أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - قصة من صميم الحياة اليومية














المزيد.....

قصة من صميم الحياة اليومية


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:41
المحور: حقوق الانسان
    


قصة من صميم الحياة اليومية
ترجمة ا. د. حسيب شحادة
وردتني مؤخرا هذه القصة بالبريد الإلكتروني بالإنجليزية وارتأيت نقلها إلى العربية لما ما فيها من أهمية في تقديري.
في يوم الأربعاء التالي لنهاية الحرب بين إسرآ?يل وحزب الله، مررتُ بشارع يافا في القدس، وحال دخولي أحد الدكاكين للتفرج وإذ بيهودي شديد التدين يدخل ويعانق صاحب الدكان، وبدآ بالحديث، وبما أني لا أتكلم العبرية فالكلمة الوحيدة التي لفتت انتبتاهي كانت ”حزب الله”، التفتُّ حولي ورأيت أن ذلك اليهودي شديد التدين مسلح ويحمل علما كبيرا لحزب الله. فَرَده على ممسحة الباب بشكل يجعل كل شخص مارّ في الشارع وكل زبون يدخل الدكان أو يغادرة مضطرا إلى دوس العلم. لسبب ما، ظن صاحب الدكان أنني إسرائيلية وقال لي شيئا بالعيرية مفاده وفق ما فهمت : دوسي على العلَم عند خروجك. بغض النظر عن خياري السياسي وعما أفكّر عن حزب الله فقد كان من المستحيل أن تطأ قدماي على شيء مكتوب عليه اسم الجلالة . استخدمتُ قدمي بشكل جلي لإزاحة طرف العَلَم قليلاً جاعلة إياه أقصر بحيث يتسنى لي القفز عنه وسرعان ما حدث هذا حتى أصيب ذلك الشاب المتدين وجميع الزبائن بالصدمة وفغروا أفواهمم غير مصدقين لما رأت عيونهم. لقد بدأ ذلك الشاب المسلّح بالصياح نحوي شاتما: شـ...، أنتِ يا عاهرة
ُأجبته: لماذا؟ لأنكم إنكسرتم في الحرب؟
ردّ: أنتم العرب يجب أن تُقتلوا جميعا، أعطيناكم أكثر مما تستحقون وما زلتم تهاجموننا، أعطيناكم غزة وأريحا، ما تريدون بعد؟ .
أجبته، لا أريد الدخول معك في نقاش، إقطع الحديث معي، ثم تابعت السير بعيدا عنه محاولة تجنّب الشجار بدخولي دكانا آخر. لقد تقفّى أثري في أربعة دكاكين وكان يصرخ إزاء أصحاب المحلات والزبائن قائلا: ”إنها إرهابية، إنها من حزب الله وتفوّه بأشياءَ أخرى بالعبرية لم أفهمها. في الحقيقة صُدمتُ في رؤيتي لردود فعل الناس في الدكاكين، منهم من أصيب بالفزع والهلع وأخذوا بالصراخ والجري إلى الخارج وآخرون تجاهلوا ذلك الشاب المتدين وعاملوه كأبله كامل
وفي طريقي إلى كل دكان حاول محادثتي واستفزازي وخلق نزاع بيننا ليهاجمني، وهذه سياسة يستخدمونها مع الشباب ومع الفلسطينيين بصورة عامة، إلا أنني لم أسمح له ليحظى بذلك، كان يرتعد غيظا ويصيح ويقول إننا سنلقى حتفنا عمّا قريب. وبقي يلف ويدور قائلا إن للفلسطينيين لم تكن دولة من قبل وأن الأردنيين قتلوهم وقارن ذلك بالسخاء الإسرائيلي إزاءنا، إزاء الفلسطينيين ولأي حدّ نحن لا نستحق ذلك ونحن نقاوم ونهاجم الإسرائيليين. وأردف قائلا إن إسرائيل جدّ حسنة في سماحها لنا في العيش على أراضيها، أولا وقبل كل شيء. عندها لم أستطع التمالك عن ذلك فانفجرت صارخة بوجهه: أراضيكم؟ منذ متى هذه الأرض لكم؟ إنها أرض فلسطينية وكل العالَم يعرف ذلك وأنكم المحتلون. في تلك اللحظة رفع يده المرتجفة وأشار إليّ بسبابته قريبا من وجهي بحركة مهددة متوعدة وقال: من أين أنتِ؟
من القدس، أجبتُ، وسألته وأنت فقال من القدس أيضا
وسأل ومن أين أبوك؟ من القدس أيضا، أجبته، ثم سألته وأبوك، من أين هو؟ من إيران، قال.
عندها انتزعتُ قبضته ملقية إياها بعيدة عن وجهي وأردفت قائلة:هذا يفسّر كل شيء، أليس كذلك؟ إنه لم يقدر على الردّ، انحنى رأسه على صدره آن مشيت مبتعدة عنه وإثر دفائق قليلة سمعته صائحا صوبي: سأقتلك
تابعتُ المشي ولم ألتفت، كان بمقدوره أن يقف في ركن ما ويطلق النار من بندقيته عليّ ولا مين سمع أو شاف، كل أولائك الإسرائيليين الجزارين المصنفين ”معتوهين، مختلين” والذين قاموا بتنفيذ المجازر بحق عشرات الفلسطينيين سُرّحوا من السجن بعد سنتين أو ثلاث سنوات ومحكوميتهم خمس عشرة سنة. هذا شيء واحد فقط مما نعيشه ونعايشه يوميا كفلسطينيين يعيشون في القدس. عندما يتعلق الأمر بنا، الفلسطينيين، فلا أهمية للحقوق المدنية والإنسانية، لا تطبيق لـ”قدسية” الانسان المدني بالنسبة لنا. والإرهاب الذي تمارسه كل من دولة إسرائيل وسكانها ضدنا يترجم إلى اتهامات ضد مقاومتنا وصبرنا. هذه هي الأفكار التي تدافعت إلى عقلي في تلك اللحظة، تابعت السير، ملتفتة خلفي بفزع غير ناسية بأنني قد لا أصل البيت
أضيف: للأسف مثل هذا بالضبط كنا نسمعه قبل أربعة عقود في مدينة السلام أيضا، عرب الثمانية والأربعين



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرفة اللغة العربية أمر نسبي
- مون والحقيبة وشجرة الزيتون
- يلا خيرها بغيرها
- ليبرمان نادى بإعدام أعضاء كنيست عرب
- تأبط شرا
- فذلكة في إعداد عربيّ المستقبل
- الفهرست لابن النديم
- أقوال وآراء في الثقافة والفكر
- برلين والشوكة والسكين
- القراءة من ضرورات الحياة المعاصرة
- وأطلقت على مولودها الاسم حاجزا
- يوم الأرض ومُخطّط الجهض
- سقراط وعين كارم
- التمديد والتفتيش
- تساؤل قضاة محكمة العدل العليا الإسرائيلية
- الحضارة لا تتجزأ
- أمسيحيٌّ وصهيوني؟


المزيد.....




- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسيب شحادة - قصة من صميم الحياة اليومية