أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - شعارات وميدان واحد














المزيد.....

شعارات وميدان واحد


عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 489 - 2003 / 5 / 16 - 07:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



                                                                         
كل بداية أو مستهل أو برنامج ينطلق ويتشكل برفع شعار أو قل شعارات لها أول وليس لها آخر مثلما عّودتنا التجارب أو بالأحرى مثلما رأينا وسمعنا ذلك دون ان نلمس أثر أوفعل أو تجسيد حقيقي لتلك الشعارات التي مازالت مرفوعة في اليافطات والأهزوجات والمسيرات في الميدان السياسي العراقي سابقا" ولاحقا" ، على صعيد النظام السابق والمعارضة السابقة ، وهو نفس الأمر ينطبق على مرحلة ما بعد الحرب أو ما بعد نظام صدام حسين التي تجري حيثياتها وتداولاتها بسخونة لا تقل حرارة عن جو بغداد القائظ وهي في أواخرالربيع 
   والميدان السياسي العراقي في مجال الشعارات قد استفاد من الحكايات الشعبية ذات المغزى بإبدال المعنى والحفاظ على الشكل – أي الإبقاء على الشعار أو البيت الشعري ما عدا تغيير كلمة واحدة أو كلمتين فقط – ليتحول هذا الشعار أو البيت الشعري من مديح وتمجيد الى قدح وتشويه وشتيمة وبالعكس ، وحتى لا نذهب بعيدا" في التعميم نحصر الأمر في بعض النماذج التي ليس هناك رابط فيما بينها وعلى سبيل المثال ( لقد ضاع شعري على بابكم    كما ضاع عقد على خالصة )  وهذا البيت الشعري كان واضح المعنى الذي حمل في طياته التشويه والشتيمة ، لكن معناه قد تحوّل في وقت آخر الى مديح وثناء وإشادة من خلال إبدال الفعل ( ضاع ) بالفعل ( ضاء ) وفق التالي ( لقد ضاء شعري على بابكم    كما ضاء عقد على خالصة )  
   ومن شعارات النظام السابق كانت اهزوجة ( كل العراق ينادي    صدام عز بلادي ) وهي اهزوجة حملت في مدلولها السمج معادلة تدعو الى السخرية والإشمئزاز بعد ان جعلت من صدام حسين ( العز ) والعراق الوطن في كفة واحدة ، حيث كانت في معناها إشادة وتمجيدا" بصدام حسين مثلما تعكس في نفس الوقت صورة مخجلة للأمعية والخنوع التي كان يتصف بها البعض ضمن جوقة التطبيل والردح والنفاق  
   هذه الاهزوجة أسوة بالنموذج الأول انقلب معناها بعد يوم واحد من سقوط النظام السابق ليتحول الى معنى مزحوم بالكراهية وصب جام الشتيمة على رئيس النظام البائد صدام حسين من خلال إبدال الأسم ( عز ) الى الفعل ( باع ) بعد ان أصبحت الاهزوجة على هذه الصورة ( كل العراق ينادي    صدام باع بلادي ) وشتان ما بين المعنىالأول والثاني  في النموذج المذكور على الرغم من ان الأهزوجة واحدة  
   لذلك فإن الشعارات ستظل مرفوعة بإختلاف الوقت والنظم والآيديولوجيات لكن اللافت في المشهد العراقي الحالي ، هو ان الأغلبية وليس الغالبية في هذا المشهد ، ترفع شعارات الديمقراطية ، وهو أمر بطبيعة الحال يسر ولا يحزن خصوصا" إذا ماتم تجسيد هذه الشعارات على أرض الواقع ، وان كنا في موضع التشاؤم من هذه الناحية ، لكن    تفاؤلوا بالخير تجدوه  
   يبقى ان نقول ان مرد تشاؤمنا الآنف هو اننا لم نتخلص بعد من كارثة أحد شعارات النظام السابق ( وطن تشيده الجماجم والدم ) الذي كان أحد الشعارات التي ترجمها النظام السابق حرفيا" وعمليا" ، وما مشهد القبور الجماعية التي تكتشف كل يوم إلا مثال على هذه الترجمة    والخافي أعظم ، مع عدم المقارنة إطلاقا" بين النظام السابق والنظام الآتي   
 

 



#عبدالزهرة_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان زمان يامعارضة
- الكتابة فوق الرمال المتحركة
- تعليب الحرية !
- بغداد ستركل الغزاة والعبيد
- الجنرال أبو الثلج !
- ردم الحرب أم إنتظارها ؟
- يهود ونفط وخدمات صدام
- مستقبل العراق
- هل تتوافر ضمانات الإستسلام ؟ !
- إغتصاب أخير قبل النهاية !
- حكاية عقال رؤوس العرب
- الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟
- العرب وضعوا بين خيارين لا ثالث لهما : دعم وتأييد واشنطن أو ا ...
- بيانات عنصرية مرفوضة - أين هو بيان العراق وسط بيانات الفئات ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - شعارات وميدان واحد