|
القضية الكردية في ندوة - دهوك -
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 7080 - 2021 / 11 / 17 - 20:45
المحور:
القضية الكردية
في ندوة " منتدى السلام ، والامن في الشرق الأوسط " المنعقدة في السادس عشر من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري بالجامعة الامريكية – دهوك ، وبمشاركة رؤساء العراق ، وإقليم ، وحكومة إقليم كردستان العراق ، وشخصيات قيادية، واكاديمية ، نالت فيها القضية الكردية باالعراق ، والمنطقة ، الحظ الاوفر من البحث ، والتمحيص ، والتقييم ، خاصة في مداخلتي رئيسي الإقليم ، والحكومة ، حيث قام الصحفي في جريدة الغارديان البريطانية والمشارك بالندوة - مارتن تشولوف – بتوجيه الأسئلة المركزة حول مختلف القضايا ، وبالأخص حول الجوانب المختلفة المتعلقة بالقضية الكردية بشكل عام . . ليس خافيا حجم الضعف المعرفي في الساحة الكردية عموما ، وافتقار جميع التعبيرات السياسية الحزبية ، والثقافية الى المتابعة النظرية العلمية ، حول طبيعة وتطورات الفكر القومي الكردي ، وحوامله الطبقية والاجتماعية ، ومصادره التاريخية الجامعة ، وخصوصياته في كل جزء من أجزاء كردستان ، بعد موجتي التقسيم الأولى في القرن الخامس عشر ، والثانية في القرن العشرين ، واللتان حولتا عمليا وعلى أرض الواقع ( الامة الكردية الى شعوب كردية ) موزعة بالنهاية في أربعة دول ، بثلاثة لغات ، وثقافات ، وحضارات ، كانت ومازالت طاغية ، مما تأثرت بها ليست الثقافة القومية الكردية فحسب ، بل مجمل جوانب الحياة الاجتماعية ، والسياسية ، والتي بدورها عززت خصوصية كل جزء ، ووسعت الفجوة بين كرد الأجزاء الأربعة ، والتي لايراها الكثيرون من العاملين في الحقل القومي ، والتنظيمات الحزبية ، والذين يستخدمون مشاعرهم الشخصية المغالية ، بدلا من عقولهم ، لاستغلال عواطف الجمهور لمكاسب آنية ، هذه هي الحقيقة الأولى . اما الحقيقة الثانية فهي شبه انعدام مراكز البحث ، والتحليل ، المستقلة في الساحات الكردية عموما ، وفي إقليم كردستان العراق الفيدرالي المدار من قبل شعبه بشكل ديموقراطي خصوصا ، وكذلك في سلطة نفوذ – ب ي د – ببعض المناطق الكردية السورية ، وحتى لو وجدت تكون اما حزبية ، أو من دون مضمون ، خال من أصحاب النهج العلمي النقدي ، والمفكرين المختصين بالفكر القومي الكردي ، ومن المتمتعين بالجرأة الأدبية ، ويصح هنا التساؤل المشروع : لو لم يكن ذلك الصحفي الأجنبي البريطاني العامل في منبر أوروبي شهير ، هل كان بالإمكان ابداء كل من رئيسي الإقليم ، والحكومة موقفيهما بشأن المسائل الموضوعة من دون مبرر وأسباب تذكر ، في خانة – الحساسية – أو الامتناع عن اثارتها ، مثل القضية الكردية في العراق ، والاجزاء الاخرى ، والعلاقة مع بغداد ، ومستقبل العراق ، والموقف من الجوار ، خصوصا الأنظمة في الدول التي يتوزع فيها الكرد؟ . ومايدفع الى الاستحسان ، وفي احدى الحالات النادرة بتاريخ مسؤولي الإقليم الكردستاني ، المعروفين بالتكتم ، يتصدى أرفع القادة في تلك الندوة لمهمة ابداء الرأي بشفافية بالغة ، والاجابة على تساؤلات لم تكن مباحة للطرح والاجابة سابقا عبر وسائل الاعلام ، والبث المباشر ، مما قد تشكل الضوء الأخضر ، لتداول ، تلك القضايا علانية من جانب المسؤولين الاخرين ، والاكاديميين ، وأصحاب الاختصاص ، وان تكون إشارة مشجعة لاعادة الاعتبار لمؤسسات حوارية عريقة مثل ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) باربيل ، وقيام وتعزيز ، مراكز أبحاث علمية حوارية مستحدثة في الإقليم . حول قضايا النقاش المثارة بالندوة. شملت الندوة التطرق الى العديد من المسائل التي تتعلق بالامن والاستقرار بالمنطقة ، مثل المياه ، والعلاقات بين الدول ، واحلال السلم ، والاستقرار ، والتحالفات ، والحوار السلمي ، والمفاوضات السلمية ، والمهاجرين ، والنازحين ، وحصة الإقليم بالموازنة العراقية ، وآثار جائحة كورونا ، وفرص العمل في ظل الكابينة التاسعة الراهنة ، والمشاكل الاقتصادية الراهنة ، والتحديات القائمة امام الحكومة ، والعلاقة بين أربيل وبغداد ، وتقصير حكومة المركز في ارسال موازنة ١٢ شهرا من حصة الاقليم ، وان الإقليم يتمنى الاستقرار لسوريا ، واخذ مصالح كل الأطراف بعين الاعتبار ، ولكون السلطة الحاكمة في بعض مناطق غربي كردستان بايدي – ب ك ك ، فان اللاجئين الكرد السورييون لايرغبون بالعودة ، كما أثيرت مسألة الانسحاب الأمريكي العسكري من المنطقة ونتائجها وتأثيراتها . وما يؤخذ على الندوة عدم توقف المداخلين الرئيسيين ( رئيسا الإقليم والحكومة ) على مسألة الاقوام ، والمكونات غير الكردية ومن السكان الأصليين في كردستان العراق مثل التركمان ، والكلدان ، والاشوريين ، والارمن ، والعرب ، وقد يكون ذلك لاسباب محض فنية . القضية الكردية من حيث الجوهر كان هناك تكامل بالنظرة الى قضايا الكرد بالعراق وبمختلف الدول المقسمة لكردستان وذلك بالمحاور ، والجوانب التالية : أولا – الكردي خلق كرديا ، واضطر ان يصبح عراقيا ، او تركيا ، او سوريا ، او إيرانيا ، من دون ارادته ، او اختياره ، فعندما تعرض الكرد ووطنهم التاريخي كردستان ، للتقسيم الأول بين الامبراطوريتين العثمانية ، والصفوية اثر معركة – جالديران – حصل ذلك بإرادة الأقوياء ، وبقوة السلاح والسطوة ، والنفوذ ، ولدى عملية التقسيم الثاني اثر اتفاقية سايكس – بيكو ١٩١٦ ، أضيف الى الكرد انتماءان جديدان وهما : العراقي ، والسوري من دون ارادته ، بل حتى من دون إرادة العراقيين العرب والسوريين العرب بل فرض ذلك فرضا من قوى الاستعمار الأوروبي . ثانيا – منذ قرارات وفعل التقسيم الأول والثاني ، توزع الكرد بين بلدان أربعة ، واضفيت على قضيتهم القومية الصفة الوطنية ، وأصبحت ضمن اطار متوازن متكامل ، وتأثيرات متبادلة إيجابية بين القومي ، والوطني ، فلاحل نهائي ، وشامل ، وعادل ، للمسالة القومية الكردية ، من دون تحقيق نظام ديموقراطي ، تعددي ، توافقي ، وهذا يطرح مسالة كون القضية الكردية في كل بلد جزء عضوي من القضية الوطنية الديموقراطية ، تؤثر فيها ، وتتأثر بها . ثالثا – الأولوية في قضايا الكرد ببلدانهم ، للتحالفات الداخلية ، والنضال المشترك مع القوى الديموقراطية ، من اجل التقدم ، والتغيير ، وإزالة الدكتاتورية والاستبداد ، والشراكة العادلة في الحكم و، والقرار ، والسلطة ، والثروة ، وذلك بكل شفافية ووضوح ، وعلى قاعدة البرامج الموثقة ، والعقود السياسية ، والاجتماعية الثابتة الملزمة . رابعا – مبدأ حق تقرير مصير الشعوب ، هو المنطلق الاستراتيجي للقضية الكردية بكل مكان ، وبحسب تجارب الشعوب ، والتجارب الكردية بالذات ، يمكن تجسيد هذا المبدأ ، وتحقيقه بإحدى الصيغ المتوافق عليها ، ( استقلال – كونفدرالية ، فيدرالية – حكم ذاتي – إدارة محلية – دوائر قومية ..الخ ) وفي الحالة الموضوعية الراهنة ، والجيوسياسية ، للقضية الكردية عموما فان من مصلحة مجموع الكرد إيجاد احدى تلك الصيغ والتوافق عليها ، في اطار وحدة البلدان . خامسا – القضية الكردية وبما انها في صلب القضايا الوطنية الداخلية للبلدان الأربعة ، فلابد من ايلائها الأهمية اللازمة ، بالاعتراف أولا بوجود ، وحقوق الكرد ، كشعب وقومية من سكان البلاد الأصليين ، وتلبية مايطمحون اليه حسب ارادتهم الحرة في إقرار مصيرهم الإداري ، والسياسي ، وتثبيت ذلك بدستور البلاد ، لضمان وجودهم ومستقبلهم . سادسا – حل القضايا الكردية في بلدانهم على هذا الأساس ، من شأنه توفير الامن ، والاستقرار ، والسلم الأهلي ، والتفرغ للتنمية الاقتصادية ، والاجتماعية ، واستخدام خيرات البلدان لصالح رفاهية الجميع ، والقضاء على كل مظاهر الإرهاب والتطرف ، تحت اية عناوين كانت .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة أولية لوثيقتي - التطبيع العربي - مع النظام السوري
-
شعوب الشرق الأوسط والقلق المشروع
-
شركاء السطو على الشرعية في سوريا : النظا
...
-
نداء برسم الاشقاء في أربيل قبل فوات الاوان
-
في تصدعات أحزاب المجلس الكردي
-
كردستان العراق : من القومية الى الثنائية الوطنية
-
هل بقي مايجمع بين عامة الناس والنخب الحزبية
-
القضية السورية في ذروة التجاذبات الخارجية
-
نيجيرفان بارزاني من البحث عن الهوية الى تجسيدها
-
قراءة في ظاهرة التجارب الفاشلة
-
- اللاثابت - في المتحول الأمريكي ( كرديا )
-
محاولة في فهم مجريات ومآلات الحدث الافغاني
-
حراك - بزاف - ماله وما عليه
-
مبادرة حراك - بزاف - لترتيب البيت الكردي السوري
-
الحدث التونسي اختبار اضافي لطبيعة الفئات المثقفة
-
نصف قرن ونيف على كونفراس الخامس من آب
-
إشكالية الدعم الخارجي للحركات التغييرية - بزاف - نموذجا
-
- سلطات الامر الواقع - صناعة - أسدية -
-
تعقيبا على - هاشتاك - مظلوم عبدي من يعتر
...
-
الامازيغ في صراع نظامي المغرب والجزائر
المزيد.....
-
عاجل | حماس: قطاع غزة دخل فعليا مرحلة المجاعة في واحدة من أس
...
-
عضوان بالكونغرس يهددان الأمم المتحدة بعقوبات بحال التحقيق ضد
...
-
مقتل صحفي مع أسرته بقصف على خانيونس استمرار لنهج إسرائيل في
...
-
يونيسف: استشهاد ما لا يقل عن 322 قاصرا في غزة منذ استئناف ال
...
-
الاحتلال يفرج عن مصطفى شتا بعد اعتقال إداري دام عاماً ونصف ف
...
-
17 شهيدا بغزة والقطاع يدخل مرحلة المجاعة مع إغلاق المخابز
-
إسبانيا.. عمليات تفتيش واعتقال ضد متهمين على صلة بحزب الله
-
اليمن مفخرة حقوق الإنسان (2من3)
-
قوانين جديدة تخص طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم
-
الأونروا: تعمد إضرام النار بمقرنا في القدس تحريض مستمر
المزيد.....
-
“رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”.
/ أزاد فتحي خليل
-
رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر
/ أزاد خليل
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
المزيد.....
|