أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بولات جان - ما هو الحل؟














المزيد.....

ما هو الحل؟


بولات جان

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:45
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



اثبتت كل الوقائع التي طبعت القرن العشرين من حروب وكوارث ومآسي ومجازر وصراعات عرقية و دينية، إضافة إلى التحالفات و ما نتجت من الانتصارات والإنهيارات كلها أثبتت حقيقة علمية مفادها إن القومية وكل ما يرتكز عليها من حلول ونظريات وأهداف وكل ما يُنظم على منظورها من احزاب وتكتلات وكل ما يوضع على اساسها من استراتجيات وعقد الاحلاف قد بائت بالفشل الذريعة مكبدةً الانسانية خسائر فادحة لم يرى لها مثيل في التاريخ. فكما يسمى القرن العشرين بـ(قرن صعود الوطينة) فسيكون بالامكان اطلاق رديف آخر على هذا القرن، وهو (قرن انحطاط الوطنية والقومية). لستُ هنا بصدد الاسهاب في موضوع النظرة القومية وما تمخضت عنها. سأكتفي بالقول: إن النظرة والاستراتجية القومية قد فشلت في اسعاد البشرية، عكس ذلك، كانت سبباً في المآساة التي تلاحقنا اشباحها حتى يومنا هذا.

والحال هكذا فإن الدولة التقليدية المعتمدة على الموروث القومي والوطني بشعارات كـ (اللغة الواحدة، الارض الواحدة، المعتقد الواحد والتاريخ المشترك) لم تنجُ من التعفن الذي تغلغل بكل مسامات المجتمع البشري. الدول القومية، البرلمان التمثيلي والسياسة النخبوية قد فشلت جميعها وتوقف قطارها في آخر موقف على اعتاب القرن الواحد والعشرين.

شرقنا الاوسط، بدوله وشعوبه وحكوماته ومؤسساته وشرائح مجتمعه مقيدة بعقدة الدولة القومية منذ قرنٍ كامل ولا تزال تتخبط في أخطائها دون ان تجد الحل المثالي للخلاص والتقدم ومواكبة ركب الحضارة الانسانية. القومية العربية فشلت في الوحدة وبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وراحت كل هراءات البعث والناصرية أدراج الريح، وكذلك القومية الكردية، فشلت في بناء دولة كردستان الواحدة من اسكندرون الى عيلام، ولم يبقى من الارمن إلا النذر اليسير ودُفن معهم حلم ارمينيا الكبرى في صحراء ديرالزور، وتركيا اليوم، مصابة بآلاف الامراض العضال وكالتائهة في لجة اليم.

كل هذا فإن التفكير بحذو الشرق الاوسط حذى اوربا في اقامة وحدة شرق اوسطية، يبدو للوهلة الاولى كخيال طفلٍ معتوه. ناهيك عن الوحدة الشرق أوسطية؛ فدولة كسوريا فشلت في إرساء دعائم الوحدة الوطنية داخلياً وكذلك لبنان وعراق وايران وتركيا وفلسطين... لما ياترى؟ لإن البوصلة التي ترشدهم هي البوصلة القومية! فالتوجيه القوموي قد بات جزءً من التاريخ الفاشل.

اذاً ما هو الحل؟ نعم. يحق لنا ولكل المثقفين الشرق اوسطيين طرح هذا السؤال: " ما هو الحل المناسب لمنطقتنا؟ وما هو السبيل إلى تحقيق المساواة والعدالة والديمقراطية والرفاهية الاجتماعية والتقدم الحضاري؟ وما الدرب الذي يوصلنا إلى محراب الحرية؟"

الدين، فشل في ذلك والخلفاء بنوا من جماجمنا قصوراً وأرتوا حتى الثمالة من دمائنا المراقة، وسلاطين بني عثمان (خوزقوا) الشرق الاوسط، والزعماء القوميين جعلوا من الشعوب صراصيرً تصفق وتنادي بحياة قادة الضرورة وملهمي الثورة وتعلن الولاء الابدي لهم... الماركسية والليبرالية كلها اوصلتنا في نهاية المطاف الى احضان الدولة القومية، بل قوت ساعدها.

الدولة الوطنية فشلت، الفدرالية ناقصة والبرلمان التمثيلي مشلول ولا يمثل الشعب بتاتاً والتوجيهات الدينية والاصولية تتقهقهر بنا للخلف. الديمقراطية الامريكية والغربية مثلها كمثيل الفستان المفصل غيابياً لجسد إمرأة شرقية سمينة... والحال هكذا فإن المسألة الفلسطينية ـ الاسرائيلية ستبقى دون حل والعراق سيتخبط في برك الدماء وتركيا ستغرق لا محال وايران ستتحول الى جزر واقواق الاسطورية ودول الخليج الديناصورية ستنقرض وسوريا ستظل تتلقى الصفعات تلو الاخرى والاكراد سيظل يحاربون حتى قيام الساعة .

لا اقول كل هذا من باب التهويل ولم اطلق العنان لخيالي الادبي الخصب كي املئ الورقة البيضاء التي امامي؛ اكتب كل هذا عن وعي ودراية وبضمير شرقي يتألم لحال منطقته والغيور على مستقبل شرقه الاصيل.

العقدة ليست شكل الحكم او سلطة فحسب، انما تتعلق بآلية المجتمع وشكل علاقاته داخلياً ومع التجمعات الاخرى من النواحي كافة. المشكلة التي تواجهنا والعلاقات التي تربطنا وآليات النظام التي تديرنا. المشكلة هي شكل المواطنة بكل حيثياتها، هي دور ومكانة الفرد في المجتمع وكليهما مع الطبيعة، هي نظرتنا إلى المستقبل الانساني ككل. اي ان الحل الذي نسعى اليه ونبحث بقنديل الفلاسفة عنه، يجب ان يكون جواباً لكل هذه المسائل المطروحة. حل يصلنا الى السعادة الانسانية الحقيقية بعيداً عن اليوتوبيات المثالية والامنيات الكريكاتورية. نبحث عن حل يضمن لنا هوياتنا الوطنية دون التقوقع والانقطاع عن الوطنيات الاخرى. حل تكون للمرأة كل ما وهبتها الطبيعة لها من حقوق، حل يضمن ممارسة المجتمع للديمقراطية وادارة شؤونه الذاتية بإرادته الحرة. حل يحمي البيئة وكل الكائنات والعناصر التي تحيط بنا وتشاركنا الحياة. حل يحضنا على مصادقة كل الشعوب التي تجاورنا وتنهي في اعماقنا الضغينة و رفض الاختلاف الطبيعي بيننا...

نبحث عن حل يكون الفرد حراً مفتوحاً امامه ابواب الابداع والنمو والرقي على مصراعيه. حل تتحول فيها الدولة والسلطة من كل شيء الى اقل شيء وعكس ذلك يتحول المجتمع من لا شيء الى كل شيء . يجب ان نحث الخطى للوصول الى حل يؤمن سعادة الانسان الحقيقية دون إتعاس اياً كان من البشر وعناصر الطبيعة والحياة الاخرى. ابحثوا عن الحل، متأكدُ بأنكم ستجدونه.

وللحديث بقية...



#بولات_جان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم الروح... لوحة من الفرات
- أوجلان فوبيا
- مهلاً حبيبتي شيلان
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة العاشرة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة التاسعة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثامن
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة السابعة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة السادسة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الخامسة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الرابعة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثالثة
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثانية
- العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الأولى
- زرع الحياة
- آه ياصغيرتي*
- رسالة ملاك إلى...
- ستأتين


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بولات جان - ما هو الحل؟