أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة














المزيد.....

العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 17:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مشكلة الحياة السياسية في العراق أن أيا من الأحزاب ((السياسية)) المتنفدة، لا يطرح نفسه ممثلا لعموم الشعب العراقي، بل يطرح كل منها نفسه كممثل لمكون طائفي أو إثني محدد من مكوناته، ويوهم ذلك المكون أنه يجاهد لضمان حقوق ذلك المكون عبر التنازع مع ممثلي المكونات الطائفية أو الأثنية الأخرى، وأن أقصى ما يمكن أن يقدمه من حلول للأزمة هو التنازع مع الأحزاب التي ((تمثل)) تلك المكونات، أو التوافق معها على توزيع الغنائم.

وهذا الفهم المشوه للحياة السياسية الذي يقوم على نفي وحدة المصالح، وتشظية مكونات المجتمع وتأجيج التنازع فيما بينها على المغانم، يجد تجاوبا من الناخب البسيط المشحون من هذه الأحزاب بكل ما يبعده عن مواطنيه من مكونات المجتمع الأخرى، دون أن ينتبه إلى أن التنازع الحزبي، المتستر بالمكوناتية، على المغانم لا يعود عليه سوى بفتات مادي أو معنوي منها، وأن المافيات السياسية، ومليشياتها هي المستفيد الأول والأخير من هذه العلاقات التنافسية بين شركاء الوطن. كما أن التعامل مع الوطن وثرواته باعتبارهما غنيمة أو غنائم محل تنازع وصراع، يشوه وعي الفرد العراقي ويقتل فيه روح الجد والإبداع لتنمية طاقاته في العمل وأضافة ثروات جديدة ناجمة عن عمله الى الثروات الطبيعية التي تتوفر عليها البلاد.

ولن تتعافى الحياة السياسية في العراق، ولن يخرج المجتمع العراقي من أزماته، مهما قدم الواعون من تضحيات في النضال ضد سلطة أحزاب المليشيات، دون إدراك الناخب العراقي لهذه الحقائق، ولطبيعة الأحزاب الطائفية، وتصويب خياراته بما يتناسب مع. حقيقة أن الأوطان لا تبنى بتنازع مكوناتها، وإنما بتعاونها، وأن من يتصدى للعمل السياسي فردا أو حزبا، يجب أن ينطلق من، ويعمل من أجل، مصالح عموم المجتمع وليس فقط لتطمين مصالح هذا المكون أو ذاك.

ولأنها تعي هذه الحقائق، فأن الأحزاب المتنفذة تستمر في التلفع باردية دينية ـ طائفية وعشائرية ـ إثنية، وينصب نشاطها على تنظيم فعاليات دينية وفعاليات قومية وسياسية مستغلة المناسبات الدينية والقومية، لتعميق التمايز بين مكونات الشعب العراقي وأيهام من ينتمون الى تلك المكونات بأن إنتماءهم الى المكون، هو الأنتماء الأول والأخير، دافعة بالأنتماء الوطني الجامع إلى مؤخرة الأنتماءات، من حيث الأهمية.

وفي هذا الأطار تفتعل نزاعات وهمية وتثار بين حين وآخر على نحو مقصود وممنهج، وربما باتفاق ضمني مع الشركاء المتحاصصين، تثار خلافات ونزاعات حول قضايا هامشية ، لأدامة التوتر والإستقطاب الطائفي وتحريك الغرائز الشوفينية، ومشاعر التعصب القومي. بين الطوائف والإثنيات.

وفي مثل هذه الأوضاع يصبح من أولى مهام قوى التقدم، إبراز العامل الوطني والأنتماء للوطن، والتأكيد عليه، وجلو الغبار الذي تنشره القوى الطائفية وقوى التعصب القومي على المصالح المشتركة للعراقيين بغض النظر عن أنتمائاتهم الثانوية الضيقة. وفضح قوى الفساد التي تستفيد من تشطية المجتمع الى كانتونات منعزلة ومتناحرة فيما بيينها.



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوذة .. عوذة .. عوذة (*)
- أحزاب المليشيات: نحكمكم أو نحكمكم!!!
- حول الحق في مناقشة العقائد والمقدسات
- هل سيطيح نزق البداوة بجورج قرداحي؟
- قداسة زائفة
- نحنا وذياب الغابات ربينا
- حين يصنف كل انتقاد لإسرائيل كمعاداة للسامية
- نحن والإيديولوجيا
- ماذا بعد الأنتخابات؟
- هل أساء ماكرون للإسلام حقا؟
- بغداد .. نظرة تأريخية
- مقاطعة الأنتخابات نشاط سياسي متقدم
- في المسألة القومية
- تقدميون يعيقون حركة التقدم
- عن أحفاد نبوخذ نصر ومينا وهانيبعل
- البكاء على ((الهوية))
- (( أزهى )) عصور الخلافة الإسلامية
- ((ربيعنا العربي)) .. هل سرق حقا؟
- بعد الانتخابات المقبلة .. السويد إلى أين؟
- ((معالجة)) الهوان بتزوير النسب


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله عطية شناوة - العراق .. نتائج مدمرة لحياة سياسية مشوهة