أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم














المزيد.....

العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 20:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كشفت وزارة العمل الامريكية قبل يومين من ان عدد العمال الذين تركوا وظائفهم في نهاية أيلول كان 4.4 مليون ,وهو الأعلى منذ 20 عاما , وهو أيضا أكبر من اعداد الذين تركوا وظائفهم في نهاية اب والبلغ 4.3 مليون عامل , او ما يقارب 3% من عدد الايدي العاملة , فيما بلغت حاجة السوق منهم 10.4 مليون عامل. وزارة العمل ذكرت ان حصة قطاع المطاعم والفنادق والبارات من الذين تركوا أعمالهم بلغ 892 إلف , 721 الف عامل من قطاع باعة المفرد , 706 الف من عمال المهن , و534 الف من عمال قطاع الرعاية الصحية.
السواد الأعظم من الذين تركوا أعمالهم هم من العاملين في القطاعات ذات الأجور المنخفضة , وبذلك عد الاقتصاديون ان هذه الظاهرة , هي ظاهرة صحية للعمال وللاقتصاد الوطني. صحية الى العمال كون ان من تركوا أعمالهم في هذا الوقت من السنة كان سببه هو الشعور الكامل لديهم بالاطمئنان بالعثور على عمل جيد وأحسن من الحاضر , خاصة وان هناك ما يقارب 100 فرصة عمل لكل 75 عاملا , وبذلك أصبح للعمال الحرية باختيار العمل الذي يعتقد انه أحسن من حيث الراتب ومن حيث الموقع , ومن حيث شروط العمل. صحي للاقتصاد الأمريكي , لان حصول العمال على رواتب مجزية يزيد من الطلب العام على السلع والخدمات , يدعم النمو الاقتصادي , ويقلل الفجوة بين الفقراء والاغنياء.
المشكلة التي تقلق الاقتصاديون هو ان ازدياد طلب الاعمال على الايدي العاملة وعدم استجابة العرض له , حيث ان الإعلانات عن الحاجة للعمال قد ظهرت من اقصى شرق البلاد الى اقصى غربها , ومن قطاعات اقتصادية مهمة مثل الصناعة , شركات الشحن , البناء , ومعلمي المدارس , إضافة الى المطاعم والفنادق , على الرغم من استعداد إدارة الشركات الى دفع أجور اعلى من الحد الأدنى من الأجور.
ان سبب عدم استطاعة الاعمال الى جذب ما يحتاجونه من العمال يعود الى ان الكثير من العمال يقومون بمهمة رعاية أطفالهم وعدم استطاعتهم دفع أجور الحضانة او الروضة , الأخرون ما زالوا يخافون من عدوى كورونا وفضلوا البقاء في البيت , خاصة أولئك الذين ليس لديهم المناعة الكافية للوباء, فيما ان اخرون فضلوا البقاء بدون عمل ويعيشون على ما ادخروا من مال.
الاقتصاديون , ينظرون الى ظاهرة ترك العمال لعملهم , وان كانت ظاهرة صحية , الا انهم يتخوفون من ان تستمر هذه الظاهرة والتي سوف تنعكس سلبا على العملية الإنتاجية , زيادة أسعار السلع والخدمات , تأخير شحن البضائع, واختناقات في سلسلة التوريد. بالحقيقة , ارتفاع الأسعار أصبحت هذه الأيام ظاهرة تغطي العالم , وان البنوك المركزية تعمل بكل ما لديها من أدوات من تخفيف حرارته. ارتفاع كلفة الشحن كانت واحدة من أكثر الأسباب.
كما وان الذين تركوا أعمالهم من اجل عمل أحسن من ناحية ظروف العمل والأجور سوف يحتاجون الى تعلم خبرات جديدة , وبذلك فان هذه الظاهرة سوف تضيف ضغط كبير على المعاهد والكليات ,خاصة منها التقنية. راتب عامل تصليح السيارة اعلى من راتب عامل في المطعم او في فتدق , وحتى تستفاد هذه الشريحة من سوق العمل التي تتيح لهم ظروف أحسن عليهم التعلم على كيفية تصليح خلل السيارات , وهذا لا يمكن تعلمه في يوم وليلة وانما يحتاج الى الانضمام الى أحد المعاهد تعليم صيانة السيارات.
ظاهرة ترك العمال لعملهم من اجل العثور على عمل أفضل هذه الأيام في الدول الصناعية بدون شك سوف تؤثر سلبا على اقتصاد العالم الثالث على شكل ارتفاع أسعار استيراداتهم من هذه الدول , وبذلك تضيف ضائقة مالية جديدة الى قائمة ضائقتهم , وعليه , فان الاخيار لهذه الدول هو التركيز على صناعاتهم المحلية او اختيار دول لم تصلهم بعد هذه الظاهرة. ان البلد الذي لا يستطع توفير طعامه , عاجلا او اجلا , سوف يكتوى من حرارة ارتفاع أسعار المواد الضرورية. وخير دليل على ذلك , هي موجة الغلاء التي ضربت الأسواق العراقية هذه الايام. فحسب ما جاء في تقرير "صحيفة المدى " العراقية ان, أسعار المواد الغذائية ارتفعت في الأسواق المحلية بصورة جنونية , حيث ارتفع سعر كيس الطحين من 15 الف دينار الى 45 الف وعبوة الزيت من الف الى 3 الاف دينار وكيلو السكر من 750 دينار الى 1500 دينار واللحوم الحمراء من 8 الالف دينار الى 12 الف دينار للكيلو الواحد والدجاج من 6 الاف دينار الى 10 الاف دينار وطبقة البيض من 3 الاف الى 7 الاف دينار.
العراق لا يستورد اللحوم الحمراء او البيض من الولايات المتحدة او من اليابان او من المانيا او فرنسا , ولكن أي حدث سالب او موجب في اقتصاديات هذه الدول خاصة اذا كان الحدث يشمل اغلبها فان تأثيرات ذلك الحدث لا يبقى في مكانه وانما ينتقل بسرعة الى بقاع العالم. على سبيل المثال , فان ارتفاع أسعار المواد الداخلة في اطعمة الحيوانات في الأسواق العالمية سوف يؤدي الى رفع كلفة انتاج الدجاج , البيض, اللحوم الحمراء على منتجين هذه السلع, وبالتالي ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية. يضاف الى ذلك فان المشتري لمواد الداخلة في اطعمة الحيوانات سوف لن يكن له خيار التحول من مجهز عالمي الى اخر, كون ان ارتفاع الأسعار سوف يشمل جميع الأسواق العالمية.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الاستثمارات الخليجية في العراق طبخة للبننته؟
- و تبين ان العراق كان مربط خيول ال سعود!
- تاثير محاولة اغتيال السيد مصطفى الكاظمي على مستقبل العملية ا ...
- لا تحضر و لا ازدهار بدون احترام الفن والمواهب
- لماذا هذا الرد السعودي القاسي ضد لبنان ؟
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من شروط التنمية الاقتصادية
- اسعار النفط تتصاعد في الاسواق العالمية .. كيف على العراق الت ...
- على الحكومة العراقية التفكير بتوفير فرص عمل لا التفكير باضرا ...
- في نظام السوق .. الدولة تراقب ولا تتدخل في شؤونه
- الملكية الفردية في نظام السوق
- التحديات الاقتصادية للحكومة العراقية الجديدة
- الحماية الكمركية لا تحمي سوق العمل
- هل استطاع نظام السوق القضاء على ظاهرة الاحتكار؟
- الاسعار تتصاعد حول العالم ..فما هو السبب؟
- من المتوقع انتعاش الطلب على الايدي العاملة في العراق عام 202 ...
- مؤشرات عافية الاقتصاد الوطني
- جائحة ارتفاع اسعار الطعام بعد جائحة كورونا
- المواطن العربي يتحدث عن كورونا
- طقوس عاشوراء باقية , فلماذا هذا الاصرار على محاربتها ؟
- كيف تفشل التنمية الاقتصادية للاوطان ؟ غيب الامن مثلا


المزيد.....




- ألمانيا.. حزب شولتس يرشحه رسميا للمنافسة على منصب المستشار
- انخفاض أسعار الذهب الأسود بعد موجة ارتفاع
- في البحرين.. سياحة فن الطهي تعزَّز التنوع الاقتصادي
- توقف صادرات الغاز الإيراني الى العراق بالكامل
- عالم روسي: الغرب يطرح مشكلات علمية زائفة من أجل الربح
- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد رضا عباس - العالم يدفع فاتورة ترك ملايين الامريكان اعمالهم