حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 15:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمكن تعريف الأمة بإنها مجموعة من الناس الذين يرتبطون فيما بينهم بعدة عوامل مشتركة كاللغة، والعرق أوالأصل ، والدين، والثقافة والتاريخ ، ويقطنون معا فى بقعة واحدة من الأرض ، كما يرتبط هؤلاء الأفراد فيما بينهم بالمصالح المادية وغير المادية المشتركة التي تجمع شملهم ، و هذه الأمة كيان عابر للمكان والزمان، فهى تشمل الأموات والأحياء في الوقت ذاته وفى المستقبل، ويظل الإنسان مرتبطا بها حتى لو غادرها مكانيا إلى موطن آخر، وهو أمر لا ينتقص بأي حال من الأحوال من مكانة المواطنة، فأرض الوطن تجمع فوقها أشخاصاً من مختلف الملل والديانات والأعراق فى زمن معين تحت حكم نظام سياسى مقبول من الجميع وقابل للتغيير والتداول ، لكن الأمة تظل كيانا ثابتا صامدا صلبا ، مهما كان حجم المتغيرات والتقلبات السياسية المحيطة، فالروابط الجامعة لكيان الأمة كفيلة بالتصدى لهذه المخاطر المحيطة المترصدة ،،
وبالتالى فلكى يتم تدمير أمة ما يتعين تفكيك الروابط الأزلية التى تجمع بين أبنائها، فمثلا يمكن البدأ بتسفيه اللغة المشتركة لحساب اللغات الأجنبية ،او من خلال تشويه صورة التاريخ وأمجاده وإنتصاراته والتقليل من شأنها ، كذلك تهميش الثقافة الوطنية وجعلها رمزا دونيا يرادف الشعور الشخصى بالعار، ثم أيضا العمل على تدمير المصالح المادية المشتركة التى تجمع أبناء تلك الأمة ، فتباع الأصول والمقومات الاقتصادية وتختفى الجزر من الخرائط ، ويتم تجريف الحدود واستباحتها ، حتى مصادر المياه شريان الحياة يتم التفريط فيها والتهاون بشأنها، لكن مع كل ذلك يظل هناك عاملا مهما يربط بين الناس ويشد أزرهم ويمثل رقما صعبا يجمع بين أبناء الأمة وهو الدين ، وبالتالى فإن الخطوة الأهم لإستكمال القضاء على تلك الأمة تأتى عن طريق تدنيس الثوابت الدينية المقدسة وتدميرها والقضاء عليها فى نفوس الغالبية العظمى من الناس ، ومن ثم تشتيتهم وجعلهم أحزابا متفرقة ،
لهذا كان الدفاع عن الدين المشترك الذى يجمع الاغلبية لا يقل ابدا عن الدفاع عن المصالح المادية المشتركة ، وبالتالى فإن دعوات التهوين من الإساءة للمقدسات الإسلامية بحجة حماية المصالح المادية التى تتعرض للخطر واعطائها الأولوية ، هى دعوات فارغة المضمون ،ولا علاقة لها بأى نضال، فحماية الثقافة والهوية الجمعية لأى أمة تقع على قدم المساواة مع الدفاع عن المصالح المادية إن لم تزد ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟