كهلان القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي ترسم فيه الحكومة الأمريكية والعراقية صورا وردية عن الوضع الأمني في العراق وفي هذه الفترة بالذات،وفي ظل خطط بغداد الأمنية ، إلا إن الواقع الفعلي ليس هو كذلك.
ففي يوم واحد على الأقل نشرت وكالتنا تقررين مهمين احدهما هو هجرة الآلالف من أستاذة الجامعات والأطباء وهجرة حتى الاثاريين الذين كافحوا ويكافحون من جل الحفاظ ولو على ما تبقى من ارث العراق العلمي والحضاري.
لقد استبيحت كل القيم والوجود الإنساني في هذا البلد العظيم، وتحت إشراف ومشاركة المحتل الغازي الذي تجبره المواثيق الدولية على الحفاظ ولو على أرواح مواطني البلد المحتل، وسوف لن يبقى هناك إلا المتحاربون من الأشقياء الرعناء, والمحتل الذي يراقبهم ويفرح لتقاتلهم.
قبل ثلاثة أسابيع واثناء لقائي بأشهر جراح للقلب في العراق الدكتور عمر الكبيسي، اخبرني بأنه كان يتلقى كل نصف ساعة مكالمة من صديق أو طبيب تخبره بوصول طبيب عراقي إلى عمان، ولم أكن أتوقع حجم الكارثة إلا بعد لقائي واتصالاتي في العراق سواء أكانت بالأهل أو الأصدقاء أو زملائي في الجامعة المستنصرية، وقد تيقنت إن هناك أطرافا محلية ذات عقول متحجرة وأطرافا دولية العن منها تريد تفريغ هذا البلد من كل ما هو عالم وطبيب وصيدلي وأستاذ جامعة وربما حتى بائع الخضار، لينقلب العراق حجرا على حجر ويفنى كما تمنى احد جيران العراق الذين يسمونهم بالأشقاء ألان.
قبل أشهر اتصل بي المدير العام للتنقيبات والتحريات الأثرية في العراق واخبرني عن حجم المأساة التي تمر بها المواقع الأثرية في العراق، وانه قد طالب الجهات الرسمية بعمل شيء من اجل حماية هذا الموروث الحضاري ولكن دون جدوى ، ولكن منذ اسبوع أحاول الاتصال به ولكن هاتفه لا يرد يا ترى هل اختطفته عصابات الحقد الطائفي أم هاجر هو أيضا كزميله دوني جورج، الذي كان يجوب العالم مستجديا التحالف وحلفائه الأوربيين من اجل إرجاع كنوز العراق التي نهبت.واليوم يهرب دوني خارج العراق ليس لجمع ما هرب وإنما لإنقاذ حياته.
ماذا يمكن للعراق أن يسترجع ألان ، وأية كنوز يسترجع؟ الكنوز الحجرية والذهبية التي تحفظ تاريخه وحضارته التي دمرها كهنة الطائفية أم الكنوز البشرية التي تهجره كل يوم،وهيهات أن تعود وفتيان المنطقة الخضراء يزيدون من رواتبهم وحراسهم، ويبتلى العراقي المسكين بكل طامة منهم.
البلاء كل البلاء الذي يحدث في العراق يقع على رؤوس المحتلين ومن يعاضدهم من الاحزاب الطائفية التي لا ترى إلا مصالحها بعد أن طلقت الروح الإسلامية الناصعة والوطنية الحقة والتحقت بالانتهازيين والقتلة واللصوص والسراق والدهماء المخدوعة بهم وبشعاراتهم الجوفاء.
#كهلان_القيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟