أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - إدوارد سعيد و بلفور …!















المزيد.....



إدوارد سعيد و بلفور …!


عبد الرحمن البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 7088 - 2021 / 11 / 26 - 22:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


يتألف كتاب الاستشراق من ثلاثة فصول هي :
الفصل الاول :مجال الاستشراق ،
وفِيه تناول إدوارد ، اربعة عناوين :
١- التَّعَرف على الشَّرق
٢- الجغرافيا التَّخَيُّليّة وتمثيلاتها:شّرْقَنِة الشّرق
٣- مشاريع
٤-أزمات
الفصل الثاني : البنى الإستشراقية ، وإعادة خَلق البنى.
الفصل الثالث : الإستشراق الآن
**********
يُورِدُ إدوارد في ” التّعرف على الشّرْق ” ، وهو الجُزء الأول من الفصل الأول المُعَنْوَن ” مَجال الإستشراق ” ذِكْراً لمقتطفات من تصريحات / خطابات/ كتابات أدلتْ بها أرْبعة شخصيات غَرْبِيّة ، ثلاثة منها لعبت دورا رئيسياً في ترجمة مفهوم الغرب لـ ” الإستشراق ” الى رؤى وسياسات وأفعال .
الشخصية الأولى ، وهي لسياسي بريطاني إستشراقي من الطراز الأول، يَعْرفها شعبنا العربي جَيِّداً ، هُو آرثر جيمس بَلفور . وُلِدَ في العام ١٨٤٨ في اسكوتلندا ، وتوفي في آذار من العام ١٩٣٠ ، وخلال دراسته الاولية فيها ، درس تعاليم العهد القديم .
خلال حَياته التي امتدت ما بين عامي ١٨٤٨ و آذار ١٩٣٠ ، تبوأ بلفور مناصب عليا في جهاز ادارة الإمبرطورية البَريطانية ، وقد شغل منصب رئيس الحكومة البريطانية ما بين عامي ١٩٠٢ و ١٩٠٥ ، ووزيرا للخارجية البريطانية خلال حكومة لويد جورج ما بين عامي ١٩١٦ و ١٩١٩ .
كان بلفور يعارض الهِجْرة اليَهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا ، وكان يؤمن بأن الأفضل لبريطانيا أن تستغل يَهود أوروبا والولايات المتحدة الامريكية والحَرَكة الصهيونية في كسب الدعم لسياسات بريطانيا الإستعمارية في اوروبا وخارجها .
خلال فترة عمله وزيراً للذخائر ، أبرمت الحكومة البريطانية برئاسة أسكويث في أيار ١٩١٦ وعلى نحو سِرِّي، مع كل من الحكومة الفرنسية وروسيا القيصرية إتفاقية سايكس التي تم فيها إنهاء الوِحْدة التاريخية لأراضي بلاد الشام وتقسيمها وتمزيق شعوبها الى كِيانات سُورية ولبنانية وفلسطينية وبعد ذلك شَرق أردنية .
وفي ٢ تشرين الثاني ١٩١٧ أيضاً ، أصدر بلفور تصريحاً مكتوباً وَجَّهَهُ الى اللورد روتشيلد تعهد فيها باسم الحكومة البريطانية بإنشاء ” وطن قومي ” ليهود أوروبا والعالَم في فلسطين ، وقد جاء هذا التصريح بعد أقل من شهر من نجاح القوات البريطانية ، بالتحالف مع قوات الثورة العَرَبية الكُبْرى ، والمتقدمة من مصر عبر سيناء من احتلال شرق الاردن وفلسطين ما بين نيسان وتشرين اول ١٩١٧ ، وقَبْل نَحو خمسة اسابيع من تمكنها من احتلال القُدْس والحاق الهزيمة بالقوات العثمانية المرابطة فيها.
الشَّخصية الثّانية ، وهي أيضاً لسياسي بريطاني إستشراقي مميز هو Evelyn Baring , المَعروف بـ ” لورد كرومر ” ، وهو سياسي بَريطاني عَمَل مسؤولاً عالي الرتب في جِهاز إدارة مُستعمرات الإمبرطورية البريطانية في كل من الهند ومِصْر ، وقد عَمَل أميناً خاصاً لحاكم الهند البريطاني ما بين عامي ١٨٧٢ و ١٨٧٦، انتقل بَعْدَها الى مِصْر حيثُ تولّى في العام ١٨٧٩ منصب المَندوب البريطاني المشرف على ادارة صندوق الدَّيْن المصري ، وذلك في سياق ترتيبات الإشراف على مالية مصر بعد إعلانها الإفلاس في العام ١٨٧٦ في ضُوء إخفاقاتها في تسديد ديونها التي ترتبت عليها بعد قِيامها بتنفيذ مشروع قناة السويس ، وافتتاحها في العام ١٨٥٩، وذلك لضمان تسديد ديونها للدائنين ، وهي العَمَلية التي أفْضَت الى الاحتلال البريطاني لمصر في العام ١٨٨٢ بعد قمع ثورة المصريين بقيادة احمد عُرابي ما بين عامي ١٨٧٩ و ١٨٨٢، ضِدّ الخديوي توفيق ، والتدخل الأجنبي في مصر.
عاد لورد كرومر الى الهند حيثُ تَولّى مَنْصب وزير ماليتها لمدة تقارب السنوات الثلاثة ما بين عامي ١٨٨٠ و١٨٨٣ ، تَسَلَّمَ بَعْدَها منصب الوكيل البريطاني والقنصل العام لمصر ما بين عامي ١٨٨٣ و ١٩٠٧، وكان الحاكم الفعلي لمصر المتحكم بشؤونها وماليتها طيلة هذه الفترة . وقد وُلِدَ في شباط مِن العام ١٨٤١، وتوفي في جانيوري من العام ١٩١٧ ، ولَم يَكُن رئيس الوزراء في مصر يُعيّن إلا بعد إستشارته ومُوافقته ، لا بل انه سَحب من الخديوي عباس حلمي الثاني كل سلطة فعلية ، وتجاهل النظام النيابي ، وقَصَر َالتعليم في المدارس المصرية على مُهِمّة تخريج صغار الموظفين في الحكومة المصرية ، وكافأته الحُكومة البَريطانية بمنحه لقب ” إيرل ” عام ١٩٠١. وقد أيد الأحكام الصادرة بحق(٥٢) مصريا في “حادثة دنشواي” في العام ١٩٠٦، والذين نُفَّذَتْ بهم وتراوحَتْ من الإعدام الى الجَلْد .
الشخصية الثالثة ، هي ” هنري ألفريد كيسنجر “، الذي تبوأ منصب وزير الخارجية الأمريكي في العام ١٩٧٣، كما شغل منصب مستشار الأمن القومي الأمريكي في العام ١٩٦٩ ، وهو سياسي أمريكي وخبير إستشاري جيوسياسي إمبريالي مَعروف ، وُلِدَ في ألمانيا لعائلة ألمانية يهودية في أيار من العام ١٩٢٣ ، وهرب مع عائلته مِنها الى الولايات المتحدة الأمريكية في العام ١٩٣٨.
الشخصية الرابعة ، هي ” هارولد غلَيدِنْ ” ، وهو عضوٍ متقاعد من أعضاء مكتب المخابرات والبحث في وزارة الخارجية الأمريكية ، وقد نشر في شباط من العام ١٩٧٢ مقالا بعنوان ” العالم العربي ” ، وهو مقال يَتْضَحُ فِكراً إستشراقياً بامتياز.
*********
يَقول إدواردٌ ، أنَّ عدداً من أعضاء مجلس العموم البريطاني كانوا يتساءلون في العام ١٩١٠ عن ” ضَرورة ” وجود بَريطانيا في مِصْر ، وأنَّ “جى . إم . روبرتسن” ، نائب “مَنْطِقة تايْنسايْد” ، سألّ بَلْفور قائِلاً :
“…أيّ حقٍّ لديك لتَسْتَشْعِر هذا الحس بالفوقيّة بإزاء شُعوب تَختار أَنْ تُسَمّيها شَرْقِيّة ؟ “
في ١٣ حُزيران ١٩١٠ ،ردَّ بلفور على هذا سؤال نائب مَنطقة ” تاينْساند ” ، وعلى تساؤلات أعضاء في المجلس بخِطابٍ مُعبِّر ، طَرَح فيه رؤيته حول الشَّرق ، وحَوْلَ ضَرورات ومبررات الغَرب في حُكْم الشرق ، وفِيه قال:
” قَبْلَ كل شيء ، أُنْظُر الى حَقائق القَضية . إن الأُمم الغربية فور إنبثاقها في التاريخ تُظْهِر تَباشير القُدْرة على حُكْم الذات…. لأنها تَمتلك مَزايا خاصّة بها …ويُمكنكَ أَنْ تَنْظُرَ الى تاريخ الشرقيين بأكمله فيما يُسمّى‘ بِشَكلٍ عام ‘المشرق دُون أَنْ تَجِدَ أثراً لحُكْمِ الذّات على الإطلاق . كل القرون العظيمة التي مَرَّتْ على الشرقيين – ولقد كانت عَظيمة جداً – انقضتْ في ظِلِّ الطُّغيان ، ظِلِّ الحُكْم المُطْلَق .وكل إسهاماتهم العظيمة في الحضارة الإنسانية– ولقد كانت عَظيمة – أُنْجِزَتْ في ظِلِّ هذا النَّمَط من الحُكْم . فقد خَلَفَ فاتحٌ فاتِحاً ، وتَلَتْ سَيْطَرةٌ سَيْطَرة؛ غير أنَّكَ في دَوْرات القَدَر والمَصير كُلّها لا ترى أمةً واحدةً من هذه الأُمم تُؤسِّسُ بدافعٍ من حركتها الذاتية ما نُسَمِّيه نَحنُ ، من وُجْهِةِ نَظَرٍ غَرْبِيّة ، حُكْم الذَّات . هذه هي الحقيقة، وليسَتْ القضية قضية فوقية أو دُونيّة . وقد يقولُ حَكيمٌ شَرْقِي ، حَقٌ إنَّ الحُكومة العملية الفاعلة التي ألزمنا بها أنفسنا في مِصْرَ وفي أماكن أُخرى ليسَتْ مِما يَليقُ بفَيلسوف – وإنَّ هذا النوع من العمل هو العمل القَذِر ، العَمل الوَضيع ، عَمَل أداء الضروري من الجُّهْد“.
ثُمَّ تساءل بلفور في معرض تبريره الإستشراقي لمبررات الغَرْب في حُكْم الشَّرق ؛
” أَهُوَ خَيْرٌ لهذه الأُمم العظيمة – وأنا أعترف بعظمتها – أَنْ نقوم نحن بممارسة هذا النمط من الحُكْم المطلق؟“
يُجيبُ بلفور على سُؤاله الإستشراقي لنفسِه؛
” في ظَنّي أنَّ ذلك خَيْر . وفي ظَنّي أيضاً أنَّ التجربة تُظْهِرُ أنّهم في ظِلِّ هذا النَّمط عَرَفوا حُكومة أفضل بمراحل مما عَرِفوه خلال تاريخ عَوالمهم الطويل كُلّه .، وأنّها ليسَتْ مَصْدَرَ نَفْعٍ لهم فقط ، بل هي دون شَكٍّ مَصْدَرَ نَفْعٍ للغَرْب المُتَحَضِّر بأكمله …
نَحنُ في مِصْرَ لسنا من أجل المصريين وحَسْبْ ، مع أننا فيها مِنْ أجْلِهم ؛ نحنُ هناك أيضاً من أجل أوروبا كلها “.
ولكن ، كيف يمكن إخضاع الشرقيين وحكمهم ؟
يُجيب بلفور على ذلك بالقول :
” فإنَّ السُّكان الأصليين ، ما أَنْ يَمْتلِكوا ذلك الشعور الغريزي بأن أولئك الذين عليهم أن يتعاملوا معهم ليسَتْ وراءهم القُوّة ، أو السُّلطة، أو التّعاطُف، أو الدّعم الكامل واللامُتَذَمِّر للدولة التي أرسلتهم الى حيث هُم ، سُرعان ما يفقدون الحِسِّ بالنظام الذي هو الأساس الفعلي لحَضارَتِهم ، تماماً كما يَفْقِد مُوظفونا ذلك الحِسَّ بالقُوّة والسُّلْطة الذي هو الأساس الفعلي لكل ما بمَقدورهم أَنْ يُقَدِّموه من مَنْفَعة لأولئك الذين أُرسلًوا ليَعملوا بَيْنَهم “
يقول إدوارد ، أنّه طغى على تلك الملاحظات المقتطفة من خطاب بلفور ” موضوعان عظيمان : المَعرفة والقوة ، الموضوعان البيكونيّان ( نِسْبةً لروجر بيكون ) . “
وحول ضرورة احتلال بريطانيا لمصر ، يقول إدوارد ، أن بلفور ارتبط التفوق في ذهنه ” بمعرفتنـ’نا’ لمِصْر، لا بالقُوّة العَسكرية أو الاقتصادية بالدرجة الاولى . “
أمًا المَعرفة في رُؤية بلفور ، فهي تَعني ” .. المَسْح الكامل لحضارة ما من أُصولها الأُولى الى ذروتها ثم إنحطاطها – وتعني، طبعاً إمتلاك القُدْرة على القيام بهذا المَسْح “. ويَستطرِد ويَقول : ” وأنَّ نَمتلك مُعَرفة كهذه بموضوع كهذا ، هو أن نسيطر عليه ، أن نمتلك سُلطة عَليه . “
لكن ماذا تَعني هنا ” السلطة عليه “،… في ذلك ، يقول ادوارد : ” والسلطة هنا تعني أن نُنكر ‘ نحنُ’ الإستقلالية عَليه – على البلد الشرقي – ما دُمنا نحنُ نعرفه ، وما دام هو قائماً ، بالمعنى الذي نعرفه “.
يَتحدث إدوارد عن مَنْطِق بلفور في خطابه ، فيقول : ” فإنكلترا تَعْرِف مِصْر ؛ ومِصْر هي ما تَعْرِفه إنكلترا ؛ وإنكلترا تَعْرِف أن مِصْر لا يمكن أن يكون لها حكم ذاتي ؛ وإنكلترا تُوَثِّق ذلك باحتلال مصر ؛ وبالنسبة للمصريين، فإنَّ مصر هي ما احتلته إنكلترا ، وما تَقوم بحكمه ؛ ولذلك فإن الاحتلال الأجنبي يُصبح ‘ الأساس الفعلي ‘ للحضارة المصرية المعاصرة ؛ ومِصْر تتطلب ، بل إنّها في الواقع لَتُصِرّ على الإحتلال البريطاني .”
ويَسْتطرد إدوارد في تحليله ، فيقول :
“أما إذا أدَّت شُكوك مجلس العموم في إنكلترا الى إختلال العلاقة الحَميمة الخاصة بين الحاكم والمحكوم في مصر ، فإن ‘ سُلْطة ما هو … العِرْق المُسَيْطِر – والذي يَنبغي في اعتقادي ، أن يظلَّ العِرْق المُسَيْطِر – سوف تُعَرّض التزعزع ‘( كما يقول بلفور ) “.
فحسب بلفور ، يقول إدوارد ، فإنَّ النُّفوذ الإنكليزي هُنا سيتأثر نتيجة الشُكوك التي يُثيرها أعضاء في مجلس العموم البريطاني ، لكنَّ ذلك لَنْ يَقْتَصِر على ذلك ، كما يقول بلفور ، بل سيتأثر نتيجة ذلك المُهِمّة التي أسندتها الإمبرطورية للإداريين البريطانيين الذين ” مَهْما أَفَضْتَ عَليهم ، ومهما وَهَبتهم من مزايا الشّخصية والعَبقرية -” فسيكون مُحالاً عليهم ” أَنْ يُنجزوا المُهِمّة العظيمة التي أُلقِيَتْ على عاتِقِهم لا من قِبَلِنا نحنُ وحَسْبَ ، بل من قِبَل العالَم المُتَحَضِّر بأكمله “.
“نحنُ” عند بلفور ، يقول إدوارد، تَعني الانسان المُتَمَيِّز ، القوي ، الأسمى في تاريخ أُمَّتِه ، وهو يَرى نفسه ناطقاً ، باسم العالم المُتَحَضِّر ، الغَرْب ، وناطق ٌ أيضاً باسم السِّلك الصغير نِسْبياً من إداريي الحكم الإستعماري في مصر .
يَخْلُص إدوارد في مُناقَشته مَنطق بلفور في خُطْبَتِه أمام مجلس العموم ، الى أنَّ بلفور يعتقد بأنَّ ما قد يقولونه الشرقيون لو أُتيح لهم أن يُسْأَلوا ولَو وَجدوا القُدْرة على الإجابة ، لقالوا ؛ ” إنَّ لحظاتهم العظيمة كانت في الماضي؛ وجَدْواهم الوحيدة في العالم الحَديث تَنْبُع من كَون الإمبراطوريات القوية البالغة المُعاصَرة قد أخرجتهم فعلياً من إنحطاطهم ، وحوَّلَتهم ، مُعيدةً إليهم إعتبارهم الى سُكّان لمستعمرات مُنْتِجة .” ” وذلك كونهم عِرْقاً مَحكوماً يُسَيْطِر عَليه عِرْقٌ آخر يعرفهم ويعرف ما هو خير لهم بأفضل مما يمكن أن يَعْرِفوا بأنفسهم . “
كان بلفور يَعي وَعْياً كاملًا أنَّ مِصْر بالذات كانت مثالاً جامعياً تقريباً للتّخلف الشرقي ، ثم كان لها أَنْ تُصبح تجسيداً لانتصار المعرفة والقوة الإنجليزيتين ، التي تَمكنت في العام ١٨٨٢ من احتلال مصر بعد إخمادها لمقاومة المصريين بقيادة أحمد عُرابي ، الضابط المصري القَوْمي .
*****************

خِطاب بلفور هذا جاء قبل إحتلال أراضي بلاد الشام والرّافدين في العامين ١٩١٧ و ١٩١٨،… وبَعد (٢٨) عاما من الإحتلال البريطاني لمصر ، وقد ترجم على نَحو أمين الماهِيّة الحقيقية للإستشراق ومَراميه في المَشْرِق.
لقد جاء الإحتلال البريطاني والفرنسي لبلاد المشرق العربي ليستكمل حلقات الاستعمار الغربي التي حصلت في القرن التاسع عشر لأراضي المغرب العربي : ليبيا ، الحزائر ، تونس ، مراكش ،..،
وهنا ، في المَشْرِق ، قام الغرَب الإستشراقي بتمزيقِ” أراضيه وسُكانه الى كيانات وَضَعَ لها حُدوداً ،وصَنعَ لها هَوِيّات سياسية ، دون استشارة الناس فيها أو أخْذِ رأيهم فيها ، لا بل وبالرُّغم من تطلعات سكانها وأمانيهم ، إنتهاءً برعايته لمشروع إستيطاني إحلالي إستعماري ، نَجَحَ الغرب بموجبه بزرْع كيان يهودي صَهيوني في الجزءٍ الجنوبي من سوريا المَعروف بفلسطين وعلى حساب سُكّانها الفلسطينيين العَرَب . وهُنا أيضاً ، كان بلفور ، قبل أن يرحل عن عالمه (الإستشراقي) في العام ١٩٣٠ ،راسماً للسياسات الإستشراقية الإستعمارية ، ومشاركاً فعالاً في وَضْعها مَوضع التطبيق.
**************
في العام ١٩٢٥ ، قامَ بلفور بزيارة فلسطين لأول مرة في حياته ، أما المُناسبة ، فكانت للمشاركة في افتتاح الجامعة العِبْرِيّة في القدس التي سَمَحَت بَريطانيا بصِفَتِها الدّولة المُنْتَدبة من قبل عُصْبة الأمم على فلسطين بإنشاءها فيها.
كانت زيارته للشّرق وبُلدانه التي اخترعها الغَرْب ، فُرْصة وَجَدَتْ فيها شُعوب المَشْرِق المجال للتعبير لبلفور عن موقفها من مشاريعه ووعوده وأفكاره ، تماما ( وَإِنْ بوَقْعٍ مُختلف) كَما استقبل المصريون بقيادة عُرابي القوات البريطانية التي احتلت مصر في العام ١٨٨٢.
وَصلَ بلفور أولاً إلى الإسكندرية بعد ظُهر الإثنين الموافق ٢٣ آذار ١٩٢٥. وكان في استقباله وفداً من المنظمات الصهيونية في مصر وطلاب المدارس اليهودية ويرأسهم حاخام ، سافر بَعْدَها مُباشرة وفي عربة قطار مجهزة خصيصاً له إلى القاهرة.
وفي القاهرة نزل ضيفاً على اللورد أللنبي وزوجته. وحَسْبَ المعلومات المستقاة من الچوچل ، فقد قامت في القاهرة مُظاهرات عارِمة مُنَدِّدة بوصوله. وكان أكبرها في حديقة الأزبكية. ويَروي محمد علي طاهر صاحب جريدة الشورى الذي كان بين المُتظاهرين، الرواية التالية:
«”مدير شرطة الأزبكية أمرَ ضُباطه بسَحْلي في الشوارع إلى قسم الشرطة بدلاً من نقلي في أحد عربات الشرطة. فجروني إلى القسم في هذه الوضع المهين، والنساء محيطين بي. وقد عاملوا زميلي، أمين أفندي عبد اللطيف الحُسيني شقيق مفتي القدس، بنفس الطريقة. وفي قسم الشرطة، رفض مأمور القسم أن يكتب محضراً ويطلق سراحنا، ولا حتى بدفع كفالة. وبدلاً من ذلك صادر أوراقنا الشخصية وسجائرنا واحتجزنا في زنزانة الحجز حتى اليوم التالي.”»
وتضيف مَعلومات الچوچل ، أن قطار بلفور غادر بعد ذلك مُتجهاً إلى فلسطين. وقد عولجت الرحلة ببعض التفصيل في مختلف الدراسات التاريخية، وأبرزها “الحركة الوطنية الفلسطينية: 1917-1936” بقلم عادل غنيم. إلا أن التفصيل الكامل كما سجلته الأهرام يستحق تمحيصاً دقيقاً.
وبينما كان القطار المُقِل لبلفور يتقدم نحو فلسطين، انهالتْ رسائل وتلغرافات الإحتجاجات على مكاتب الأهرام. كانت إحداها مُرْسَلة بإسم الجالية السورية في مصر وتخاطب بلفور: “نحن نَدين إعلانك الجائر. ولن نتخلى عن حقوقنا السليبة وسنواصل نضالنا للنهاية على أمل تحقيق طموحاتنا القومية.” وكان التلغراف مُوقّعاً من أكثر من 20 شخصاً، بينهم شكري القوتلي . وتلغراف آخر أرسلته الجالية الأردنية في مصر، مُذَكِّرَة بلفور بأنه في طريقه إلى “البلد الذي دَمَّرَ وَعْدَه المُسْتَهْجَن حُرِّيته”، مضيفاً أنَّ وصول بلفور “سَيزيد من تَمَسُّك الفلسطينيين ببلدهم.”
وتُضيف ، إلا أنَّ الإحتجاجات لم تكن لتُثني بلفور عن طريقه المُختار. وقد أوفد الأهرام مراسلاً آخر إلى القدس لتغطية تحركات اللورد البريطاني من وقت وصول قطاره إلى المدينة المقدسة. وكانت أولى زيارات بلفور الرسمية هي للمستوطنة الصهيونية “قارا”، حيث اُستُقْبِلَ بحفاوة.” وبعد غداء هناك، ذهبَ بلفور وحاشيته إلى تل أبيب، “المدينة اليهودية العصرية المبنية بالقرب من يافا ” ولدى وصوله، وجد الزائر الكبير “كل البيوت والمعاهد مزينة بالأعلام البريطانية والصهيونية، وحُشود من الناس — رجالاً ونساءً وطلاباً — هَرَعوا لتحيته حاملين لافتات عليها صورته على أعناقهم .” ويواصل مراسل الأهرام، “وقد تتطوعت قوة من (١٥٠) شاباً يهودياً لمساعدة الجيش والشرطة لحفظ النظام.”
وفي تلك الأثناء، أعلنت المدارس في غزة وطولكرم وكلية المعلمين في القدس ومعاهد فلسطينية أخرى الإضراب احتجاجاً على زيارة بلفور ” كما فعل الناس في جميع أرجاء البلد .”
وبلا شك، فقد كانت حكومة الانتداب البريطاني في فلسطين مستعدة للاضطرابات المحتملة، فقد أوردت الأهرام أن وزير الحربية البريطاني أعلن في مجلس العموم أن فوج فرسان مُدَرَّع أُرسِلَ من مصر إلى فلسطين لإخماد أي اضطرابات.
وبعد ذلك بفترة وجيزة، أوردت الأهرام أن الحكومة المصرية تنوي إرسال أحمد لطفي السيد مدير الجامعة المصرية ، إلى فلسطين لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية.
وقد فوجئ العديد بأنَّ البروفسور وافق على الذَّهاب بالرغم من صيحات الفلسطينيين في مصر، وفي رسالة إلى الأهرام، احتج الشباب العربي بفلسطين على قبول أحمد لطفي السيد للدعوة لكونها طعنة في ظهر فلسطين العربية وناشدوا الحكومة المصرية أن تُغَيِّر قرارها. وبشكل مماثل، أعرب الطلاب الفلسطينيون في جامعة الأزهر عن حزنهم لقرار الجامعة إرسال وفد إلى الافتتاح لأنه “سوف يمكن الصهاينة من استخدام اسم مصر لصالحهم.” ومرة أخرى، سقطت الاحتجاجات الفلسطينية على آذان صماء، إذ ذهب مدير الجامعة المصرية إلى فلسطين لحضور افتتاح الجامعة العبرية في القدس ، وهو الفعل الذي أبدى ندمه عليه لاحقاً.
وفي ذلك الحين في فلسطين، ذهب بلفور إلى مستوطنة يهودية أخرى، وهُناك زعم أن الوعد الذي أصدره لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين لم يكن خُطّة فرد بعينه ، او أُمّة معينة ، وانما كان تجسيدا لرأي الأمم التي التقت في مؤتمر السلام الذي انعقد بعد انقضاء الحرب العالمية الاولى ، ووقعت على اتفاقية ڤيرساي ، ولذا فهو وعد لا يمكن إبطاله.
أمضى بلفور في فلسطين اسبوعين وسط احتجاجات وإضرابات عمت فلسطين كلها ، وفي ظل ترحيب صهيوني عارم ، وقد سَمّى الصهاينة الشّارع الذي اخترقت فيه سيارته تل أبيب باسمه .
وقد حط قبل ان يغادر فلسطين في مدينة حيفًا في ٧ نيسان ١٩٢٥ ، وهُناك استقبلته المَدينة بإضراب شامل، وعلى الرغم من ذلك ، فقد أصرَّ على زيارة الحيِّ اليهودي فيها .
في اليوم التالي ، اي في ٨ نيسان ١٩٢٥، غادرَ قطار خاص حَيفا حاملاً بلفور ومُتّجهاً إلى سوريا وَسْط حِماية مشددة ، والتي كانت تخضع للانتداب الفرنسي . في ذلك الوقت ، كانت الأوضاع في سوريه تغلي وتحتدم، والتي تتوجت بعد اشهر قليله من زيارَتِه الى اندلاع الثورة السورية الكُبْرى ضِد الفرنسيين في سوريه .وعلى الرغم من كل الحمايات التي وفرتها سلطات الاحتلال / الانتداب البريطاني لفلسطين لبلفور خلال رحلته ، الا ان ذلك لم ينجح في منع القرويين الفلسطينيبن من الهتاف والاحتجاج والتلويح باللفتات المنددة بزيارته ودلك في كل محطة مر بها القطار في طريقه الى سوريا. ،
أَمـَّنت السلطات الفرنسية في حوران ودرعا محطات السكة الحديد في تلك المناطق أثناء مرور قطار بلفور فيها ، وقد ذهب القائد الفرنسي لشرطة دمشق إلى الحدود لتحية القطار. ويواصل مراسل الأهرام تقريره، ويقول :
“وعندما وصل القطار إلى درعا ، كان المسئولون الفرنسيون مُصطفين لاستقبال بلفور و دعوه وحاشيته إلى وجبة في مطعم المحطة، التي منع قومندان الشرطة دخول الناس إليها، وبعدها عاد بلفور للقطار في طريقه لدمشق.”
استشْعَرَ المسؤلون الفرنسيون المخاطر المحيقة ببلفور من سُكَّان دِمَشق لدى اقتراب القطار مِنها ،ولاعتبارات تتعلق بتأمين سلامته، قرروا ان يُخْلي بلفور عربة القطار في محطة تقع على مشارف دِمشق وليس في المحطة الرَّئيسيّة داخل العاصمة ، وهُناك استقبله القنصل البريطاني في دمشق وعدد آخر من قناصل الدول الاوروبية ، حيث أقلتهم السّيارات باتجاه فندق فيكتوريا حيث تم تخصيص جناح خاص لبلفور ليقيم فيه . كانت الرحلة تتم وسط حراسات مشددة من الشرطة والبوليس السري .
لكن سكان المدينة كانوا يتوقعون الزيارة ، فاتجهتْ جَموعٌ مِنهم حاملة لافتات سوداء الى محطة القطار المركزية في المدينة . وهُناك ، منعتهم قُوّات الامن الفرنسية من دخول المَحَطّة . وسرعان ما علم المتظاهرين ان بلفور لم يكن في القطار الذي وصل المَحطة وانه ترك عربة القطار لدى وصوله مَحَطّة القَدم على مشارف دمشق . عِنْدَها، اندفعت الحشود تاركة المَحَطّة ومتجهة نحو فندق فيكتوريا . وهناك ، فَرَضَت قُوّات الامن الفرنسية طوقا حول الفندق ومنعت المتظاهرين من التّقدم نحوه.
تخلّلَ المُخبرون السريون الحشود، التي كانت تهتف ضد وَعْد بلفور وزيارته لعاصمة الأمويين وهتفوا “تحيا فلسطين”. استمرت المظاهرة نحو ساعة، اتجه بعدها المتظاهرون إلى سوق الحميدية .”
في سوق الحميدية ، انضم للمتظاهرين حشود كبيرة أتت من كل حَدْب وصَوْب ، اتجهت جَميعها نحو ساحة الشهداء . عند بلوغ الامر هذا الحد ، قَرَّرت قُوّات الامن الفرنسية التّدخل في مواجهة حشد غاضب مُحاولة منعه من عبور جسر نهر بردى ، وحَصَلَت صدامات عنيفة ، وألقي القبض على عشرات .
وحَسْبَ إفادة مراسل الاهرام ، فإنّه ومع اقتراب الساعة الحادية عشر مساء ، وبعد ان تفرقت الحشود المُتظاهِرة، قَرَّر بلفور أن يتمشى في شوارع المدينة ولكن سُلطات الامن الفرنسية اقنعته بالعُدول عن قراره. لذا فقد عاد الى غرفته في ذات الوقت الذي ابقت فيه قُوّات الامن دورياتها حول الفندق وفي شورا ع المدينة تجوبها.
وفي اليوم التالي ، كَتَب مراسل الاهرام تقريرا أفاد فيه أن الصِدامات مع رجال الامن الفرنسيين اندلعتْ بعد صلاة الظهر وان الحُشود اندفعت متجهة الى فندق ڤيكتوريا ، وانها حطمتْ الحواجز التي اقامتها سلطات الأمن حول الفندق ، وانها اضطرتْ الى اطلاق النّار على المتظاهرين بعد ان فشلت في منعهم من التقدم نحو الفُنْدُق . وحوالي الساعة الثانية بعد الظهر ، اضطرت سلطات الأمن تعزيز دوريات الحماية بثمانية عربات مسلحة اضافية.
اسفرت الصدامات مع المتظاهرين حول الفُنْدُق الى سقوط نحو (٥٠) جريحاً ، ثلاثة منهم كانوا في حالة خطرة .
وفي اليوم التالي ، وحَسْبَ إفادة مراسل الاهرام ، فإن طائرة عسكرية طارت فوق المدينة على ارتفاع منخفض (١٥٠متراً) في الوقت الذي استقدمت فيه السلطات عَشرات العَرَبات المسلحة والدبابات . هذه المرَّة ، كان المتظاهرون مُسلحون بالسيوف . وفي المَعْرَكة التي نشبتْ إثر ذلك ، فإن إصابات كثيرة لحقت بالمتظاهرين
. خلال فترة الاشتباكات التي حَصلتْ حول الفندق ، بَقِيَ بلفور في غرفته ، التقى اثناءها بمراسلين من صحيفتي لندن تايمز ، و الديلي تليغراف الذين نقلوا لصحيفتيهما اخبار المُواجهات في دمشق.
وأخيراً، تحركتْ القوات الفرنسية نحو ساحة المَرْجة الخضراء وميدان الشهداء ، ولكنهم كانوا يَعون ان تِعدادهم لم يكن كافيا لاستعادة الأمن والهدوء داخل المدينة . عِنْد هذا المفصل، اقنع قائد القوات الفرنسية في دمشق بلفور بأنَّ عَليه أن يُغادر المدينة بعد أن قضى فيه أقل من (٢٤) ساعة وذلك حِفاظاً على سلامته.
خلال الساعات التي قَضاها بلفور في دمشق ، لم يتمكن من مغادرة غرفته.
ولتمكين بلفور من مغادرة المدينة بسلام ، اضطر قائد القوات الفرنسية في المدينة الى التحايل على المتظاهرين وخِداعهم.
فقد تَمَرْكزَ بِنَفسه على الجسر الواقع بالقرب من الفندق في الوقت الذي أَخذتْ فيه طائرات سلاح الجو تحوم في سماء المدينة مشتتة انظار المتظاهرين عن الفندق. أثناء ذلك ، تم ترتيب خروج لبلفور من الفندق خِفْية بحراسة نحو ستين من رجال الشرطة الفرنسيين . وفي ذات الوقت ، دَعَت سُلطات الأمن الفرنسي وجهاء المدينة للاجتماع لابلاغهم بأنَّ بلفور غادر المدينة.
ويبدو أن الوزير البريطاني السابق لم يستوعب الدرس، إِذْ حطَّ عَينيه على زيارة بيروت. إلا أنه حين وَصَلَ، تحت حراسة مشددة، في صوفر ، قيل له أن العاصمة اللبنانية لَنْ تفرد له استقبالاً رسمياً. فحسب صحيفة بيروتية، كانت مجموعة من الطلبة ينظمون مظاهرات احتجاج واضراب عام في يوم وصول بلفور “تضامناً مع معاناة إخواننا الفلسطينيين.”
ونتيجة لذلك، فقد قرر مسئولوا الأمن المصاحبين لبلفور تغيير المسار. وبدلاً من الذهاب إلى بيروت من دمشق، انحرف الركب شمالاً، ملتفاً حول المدينة ليذهب مباشرة الى الميناء حيث اُصطحِب بلفور من الرصيف إلى الباخرة الفرنسية، لو سفنكس، تحت حماية قوات الحكومة.
وبذلك فقد استطلع بلفور بعضاً من أثر وعده. وحين رَسَتْ سفينته في الإسكندرية، رفض النزول مع باقي الركاب. ولاحقاً في نفس اليوم، وبطلب من الجالية البريطانية، أُقنِعَ بحضور حفل على شرفه في فندق كلاريدج ، عاد على إثره إلى السفينة.
وفي تحليله لجولة بلفور، عَلّق مراسل الأهرام على ذلك بقوله أنها “أجّجَتْ غضبَ المشرقيين في كل مكان وَطَأته قَدَم صاحب الوعد الآثم. وهو الأمر الذي ترك، بلا شك، أثراً في ذِهْن اللورد بلفور.”
*************

هكذا استقبل المشرقيّونَ بَلْفور في زيارته الأولى لفلسطين والمنطقة بعد إصداره وعده الآثم .
وللحَديث بقية حول ادوارد سعيد ولورد كرومر .
عبد الرحمن البيطار
هايدلبيرغ – ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢١



#عبد_الرحمن_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق المصالحة الفلسطينية بين برنامجين متباينين..وسبل الخروج
- أنا لي حُلْم ….
- سماء آب الملبدة بغيوم إقليمنا … ! ماذا تشي ..؟
- عزيزي بوريس جونسون ، رئيس حُكومة المملكة المتحدة
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية وا ...
- عن مستقبل الحُكْم الذاتي وعن غَزّة … ماذا قال ادوارد سعيد في ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل “فِلسطين دَوْلة ديمقراطية عَل ...
- جوزيف مسعد مقدِّمة للنكبة: الإستعمار البروتستانتي الأوروبي ل ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل ” فِلسطين دَوْلة ديمقراطية عَ ...
- عودة الى إدوارد سعيد والتعرّف على رُؤيته للواقع الفلسطيني ال ...
- في سِياق النقاش الدائر حول حَل “الدولة الديمقراطية العَلماني ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل الدولة العَلمانية الديمقراطية ا ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل “الدولة الديمقراطية العلمانية ا ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العَلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة الديمقراطية العَلمانية ...
- في سياق النقاش الدائر حول حل ” الدولة العلمانية الديمقراطية ...
- في سِياق النقاش حول حل ” الدولة الديمقراطية العلمانية الواحد ...
- حول وثيقة ” الحركة الشعبية لاجل فلسطين دولة علمانية ديمقراطي ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - إدوارد سعيد و بلفور …!