|
المندائيون في بلدان المهجر معاناة قاسية وتطلعات من اجل استمرار البقاء
يحيى غازي الأميري
الحوار المتمدن-العدد: 1655 - 2006 / 8 / 27 - 14:47
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
أخواتي و أخوتي الحضور الكرام السلام عليكم قبل بدء المؤتمرات الدورية ، تعود المتابعون والمعنيون بها القيام بعمليات جرد يتفحصون خلالها جدول أعمالهم وبرامجهم وما تحقق من أهدافهم السابقة ، يراجعونها فقرة فقره ، يأخذهم التفكير في كل واحدة من تلك الفقرات ، ماذا حقق منها وكيف كانت نسبة نجاحها وبكم وأين أخفق ، وما هي تبريرات ذلك ، وما هي افضل الطرق لتحقيقها لتفعيل النجاح والابتعاد عن السلبيات ، مبتعدا عن الوسائل والطرق التي لم تحقق نتائجها بالشكل الأمثل . إن رصد البرامج القديمة ومتابعتها بدقة ونقد بنّـاء لهي سياسة صحيحة وناجحة ، إنها باختصار عملية نقد للنفس ( أو ما نسميه النقد الذاتي ) ، هذا يكون عندما تكون في موقع أو مكان فيه الأمان والسلام والاستقرار يسير بشكل طبيعي ...... لنرى وضعنا الحالي وما نحن فيه لنرى وضعنا نحن الصابئة المندائيين الآن هل نبقى نتابع برامجنا القديمة وأهدافها أم نتحرك بسرعة وقوة وفاعلية مع تطور الأحداث !!! : بعد انهيار النظام الغاشم ، برزت لنا نحن الصابئة المندائيين ، ظروف لم تكن في الحسبان ، اثر الانفلات الأمني وظهور قوى الإرهاب والتكفيريين والظلاميين وتركة صدام وجلاوزته ، وبرزت معها عشرات الأحزاب والمنظمات الدينية المتطرفة والمليشيات الطائفية الدينية ، وعشرات من عصابات الجريمة المنظمة المحلية منها والعالمية وهي تفرض وتبسط سيطرتها على البلد وبالأخص ( الأماكن التي يقطنها المندائيين في العراق ) ، مما اربك الطائفة المندائية فتبددت أهدافها وتطلعاتها وتحطمت أحلامها و آمالها ، وبدأت آلاف العوائل المندائية ( بالفرار ) وبشكل متسارع إلى دول النزوح ( الأردن وسوريا ، واليمن وغيرها من البلدان ) وهم يعيشون الآن في ظروف بالغة الصعوبة فالعوز والفقر والمعاناة والخوف من المجهول يخيم عليهم وقد وصلت آلاف من تلك العوائل إلى العديد من الدول التي تمنح اللجوء الإنساني ، بعد ان دفعت كل ما تملك من أموال إلى المهربين وسماسرتهم ، و أمّـا للذين في بلدان المهجر يواجهون تحديات جديدة ، فهم موزعين في شتى بقاع الأرض ، في تجمعات صغيرة و في مجتمعات جديدة في كل شيء عليهم ، الآن اختلفت الموازين فالقسم الأكبر من المندائيين هجر الوطن والبقية التي لم تزل في العراق تعيش وسط أجواء الرعب والهلع والموت اليومي يحيط بها ، ولم يزل نزوحهم يسير بشكل مستمر، هذا هو وضعنا نحن المندائيين بشكل مختصر، إنها باختصار كارثة حقيقة كبيرة حلت بنا نحن المندائيين . قبل ثلاثة عقود تقريباً و نتيجة للحاجة الماسة إلى جمع كلمة المندائيين والدفاع عن مصالحهم تأسست أول المؤسسات المندائية وبجهود وإمكانيات ذاتية بحتة ، وبقيت هذا المؤسسات تعمل ضمن إمكانياتها المادية منها والإدارية دون دعم من أية جهة حكومية أو منظمات عالمية ، رغم فرض سياسة السلطة وتدخلاتها ببث رجالاتها السلطوية والأمنية في تشكيلات الطائفة أيام السلطة البائدة ، وقد برزت في بلدان المهجر قبل عشر سنوات تقريبا ً طليعة مندائية حاولت ولازالت تعمل بكل جدية ونشاط من اجل تأسيس تجمعات مندائية في دول الشتات ، وقد وفقت هذه النخبة المندائية و بتظافر جهود إعداد كبيرة من المندائيين معهم بتأسيس اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر و هذه هي مؤسساتنا وهذه إمكانياتها وهذا عمرها ، وأمامها هذا الإعصار الهائج المدمر ! سادتي الأفاضل يعرف الجميع ان المندائيين لم تدعمهم دول أو مؤسسات دينية أو منظمات إنسانية أو ثقافية عالمية ، وليس لدينا معاهد أو مدارس دينية أو إدارية أو بحثية ، ولم تفكر بنا أية منظمة عالمية بشكل جدي وتتبنى مساعدتنا وتوجيهنا والمحافظة علينا وعلى تراثنا الإنساني الكبير . في ظل هذه الظروف المعقدة والمحرجة والمتأزمة يتحتم علينا نحن المندائيين ، تجميع الأفكار وشحذ الهمم ووضع الخطط لمواجهة هذا الإعصار المدمر الذي يضرب المندائية وتراثها وديمومتها بغير رحمة ، هذا هو أهم ما اجتمعنا اليوم من أجله ! ان استمرار ديمومة المندائية كدين وتراث وطقوس ، يتطلب منا { كافة المندائيين ،وقبل كل شيء} زيادة تكاتفنا وترابطنا وتوحيد جهودنا و كلمتنا وهذا يتطلب العمل بجدية ونكران ذات ، بعيدا ً عن الفردية والتسلط والأنانية والمحسوبية والعائلية والأحقاد والضغائن ، والمزايدات و المهاترات ، مسترشدين بالمبادئ الإنسانية النبيلة ، كالتضحية والصدق والإخلاص والتعاون و المحبة والتسامح وهذا يدعونا إلى التفكير الجدي في بناء المؤسسات المندائية في المهجر ، وتوحيد طروحاتها . لقد استجدت الآن وبشكل لا يدعو إلى التأخير والتمهل بل يدعو إلى المباشرة فورا بوضع الخطط الفاعلة للخروج من هذه الأزمة المرعبة ووضع أساسيات و أهداف مستقبلية نعمل على تحقيقها. ومن أهم الأمور التي أود أن أشير إليها 1 ـ عقد المؤتمرات الدولية التضامنية ولفت نظر العالم اجمع إلى معاناتنا وما نحن فيه من كارثة حقيقة وما هي مطاليبنا. 2 ـ التضامن المستمر مع إخواننا و أهلنا في العراق وإيران ومطالبة الحكومة العراقية والإيرانية والأحزاب والمنظمات على ضرورة إعطائنا حقوقنا واستحقاقاتنا و إشراكنا في العملية السياسة ، والمحافظة علينا ورعايتنا وصيانة حياتنا وممتلكاتنا وتراثنا . 3 ـ متابعة إخواننا في بلدان النزوح وإيجاد الحلول المنصفة لهم وذلك بالاستمرار بمخاطبة المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية وهيئاته الدولة . 4ـ القيام بحملات إعلامية كبيرة تبث فيها ثقافة التسامح والاخوة والمحبة و الإخاء والتعاون ، لتخفيف خلفية التراكمات الكبيرة التي خلفها النظام البائد وإعلامه ، ويتطلب الأمر تحجيم دور العناصر ذات الأفكار الهدامة التي خلقها النظام السابق وبثها بين صفوف التنظيمات المندائية ، فخطرها اكبر ضررا ً من غيرها لكونها مدربة على ( كافة أنواع ) الأدوار التخريبية الحقيرة . 5 ـ تأسيس وتوحيد المؤسسات والجمعيات المندائية في بلدان المهجر ، ورسم أهداف مشتركة لها من اجل النهوض بالمندائية وديمومتها ، .وسوف أتناول هذه النقطة بشيء من التفصيل لكونها محور مقالتنا هذه . 1 ـ إحياء اللغة المندائية ، من الجهود المشكورة ما قام به الدكتور قيس مغشغش من متابعة جادة أثمرت وبجهود ( الشيخة موزة بنت ناصر المسند ) عقيلة أمير قطر،بصفتها مبعوث اليونسكو الخاص للتعليم الأساسي والعالي ، التي بادرت بمفاتحة المدير العام للأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) على احتضان اللغة المندائية لكونها من اللغات القديمة المهددة بالانقراض ، فاستجابت منظمة اليونسكو لندائها فأدرجت اللغة المندائية ضمن اللغات التي سوف تتبناها منظمة اليونسكو لكونها مهددة بالانقراض ، نتمنى أن تتظافر الجهود من اجل تشكيل هيئة خاصة تتبنى متابعة الموضوع والإشراف عليه ، وتدار بواسطة شبكة الانترنيت أو بقية وسائل الاتصال السريعة المتطورة . 2 ـ بناء التشكيلات المهنية والثقافية والعلمية المندائية ، ( مثل رابطة الكتاب والإعلاميين والفنانين ، واتحاد الأطباء، ورابطة المرأة ، وحقوق الإنسان وغيرها و تحفيزها الاتصال بالجهات ذات العلاقة والاستفادة من إمكانيات تلك الجهات ودعمها ). 3 ـ الزواج المندائي ، تكليف لجنة متخصصة من الباحثين بوضع دراسات وحلول لغرض تسهيل الاتصال والتعارف بين الشباب المندائي لغرض الزواج فيما بينهم، على أن تأخذ المسألة بجدية و إعطاء مهمتها إلى عناصر مشهود لها بالنزاهة والأخلاق الحميدة والكفاءة ، إنها من المسائل الإنسانية النبيلة والمهمة جدا ً في استمرار وديمومة المندائية . 4 ـ الإسراع بتشكيل مجلس ديني ، يضم بصفوفه مجموعة من مثقفي الطائفة وخصوصا ً ذوي الثقافة الدينة المندائية و التاريخية والباحثين في الشأن المندائي ، لغرض إعداد الدراسات والبحوث والمقالات و الإجابة على الاستفسارات وممارسة النشاطات الدينية و الطقسية . 5 ـ مفاتحة المؤسسات والهيأة والجامعات والمنظمات العالمية ، و استحصال منها المساعدات والمنح والزمالات والدورات الدراسية لأبناء الطائفة المندائية ، وكذلك مخاطبة بعض الجهات بفتح دورات أو ترشيح أفراد من المندائيين و إدخالهم بدورات الكوادر القيادية لغرض زجهم في العمل في منظمات المجتمع المدني ( كالجمعيات والاتحادات والرابطات التي سوف يتم تشكيلها ) وكذلك مفاتحة الجهات والمنظمات لغرض ترشيح بشكل مستمر سنويا ً بعض المندائيين و إدخالهم الجامعات أو المعاهد الإعلامية لغرض خلق قواعد مؤهلة للمستقبل . 6 ـ تشجيع تشكيل التجمعات والاتحادات والجمعيات المندائية ومتابعة جهودها وتكريم المتميزين منهم وكذلك نشر نشاطاتهم بكافة وسائل الإعلام المتاحة . و استحصال الزمالات والدورات وغيرها لهم لغرض الاستفادة اكثر من تطوير كفاءتهم ومؤهلاتهم . . 7 ـ الاتصال ببعض المحطات الفضائية ، ومحاولة الحصول منها على ساعةٍ أسبوعيا ً لغرض بث نشاطات الطائفة وأخبارها والتعريف بديانتنا وثقافتنا ومعاناتنا إلى كافة أنحاء العالم . 8 ـ دعم دار النشر المندائية ومساعدتها بتبني توزيع الكتب و المجلات والدراسات المندائية والإيعاز إلى كافة الجمعيات بالتعاون معها لغرض إنجاح ذلك ، نتمنى أن تكون في كل بيت مكتبة مندائية صغيرة تحوي الكتب والدراسات والآداب والفنون المندائية . 9 ـ دعم وتشجيع إقامة مهرجان مندائي سنوي ( ثقافي ، ديني ، فني ) لا يقل عن ثلاثة أيام يقام في إحدى البلدان الأوربية على أن يكون تقليد سنوي تستضيفه إحدى الجمعيات المندائية في تلك الدولة كل مرة . وكذلك مهرجان سنوي أخر في استراليا . 10 ـ مطالبة السلطات العراقية أن تلتفت إلى دعم مؤسساتنا المندائية في الخارج ماديا ً ( تخصيص مبلغ سنوي ) لكي تتمكن هذه المؤسسات أن تقوم بدورها وتحقق نشاطاتها . وكذلك مطالبة الحكومة العراقية أن ترعى آلاف المندائيين من الكوادر العلمية والفنية و أصحاب المهارات والخبرة والكفاءة والنزاهة ، بإفساح المجال لهم في العمل في مؤسسات الحكومة العراقية في الخارج وعدم توزيعها على المحاصصات الطائفية والقومية فيما بينهم كما هو معمول به الآن . ونفس المطالبة للحكومة الإيرانية . 11. اخوتي وأخواتي أهم شيء يجب أن نبقى نردده هو أن العراق وطننا و مزروع في حدقات عيوننا ، وشعب العراق بكل أطيافه وألوانه ، هم أهلنا وإخواننا وأصدقائنا وأحبتنا .
ألقيت في إحدى جلسات المؤتمر الرابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجرالذي عقد في مالمو يومي 18 و19 أب 2006
#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير إخباري عن وقائع جلسات المؤتمر الرابع لاتحاد الجمعيات ا
...
-
بطاقة حزن لك يا وطني في يوم العيد -عيد الصابئة
-
شاكر جواد القره غولي.... طيبة قلب.... وخفة دم.... و بديهية ن
...
-
الأخوة والأخوات الأفاضل في اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
-
لا تلومونا على هذا الحزن وكثر البكاء
-
جديد المناشدة بحقوق الصابئة المندائيين
-
الصابئة في مدينة واسط خلال العصر العباسي للفترة 324 656 ه أ
...
-
بين أمي .. وفيروز .. والإنقلاب .. شدة وفرج
-
الاشاعات ومروجوها ..... جيف وقمامة لا تستحق إلا الطمر
-
زهرون وهام .... رمزٌ جميل للصداقة ، والتواضع
-
العزيزية ...... سحرها بنهرها وشاطئيها وأهلها
-
مسودة الدستور الجديد ضربة موجعة للأقليات الدينية غير المسلمة
...
-
الى : أول صوت ( للصابئة المندائيون ) في لجنة كتابة دستور الع
...
-
تثبيت حقوق طائفة ( الصابئة المندائيين ) في الدستور يقطع عنهم
...
-
الصابئة المندائيون ....أخيراً ....في لجنة كتابة دستور العراق
...
-
أحداث من الماضي الأليم .... محفورة في الذاكرة
-
الصابئة المندائيون : حصتهم من الاضطهاد كبيرة ...ومن الغنائم
...
-
سلاما ً يا أحبتي
-
قديس أسمر من الناصرية أسمه سلمان منسي
-
من يضمــــــــــــد جراحنا ؟ من يوقف مآسينـــــــــــــــا؟
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|