أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سلامة كيلة - وحدة اليسار: حول اعادة صياغة اليسار الماركسي















المزيد.....



وحدة اليسار: حول اعادة صياغة اليسار الماركسي


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 1654 - 2006 / 8 / 26 - 11:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نقصد باليسار أولاًً ، اليسار الماركسي تحديداً، بكل تلويناته التي نشأت خلال العقود الماضية، و بالتالي نقصد الحركة الشيوعية بأحزابها، و منظمات اليسار الجديد التي تشكّلت منذ عقد السبعينات من القرن العشرين. هذا اليسار الذي بات مشتتاً في " أحزاب " متعدِّدة كثيرة، كما بات كادره الأكبر خارج تلك الأحزاب. و أيضاً يمكن أن نشير إلى أن هذا اليسار بات خارج سياق الحركة المجتمعية، " يناضل " في " السياسة " التي باتت منحصرة في " البنية الفوقية " فقط، ليبدو الصراع/ الحوار في المجتمع هو بين سلطة/ أحزاب، بعيداً عن الصراع الطبقي الواقعي، حيث الأحزاب هي التعبير عن الطبقات، و هنا اليسار هو التعبير عن الطبقات الفقيرة. و هذا الأمر جعله في هامش السلطة/ الدولة و ليس في " قيادة " الطبقات الفقيرة.
و كذلك يمكن الإشارة إلى أن الرؤية و البرنامج لم يعودا واضحين من جهة، و لم يعودا يعبّران عن طرف محدَّد في الصراع الطبقي الواقعي، بل مُيِّعا و عُوّما ليتماثلا مع الطيف السياسي كله. لتبدو الأحزاب و كأنها أحزاب إعتراض فقط ، أو أحزاب " معاتبة " فحسب، أو في أحسن الأحوال أحزاب " ناقدة ". لتشير إلى بعض الأخطاء أو تنتقد بعض الممارسات، أو ترفض بعض السياسات، أو تناور حول بعض المواقف، دون تصوّر حول ضرورة التغيير أو تأسيس ما يسمح بتحقيقه.
ربما يكون هناك مَن يرى أن في هذه الأحكام قسوة. نعم، لكنها ضرورية كبداية لتأملٍ يمكن أن يقود إلى بحث جاد في تأسيس يسار جديد، يبدأ من وحدة الطيف اليساري. لهذا يُطرح السؤال: لماذا كانت هذه النتيجة؟ و ما هي الأسباب التي أدت إلى التفكّك و التهميش؟
سنلمس أولاً، أن كل التناقضات التي حدثت، و قادت إلى الإنشقاق لم تُبنَ على رؤى مختلفة، حيث لازالت الإتجاهات المختلفة تطرح القضايا ذاتها في المسائل الأساسية. الأمر الذي يشير إلى أن المشكلات التي قادت إلى الإنشقاقات لم تكن نابعة من تبلور رؤى مختلفة، أكثر صحّة، بل نبعت من إختلافات كانت توضع تحت البند التنظيمي غالباً، أو من مواقف لحظية ( أو تكتيكية ) كان يمكن أن تعالج وفق منظور أشمل.أو أنها لم تكن تؤثّر جوهرياً على " الخط العام ".
و بالتالي ظلت الأزمة ذاتها تحكم كل تلك الإتجاهات، مما كرَّر الإنقسامات التي باتت تظهر كتفتّت و تحلّل، و أيضاً كتلاشي.
الأساس هنا يكمن في أن اليسار لم يعبّر عن حركة الواقع. و أقصد هنا أنه لم يطرح التصوّر السياسي المعبّر عن الطبقات المعنية بتغيير الواقع، و المعنية بوجهة هذا التغيير. و بالتالي لم يَقُد برنامجه إلى أن يستقطب الكتلة الشعبية، و أن يوجهها نحو التغيير الذي يحقّق مصالحها، بل عبّر عن بعض أزمات هذه الكتلة و عن بعض مشكلاتها " الراهنة "، أو المباشرة. مما جعله يشكِّل حركة إعتراضٍ و إنتقاد و مطالبة، و ليس عن حركة تغيير مبنيّة على برنامج بديل. الأمر الذي أبقاه في المستوى الإصلاحي برغم كل التضحيات التي قدّمها. بينما كان الواقع يفرض التغيير. مما جعله " يجمِّد " الصراع في الحدود الدنيا، هي تلك التي نشط فيها، ليتهمّش بعيداً عنها و هي تتحرّك إلى الأمام. لهذا حالما تجاوزه الواقع تخلّف و إنزوى، و بدأ في التفكّك و التفتّت و أيضاً التلاشي.
إذن، ستكون مسألة التغيير مسألة جوهرية في النقاش. هل التغيير ضرورة؟ أو أن الواقع يفرض التطوّر التراكمي في إطار منطق " إصلاحي " ، و أن ذلك هو الخيار الممكن؟ و كيف يعبّر عن الطبقات؟ و ما هي مشكلاتها؟ و هل تحلّ في سياق مطلبيٍّ، أم أن حلّها لا يتحقّق إلا عبر التغيير؟
و هل يمكن تحقيق التغيير دون فهم العالمي و القومي، و بالتالي المحلّي؟
و كذلك مدى الربط بين السياسي و الإقتصادي، بين السياسي و الطبقي المجتمعي؟
و من ثَمّ ما هو البرنامج البديل؟ البرنامج الذي يقدِّم تصوّراً لمجتمع بديل؟

إذن، سيكون وعي الواقع هو المشكلة الأساس. و من ثَمّ الذي قاد إلى غياب التصوّر لتغييره، و بالأساس غياب إرادة تغييره، و كيفية تحقيق هذا التغيير. الأمر الذي يطرح مسألة العلاقة بالماركسية ذاتها، أي لماذا لم تُسعف في وعي الواقع؟ و لم تكن الأداة المنهجية التي يُحلّل الواقع من خلالها لتوصل إلى بلورة آليات تغييره؟
هنا نلمس غياب الرؤية العامة التي عِبرها يتبلور البرنامج، و تتحدَّد آليات تغيير الواقع. و هذه مسألة تحتاج إلى بحث طويل، لكنه ضروريّ من أجل وعي مشكلات الماركسية التي كانت رائجة من جهة، و وضع المفاتيح الأولى لوعي الواقع من جهة أخرى. لكننا هنا سوف نكثّف المشكلات من أجل أن تكون مدخلاً لرؤية بديلة يمكن أن تكون أساساً لإعادة صياغة اليسار، و بالتالي في تشكُّله في إطار موحّد.

فهم الواقع الدولي:
يمكن أن نلمس هنا الإنحكام لمستويين من الفهم، الفهم عبر المستوى السياسي حيث التناقض بين الرأسمالية و الإشتراكية، و بالتالي يتحدّد الهدف في السعي لتعزيز جبهة الإشتراكية و النضال ضد الإمبريالية. لكن الفهم في المستوى الأعمق الإقتصادي الإجتماعي، كان يقوم على تصوّر يعبّر عن الحاجة لتكرار مسار التطوّر الرأسمالي، و بالتالي التأكيد على ضرورة إنتصار الرأسمالية. المستوى السياسي عمومي، أما المستوى الإقتصادي الإجتماعي فمحلّي. ليتحوّل المستوى الأول إلى دعاوى، و يكون المستوى الثاني هو المستوى العملي، رغم أن الصراع ضد الإمبريالية هو ما يوحّد بين المستويين، الأمر الذي كان يجعل الدعوة إلى الرأسمالية مقترنة بنمط من الرأسمالية مختلف عما يتحقّق في الواقع، رأسمالية وطنية تحقّق التطوّر الرأسمالي المستقل، و متحالفة مع " الإتحاد السوفييتي الصديق ".
هذه الإزدواجية كانت تجعل اليسار غامضاً و مصاباً بحالة فصاميّة، حيث الشعارات الشفوية إشتراكية لكن البرنامج العملي رأسمالي، مما كان يجعله في حالة إرتباك مستمرّ، و توهان فكريّ كان يشكّك بالإشتراكية ذاتها، أو يجعلها لفظاً فقط، جملة تتكرّر دون معنى.
و كان " النظر السياسي " ( الذي يعني تناول السطح السياسي فقط ) هو الذي يفرض هذه الإزدواجية، حيث كان يصوّر الصراع العالمي كصراع بين الرأسمالية و الإشتراكية، و يلخّص في كونه صراع بين الإتحاد السوفييتي و الدول الرأسمالية في إطار النظام العالمي، مما كان يغلّب الطابع السياسيّ لأنه صراع بين دول. كما كان يعتبر هو سمة العصر دون تحليل الواقع العالمي في المستوى الإقتصادي الإجتماعي ( و هو الأمر الذي كان يعبّر عن منهجية ماركسية تنتقل من السطح/ السياسي إلى العمق/ الإقتصادي الإجتماعي)، حيث كان نشوء الرأسمالية و تحوّلها إلى نمط عالمي يفرض قوانينه على كل العالم الخاضع للسوق الحرّة التي هي جزء من تكوين النمط ذاته. مما كان يفرض آليات جديدة للتطوّر لا تقوم على تكرار مسار التطوّر الرأسمالي، بل يفرض صيغة أخرى تتجاوز الرأسمالية ذاتها. و هذه هي المسألة المركزية في الصراع البلشفي المنشفي، حيث بلور لينين هذه الصيغة الأخرى، غير الإشتراكية لكنها تقود إلى تحقيقها عبر تطوير البنى الإقتصادية الإجتماعية و تحديث الثقافة و المجتمع عموماً.
إن بناء الصناعة، و تشكيل إقتصادٍ يقوم على القوّة المنتجة الجديدة ( أي الصناعة )، كان يفرض تجاوز الرأسمالية ذاتها لأنها باتت عاجزة عن ذلك، لكنه كان يجعلها من مهمة الطبقة العاملة ( المدينية و الريفية ) في إطار دور فاعل للحركة الماركسية. و هنا كان الإهتمام بتحقيق ذلك له الأولوية على " تشكيل النظام الديمقراطي " كما كان يُطرح في رؤية الحركة الشيوعية، و ترك التطوّر الإقتصادي لطبقة برجوازية هشّة و ليست معنية به.
إن النقل النصّيّ عن " الماركسية السوفييتية " خصوصاً، فرض أن يعمل الشيوعيين على تكرار مسار تطوّر الرأسمالية الأوروبية في عالمٍ يتنافى مع ذلك و يمنعه أيضاً. حيث أضاف تشكّل النمط الرأسمالي كنمط عالمي مفاعيل جوهرية في التكوين المحلّي لكل الأمم التي ظلّت متخلّفة و غدت مخلّفة. و أصبحت قوانينه هي قوانين محلية بإمتياز، و بالتالي غدا الإحتكار عنصر منع و تدمير لكل محاولات التطوّر الصناعي و الإنتاجي عموماً.
هنا كان المأزق العام الذي حوّل الحركة الشيوعية إلى النشاط في مستوى " نقابي مطلبي " ضمن برنامج البرجوازية ذاتها، حيث أنها كانت ترى أن دورها لن يبدأ إلا بعد إنتصار البرجوازية، التي لم تكن تسعى لا لبناء الصناعة و لا لتحقيق النظام الديمقراطي. و لهذا لحقت سراب طويل الأمد، أوصل إلى ما نحن فيه.
إن عالمية النمط الرأسمالي تفرض، من جهة، تحقيق التطوّر الذي يعني تأسيس القوى المنتجة الصناعية، و الذي يصبح ذو أولوية، و هو محرّك كل التناقضات المحلية. كما تفرض من جهة أخرى أن يتحقّق على الضد من الرأسمالية ذاتها.
لهذا فإن جوهر الصراع هو بلورة التصوّر الذي يحقّق التطوّر الإقتصادي، و بالتالي الإجتماعي السياسي. حيث كان و لازال التناقض العالمي يتحدّد في التناقض بين الرأسمالية كنمط عالمي و حركات شعوب الجنوب ( أو الأمم المخلّفة )، في سياق سعي تلك الشعوب لتحقيق تطوّرها.
بمعنى أن هذا الهدف كان و لازال يفرض على الحركة الماركسية أن تكون الفاعلة في إطار الصراع الواقعي من أجل ذلك. هذا هو الأساس الأوّل لتأسيس حركة ماركسية جادة و قادرة على أن تنتصر.
فهم الواقع العربي
إذا كان فهم الواقع العالمي يهدف إلى تحديد خيارات التطوّر و دور الحركة الماركسية في تحقيق هذه الخيارات، أو يهدف إلى تحديد الضرورة التي يفرضها تحقيق هذه الخيارات فيما يتعلّق بالماركسية. فإن غياب وعي الواقع العربي يتأسّس على الإشكالية الأساسية التي يعيشها العرب، و التي جعلتهم دولاً كثيرة. و بالتالي لم يتحقّق تشكيل الدولة/ الأمة، التي يبدو أن تحقيقها مرتبط بتحقيق التطوّر الإقتصادي، خصوصاً في المجال الصناعي.
إن التفكير في تحقيق التصنيع يفرض التفكير في الإطار القومي، حيث أن الصناعة تفرض الحاجة إلى السوق القومي كمبدأ و منطلق. و لاشك في أن كل الدراسات التي أشارت إلى أزمة التنمية العربية في عقدَيّ الستينات و السبعينات من القرن العشرين، أشارت إلى هذه المسألة. حيث " ضيق السوق "، و قلّة تنوّع الموارد، و العمالة. و بالتالي فإن الوحدة العربية ستكون، ليس بفعل ما هو قومي فقط، بل بالأساس نتيجة توافق التطوّر مع الحاجة للسوق القومي. الأمر الذي يجعل التفكير في التطوّر هو تفكير بالوحدة العربية. خصوصاً أن ذلك يشكّل تكتلاً مهماً في إطار الوضع العالمي القائم على هيمنة القوى الكبيرة. فالعالم اليوم هو عالم التكتلات الإقتصادية الكبيرة. و لاشك في أن الطابع القومي يساعد كثيراً على تحقيق ذلك، و يؤسّس لمدخل موضوعيّ يجعل الدعوة ذات بُعدٍ منطقيّ.
و إذا كان اليسار لم يفكّر في مشروع تغييرٍ، و لم يطرح بديلاً، بل إكتفى بدعم تصوّرٍ برجوازيّ مقزّم، لأنه غير معنيٍّ بتحقيق التطوّر البرجوازيّ ذاته. فقد كان تغييب المسألة القومية أمراً " طبيعياً "، خصوصاً و أنه إستند إلى تصوّرات " الماركسية " ( أي الماركسية السوفييتية، التي كانت تُسمّى الماركسية اللينينية ). بمعنى أن الحركة الماركسية هنا تكيّفت مع الوعي البرجوازي للمسألة القومية، القائم على تجاهلها و قبول الدولة القطرية التي أسّستها القوى الإمبريالية، كشكل نهائيّ لتشكّله القومي، لأن مصالحها باتت متّحدة مع مصالح القوى الإمبريالية في هذا المجال.
لكن ذلك كان يتجاهل مسألة حاسمة هي التي أعطت التفوّق للأحزاب القومية خلال ثلاثة عقود تقريباً، حيث أن غياب الوعي بالواقع قاد إلى تجاهل ما يسمّى " الشعور القومي "، الذي هو جزء من الواقع لأنه جزء من وعي البشر الممارسين، و بالتالي فهو مؤثّر في صيرورته بالحتم. و إذا كان من الضروري، بل الحاسم، التعبير عن المصالح الطبقية للكتلة الشعبية، فإن التعبير عن " شعورها القومي " مسألة أساسية كذلك، و هي مرتبطة ليس بما هو " مثالي "، أي ما يتعلّق بالتعلّق بالذات القومية، بل هي مرتبطة بالتطوّر ذاته، لأن تبلور الدولة/ الأمة هو أساس إتّساق التطوّر، و إتّساق وضع الطبقات، و بالأساس تشكُّل كلٍّ منها في طبقة " قومية " ( و لكن ليس بالمعنى البرجوازي كما كان يشير ماركس/ إنجلز في البيان الشيوعي ).
إن تشكيل كتلة شعبية للتغيير يتضمّن بالضرورة أن يكون " الشعور القومي " جزءاً من الفاعليات التي تؤسّسها. الأمر الذي يجعل الوحدة القومية و الإستقلال القومي في أساسيات أي برنامج للتغيير و تحقيق التطوّر. هذا ما يحقّق مدخل الرؤية المعبّرة عن الواقع، يوحّد كل " الإنفعالات " الشعبية ( المطلبية و التحرّرية و القومية ) في حركة مجتمعية معنيّة بالتغيير.

و بالتالي فهم الواقع المحلّي
و هنا ندخل في التخصيص، أو في المباشر الذي يلاصق اليومي و يصدم كل حدود العلاقات اللحظية للبشر. من العمل الذي يفرض المطلبي، و الشارع الذي يطرح إنتظام الحياة، و المعاملات التي تصطدم بالبيروقراطية، و العلاقات التي تصدم بما هو إجتماعي، و النشاط العام الذي يلامس الإستبداد، إلى المشاعر و الحلم اللذين يطرحا التساؤل حول المستقبل.
الواقع هنا هو " الملموس " تقريباً، و الذي يجب أن يتلاقى مع العالمي و القومي لأنه ركيزتهما. إنه البداية " البسيطة " التي يجب أن تتداخل مع الكل لتشكيل المركّب، الذي هو وحده المعبّر عن الواقع، الواقع الحقيقي، أي الواقع المتضمّن السطح و مجمل التكوين، أي السياسي و الإقتصادي الإجتماعي و الفكري، المحلّي و العالمي، الماضي و الراهن، و أيضاً الأفق.
لقد طُرحت أهداف ديمقراطية عامة، و أهداف مطلبية عمّالية، و كذلك طُرح دور تحديثيّ في المستوى السياسي في الغالب، لكي تحقّقها طبقة غائبة، هي الطبقة الرأسمالية ( أو البرجوازية الوطنية كما كانت تُسمّى ). بمعنى أنه قد غاب الإشكال الأساسي الذي تفرضه سيطرة النمط الرأسمالي العالمي. الأمر الذي قاد إلى غياب البرنامج التغييري الذي يطرح بديلاً للرأسمالية، لكنه في الوقت ذاته يحقّق المهمات الديمقراطية ( بمعناها الإقتصادي/ التصنيع ). و غاب الرابط القومي الذي كان يفرض طرح المشروع السياسي العربي. فإنحصر البرنامج في إطار محدود ( محلّي )، و ضمن إطار محدَّد ( سياسي/ ديمقراطي في الغالب ). و هذا ما كان يضع الحركة الماركسية على هامش الحركة المجتمعية ( الطبقية في أبعادها القومية ).
و يمكن أن نشير هنا إلى أن المنطق " الطبقوي " ( أي " العمالوي " ) قاد إلى تجاهل وضع الريف عموماً لأنه خارج الترسيمة " الماركسية " و من مهمات البرجوازية، و بالتالي التركيز على الطبقة العاملة المدينية فقط ، أي دون العمال الزراعيين. و هذا يفتح على إشكالية رؤية الواقع الملموس، حيث كانت الحركة الشيوعية ترى التكوين المديني ( البرجوازية/ البروليتاريا )، و تتجاهل الريف عموماً كونه ليس من مهماتها بل أن مواجهة الإقطاع هي مهمة البرجوازية ذاتها. و لما كان الصراع الطبقي الأساسي يتركّز في الريف، فقد ظلّت الحركة الشيوعية بعيدة عن مسك جوهر الصراع ( و ربما يبدو ذلك أكثر وضوحاً في البلدان التي كان طابعها الريفي واضحاً مثل مصر و سوريا ).
فإذا كانت الصناعة هامشية، فقد كان تحرير الريف و التخلّص من البنى التقليدية، أساسيٌّ في سياق طرح بديل جذريّ يهدف إلى تحرير الفلاحين من جهة، و التأسيس لتطوير الصناعة من جهة أخرى. لكن إعتبار أن هذه هي مهمة البرجوازية وضعها خارج البرنامج الشيوعي، و قاد إلى تهميش دور الشيوعيين في الريف، و بالتالي لم تتأسّس كتلة شعبية قادرة على تحقيق التغيير، الذي كما أشرت لم يكن مطروحاً كذلك. و ربما كانت رؤية التطوّر الخطّي من الإقطاع إلى الرأسمالية بقيادة البرجوازية هو أساس ذلك، و مؤسّس " تأجيل " التغيير إلى أن تتحقّق " الثورة البرجوازية "، حيث يلقي التاريخ على عاتق الحركة الشيوعية تحقيق الإشتراكية!!
لهذا بدت كل المهمات " الديمقراطية " المطروحة خارج سياق التاريخ، و دون حاملٍ يسعى لتحقيقها.
كل ذلك أسّس لرؤية أفضت إلى بلورة برنامج ديمقراطيّ مطلبيّ ضيّق، حصر الحركة الشيوعية في قطاعات إجتماعية محدّدة، رغم إتساعها أحياناً، دون أن تحقّق مطالبها لأنها حدّدت دورها في الإعتراض و ليس في تحقيق التغيير. الأمر الذي قلّصها و أفضى إلى إنعزالها المتتالي عن الحركة المجتمعية، و تهميشها، و بالتالي إلى بدء أزماتها الداخلية التي كانت تقود إلى الإنقسامات المتتالية.

الآن، إن العجز عن فهم الواقع يفرض لكي تُفهم أسبابه، البحث في طبيعة فهم الماركسية ذاتها.
يمكن تفسير التصوّرات التي راجت، و بالتالي البرنامج العملي الذي يوضع في الإطار " الديمقراطي البرجوازي "، بكونها نتاج " الطبيعة الطبقية " للفئات التي حملت " المشروع الشيوعي "، حيث كانت في الغالب من الطبقة الوسطى ( البرجوازية الصغيرة المدينية ، أو الفئات المتعلّمة عموماً )، و بالتالي يمكن القول أن جوهر المشروع الذي طرحته كان يعبّر عن " الحلم البرجوازي "، و إن كان قد طُرح على أنه " مشروع شيوعيّ ". و كذلك يمكن أن ننطلق من تحليلنا السابق لطبيعة فهم الوضع العالمي لتحديد ذلك، إنطلاقاً من أن إحتجاز التطوّر الرأسمالي كان يفرض صيغاً " غير رأسمالية " لتحقيق التطوّر. لهذا كانت " الشيوعية " ( و هنا صفة الشيوعية ) ضرورية لتمرير المشروع البرجوازي، كما كانت " الإشتراكية " ضرورية لتمرير المشروع البرجوازي من قِبل الأحزاب القومية. رغم أن مشروع هذه الأحزاب كان أكثر مطابقة للواقع، و أبعد رؤية، لأنه قام على هدم البنية القديمة ( الإصلاح الزراعي ) و على تحقيق السوق القومي ( الوحدة العربية )، و أيضاً على الدور المباشر للفئات الوسطى في تحقيق كل ذلك ( إستلام السلطة ).
و ربما كانت مراعاة " الوضع الدولي " كما كانت تنظر إليه الدولة السوفييتية، و بالتالي الحفاظ على التوازن الدولي، هو الذي جعل الحركة الشيوعية تتكيَّف مع قطرية البرجوازية المحلية، و مع إنخفاض مطامحها، لهذا فقد عبّرت عن مطامح برجوازية قطرية، و يمكن أن نضيف بين مزدوجين: وطنية. هي ضد الإمبريالية و مع التحالف مع " الإتحاد السوفييتي الصديق"، و التي كانت تبدو كشبح، أو تتحدّد في شخصيات مفردة.
و لاشك في أن هذا التحليل لجذر الإشكالية حقيقي إلى حدٍّ ما، رغم أن الحركة ضمّت فئات عمالية و مفقرة بنسب مختلفة في المراحل المختلفة، لهذا توافقت مع " ماركسية " تخدم الرؤية هذه، و كذلك المصالح المعبّرة عنها. و هنا سنلمس كيف فُهمت الماركسية، التي هي الماركسية المصاغة في الإتحاد السوفييتي منذ أواسط ثلاثينات القرن العشرين، أي بعد أن سيطرت " رؤية ستالين " و تعمّمت " ماركسيته "، التي بدت أنها تعبّر في زاوية منها عن مصالح الدولة السوفييتية، حيث غدت هي " الأيديولوجيا " التي تعبّر عن الفئة الحاكمة الجديدة، و عن وعيها.
هذه " الماركسية " قامت على أساس " المنطق النصّي "، أعاد الماركسية إلى القرون الوسطى في المستوى المنهجي، شاطباً كل منجزات الفكر الأوروبي الحديث، من ديكارت إلى كانط، و من ثمّ إلى هيغل و ماركس، مكرّساً المنطق الصوري المندغم بالمنطق اللاهوتي القائم على تقديس النص. و بالتالي غدت الماركسية نصوصاً مقدّسة، و بات الفكر هو الذي يحكم الواقع، و هو عنصر خارجيّ على الواقع. و يمكن تلمّس ذلك في عدد من المستويات، أوّلها: ما صاغته " الماركسية اللينينية " حول إرتقاء المجتمعات البشرية، حيث بلورتها تلك الماركسية في خمسة مراحل تبدأ بالمشاعة لتنتقل إلى الرق و الإقطاع ثم الرأسمالية وصولاً إلى الإشتراكية. و كما كل التصوّرات الستالينية فقد وُضعت في إطار من الجبرية المطلقة، مما جعلنا في الواقع " نعْلق " في مرحلة الإنتقال من الإقطاع ( حيث كنا ) إلى الرأسمالية ( كما يجب أن نكون ). و بالتالي كان منطقياً أن يُعتبر إنتصار الرأسمالية هو الهدف المطلوب، و هو الضرورة العملية، رغماً عن لينين الذي حاول تفكيك هذا المنطق و هو يصارع عتاولة الأممية الثانية، و يعمل على تأسيس خيار بديل هو الذي قاده إلى تحقيق ثورة أكتوبر، و من ثَمّ نشوء الإشتراكية.
لكننا، نحن، يجب أن ندفع لإنتصار ألرأسمالية كما كان يطالب بليخانوف ( و يتّهم لينين بالطفولية و المغامرة ). و لأن إنتصار الرأسمالية ( بمعناه الصناعي التحديثي ) كان مستحيلاً، فقد تهاوت أهداف الحركة الشيوعية، أو قطعها إنتصار الحركة القومية العربية، و بالتالي إنهيارها. و في كلا الحالين كان الأساس الواقعي لوجود الحركة الشيوعية يتلاشى. لقد كانت العلاقات الرأسمالية تتوسّع في الوقت الذي كان فيه حلم التطوّر الرأسمالي يتبدّى كسراب. الأمر الذي كان يودي ببرنامج الحركة و يكشف مدى وهميّته.
ثانيها: أيضاً ما صاغته " الماركسية اللينينية " فيما يتعلّق بالمسألة القومية، حيث قاد وضع الإتحاد السوفييتي المتعدِّد القوميات، و أيضاً حاجة الدولة السوفييتية إلى " الدعم الأممي "، قاد إلى التأكيد على رفض الميل القومي، و على الأممية التي بدت كنوع من الكوزموبوليتية ( أي العدمية القومية، العالمية المنفلتة من الرابط القومي )، التي كانت تتحوّل إلى " وطنية " تقوم على الإطار القطري. بمعنى أن كل ذلك أفضى إلى تجاهل المسألة القومية التي هي مسألة مفصلية في التطوّر الإقتصادي الإجتماعي الحديث ( حتى في الإطار الرأسمالي ). و لا ننسى أن نشير إلى أن تعريف ستالين للأمة كان المبرّر لرفض مفهوم الأمة العربية و للتأكيد عليه في الوقت ذاته. و بالتالي لشطب معنى نشوء الأمة و الضرورات التي يفرضها. و أن تحقيق المرحلة الديمقراطية يفرض تشكيل الدولة/ الأمة ( أي الدولة القومية ).
و كان العرب من أواخر الأمم التي لم تستطع تحقيق ذلك نتيجة الفعل الإستعماري و التخلّف الداخلي في آنٍ معاً. لهذا كان هذا الفهم " الماركسي " للمسألة القومية يقود إلى كارثة. لقد شوّشت " النظرية " على " الشعور القومي "، فصيغت الأهداف في الإطار القطري، رغم أن حركية الصراع في الأقطار العربية كان مرتبطاً بالصراع العربي العام.
ثالثها: طبيعة فهم الصراع وفق الصيغة التي تبلورت في الماركسية الناشئة في أوروبا الرأسمالية، لهذا تلخّص الصراع في إطار برجوازية/ بروليتاريا. و لما كان المطلوب هو دعم البرجوازية كما أشرت، فقد تمحور النشاط على مطالب الطبقة العاملة، التي غدت هي الطبقة العاملة المدينية بالتحديد، بمعزل عن العمال الزراعيين. مما جعل نضال الحركة الشيوعية مدينياً في الغالب.
بمعنى أن غياب البحث في المسألة الفلاحيّة في " الماركسية اللينينية " فرض تجاهل المسألة الفلاحية عندنا التي كانت أساسية و تشكِّل جوهر الصراع الطبقي، و بالتالي أساس أي برنامج يهدف إلى إستقطاب حركة مجتمعية و يسعى إلى التغيير.

هذه الماركسية كانت إذن، وسيلة تعمية و غطاءً لتصوّرات، و لم تكن أداة منهجية لوعي الواقع و وعي آليات تغييره. و لاشك في أن إعادة بناء الحركة الماركسية يفترض أولاً تغيير الرؤية للماركسية ذاتها، و الإنطلاق من أنها أداة منهجية قبل أن تكون " موقفاً طبقياً "، و حلماً مستقبلياً هو الإشتراكية. و في كل الأحوال ليست الماركسية هي تلك التي جرى تعميمها تحت تسمية " الماركسية اللينينية "، لأن هذه " الماركسية " أعادت الماركسية إلى الخلف قرون عديدة، و حوّلتها إلى " كتاب مقدّس ". مبتسرة تصوّرات ماركس/ إنجلز، و متسرّعة في تحويلها إلى قوانين. مما جعلها صيغة تحكم الواقع بعد أن كانت أداة منهجية لوعي الواقع في تحوّلاته.
إذن، ليس من الممكن أن تتشكّل حركة شيوعية موحّدة دون إعادة النظر في الرؤية، و أولاً في ماهيّة الماركسية، ليتأسّس تصوّر مطابق للواقع، و معبّر عن مشكلات الطبقات الشعبية ( الكتلة الشعبية )، و معبّر كذلك عن أمل مستقبليّ. و بالتالي لكي يستطيع التواصل مع الكتلة الشعبية تلك، و يصبح جزءاً فاعلاً في نشاطها، و ليس حزباً " قائماً بذاته " بعيداً عنها، و بالتالي خارج سياق الحركة المجتمعية، أو على هامشها.
المشكلة تتحدّد إذن، في ضرورة بلورة رؤية بديلة مطابقة للواقع. من أجل إعادة ربط العلاقة مع الحركة المجتمعية، و تأسيس العمل الماركسي في الممارسة، و هنا الإرتباط بالحركة المجتمعية بالذات، الإرتباط بمطالبها( الإقتصادية الإجتماعية و السياسية، و كذلك بحلمها )، عبر بلورة الرؤية المطابقة ( و هنا يكمن النشاط النظري ). و الإرتباط بحركتها و بنضالاتها و رفعها من نضالات إقتصادية مطلبية و إحتجاجية محدودة إلى نضالات سياسية و فِعل تغييري ( و هنا تتحدّد الممارسة ).
لقد أفضت الميول الليبرالية ( أو الديمقراطية ) إلى النشاط في السياسي، و تجاهل المجتمعي، أو إستغلال المجتمعي عبر المطلبي لخدمة السياسي. لكن لابدّ من البدء من مشكلات الطبقات و الفئات الإجتماعية، و من مشكلات التطوّر المجتمعي، و دمجها في نشاط سياسيّ يهدف إلى التغيير. و هنا يأخذ السياسي كامل أبعاده.
من هنا ينطرح بناء التصوّر، حيث يجب تحديد المهمات المتعلّقة بتحقيق التطوّر عبر وعي الواقع العالمي، و إشكالية الهيمنة الرأسمالية على العالم، و بالتالي إشكالية التطوّر في الأطراف التي نحن منها. حيث من الضروري بناء الصناعة في محيط رأسماليٍّ رافض و معادي، و بالتالي عبر قوى معادية للرأسمال و في تواصل مع العالم. و بالتالي التأكيد على ضرورة الصراع ضد الإمبريالية و بناء التحالف العالمي في مواجهتها.
كما يجب تحديد الترابط بين التطوّر المحلّي و الإطار القومي، و بالتالي إعادة صياغة الموقف من المسألة القومية العربية: مسألة الوحدة و المشروع الصهيوني و الأقليات. و أساساً الإنطلاق من النظر " فوق القطري "، خصوصاً و أن التطوّر يفترض التكتلات الإقتصادية الكبيرة.
و إذا كان الموقف من هذه القضايا إشكاليّاً في السابق، من الضروري أن يُطرح في إطارٍ جديد، حيث أن الحاجة ماسّة لتحقيق الوحدة العربية، كما يجب التأكيد على إعادة النظر الجذرية في رؤية المشروع الصهيوني إنطلاقاً من عدم إمكانية التعايش معه، إضافة إلى أنه يحتلّ أرضاً عربية، و بالتالي التأكيد على ضرورة إزالته مع إيجاد حلٍّ ديمقراطيٍّ للمسألة اليهودية في الإطار العربي. و كذلك التأكيد على حق الأقليات في التعبير عن لغتها و ثقافتها، و إعطائها حقوقها الديمقراطية في إطار حق المواطنة.
و يجب التأكيد على العلمنة التي تعني فصل الدين عن السياسة و عن الدولة، تأسيساً على أن الديمقراطية تنطلق من حق المواطنة و رفض التمييز على أساس دينيّ أو طائفيّ أو عنصريّ، و على أن السلطة هي للشعب.
و في سياق بلورة المصالح الإستراتيجية للكتلة الشعبية، و للطبقة العاملة خصوصاً، القائمة على تبلور بديلٍ للرأسمالية؛ يجب التأكيد على المشكلات التي تعيشها هذه الطبقات، سواء فيما يتعلّق بالأجور و ربط الأجور بالأسعار، أو فيما يتعلّق بظروف العمل أو الضمان الصحّي و الإجتماعي و ضمان الشيخوخة، و المشاركة السياسية و النشاط النقابي و حرّية التظاهر و الإضراب و كل أشكال الإحتجاج الممكنة.
هذه مسائل أولية في السعي لبلورة حركة ماركسية جديدة، وهي تفترض الحوار بين كل القوى الماركسية المعنية بمشروع مستقبلي، وبالتالي بالخروج من الأزمة القائمة الآن.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل المواجهة مع المشروع الامبريالي الصهيوني
- الحرب على لبنان: الدور الصهيوني في الاستراتيجية الأميركية
- وضع فلسطين بعد الحرب على لبنان
- الصراع الطائفي يُفشل القتال مع الاحتلال الأميركي
- إنتصار حماس ومآل الوضع الفلسطيني
- توضيح -إعلان دمشق-
- مأزق حزب الله
- -فرق الموت- في العراق
- الوطن والوطنية: بصدد المفاهيم
- ملاحظات أخيرة على إعلان دمشق
- أزمة - القطاع العام - في سوريا
- ثورة أكتوبر، محاولة للتفكير
- دعوة لتجاوز - إعلان دمشق -
- التاريخ و صيرورة الديمقراطية و العلمانية
- ملاحظات حول - إعلان دمشق -
- الروشيتة الأميركية من أجل الحرّية و الديمقراطية و الإصلاح
- بوش كمخلِّص: جذور النظر الى أميركا
- المقاومة و الإرهاب في العراق
- غزة ... أخيراً
- أوهام اللببرالية و خطاياها


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سلامة كيلة - وحدة اليسار: حول اعادة صياغة اليسار الماركسي