالحا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .
هذا نص قرآني صريح في وجوب حماية أبناء الطوائف ، وحماية حقوقها وحرياتها في ممارسة شعائرها الدينية ، وعليه فإن ما تقترفه هذه العصابات باسم الدين ضد الطوائف الأخرى يتناقض مع جوهر الدين الإسلامي من جهة ومع نصوص الدستور الذي كان لقوى الإسلام السياسي الدور الرئيسي في تشريعه من جهة ثانية ، ويتعارض مع مبادئ شرعة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من جهة ثالثة .
إن سلوك هذه العصابات يفضح الأسباب الحقيقية لتوجهات هذه العصابات في تفريغ مناطق الجنوب من أبناء الطائفة المندائية ، وأبناء الطائفة المسيحية تحقيقاً لأجندة سياسية تتعلق بالمساعي المحمومة لإقامة كيان طائفي في المنطقة باسم الفيدرالية التي يسعى إلى تحقيقها السيد عبد العزيز الحكيم ، وإذا كانت قيادات أحزاب الإسلام الطائفي بشقيها الشيعي والسني تنفي الاتهامات الموجهة لها حول دورها في محنة الطائفتين المندائية والمسيحية فلماذا لم تتخذ الأجراءات لوقف هذه الجرائم ، ولاسيما وأنها جميعهاً تمتلك ميلشيات خاصة بها ، وهي قادرة لو شاءت بكل تأكيد على توفير الحماية والأمن لأبناء الطائفتين ، ومنع عمليات التهجير والتهديد بالقتل التي نشهدها كل يوم !! .
إن معالجة الوضع المأساوي الذي تعيشه الطائفة المندائية يتطلب قيام الحكومة وقوات الاحتلال باتخاذ أشد الأجراءات الحازمة والفعالة وعلى وجه السرعة ضد القوى والعناصر التي تمارس هذه الأفعال الإجرامية ، وضمان عودة المهجرين إلى بيوتهم وأعمالهم ، وتعويضهم عما فقدوه ، وتأمين الحماية اللازمة لهم كي ينعموا بالأمن والسلام في وطنهم الحبيب .

26 آب 2006



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيقول وندل ولكي لو عاد اليوم إلى العراق من جديد ؟
- أمس بكى الرئيس السنيورا وأبكانا على لبنان والعراق
- فيدرالية الحكيم مدخل للحرب الأهلية وتمزيق العراق
- لبنان ضحية حرب إجرامية
- ينبغي رفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيليين وإنصافهم
- ثورة 14 تموز بين حامد الحمداني والدكتور فواز غازي حلمي
- ثورة 14 تموز في نهوضها وانتكاستها واغتيالها
- إلى أي مصير تقودون العراق وشعبه ؟
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الرابعة والأخيرة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الثالثة
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز-الحلقة الثانية
- عبد الناصر والعراق وثورة 14 تموز الحلقة الأولى
- حذار قبل أن يأتي الطوفان
- حكومة إنقاذ وطني علمانية مستقلة هو الحل
- تسييس الدين يفسد الدين والسياسة
- ماذا يريد الجعفري ؟
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيد ميلاده الثاني والسبعين
- العراق والثروة النفطية والمطامع الإمبريالية
- مسؤولية الولايات المتحدة عن المأزق العراقي الراهن
- جريمة حلبجة ومسؤولية النظام الصدامي والمجتمع الدولي


المزيد.....




- رئيس وزراء الإحتلال الأسبق ايهود باراك: الإطاحة بوزير الحرب ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع الراهب بقذائف المدفع ...
- لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟ ...
- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد الحمداني - محنة الطائفة المندائية ومسؤولية السلطة وقوات الاحتلال في حمايتها