أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - لماذا نقد الماركسية وليس الرأسمالية















المزيد.....

لماذا نقد الماركسية وليس الرأسمالية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 20:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لماذا تلام الماركسية على مآسي الأحزاب التي تسمى اشتراكية؟ هذا سؤال وجيه يدفع إلى سؤال آخر من حيث علاقته بالماركسية يدفعنا إلى طرح السؤال التالي: لماذا الماركسية هي المشكلة وليس الرأسمالية؟
ارتباطا بالأحزاب اليسارية (الإشتراكية سواء في شقها السوفياتي أو شقها الآخر في ممارسة الأحزاب الإشتراكية الأخرى في بقية العالم بشكل تحول قادة البعض ممن وصلوا إلى الحكم من كونهم ثوريون اشتراكيون إلى قشيب بذلة عسكرية مرقعة بالنحاس لا رائحة فيها للإشتراكية، الغريب في هذه القشة من الإشتراكيين المبتذلين هو في وراثة الحكم، من يرث الزعيم الأول؟
الذي يرثه هو الزعيم الثاني أو الثالث الذي أصلا كان أقل درجة من الزعيم الأول، لنتصور هذا المشهد: لينين زعيم يتميز بأمور خاصة : مفكر، عبقري، فيلسوف وذي كاريزما وغير ذلك من الاوصاف التي يتحلى بها، في الاخير هو رجل يحسب له الف حساب، تصور سيخلفه في الحكم رجل كان مجرد كاتب لتقارير صحفية في البرافدا (إن هذا الأمر مخل لمبدأ المساوات في الترشح فمبدأ الأولية للأقدم المراكم لنضال الحزب يقتل عبقرية المناضل الجديد الطموح لأن الوريث بالأقدمية النضالية سجن عبقرية هذا الطموح، لذلك لا نجد شاب في حزب شيوعي بعمر لينين والقول هذا مني مقصود)، نعم كانت للذي خلف لينين أدوار أخرى في الثورة وإبان حكم لينين لكن لم يكن قط الرجل الثاني بعد لينين، لكن هذا السرد لا يوضح تماما القصد وإن كان يستئنسه. في الأنظمة الوراثية عادة يكون وريث الحكم معلوما ويتم تهيئته وفقا لذلك وقد يكون احسن من الذي اورثه الحكم وقد لا يكون لغباء بيولوجي فيه والحال ان النظام الحزبي يماهي في التوريث هذه الخاصية لكن لا يهيأ موضوعيا للتوريث بسبب من النظام الداخلي للأحزاب فقد يصوت المؤتمر لشخصية أخرى غير تلك التي مثلت نائب السكرتير العام، هذا في الأحزاب التي لها قاعدة ديموقراطية نسبية، لكن في هيكل حزبي رائع كالاحزاب الإشتراكية العربية والشمال إفريقية فأغلب مؤسسيه من الكهلة (شيوخ بمتوسط عمر ما فوق السبعينات) في كل مرة يختار واحد منهم يثير إشكالية هامة: إذا كان الزعيم الاول أذكى وادهى من كل الثلة فإن الورثة المتبقون من اعوان المقبور (الرئيس او السكريتير العام الأذكى) هم بالتأكيد حثالة الحزب ممن ورث نجمات نحاسية عسكرية (أقصد هنا الاحزاب التي وصلت إلى السلطة مثل ما حصل بكوبا والجزائر وغيرهم مع وضع استثناءات خاصة لا يمكن مناقشتها بالتعميم) والإستثناء هذا الذي وضعته بين قوسين يخص الأنظمة "الملكية الشيوعية أو الإشتراكية" مثل سوريا وكوريا حيث الزعماء في هذين البلدين يورثون ابناءهم وليس نوابهم من تريكة اعوانهم (حصل نفس الأمر بكوبا لكن بشكل تفاوتي خارق: سبحان من يشبه وزن الدول في الإيقاع المسيقي : كوريا وسوريا، نظام ملكية "شيوعية" في كوريا وملكية "اشتراكية بعثية" في سوريا، واعوان الحزب في البلدين لا زالوا يمارسون مهنة عون حتى الآن.
مالذي بقي من عبقرية بومدين في الجزائر؟ تبون؟ الله اكبر . لكن تبون هنا هو فقط الواجهة المدنية لنظام اشتراكي مرصع بتلك النجوم النحاسية كصدر شنقريحة الذي في عمر 90 سنة يرسل إلى التقاعد لواءات أقل منه عمرا بعقدين أو أكثر .
حاول الشاذلي بن جديد إنقاذ الجزائر حين سمح بانتخابات نزيهة في الجزائر وهذا لا يثمنه المثقف الجزائري اليساري، نعم لقد انتزعت منه السلطة كمثقف حركة التحرير الجزائرية بنجاح الإسلاميين في تلك الإنتخابات لكن لم يكن الامر يستحق عشرية كاملة من القتل والفوضى فقط لان حزب إسلامي نجح والحال ليس هذا هو موضوع مقالي بل سأختصر الموضوع في الجملة التالية: كان شعار الاحزاب الإشتراكية هي تهيئ الطبقة العاملة لكي تأخذ ريادتها في قيادة الثورة (هذا هو الخط اللينيني). مختبر جبهة التحرير الجزائرية لم تخلق لنا ذلك الثوري البروليتاري الذي سينقلنا إلى الشيوعية المباركة بل خلقت دولة ريعية تتباهى بالإتفاقيات والإنفاقات العسكرية مع الصين وروسيا وليس بالإستثمار الإقتصادي الصناعي معهما (الحال حتى الإنفاق العسكري لم يثمر قوة عسكرية بل هو عبارة عن ارقام مالية نصفها إلى جيوب الجينيرالات والدليل هو أن النظام الملكي المغربي الراسمالي لم يعر لاستفزازاتهم ادنى اهتمام).
الإشتراكية ليست هي توزيع ريع النفط على السكان
هذا السرد كان لسبب بسيط انطلاقا من التجربة السوفياتية وصولا إلى "الممالك الشيوعية" باختلافاتها التفاوتية في الوراثة بين الوراثة الحزبية لأعوان زعماء سابقين او وراثة ملكية تخجل ان تسمي نفسها بالملكية مع طبعا مناقشة هيكل الأحزاب اليسارية في عالمنا المشرقي وفي الشمال الإفريقي حيث هذا الذي قلناه على احزاب وصلت إلى الحكم يمكن أن نطبقه على احزاب سياسية تورث فيها الزعامة من سيء إلى أسوأ، هذا السرد الموجز من خلال عناوين فقط لمرحلة تاريخية لنضال الأحزاب الإشتراكية، هل كان سيوصل إلى ثورة حتمية النظام الرأسمالي المكونن؟ هذا السؤال هو من يفرض علينا ذلك السؤال الآخر: هل الخط الثوري للماركسية اخذ سيرورته الثورية في عملية التحول؟هل بهذه الاحزاب والانظمة الإشتراكية سيحفر البرجوازي قبره؟
الماركسي الحقيقي يعرف أن المنحى التطوري للرأسمالية تتحكم فيه آليات طبيعية واخرى ثورية كانت اللينينية فيها هي عملية تحويل بالقوة للأنساق النمطية الإقتصادية الرأسمالية إلى انساق اشتراكية وبعدها شيوعية، الآلية الطبيعية هي هذا التحول البطيء التلقائي للنمط الإقتصادي الراسمالي وهي آلية لم تستنفذ بعد بسبب توسع وكوننة الرأسمالية.
الخطاب اليساري الماركسي في أوربا تراجع عن المنحى الثوري اللينيني واخذا المسار التطوري الطبيعي او ما نسميه بالعنف الثوري الناعم من خلال نظرية نفي النفي التي ينفيها نقاد الماركسية المتالهين بقرآن ماركس وانجلز. في السبعينات كان عمال الحصاد قبل أن تدخل الآلة الحاصدة يكتفون بأجورهم اليومية التي سيمنحها لهم صاحب المزرعة: يحصد من الصباح حتى العصر وياخذ أجر يومه، كانت اغلب الحرف هكذا في وقتها وكان الأجير الكهل الذي عمل في هذه الشروط لا ينتظر معاش ولا هم يحزنون، كان ينتظر ان يعيش في كنف ابنائه عند كهولته حتى مماته: اليوم المزارع او اي عامل في مهنة يعي جيدا ان له حق في المعاش وبغض النظر عن الآليات التي يتم فيها هذا الحق، دعونا نؤكد ان هناك قفزة وتحول شخص: شخص كان يعتقد ان حقه الوحيد هو عمله اليومي وان معاشه سيتكفل به ابناؤه لانه رباهم وغذاهم حتى تصلب عودهم، وشخص يومن بان له حق في المعاش بدون انتظار تكلف أبنائه به، شخص يومن بشكل لا شعوري ان جزء من فائض عمله يتراكم في مؤسسة معينة لتعويضه في معاشه، إن الماركسية ساعدت في فهم الجانب الحقوقي للعمال والاجراء في المعاش من خلال فهم آلية تحقيق الفائض: الآن الناس في إسبانيا مثلا تدافع أن يكون المعاش بمستوى تحقيق الكرامة الإنسانية وليس بحسب مؤسسات ربحية تأمينية راسمالية، يعني أنه علينا ان نتجاوز المعايير التشريعية في وقت معين لتشريع معايير تتناسب مع تطور الإستهلاك والقدرة الشرائية، وليس بمعيار ما دفعته لمؤسسة التامين في وقت معين كان الاجر اليومي فيه ليس هو الاجر اليومي الآن، أكثر من هذا، في اوربا نفسها يدافعون عن كرامة المعطل ليكون له ريع من ذلك الفائض بعد تصدير الشركات الراسمالية إلى بلدان الهامش (لا أستغرب وجود مؤسسات في مستعمرات فرنسا لازالت تدفع التعويض عن البطالة لشباب فرنسا حتى الآن)، في أوربا أصبحت هذه الكرامة حق لأجل خلق مجتمع سلمي مدجن لا يثور واكثر من ذلك أصبح الراسمالي الاوربي أو الامريكي مهذبا تجاه مجتمعه ليس كالرأسماي في بلداننا حيث يتهربون حتى من واجباتهم الضريبية. هذه الإمتيازات في اوربا ليست صدقة بل شراء لما نسميه نحن بالسلم الإجتماعي . هل ينكر نقاد الماركسية ان هذا لا يحصل في أوربا إلا بسبب الماركسية نفسها؟
لماذا تنتقد الماركسية التي ليست هي من يسيطر على المجتمع؟ كيف تنتقد نظرية ليست مهيمنة وتترك نمط هو مهيمن واكثر من ذلك هو المسؤول عن وضعك الإجتماعي؟
هذا السؤال هو المشكلة في حد ذاته، المهيمن نمطيا مضاق بالمطالب الحقوقية والإجتماعية، الناس في أوربا لم تعد تناضل لاجل "تحويل المجتمع" من نمط إلى آخر بل تناضل لأجل حقوق يجب ان نتوافق عليها لأجل خلق مجتمع سلمي: مطالب يعيها الراسمالي قبل الشيوعي، مطالب تتجدد يوميا على مقاس ميزان التحول النمطي، إن الدليل على ان الماركسية قوية وعلمية (بمعنى انها معرفة علمية) هو قوة هذا الهجوم عليها برغم انها ليست من يهيمن في المجتمع، الذي يفرز اوضاعا اجتماعية سيئة هي الراسمالية وليس الماركسية، حتى عندما سقط جدار برلين واصبحت روسيا رأسمالية خالصة، الآن حولوا روسيا إلى عدوة تقليدية (سوفياتية رغما عنها)، صنعوا منها قوة منافسة لهم في النهب . ما يجعل روسيا قوة منافسة وللغرب الحق في ذلك هو انها لا تهتم بشؤون مواطنيها من سبيل خلق مؤسسات التعويض الإجتماعي والضمان الصحي والدليل كوفيد 19 الذي جعل روسيا الآن تحقق الأرقام القياسية في الوفيات والإصابات.
أقصد أن فائض من إنتاجها لم يتحول بعد إلى رفاه مواطنيها بل تم تسخيره في خلق توازن دولي مع البلدان الراسمالية. يتحالف عسكر الجزائر عسكريا مع روسيا بينما هذه الاخيرة تستثمر في المغرب أكثر مما تستثمر في الجزائر .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردي على تعليق الصديق عبد الحسين في مقالي: الماركسية ليست طوب ...
- الماركسية ليست طوباوية
- المغرب الرخيص وقضايا الصراع الطبقي
- حوار الطرشان في قضية الصحراء
- الغجر
- هل سينجح استيفان دي مستورا في مهمته بالصحراء الغربية؟
- -كان صبت اندبي! كان صحت اندبي.-
- قضايا مغربية
- البوليزاريو وإشكالية توحيد الشعوب المغاربية
- قراء مقتضبة في نص الحوار المفتوح للرفيق رزكار عقراوي
- لا يمسه إلا المطهرون
- -دير النية أوكان...!-
- العيش مع المواقف العنصرية (3)
- العيش مع المواقف العنصرية (2)
- العيش مع المواقف العنصرية (1)
- صلادة من تونس الجميلة
- قضاء ياليته يفصح أنه ليس قضاء
- أبو المائة و-تامديازت-
- قي الثورة الجديدة
- نزوح جماعي


المزيد.....




- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - لماذا نقد الماركسية وليس الرأسمالية