|
الملأ ذو القوة وأتباعهم المستضعفون في القصص القرآنى : ( قوم عاد )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7077 - 2021 / 11 / 14 - 20:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أولا : 1 ـ نزل القصص القرآنى للعظة والاعتبار . قال جل وعلا : ( وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) هود )، وفى نهاية قصة يوسف قال جل وعلا : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) يوسف ). 2 ـ وفيما يخصُّ موضوع القوة والضعف والاستضعاف فالظروف متشابهة في جميع الأمم والأجيال قبل نزول القرآن الكريم ووقت نزوله ، وبعده الى أن يرث الله جل وعلا الأرض ومن عليها . والدليل أنه يوم القيامة سيكون أصحاب النار بين طائفتين ، الذين استكبروا ، ومن أتبعهم من المستضعفين . قال جل وعلا : 2 / 1 ـ ( وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ (21) ابرهيم ) 2 / 2ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذْ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنْ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33) سبأ ) 2 / 3 ـ ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنْ النَّارِ (47) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) سبأ ) 2 / 4 ـ ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68) الاحزاب ). 3 ـ ذلك أنه في كل زمان ومكان فإن المستكبرين المترفين أصحاب السُّلطة والثروة المغترين بقوتهم دائما يرفضون الحق الالهى لأن حلفاءهم من أكابر رجال الدين يزينون لهم أنهم بمنجاة من عذاب الله جل وعلا يوم القيامة . قال جل وعلا :3 / 1 : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (35) سبأ ) 3 / 2 : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الانعام ) 3 / 3 : ( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف ) 4 ـ وحتى الآن فالثقافة السائدة دينيا هي عبادة الأسلاف وما وجدوا عليه آباءهم واسطورة ثوابت الأمة ، وتحالف المستبدين مع رجال الدين. كل هذا والقرآن الكريم معهم ، مما يؤهلهم الى عذاب الجحيم الخالد ، حيث قال جل وعلا عنهم جميعا : ( إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) الصافات ) ، وقبلها قال جل وعلا عن عذابهم : ( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإٍلَى الْجَحِيمِ (68)الصافات ) ، وفى خضم هذا العذاب الخالد سيتجادل المستكبرون والمستضعفون بلا نهاية .
5 ـ والله جل وعلا أخبر ببعض قصص بعض الأنبياء . قال جل وعلا : 5 / 1 :( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )(78)غافر ) 5 / 2 : ( وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) النساء ). ثانيا : الحق المطلق هو في القرآن الكريم فقط . ومن المعهود وجود الكثير من الشكوك والتشكيك فيما يسمّى بالعهد القديم ، ولقد تميز القرآن الكريم بقصص لم يرد في العهد القديم ، ومنه قصص قوم عاد ، وهم الجيل الذى جاء بعد قوم نوح . ونتوقف معه فيما يخصُّ القوة . وذلك لأن : 1 : هم الجيل التالى لقوم نوح ، وقد زادوا عليهم في القوة الجسمانية . قال لهم نبيهم هود عليه السلام : 1 / 1 : ( وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ) (69) الأعراف ) 1 / 2 : تمتعوا بالقوة الثراء. قال لهم هود عليه السلام : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود ) 2 : وصل غرورهم بقوتهم أنهم نسوا الخالق جل وعلا ذا القوة المتين . قال جل وعلا عنهم : ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فصلت ) 3 : إن آثارهم التي خلّفوها لم يحدث لها مثيل ، قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) الفجر ) 4 : في عصرهم السحيق كانوا ينشئون مصانع تجعلهم ـ في نظرهم ـ خالدين ، وكانت لهم جنات وعيون وانعام وتكاثف سكانى وقوة حربية باطشة . قال لهم نبيهم هود عليه السلام واعظا : ( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) الشعراء ) ثالثا : المستفاد من القصص القرآنى عن قوم عاد : 1 : كما ندعو نحن المحمديين في عصرنا ، فقد دعا النبى هود قومه الى ( لا إله إلا الله ) 1 / 1 : باعتبارهم القوم الذين أتوا بعد هلاك قوم نوح قال عنهم جل وعلا : ( ثُمَّ أَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (32) المؤمنون ) 1 / 2 : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (65) الأعراف ) 1 / 3 : ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) 2 : لأنهم كانوا يعرفون الله جل وعلا فقد : 2 / 1 : وعظهم بالاستغفار : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ )(52) هود ) 2 / 2 : وعظهم بتقوى الله جل وعلا . قال لهم ( كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) الشعراء ) 2 / 3 : وفى المقابل زعموا أن هودا قد إفترى على الله جل وعلا كذبا ، قالوا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) (38) المؤمنون ) 3 : مثل كل الأنبياء ومثل دُعاة الحق قال لهم إنه لا يسألهم أجرا : 3 / 1 : ( يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (51) هود ) 3 / 2 :( وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (127) الشعراء ). 4 ـ مثل المحمديين في عصرنا كانوا يعبدون جل وعلا ولكن يعبدون معهم آلهة أخرى تمسكا بعبادة ما وجدوا عليه آباءهم ، رافضين أن يعبدوا الله جل وعلا وحده ، قالوا له : ( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (70) الاعراف ) 5 ـ مثل المحمديين في عصرنا عبدوا أسماء أصبحت تلك الأسماء ذات سطوة . قال لهم هود عليه السلام : ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) 71 ) الأعراف ) 6 ـ بل اتهموا نبيهم هودا عليه السلام بأن آلهتهم بما لديها من معجزات وكرامات قد مسّته بسوء : ( إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ) وردّ عليهم بقوة : ( قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) هود ) 7 ـ كان لهم ناصحا أمينا ، ولكن الملأ ( أكابر المجرمين ) إتّهموه بالسفاهة ، ورد عليهم بأنه ليس به سفاهة ولكنه رسول ناصح أمين : ( قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ (68) الأعراف ) 8 ـ كان أكابر المجرمين من ( الملأ ) هم في صدارة المعارضة للحق ، وتبعهم المستضعفون . ووصف الله جل وعلا الملأ بالترف وتكذيب اليوم البعث واليوم الآخر ، وقد تعجبوا أن تأتيهم الدعوة من بشر يعتبرونه أقل منهم مكانة : 8 / 1 : ( وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخَاسِرُونَ (34) المؤمنون ) 8 / 2 : وقال لهم : ( أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ) (69) الأعراف ) 9 ـ كانوا أكابر المجرمين العاديين ومعهم أكابر المجرمين من رجال الدين ، يفترون لهم الأحاديث . وبهذا جادلوه بالباطل دفاعا عن آلهتهم المصنوعة من أسماء توارثوا تسميتها والتخويف منها ، قال لهم : 9 / 1 : ( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنْ الْمُنتَظِرِينَ (71) الأعراف ) 9 / 2 : ( إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (50) هود ). وهذا يعنى أنهم وقعوا في الافتراء على الله جل وعلا كذبا ، فقال لهم : ( إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ). بهذا الافتراء تحالف في قوم عاد أكابر المجرمين من المستكبرين ورجال الدين . 10 ـ الملأ وأتباعهم المستضعفون تمسكوا بثوابت دينهم الأرضى ، ومنها ثقتهم بعدم تعذيبهم : ( قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنْ الْوَاعِظِينَ (136) إِنْ هَذَا إِلاَّ خُلُقُ الأَوَّلِينَ (137) وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) الشعراء ) 11 ـ وجاء وصف الملأ بالجبروت ، وبه جعلوا المستضعفين يتبعونهم ، قال جل وعلا : 11 / 1 : (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) هود ). 11 / 2 : وقال هود عليه السلام لهذا الملأ المترف المستكبر : ( وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) الشعراء ). الملأ هم أصحاب الأمر وهم أصحاب البطش والجبروت ، والمستضعفون يخشون جبروتهم . 11 / 3 : وجاء وصفهم جميعا بالاجرام ،قال لهم هود عليه السلام : ( وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود ) 12 : في النهاية هددهم هود بالله جل وعلا القوى العزيز . قال لهم : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) هود ) 13 ـ عن هلاكهم في إيجاز قال جل وعلا : 3 / 1 :( فَأَخَذَتْهُمْ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41) المؤمنون ) ، أصبحوا غثاءّ وهباءّ . 13 / 2 : ( وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) هود ) . عذاب قوم عاد موصوف بأنه غليظ ، أعقبه موت بطىء .! 13 / 3 : ( فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ (72) الأعراف ). أبادهم الله جل وعلا دابرهم وأنجى المؤمنين . 13 / 4 : ( فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) الشعراء ) 14 : وجاء في تفصيل إهلاكهم قوله جل وعلا : 14 / 1 : ( قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) المؤمنون ). إى إن عذابهم سيستمر أياما وليالى ، وقتا طويلا يشعرون فيه بالندم . لم يموتوا فجأة ، بل على مهل . 14 / 2 : ( فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (16) فصلت ). ردأ على غرورهم بقوتهم عذّبهم رب العزة جل وعلا بالهواء العاصف، بالريح .!! . وفى هذا العذاب خزى لهم ، حين تقتلعهم الرياح على مرأى من المؤمنين ، لكن عذاب الآخرة أخزى .! 14 / 3 : ( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) الذاريات) . هي ريح عقيم تحول البشر الى رمم ، على مهل . يرون هذا يحدث فيهم .! 14 / 4 : ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) الحاقة ) عانوا من عذاب استمر سبع ليال وثمانية أيام حسوما متتابعات . 14 / 5 : ( كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) القمر ) كانت الريح تقتلعهم من الأرض ثم تقذف بهم الى الأرض كأنهم أعجاز نخل منقعر ، ومع استمرار ذلك أياما فهو بالنسبة لهم كان يوما واحدا من نحس مستمر . قال جل وعلا بعدها ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) القمر) هل هناك من يتدبّر القرآن الكريم الذى يسّره الله جل وعلا للذكر والهداية .؟ !! 15 ـ عاشوا في صحراء رملية ، ولكن كان أساس قوتهم الريح التي تأتى لهم بالأمطار ومنها يزرعون ويتمتعون بأنعام وبنين وجنات وعيون وقصور . قال لهم هود عليه السلام يعظهم : 15 / 1 ( وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) الشعراء ) 15 / 2 : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود ) 15 / 3 : جاءهم العذاب من نفس الريح التي كان هبوبها يعنى المطر والرخاء ، وهم يعيشون في الأحقاف أي الرمال . ثارت الريح فظنوها تحمل الخير والأمطار ، فكانت عذابا هائلا مُخزيا ، دمرتهم بعذاب أليم قضى عليهم في عدة أيام ، وفى النهاية لم يبق منهم سوى مساكنهم العالية الخالية . قال جل وعلا : ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) الأحقاف ) 15 / 4 ـ في الآيات التالية يأتي الخطاب لنا وللعصور التي تزعم الايمان بالقرآن الكريم ، يقول جل وعلا عن قوم عاد وعنّا : ( وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (26) الأحقاف ) . وبعدها التنبيه والتذكير باهلاك السابقين : ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنْ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْلا نَصَرَهُمْ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) الأحقاف ) . أخيرا أنعم الله جل وعلا على المحمديين اليوم بنعمة القرآن وبنعمة البترول ، فبدلوا نعمة الله جل وعلا كفرا . ينطبق عليهم قوله جل وعلا :( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) إبراهيم ). وهذا ما نراه الآن .!! ودائما : صدق الله العظيم .!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فقه الاستضعاف
-
المصريون والاستضعاف والحتميات
-
بين القوى والضعيف والمستضعف
-
الضعف النفسي : قصص من الحياة ومن التاريخ
-
ف 9 : حقوق النساء
-
ف 8 : حقوق الضعفاء
-
( سوار الذهب ) هو السبب
-
ف 7 : التيسير في التشريع مراعاة للضعف والضعفاء
-
ف 6 : تشريعات خاصة بالطفل اليتيم
-
تعليم الطفل إسلاميا في رؤية قرآنية
-
هل منافع الخمر والميسر تجعلهما حلالا ؟
-
القاموس القرآنى : ( جنة / جنّات )
-
ف 6 : تعليم الطفل : ( صناعة الانسان )
-
ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام :( 4 ) رعاية المولود في فترة
...
-
ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية ل
...
-
ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام:( 2 ) حق الطفل في الحياة قبل
...
-
ف 6 : رعاية الطفولة في الإسلام : ( 1 ) تحديد فترة الطفولة
-
ف 5 : شهامة العسكر المصرى العنيف في تعذيب الطفل المصرى الضعي
...
-
ف 4 : جريمة قتل الأطفال الضعفاء
-
ف 3 : عن ضعف الوالدين في شيخوختهما
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|