نصر حسن
الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 02:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
من قلم رصاص...إلى قلم اقتناص.!.
المعروف أن الإعلام في النظم الفردية مسيس ومدجن في بعض جوانبه, ومأجورومأسور لدى هذا النظام أوذاك في البعض الآخر, والنظام السوري كواحد من أسوأ الأنظمة الديكتاتورية عبرالتاريخ يلعب بالورقة الإعلامية وبعض الإعلاميين بما يخدم نهجه ويطبل لهزائمه ويحورالحقائق , ويزورالواقائع ويساهم في هزيمة الشعب , وهذه مهنته ولاغرابة فيها , لكن الغريب أن يكون بعض الإعلاميين المحسوبين على صف الشعب وليس على صف الشغب , والذين يقدمون أنفسهم على أنهم أصحاب مواقف مبدئية حريصة على الإنسان وحريته وسلامة دوره ,ومع الحق وضد الظلم , مع الحق العربي ومع الصوت العربي الثائر أمام واقع الهزيمة المرة التي تدوس كرامة الشعوب , تراهم مع سلطان جائر غير قادرين على كشف الحقيقة والجهر بها ,يأسرهم الحرج وضرورة استمرار الهرج فتراهم صامتين وإن تكلموا , بصراحة لم يعد هناك متسع في صف أضعف الإيمان .
والغريب أن بعض الإعلاميين يكيلون التهم ليل نهارلصناع الهزيمة وأنظمة الإستبداد والتوريث التي أوصلت الواقع العربي لماهوفيه ويحلمون بالحرية ويصيحون بأعلى أصواتهم حد البكاء لدعم الشعوب العربية المحاصرة, تراهم في اللحظة التي يجب أن يقولوا هذا الكلام ,تراهم لايصمتون ...! ولكن يتكلمون وليتهم يسكتون ..لأنهم بكلامهم يشكلون غطاء ً له يبررله التمادي على الحقوق , ويبررون سلوكه المنحرف والتفكير المنحرف واستمرار السيرفي الطريق المنحرف والبعيد عن مصلحة الشعب وعن الرؤية الصادقة والكلام الواضح الجريء ووضع النقاط على الحروف في هذه الظروف التي أصبحت هذه الأمة مفككة مهددة ًيقودها صغارها وجهلتها وأعداؤها .!.
كنا ولازلنا وسنبقى نحترم الإعلامي الصادق مع نفسه ومهنته وشعبه , ولم تغب عنا ثقل اللحظة الراهنة على الجميع ,التي تفرض على الإعلامي قبل غيره الصدق بقراءة الواقع والجرأة بطرح أفكاره , والإبتعادعن المشاركة في رذالة وغوغائية اللحظة الراهنة ,والإستمرار في هز وجدان الشعب ووجدان الحاكم أو ماتبقى منه , وأن لايستسلم إلى محددات اللحظة الراهنة وصناعها من حكام فاقدي الشرعية والعقل معا ً وتحصيل حاصل فاقدي الحرص والمسؤولية على البلاد والشعوب , ولايمتلكون الجرأة على القراربل هم رموزالهروب والفرار.
وكان ولازال الواقع العربي من سورية إلى فلسطين إلى العراق إلى لبنان إلى دارفور إلى كل زوايا هذا الوطن الحزين , مرتعا ً للكذب والتضليل والخداع والإنتصارات المزيفة , وهذا بالضبط هو الذي أنجب الهزيمة وشعور المرارة الذي يحاصرالإنسان العربي في كل مفردات حياته , شعور الذل والفقر والإهانة والتهميش والعجز الذي وصل إلى شعور مرارة الإنتماء التي يعيشها الإنسان العربي ولأول مرة في تاريخه وصراعه مع كل قوى الشر والأشرارمن الداخل والخارج .
وكل الغرابة في أن تكون فرصة حوار الرئيس بشار أسد ضائعة , ضائعة في كلمات خجولة , ومتناغمة مع غوغائية مألوفة , ومتناقضة بين واقع يصرخ ورئيس في هذيانه ضاحكا ً يسرح ويمرح , وفي مقابلة إعلامية تجرح , وأول من تجرح الشعب السوري النازف أصلا ً في كل المدن السورية, والجولان هو الآخر الأسير المباع والذي تحت العبودية والإحتلال يرزح, وتزيد لبنان جراحا ً ونزفا ً والعرب تفتتا ً وعجزا ً .
عجبا ً عجب من العرب.... ! طالما رددها الإعلاميون بغضب , غضب ليس على سجن رموز الحرية الذين هم بمستوى حمل المسؤولية المحاصرين من النظام في سورية ,مابين زنازين وكم أفواه وذل وفساد وجدار صمت الحدود وبين خطاب الرئيس الخارج عن السياق المعهود وماتعيشه سورية ولبنان والمنطقة من أعاصير,وعتب مبتسم من أولياء الأمور وهم الرؤساء وبشار أحدهم , وفي الفرصة التي تتقابل فيها الوجوه يتردد الغضب !ويتلعثم نطق كلمة العجب !,وكأن واقع الحال يقول نحن مع من غلب !, وغلب هنا لاعلاقة لها بالأعداء بل بالمغلوب وهو هذا الشعب المكبل الإرادة واليدين معا ً من القمع ووتواتر الذل والتعب...!.
في مثل هذه الظروف الكارثية التي يتحسسها الإعلامي قبل وأكثر من غيره, لماذا يقابل الرئيس؟ الذي دفعنا إلى الكلام هو أننا نحترم الإعلامي المحسوب على صف الحرية السجينة والشعب المقيد والمثقف العربي المستعبد والمغيب ! فماذا كان يتوجب عليه أن يقول للرئيس ؟!.
هناك الكثير من الكلام الواجب قوله , وهناك الكثير من الخطورة التي تستدعي مصارحة الرئيس , وحوار الرئيس الهادئ البعيد عن العموميات والمجاملات والخطب النارية , حوار ينطلق من الواقع لا من الأوهام , حوار يقرب له الحالة التي نعيشها ويصدمه فيها ويسهل له رؤيتها بشكل حقيقي بعيد عن القصوروتزييف شهود الزورالقريبين والبعيدين , يصارحه لا أن يجامله على طريقة بطانة التجميل وتقديم الصورة الوردية دائما ً للرئيس في لحظة سواد وخراب ودمار وموت ومستقبل مجهول حتى للرئيس ..!.
كان عليه أن يبدأ من النهاية ومن خطابه الناري الذي ألقاه أمام الصحفيين وأعطاه طابع المقاومة والتحريروحصار لبنان وتفكيك ماتبقى من التضامن العربي ورسائل الحرب والسلام , وصولا ً إلى البداية التي أوصلت سورية والمنطقة لما هي عليه , كان عليه أن يصارحه بمتطلبات خطاب الحرب والتحرير ليصلا معا ً إلى العلة والسبب لا لكي يستمرا معا ً في تكرار لحن فارغ مكرروغير مسموع , كان عليه أن يقول له بوضوح أين وصلت سورية والشعب السوري , كان عليه انظر إلى سجون السوريين ومفقوديهم وشهدائهم ومهجريهم ومثقفيهم وجيوبهم وعيونهم ومشاعرهم ,كان عليه أن يقول بوضوح أن مصلحة لبنان مرتبطة عضويا ً بمصلحة سورية وتحتاج أفعال لا أقوال , كان عليه أن يقول له أن مصلحة سورية وقوتها في حفاظها على لبنان موحد وحر ومستقل , وأن مصلحة سورية في علاقتها مع محيطها العربي , وأن مصلحة سورية ليست كلها في السلة الإيرانية , وأن مصلحة سورية في أن تكون محركة وفاعلة في الأحداث لا أن تكون ورقة بيد هذه الجهة أوتلك , وأن مصلحة سورية في تدعيم وتطوير التضامن العربي , ومصلحة سورية تكمن في الحفاظ على الصف العربي والموقف الواحد تجاه الحرب والسلام وهناك الكثير من عناوين المصلحة المفقودة التي لها صلة في مصلحة سورية ولبنان والعرب والغائبة عن تفكير الرئيس.!.
كان عليه أن يمتحن صدق وإنسانية ونهج الرئيس بسؤال بسيط للغاية وهو :كيف ومن يحقق الإنتصار؟ وعليه فإن الشعب الذي يعيش تحت حالة الطوارئ لعقود والقانون (49) الذي يحكم بالإعدام على كل مسلم يعبر عن رأيه !, ماهو تبريرالعلاقة مع إيران والمقاومة اللبنانية وهم بالمحصلة إخوان مسلمون لكن كل على طريقته ؟, وهو يحكم بالإعدام عليهم في سورية ؟!, كان على الإعلامي أن يحاول أن يساعد الرئيس على إزالة هذا التناقض في التفكير وفي التقريرليقترب من الإنسجام والإستقامة مع نفسه وشعبه , كان عليه أن يقول له أن خطابك يمكن أن يكون له معنى مسموعا ً عندما تكسب الشعب السوري , وهذا يعني أن تغلق الملفات التي خلفتها المرحلة الماضية قانونيا ً وإنسانيا ً, ملفات تخص عشرات الألوف من السوريين ,ملفات سياسية وإنسانية ,ويمكن حسمها إذا أردت لخطاب التحرير هذا أن يكون له قيمة وتأثير في الواقع السوري , ملفات أكثر من خمسين ألفا ً من الشهداء في حلب وحماة وجسر الشغور وكل المدن السورية , وهناك ملفات أكثر من 17 ألف مفقود ,مامصيرهم ومصير أطفالهم وعوائلهم ؟, إلى عشرات الألوف من المهجرين في أصقاع الدنيا ,وهذه ملفات أساسية في الحرب والسلام وأبدى الشعب السوري مسؤولية عالية على حسمها , وماذا عن ملف الحريات الذي هو المقدمة الأساسية للإنتصار ؟, وعليه يجب أن تنتقل من التعامل البوليسي مع الشعب إلى مستوى إحترام حريته وهذا يتطلب إطلاق سراح من تبقى أحياء وإصدار بيانات وفاة للذين استشهدوا في السجون وأطفالهم وعوائلهم لاتعرف هم في عداد الأحياء أم الأموات من سجناء الحرية والرأي من أحداث الثمانينات من القرن الماضي إلى ربيع دمشق إلى عارف دليلة ....إلى مثقفي سورية ..إلى ميشيل كيلو ومن بعده والقائمة في ازدياد , أي السماح بالتعددية والديموقراطية واحترام رأي الشعب , يجب أن يقول له بصراحة أن خطابك أيها الرئيس ! له معنى فقط إذا أصلحت علاقتك مع الشعب واعتمدت سلوك الصدق معه والإنفتاح عليه وتقويته واحترام كرامته وتقوية الجيش وإعادته للدفاع عن الوطن وردفه بدعم شعبي منظم تحسبا ً للمستقبل .
كان عليه أن يقول له بصراحة أن بداية طريق الإنتصار تبدأ من الشعب وتنتهي وتتحول إلى إنتحارعندما يحاصر الشعب , وأن تاريخ سورية ودورها أكبر بكثير من أن تكون ورقة تتقاذفها المصالح الإقليمية , وأن الجولان أرض عربية سورية وهي مسألة شعب وهوية وحقوق وكرامة لايمكن وليس من المصداقية والوطنية السكوت الذليل عنها إلى الأبد , وأن موازين القوى هي مادية وليست خطب رنانة ونصائح انتحارية لشعب أوصله القمع والفساد والفقرإلى خيار اليأس والتطرف يتاجر به النظام في بورصة الإرهاب, كان عليه أن يقول له بصراحة أن موازين القوى التي بيد سورية الأسد شبه معدومة, وأن العراق محتل وأن العدوان دمر لبنان أكثر من مرة وأن الفلسطينيين أصبحوا أيتام محاصرين من الداخل والخارج ونصف أعضاء سلطتهم في سجون السلام الذي تتسوله الآن ,وأن الإتحاد السوفيتي قد انهاروأن ميلوزوفيتش قد توفي في السجن وأن العالم أصبح وحيد القطب وأن المنطقة العربية على أبواب سايكس بيكو 2006 وأن النظام الدولي منهار, وأن الكرامة تفرضها موازين القوى على الأرض وليس الإستقواء بهذا الطرف ولا الإستجداء من ذاك الطرف ,وأن طقوس الحرب الباردة وتوازناتها قد ولت وأصبحت من الماضي .
وحول لبنان كان عليه أن يقول له بصراحة أنكم بقيتم فيه عشرات السنين وبماذا خرجتم منه ؟ عليكم احترام لبنان وسيادته ووحدته وخيار شعبه لأنه خاصرتكم الموجعة ,وبالتالي من مصلحة سورية أن يعتذر الرئيس عن الخلل الماضي في العلاقة وأن يفتح صفحة جديدة من العلاقات معه وأن يهنئ الشعب اللبناني بصموده أمام العدوان ويمد له يده لكن لا لضربه هذه المرة بل للسير سويا ً على طريق العزة والكرامة والبناء, وأن مصلحة سورية هي في وجود لبنان وطني ديموقراطي غير طائفي في محيط عربي بعيد عن الإستقطابات المضرة بمصلحة سورية والعرب , وأن لبنان الموحد الحرهوعامل قوة أكثر من لبنان الوصاية والهيمنة التي لم تنتج سوى الضرر له ولسورية ولفلسطين وللعرب جميعا ً.
وكان عليه أن يقول له بصراحة أنه ليس من مصلحة سورية والعرب بأن يحشرها في حالة خيارمفاضلة بين العرب وإيران ,وأن إيران لها استراتيجيتها وتعمل لمصالحها وهذا حقها , لكن ليس من الحكمة أن تهدد العرب بعلاقتك مع إيران , ولاشك أن قوة إيران لها وهذا لايضر العرب , ولكن يضر سورية والعرب بالسماح لها بأن تلعب بالتناقضات الموجودة لمصالحها على حساب الارض العربية والدم العربي.
كان عليه أن يقول بصراحة يجب أن تعتذر أو تفسر للشعب السوري ويبيض السجون ويقر بالديموقراطية والإصلاح واحترام كرامة الشعب ,ويعتذرمن الشعب اللبناني والعربي ويفسر لهم ماالذي دفعه لإتهام أكثر من نصف لبنان الذين يمثلون الشرعية المنتخبة بالعمالة , رغم أن الشرعية مفقودة في العالم العربي وفي سورية أولا ً ,وغير مقبول إتهام أكثر الدول العربية التي وقفت بجانبك في كل الأزمات بأنهم كسوروأنصاف رجال والباقي متفرجون , كان عليه أن يذكره بأن مصر عظيمة بإنتماءها العربي وبتاريخها وأن اللحظة الراهنة هي شاذة وعرضية ,وأن السعودية معروف دورها على مستوى العلاقات الثنائية والعربية وصبرت كثيرا ً على تخبطكم ,وكرئيس لسورية يجب أن لايسقط الظروف الراهنة على التاريخ والجغرافيا ووحدة الإنتماء والمصير.
وللسيد الإعلامي نقول : أن المعارضة السورية وطنية ويعرفها الخارج والداخل وبشار أسد أولهم وغريب أنه يجهل ذلك , أم هي لحظة نفاق جمعته مع الرئيس , وأن السيد عبد الحليم خدام مواطن سوري دفعه حرصه على الوطن بأن ينشق عن الإستبداد ويقف في صف الشعب وهذا فخرا ً له وعارا ً على الذين لم يرجعوا إلى صف الشعب والوطن , وأن جبهة الخلاص الوطني التي تضم كل القوى السياسية العربية والكردية السورية ومنهم الإخوان المسلمين هم وطنيون مخلصون غطاؤهم الوطن ويعملون للحفاظ على حريته ووحدته ومصالح شعبه وأن النظام والرئيس على رأسه هم الذين يغطيهم الخارج منذ أكثر من أربعين عاما ً , وخطاب الرئيس الذي كشف كل عورته الفكرية والوطنية والقومية سببه هو قرب رفع الغطاء الخارجي عنه , وبالمجمل ستكون المعارضة السورية مدينة لك ولكل الإعلاميين الذين يتقاطرون على قصرالرئيس لو حاورتوه وحصرتموه وجدانيا ً ووطنيا ً وأقنعتموه بالإنضمام إلى صف المعارضة والشعب وستتعامل مع الموضوع بمنتهى الإحترام والحرص , لكن المصيبة هو من يرى الإنحراف ويستمر فيه ويتحجر في الفساد والعجزوتتخشب عواطفه وإنسانيته تجاه شعبه , ولايجوز وخاصة ً من قبل إعلامي أن يكيل التهم جزافا ً ,وبحسن نية نكرر الكلام المعروف : أن الإنسان عدو مايجهل ..!.
بقي أن نقول : في هذه الظروف يبدو أن الرئيس السوري لم يعد ينظر إلى الوراء أبدا ً خوفا ً منه أولا ً ولاينظر إلى الواقع هربا ً منه ثانيا ً, ولاينظر إلى المستقبل عجزا ً في التفكير وقصورا ً في النظرثالثا ً , وكل مايفعله هو المراهنة على المساومة والتبصير, ولاينظر إلى سورية ولبنان إلا من موقع الأسير , أسير عقدة تراكم الأخطاء والأخطار وتصويرها له من قبل المحيطين به من بطانة المنافقين على أنها لحظات انتصار ,ويمشي مختالا ً بوهمه على حساب بؤس الشعب السوري ومأساة الشعب اللبناني والفلسطيني والعربي كله , ولم يدرك ولم يتجرأ أحد من المحيطين به أو بعض الإعلاميين الذين يلتقون معه أن يقولوا له توقف قليلا ً ياسيادة الرئيس عن الخداع والتضليل ,وفكر قليلا ً بشعبك وخذ قليلا ً من العبرة من الذين سبقوك على هذا الطريق ,وأفق من الوهم لأنك وسط الحريق , وارجع إلى شعبك وإن لم تملك من الشجاعة مايساعدك على ذلك , استقيل واترك هذا الشعب يقررمستقبله ويحافظ على ماتبقى من أرضه وكرامته , فكر بسرعة أيها الرئيس الآن : إن أمامك هامش ضيق جدا ً من التفكير والوقت ...والعبرة لمن اعتبر في الوقت المناسب , والتاريخ مليء بالنادمين بعد فوات الأوان ...!.
د.نصر حسن
24 .آب ,2006
#نصر_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟