|
قراءة انطباعية في رواية السقشخي
فرح تركي
كاتبة
(Farah Turki)
الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 02:09
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
السقشخي
قبل أن يطرق الباب طرقات تذكرنا بالماضي...
هكذا انتهت رواية... السقشخي التي روت حكاية مجيد او مجودي كما اعتاد أترابه ان ينادونه تصغير لأسمه كنوع من تدليلاً.... وودت أن لا تنتهي.. فهي قراءة عميقة وملخص لما يكون عليه من حياة العراقي الجنوبي.. السومري الذي ورث التاريخ... أو هو من أورث التاريخ الكينونة من عنق وجود حضارته... وعراقته
يبقى كما النخلة المثمرة يتحمل الحجر ويرمي الثمر ولا يشتكي.. لغة الرواية لغة ثرية بالفصحى وخليت من ورود كلمات الغة العامية الا ما ندر حتى يخيل إليك وأنت تقرأ.. بأنك تقرأ رواية عالمية مترجمة لا تنقل واقعاً عاشه عراقي أو قاساه.. وليس هذا تهوينا من الروايات التي تدرج فيها اللهجة العامية لا مطلقاً.. ولكن الروائي علي لفتة سعيد وكأنه أبحر بلغة يستطيع كل العرب أن يقرؤها... ويمكن لأي مترجم بأن يترجمها بكلماتها وأحساسها وكل أنعطافات الأحداث فيها... ولكن مع ملاحظة أن يكون متشرباً للبلاغة ومغمور في مفرداتها تبدأ الرواية مع وجود فرط وجداني عميق.. تجاه زينب التي هي تكون كطوق النجاة أو كما خّيل إلي وأنا أقرأ... بأنها كالملاك الحارس الذي توصى بكل إمكاناته ليحمي ماجد.. السقشخي في بذل لا منقطع وحب جارف... عرفاناً وامتناناً لصدقه وحبه لها... لا لشيء أخر... وشعور بالفضول إلى ذلك المبني الذي يتكونن من برجين ويُخيل إلى ماجد بأن كل ما يجري في العالم يطبخ هنا ،حصد بعدها مصادفات ، كانت نتيجتها اعتقال وتهم ولكن يعود ليشرق وجه زينب في سمائه ،،، تكونت في رواية السقشخي انتقالات موفقة من الروائي بين حياته الآنية مع زينب وانتقاله إلى أمريكا بعد لقائهما ، وذكرياته الماضية التي لم تخلو من ذكر الأم والأب والأصدقاء والإخوة بالأخص أخوه الأكبر وخاله يونس الذي بدا له تأثير كبير في شخصية البطل ... التفاصيل التي أعطت للسرد رصانته والتشويق الذي يدفعك إلى الاستمرار في القراءة لتعرف ما الذي سيحصل بعد أن تطوي هذه الصفحة التي تقراها الحب لا يعرف المواسم... ولا يعرف الانتظار.. كانت قرارات البطلة واقعية.. ومناقشتها تنم عن فهم عميق وكما تم ذكره من خلال كثير من حوارتهما... هي تتنبأ وتستشعر الحدث الأتي.. أو لنقل الخطر الأت نحو ماجد... وذلك ببساطة شديدة... وكيفية أظهر منها تعجبا كبير حتى ماجد نفسه.. ألا أن الجواب كان سهلاً.. بأن اللوعات بمرها وثكناتها الملتوية قد عاشتها هي وشعبها اللبناني وكأنه سيناريو معاد في العراق.. وكانت هي رغم صغر سنها وشبابها تمتلك رؤية.. أبعد.. وفق الروائي في تمثيله للشخصيات وفي جعل ماجد وزينب ندا لبعضهما في الحب والفهم والصمود وفي اندلاع المصائب وتخطيها لذلك ونحن نقرأ.. سنظن لوهلة بأنهما ثنائي خيالي لا يتكرران ألا كل مئة رواية... كانت الفصول التي تذكر فيها حضور زينب... كالجوري الأحمر في وسط صحراء لاهبة من طقوس تحقيقات التي لوهلة ولعمق التفاصيل لشعرنا بحدة نظرة حتى المحققة وحربة النفسية للضغط علي ماجد ليقر و يعترف بما لم يفعل كانت رسالة صادقة بأن الطغاة وان تبلدت أثوابهم فهم.. سيصلون بنا إلى حافة واحدة بأن البلد الذي لا تمتلك فيه حرية الكلمة... فأنك لست بمأمن وأنت لا تمتلك حياتك.. كما أعلن ماجد في ملأ أننا نعيش في زمن الخوف ليسحب معتقلا لغرض تحقيق طويل ومتشعب وجهت له تهم لا تعد بسبب هذه الكلمة...زمن الخوف ، لكنه وبعد سلسله من التحقيقات خرج ولكنه بتفكير مختلف والغريب في أنها بقيت في قلبه مدينة الضوء .... ومنها كل الحكايات " سوق الشيوخ " يجوز للرجل بأن يعشق مع الأم مدينته ، بل وأكثر فذاك العشق مكنه من ترجمة ما بين نصائح زينب ....من جهة وما أراده الاحتلال الأمريكي من تلك المدينة التي سكنت في روحه هناك منعطفان يعدان الأكثر وجعاً من الكثير الذي تناولته الرواية من سلسلة من التوثيقات والإحداث التي عاشها عراقي ما بين ملايين العراقيين قبلا وحاضر والله أعلم بما يخبئ لنا المستقبل أولهما ، أن والدته توفت ولم يراها قبيل وفاتها ولو نظرة و وداع ، وثانيهما...عودة إلى العراق وطريقه من مطار بغداد إلى سوق الشيوخ ... فقد بدا وكأنه طريقا موحشا وطويلا ولم يخلو من المفاجئات، في رواية السقشخي ... رحلة رجل نحو الآمان تضمنت الصدق وعدم المحاباة والتحيز لجهة فقد كانت تعرية بصراحة لاذعة وغياب للمجاملة وكسب خاطر او تبرئة جهة او مدح وكأنها صفعة لكل من أربك رفاهية العراقي .. بأن يمازح الشمس في بلاده ويغالب الوجود ويكمل مسلة التكوين ... هنا بدأ التاريخ ولكن وأسفاه . فرسالة الروائي كانت على لسان ماجد " أن الاستقرار لا يشبه الأناشيد... نهاية الرواية كانت مفتوحة ... لم أسهب في تفاصيلها فهناك الكثير لكيلا أحرم تشويق من لم يقرئها بعد ....
#فرح_تركي (هاشتاغ)
Farah_Turki#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وشوشة الشجر
-
قصيدة بعنوان ماذا لو كنت
-
قراءة في كتاب طريق الحكمة، طريق السلام كيف يفكر الدالاي لاما
...
-
كائن منسي
-
العمل الأدبي يستنزف من الكاتب أحاسيس ومشاعر حوار مع القاص وا
...
-
قصة قصيرة بعنوان بائع الشاي
-
(من يدعي الحرية ، هو من بتر أجنحتي) حوار مع الكاتبة ملاك الم
...
-
أغنية الثروة
-
قراءة انطباعية في رواية -دارين - البراءة والطابع الواقعي في
...
-
أدعي إني بخير
-
قراءة في كتاب خوارق اللاشعور أو أسرار الشخصية الناجحة للدكتو
...
-
قراءة في نص أمي أمراة شيعية
-
رسالة التشافي
-
مسرحية الراديو.. من الأعمال العالمية تنبض بتردد بابلي حوار م
...
-
الخريف متهم بريء
-
عطركِ
-
دولاب القدر
-
عذراً... عقلي لا يفهم الحروب
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|