عزيز سمعان دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 7086 - 2021 / 11 / 24 - 00:37
المحور:
المجتمع المدني
غالبًا ما نقدّر دور الأهل أو المربين على الإنجازات الرائعة التي حققوها مع الأولاد الموهوبين وذوي الذكاءات العالية، في حين أننا عادة لا نُدرك عظم المجهود الذي يبذله الأهالي والمربون مع الأولاد الذين تقيّدهم إعاقات أو محدوديات (أي ذوي التحديات) الجسديّة والعقليّة إذ لا نُقدر المجهود والمتابعة اليوميّة، بل الرعاية المتفانية على مدار الساعة، بل على مدار ثواني اليوم كلّه في مواجهة التحديات العظيمة التي يتخطونها مع أولادهم.
عندما يُحقق الأولاد الموهوبون (الذين تمتعوا بصحة أوفر أو ذكاء أعلى) أعلى النتائج والإنجازات ويتألقون في الجامعات والأكاديميات ويرتقون إلى أعلى المراكز لصنع مستقبل أفضل، علينا أن نكرّم الأهلَ والمربّينَ لأنهم قاموا بعمل رائع.
وعندما تمُر السنوات الطويلة في رعاية الأولاد أصحاب التحديات والذين تلُف حياتهم المحدوديات، وعندما يسير الأهل معهم كلّ مسيرة الحياة في طريق السلامة والأمان والحفاظ على حياتهم وسلامتهم، والعمل على دمجهم في المجتمع بالرغم من صعوباتهم ومحدوديات إمكانياتهم وضآلتها، حقًّا عندما يبذل الأهالي والمربون هذه المجهودات العظيمة حتى وإن كانت النتائج غير لامعة أو غير متألقة، علينا أن ندرك أنهم قاموا بعمل بُطوليّ غيَّرَ ويُغيّر مصير هؤلاء الأطفال "الأقل حظًا" للأفضل.
فكلّ مجهود ومتابعة مع الأطفال مهما كانت إمكانياتهم، هو عمل مبارك ويعتبره الرّبّ كثيرًا جدًا، إذ أنه علمنا وأظهر لنا أهمية رعاية الأطفال والذين بحاجة لدعم أو لوصاية عليهم "فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ الأَطْفَالَ أَيْضًا لِيَلْمِسَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمُ التَّلاَمِيذُ انْتَهَرُوهُمْ. أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ» (لوقا 18: 15-17).
#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟