أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيامند ميرزو - هلوسات مفلس *














المزيد.....

هلوسات مفلس *


سيامند ميرزو

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وحيدا كالعادة يتربع على المصطبة الطينية أمام باب منزله الخشبي الهرم تحرقه الآهات
يصدر قي صياحه مواقف ما يسمى بالثنائيات التافهة المعروفة : الناموس والشرف ... الخن..فوس !!!
الشاعر والعاهر ... النفيس والخسيس ، الوطني والخائن ،العميل والمناضل، الملحد والمؤمن، يا ناس ياهو :
الذين يستحقون الحياة والذين لا يستحقونها ، لماذا تسيرون باتجاه واحد كأنما على أعينكم قطع الجلد التي يستخدمها بائعوا المازوت لبغالهم - أ كره الحق ...... لأن الموت حق .."
كان مألوفا نداء حسو لأهل الحي......... .... فكاريكاتورية هيئته ومظهره الذي يدل على انه اكبر من عمره بثلاث مرات ،خاصة بالكوفية والعمامة ، لباسه الدائم وفي كل الفصول ،عباءته المحافظة على الشرف التي لم يغسلها إلا بعد غسل العار عندما بدأت شكوك الأهل بنصفه الأخر!! رغم انه لم يكن مقتنعاً بقتلها لكنهم أرغموه على قت..لها !! إذا لم يفعل ذلك فالمتطوعون كثر .... مع أنها تمنت النجات في ظل ارتباط يحميها من استغلال الآخرين لها, بعدما اعترفت له ببعض العلاقات البريئة ،والعابرة مع تزايد تلك الهمسات التي كانت تربط بينها، وبين البعض بقصص وهمية، قررحسو أن يقتل زوجته المسكينة ....... ويكرر القصة أمام سامعيه بتأنيب الضمير، وإذا ما تحدثت معه في أمر ما يحكي لك هامساً , متلفتاً يساراً ويميناً بين الفينة والأخرى ، يتصور أن للحيطان آذانًا ً: وإذا ما تحدثت إليه بصوت منخفض فانه ينزعج كثيراً، ويعلق بالقول لماذا هامساً، وإذا ما ارتفع صوتك ينزعج أيضا، ويقول لماذا تصرخون في وجهي ....!!.هذه الحالة أسالت لعاب المتاجرين بالعقارات للمنافسة فيما بينهم على شراء عقاره الكائن في منطقة تجارية هامة ، كمن يجتمع لوداع ميت اتفقوا ثلاثة من كبار المتعهدين ، وعرضوا عليه مبلغاً كبيراً من المال معتبرين ان لا مجال للتأجيل،أ و التفكير إلا لقراءة الفاتحة على روحه بعد أيام ، وكل ماتسنىلهم السماع من حسو هو تكرار أنشودة الموت (أن لا يقع بين الأيادي) وبعد التوقيع على العقد المبرم أولها بشرط (لايجوز استلام العقار ريثما يتذكره عزرائيل و يأخذ الله أمانته ) كالصياد الذي يمسك انفاسه في الغابة ليميز بين زمجرة النمر وزئير الأسد وحفيف العشب وخوار البقر..... بعد حصوله على المبلغ المتفق ، صمت عن الكلام و بحركة دائرية زحف بهيكله المتخشب على الأرض التي لاتصلح لدفن الموتى نحو الحائط الشمالي وأزاح الغبار عن الكوة التي لم يلمسها احد، الذي بدا كفوهة مدفع الإفطار،بعد مرور برهة أخفى الجديد واخرج القديم ثم ابتعد عن الحائط وجرجر معه صرة ملفوفة بقطعة قماش اخضر معقود على هيئة حجاب فتحها ورمى ما كان بداخلها بعضا من رقائق اللحم المجفف وتمتم بالقول( لم يعد يلزمني (ك س الضبع ....ق زية كر ) التي تجلب الحظ السعيد لم يعد حسو يتحدث لاعن السموات ،ولا عن الأرض منذ تلك اللحظة أدرك حسو قيمة الوقت ، وفيما بعد ترددت شائعات على الألسن إن العجوز حسو عاد شاباً ،حتى ان بعضهم راح يفكر في أن الأمر له صلة خفية بالقدر ، أصبح يهتم بتزيين هيئته بعد الثروة الطارئة ، وعادت شهواته المتخشبة بالحبوب الزرقاء ، و أصبح يصرح بتصريحات غريبة ، كان أخطرها على متعهد عقاره وهو ان يجد تسلية لحياته المقفرة : الزواج ،والأولاد ، فنزل الخبر كالصاعق على مشتري عقاره ، لكنه حاول منعه بكل الوسائل ، وعن طريق امهر المحامين (ممنوعاتهم أصبح مرغوباته ) لم يعد حسو يخجل من بروز مكوناته المكبوته من خلال سلوكه اليومي .. كمراهق ، وتردده على الملاهي الليلية ، ورفض العرض المغري الأخير للمتعهدين الثلاثة الذين اقترحوا تزوي ج بناتهم لحسو حتى عرض عليه أحدهم زوجته !!!؟؟لاسترداد حقه
بعد مرور الأيام ،توقفت الولائم، واشتعلت البلدة بأخبار حسو وامتلأ ت أفواه المتحدثين عن ملاينه، التي تضاعفت عن طريق رهونات ، وفوائد عاليةمن المحتاجين كموظف داهمه مرض، او شاب على ابواب الزواج، فأصبح منزله قبلة للزوار من مختلف الأوساط.......حسو لم يعد ينقصه شيء سوى نقص المناعة منعته من السفر إلى الخارج بعد نتائج مخابر التحليل في الحدود
-----------------
عامودا - 2006
من مجموعة قصصية مخطوطةبعنوان ( البيض الأسود ) لم تطبع حتى الآن



#سيامند_ميرزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السورين وندوة محرجة.......... ...
- إبراهيم اليوسف ..إنك تستحق العقاب
- إبراهيم اليوسف..إنك تستحق العقاب..!
- الذاكرة الكردية ومحاولات القتل العمد.....!
- رسالة إلي الرفيق صالح ب وظان
- -ندوة الوطن- في القامشلي :حكمة اللقاء المستحيل في الزمن الصع ...
- المطلوب رأس الشيوعية يا شحود
- تمييزاً بين ليبراليتين
- على هامش ندوة الوطن – إنها ضريبة الخط الوطني السليم


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيامند ميرزو - هلوسات مفلس *